تمخض عن الاجتماع التأسيسي للمجلس الوطني السوري جملة من القرارات ، ماذا تبنى المجلس تجاه القضية الكردية ؟
و أريد ان أكد أن الميثاق السياسي للمجلس نص فيما يتعلق بالقضية الكردية في سوريا على الإعتراف الدستوري بالوجود القومي الكردي في سوريا و إيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في إطار وحدة البلاد.
فقد خصص للمكون الكردي 20 مقعداً من أصل 190 عدد مقاعد المجلس الوطني و تم الإتفاق على أربعة شخصيات كردية ثلاث منها حزبية و أحداها مستقلة للتمثيل في الآمانة العامة للمجلس الوطني و هذه الشخصيات كانت عبد الباقي اليوسف وكاميران حاجو و عبد الباسط سيدا و الشهيد مشعل التمو, على أن يتم فيما بعد إنتخاب شخصية من هؤلاء لتمثيل المكون الكردي في المكتب التنفيذي الذي تقرر أن يكون عدد أعضاءه سبعة.
فقد تبين فيما بعد أن الكواليس شهدت إتفاق على الشخصيات التي سوف تمثل المكون الكردي في الأمانة العامة دون التشاور مع ممثلي الحراك الشبابي و أخذ رأيهم في المشاركة أو من الإتفاق نفسه و تاليا عرضه على التصويت , أعتقد أن السبب فيما حصل كان سببه أيضاً ليس محاولات التكالب على مقاعد الأمانة العامة فحسب و أنما كان أيضا بسبب موقف قيادة الحراك الشبابي التي تساهلت مع محاولات إقصاء الشباب.
مشاركة بعض الأحزاب الكردية في المجلس بالرغم من عدم تبنيها شعار إسقاط النظام الذي كان الشعار الأساسي للمجلس ، بماذا تعلل هذا التباين ؟
فيما يتعلق بمشاركة بعض الأحزاب الكردية في المجلس الذي رفع شعار إسقاط النظام فإنه يهمني أن أوضح أن مشاركة تلك الأحزاب ما تزال تحوم حولها الكثير من الشكوك فمن جهة تناقضت تصريحات رموز حزب آزادي حول صحة تمثيل ممثلهم في المجلس و هو ما يشير إلى خلافات فيما بينها أما حزب يكيتي فقد أكد توقيع ممثلهم في الخارج على بيان تلي في اجتماع إستوكهولم على عدم إتفاق على المشاركة في المجلس و لم يخفي كذلك الممثل الكردي في إعلان دمشق عن الصعوبات التي تعترض مشاركة الأحزاب الكردية في المجلس بسبب شعار إسقاط النظام و ما تزال مشاركة تلك الأحزاب الفعلية محل تساؤل , المهم أن هنالك تناقض واضح في مواقف تلك الأحزاب و الوقت كفيل بوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالموقف النهائي.
تم إستبعاد مقاعد الشباب الكرد في الأمانة العامة لعدة أسباب أولها عدم إتفاق المجموعات الشبابية على ترشيحات معينة من جهة و بسبب تكالب الشخصيات الحزبية على شغل المقاعد من جهة أخرى , و لم يكن أمامنا سوى أن نحرص على وحدة الصف الكردي حتى لا نعطي الفرصة لأحد للعب على تناقضاتنا و إختلافاتنا.
و مع ذلك أعتقد أن هنالك توجه في الحراك الشبابي على عدم ترك الأمور تجري بهذا الشكل و بأنه يجب المطالبة الغير قابلة للمساومة بتمثيل الحراك الشبابي الكردي في الأمانة العامة.
أما فيما يتعلق بالتمثيل الكردي فأنا أوافقكم على أنه لا ينسجم مع نسبة الكرد من السكان في سوريا و الأمر سببه أن المفاوضين الكرد لا يحرصون على هذه القضايا المهمة في التفاوض بقدر اهتمامهم بتحسين صورتهم لدى الجهات العربية من المعارضة و هو ما ينعكس سلباً على موقع الكرد سياسياً و تمثيلاً في المعارضة السورية وهي إشكالية قديمة ما تزال تمدد إلى يومنا الراهن.
الرمد أفضل من العمى ، و أخيرا توحدت أغلب فصائل المعارضة تحت سقف المجلس الوطني السوري،الآفاق المستقبلية واليات العمل للمجلس في الفترة القادمة ؟
أتمنى على الأحزاب الكردية أن تفعل شيئا واحد ا فقط عملاً بالمثل الكردي و هو أن كنت لا تستطيع فعل شيء جيد فأرجو أن لا تفعل شيئاً سيئاً.
و لم تختلف عن رؤى و تصورات الأحزاب التقليدية.
و مع ذلك تبقى محاولة في اتجاه صياغة رؤية جديدة للحل بالنسبة للقضية الكردية لا بد أن تنضج في ميدان الممارسة السياسية التراكمية.