رابطة كاوا للثقافة الكردية تعقد حلقة دراسية بعنوان:

 مشروع الشرق الاوسط الجديد: ملامحها و ابعادها

اقامت رابطة كاوا للثقافة الكردية حلقة دراسية من يومين حول (مشروع الشرق الاوسط الجديد،ملامحها و ابعادها من 29-30/10/2006) في قاعة المؤتمرات التابعة للمركز الثقافي لجامعة صلاح الدين في عاصمة اقليم كردستان – العراق اربيل .
بدأت الحلقة التي اشرف عليها و قام بتنسيقها السيد بشار كيكي في يوم الاحد الموافق 29/10/2006 ، حيث استمع الحضور الى اربع محاضرات  بدأت في الساعة الثالثة مساء و حتى السابعة مع فترات استراحة متقطعة  ، حسبما ورد في جدول الحلقة الدراسية .

و كانت محاضرات اليوم الاول على النحو التالي :

محاضرة الدكتور شيرزاد نجار بعنوان : ” مقارنة بين مشروعي الشرق الاوشط الجديد و الكبير ” حيث قدم الدكتور شيرزاد عرضا شاملا و واسعا لموضوع البحث و بّين ، في سياق مقارنته بين المشروعين، نقاط الاختلاف و الالتقاء بينهما مؤكدا أن كليهما يصبان في الاتجاه ذاته -رغم بعض الاختلافات هنا و هناك –بما يخص تحقيق التغيير  و التجديد في  المنطقة .

و حسب البرنامج المقرر للندوات فقد تبع محاضرة د.

نجار  اجراء مناقشة و تم تقديم المداخلات و الاستفسارات من قبل السادة الحضور الذين اغنوا الموضوع بملاحظاتهم القيمة .

محاضرة الدكتور آزاد نقشبندي بعنوان :” البعد الاستراتيجي لمشروع الشرق الاوسط الجديد ” ، و أكد الدكتور آزاد في محاضرته  على ان المشروع المذكور هو في صلب اهتمامات الدول العظمى و في مقدمة اولوياتهم بخصوص منطقة الشرق الاوسط .

و تحدث المحاضر باسهاب عن البعد الاستراتيجي للمشروع و اهميته الفائقة بالنسبة للطرفين اي دول و شعوب المنطقة بمختلف قومياتهم و اطيافهم و اديانهم و مذاهبهم و اثنياتهم و ايضا للدول الكبرى و القوى التي تتحكم في السياسة الدولية و تقودها على الاغلب تبعا لمصالحها و غاياتها في المنطقة .

محاضرة السيد صلاح بدر الدين، بعنوان:”البعد الكردستاني لمشروع الشرق الاوسط الجديد” .

شرح السيد بدرالدين النظرة الكردية للمسألة و تحدث عن اهمية المشروع الكبيرة بالنسبة  لحاضر و مستقبل الشعب الكردي في المنطقة التي اكد انها سائرة في طريق التغيير و الاصلاح و انجاز التغيير الديمقراطي .

و اشار بدر الدين في هذا الصدد الى تقرير امريكي  في غاية الاهمية صدر مؤخرا ،مؤكدا ان التغيير آت لا محالة رغم كل المحاولات اليائسة التي تقوم بها انظمة الاستبداد و دكتاتوريات المنطقة مشيرا الى قرب تحقيق امال و تطلعات الشعب الكردي التواق الى الحرية و الديمقراطية .

– محاضرة السيد سرو قادر بعنوان :”المعلوماتية و الشرق الاوسط الجديد” حيث ركز السيد سرو على الجانب الاعلامي للمسألة و شدد على اهمية و دور ثورة الاتصالات و المعلوماتية التي تجري على قدم و ساق في كل انحاء العالم منوها الى انه على الكرد اللحاق بالركب المعلوماتي المشار اليه انفا و الاستعداد لمتطلبات التغيير القادم و ذلك عبر تطوير وسائل الاعلام الكردية و التركيز على موضوع اللغة في مناهج التعليم و بخاصة فيما يتعلق باللغة الانكليزية التي اصبح تعلمها و اتقانها ضرورة لا بد منها .

 

محاضرات اليوم الثاني و الاخير من الحلقة الدراسية عن الشرق الاوسط الجديد :

 

محاضرة الدكتور مهدي جابر مهدي بعنوان:” البعد العربي لمشروع الشرق الاوسط الجديد” و قد اسهب الدكتور مهدي في القاء الضوء على حقيقة الموضوع مؤكدا ان الفساد و التخلف و الاستبادا المنتشر في دول الشرق الاوسط يجعل من موضوع اجراء التغيير ضروريا بكل معنى الكلمة لان التغيير هام و ضروري و يتحقق عبر تشجيع الديمقراطية و يناء مجتمع معرفي و توسيع الفرص الاقتصادية و ايجاد اعلام حر و مستقل بالاضافة الى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني و المنظمات غير الحكومية NGOs.

كما اشار الى ان مشروع الشرق الاوسط الجديد هو بالمحصلة صناعة امريكية مع وجود نظرة اوروربية الى الموضوع .

فان امريكا و حلفائها هم اصحاب المشروع الاساسيين و قال ان ما يهم امريكا هو الاستقرار و ليس دمقرطة المنطقة .

و ذكر بعضا من سلبيات المشروع مثل فرض وصفة جاهزة دون مراعاة الخصائص الملموسة لدول و شعوب المنطقة ،التبشير بسياسة الليبرالية و الاقتصاد الحر كما ان المشروع برأيه لم يأتي على ذكر منظمة الامم المتحدة .

و تجاهل مبدأ حق تقرير المصير و اخيرا  اشكالية مكافحة او محاربة الارهاب .

محاضرة السيد كاروان ئاكريي بعنوان :” البعد القومي لمشروع الشرق الاوسط الجديد” و قد اكد السيد كاروان اهمية المشروع المشار اليه بالنسبة للقضية الكردية في المنطقة .

و تحدث عن دور الكرد و اهميتهم في المشروع مشيرا الى ان القضية الكردية باتت في بؤرة اهتمام الدول العظمى و مفصلا اساسيا في اليساسة الدولية الجديدة المتبعة ازاء الشرق الاوسط .

– محاضرة السيد خالد سعيد بعنوان :”حق تقرير مصير الشعوب و الشرق الاوسط الجديد” و اشار الى تنوع و كثرة شعوب و قوميات و ثقافات المنطقة اضافة الى اهميتها الكبيرة بالنسبة الى المصالح الدولية لغناها الاقتصادي كوجود النفط و المعادن فيها.

و هذا ما يلاحظ منذ الحرب الباردة بين القطبين الرئيسيين آنذاك .

و لكي تنفذ امريكا مشروعها الجديد فهي تحتاج الى الاستقرار و الحرية و التعايش السلمي و حقوق الانسان الخ و اول من قام بطرح المشروع  شمعون بيريز الذي لم يتطرق الى المسألة الكردية و ركز فقط على ابناء قومه .

و في ختام محاضرته قدم السيد سعيد وثيقة مكتوبة من قبل كولونيل امركي متقاعد(رالف بيترسون) كان قد نشرها في مجلة القوات المسلحة االامريكية في عام 2006 و تعبر المجلة عن رأي الجيش الامريكي ، و اكد سعيد ان المنطقة بحاجة الى عملية تغيير جذري .

المحاضرة الاخيرة كانت للسيد فرهاد امين الاتروشي من جامعة دهوك/كلية القانون و السياسة، و كانت بعنوان :”مشروع الشرق الاوسط الكبير و السياسة الخارجية الامريكية ” .

ونظرا لاهمية ما جاء فيها نتوسع في القاء الضوء عليها في تقريرنا هذا.
قدم السيد فرهاد واحدة من افضل محاضرات الحلقة و استعان بالشرح عبر الشاشة الالكترونية و عرض ابرز نقاط البحث و الخرائط المتعلقة بالموضوع .

و تطرق الى عدة نقاط منها : مفهوم السياسة الخارجية – مفهوم المصلحة الوطنية(القومية)- مصادر السياسة الخارجية الامريكية – امريكا و الشرق الاوسط.

و في مضمار السياسة الخارجية الامريكية تحدث فرهاد عن ان السياسة المذكورة تتركز على نقاط اربع و هي : الخيارات- الاهداف-القيم و التهديدات أو المخاطر، و ايضا  التكاليف (كم و كيف) .و ذكر ان بلد ما يستطيع ان يحقق اهداف سياسته الخارجية عبر عدة وسائل او ادوات الا وهي : الدبلوماسية-الافعال الاقتصادية او سياسة العصا و الجزرة- القوة العسكرية او ما تسمى بسياسة العصا – و اوضح ان السياسة الخارجية لبلد ما تتأثر بعدة متغيرات مثل : التحالفات التاريخية-الثقافة- نوعية الحكم-الحجم-الموقع الجغرافي-العلاقات او الروابط الاقتصادية-القوة العسكرية.

بعد ذلك تطرق السيد فرهاد الى موضوعة من يحدد السياسة الخارجية الامريكية؟ و اجاب قائلا : عن طريق الدستور (الكونغرس-الرئيس-كليهما) و احيانا تكون غامضة-و لكن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 فان من يحددها هو الرئيس فقط ما يشكل خللا دستوريا تعاني منه امريكا!

انتقل بعدها السيد اتروشي الى القسم الثاني من بحثه الموصوف : مفهوم المصلحة القومية ،و تسائل قائلا: ماذا نعني بمفهوم المصلحة القومية ؟ و اجاب ان الرد يختلف من شخص الى اخر حسب عدة معايير كالمعايير : الاقتصادية-الايدولوجية –معيار القوة- الامن العسكري-الاخلاق و الشرعية-الجذر الثقافي(انكلو-ساكسون كما في حالة بريطانيا مع امريكا)، وقال ان ان المصلحة القومية تتغير اذا ما تغيرت الحكومة و فيما يخص المصلحة القومية للولايات المتحدة الامريكية يمكن ذكر اربعة اهداف رئيسية : القوة-السلام-الازدهار-المبادىء.

اما عن المبحث الثالث و هو مصادر السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية ذكر المحاضر في سياق بحثه  ان العوامل التي تؤثر في السياسة الامريكية الخارجية يمكن ان تصنف  في5 مجموعات : المصادر الخارجية-المصادر المجتمعية-الحكومية-الدور-الشخصية.

ثم تحدث المحاضر عن موضوعة امريكا و الشرق الاوسط و ذكر النقاط التالية : مدخل تاريخي-مبادىء الرئيس ولسون- النفط(ارامكو) -الحرب العالمية الثانية-انشاء دولة اسرائيل 1948 – الحرب الباردة- النظام العالمي الجديد- تحديات ما بعد الحرب الباردة،و انتهت المحاضرة بمناقشة مضمونها من قبل الحضور .

هولير30/10/2006

 

الهيئة الادارية لرابطة كاوا للثقافة الكردية

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…