أما حول مسالة التزوير فإن لبس أحدهم ثوب الحقيقة فلا بد من أن ينكشف حتى وإن طال الزمن أو قصر فسيأتي اليوم الذي لا يحالفه الحظ ويخونه حسن التدبير ورعونته من خلال غلطة صغيرة يرتكبها وعادة ما يكون هذا الصنف المزور والغشاش متخلفا فكريا وثقافيا وتصرفاته استبدادية علنية بسبب طبيعة تفكيره النامي وتراكمت لديه عقد الأنا وعدم درايته بالنتائج التي سوف يترتب على فعله السلبي هذا وغالبا من يكون نهاية هؤلاء غير مشرفة.
ففي ظاهرة ملفتة على بعض من المواقع الكردية يمارس البعض فعل التزوير علناً دون احترام مشاعر القارئ (عينك عينك) وذلك من خلال طبيعة المادة المنشورة والرؤية التي تطرح لتكوين رأي عام وإنشاء موقف حول مسالة قد تكون مصيرية بالنسبة للكرد في هذه المرحلة الحساسة وهذا الأمر ليس بخاف على القارئ والمتتبع كمراقب للسياسة وللشأن الثقافي أو حتى لدى من يمارس مهنة أو هواية الكتابة والإبداع الثقافي وربما تبرر تلك الأفعال على اعتبار أن الناس أحرار فيما يعتقدون به وحق شرعي لهم للتعبير عن آرائهم ويمكن إدراج ذلك السلوك في باب الحريات العامة والشخصية والديمقراطية.
ولكن أن تطال الغش الصريح والتزوير في شأن فكري وثقافي ومعرفي بالأرقام وتجند له الأفراد لممارسة هذا العمل الوضيع فهو أمر مثير للجدل وهنا يفرض تساؤلات كثيرة نفسها على ذهن القارئ وكيف يمكن الركون والاطمئنان على مصداقية هذا النموذج من الناس فيما ينتجون من خطب ومواقف ورؤى حياتية على كل الأصعدة.
لقد تعودنا على ظاهرة التزوير والغش منذ نعومة أظافرنا في البيت, المدرسة, الشارع, إمام الجامع , في السياسة, في العلاقات الاجتماعية, في المضاجع , في صبغ الشوارب و الشعر و الهندام , والرأي والموقف والصداقة المزيفة ووصف الذات من دون مؤهلات وقدرات ولكن أن تصل التزوير والغش باسم القراء الوهميين إلى هذه الدرجة ليزرع الوهم في نفوس القراء الحقيقيين بأن هذا المقال أو ذاك الرأي هو الأصح فهذا سلوك مقيت ونتن وهذا ما يلاحظ أحياناً على صدر بعض المواقع الكترونية وتحديدا على موقع ولاتي مه welatê me الموقع الذي نكن له الاحترام الكبير وليس للإدارة من ذنب فيما يجري ولا دخل لهم في ذلك كون عداد القراء ومن يدخل على المقال المنشور هو أوتوماتيكي علماً بأن بعض من هذه المقالات لا يساوي قيمة الجهد الذي صرف عليه وكل المقال على بعضه يمكن تلخيصه بسطر أو سطرين أو ربما بجملتين فقط وتصل الفكرة والمعلومة تماما إلى القارئ وعلى الأخص إذا كان المقال صادر من بعض الأحزاب ومن أطراف أخرى تسعى على الشهرة المزيفة والشعبية الخلبية .
بعد فقدان الرصيد المستولى عليه عنوة وسطوا في غفلة من الزمن.
من خلال رصد عدة مقالات أثارت الانتباه وجدنا من الضرورة التعليق على هذه الظاهرة .
فقد تم رصد مقال من باب الفضول خلال ساعة واحد فقد كانت الهجمات على قراءتها مثيرا للجدل والشك والدهشة في وقت واحد حيث سجل العداد الأوتوماتيكي للموقع أكثر من /400/ قراءة خلال أقل من ساعة واحدة ولنفس المقال في فترة أخرى بعد بـ 3 ساعات تعرض الموقع لهجمة شرسة أخرى أشبه بعاصفة الصحراء في حرب الخليج الأولى وسجل عداد الموقع خلالها حوالي 500 قراءة أخرى إلى أن أصحبت القراءات المزورة مع الحقيقية حوالي /1250/ قراءة في نصف يوم علماً عدد القراء الزائرين للموقع المذكور في ذات الوقت (اللحظة الواحدة) لا يتجاوز في ذروته إلى أكثر من 300 زائر في أيام العطل والأعياد وأن القراء الذين يدخلون عل أي موقع كان لهم هوايات واهتمامات خاصة ومتنوعة لا يقرؤون كل ما هو منشور على الصفحة فمنهم من هم ذو اهتمام ثقافي وآخرين متابعة الأخبار والبيانات ومثلهم متابعة المقالات الفكرية والسياسية “أي ليس كل من دخل على موقع ما يتصفح كل المواد المنشورة فيه ” في الوقت الذي هناك مقالات رائعة لعدد من الأخوة الكتاب الكرد المحترمين لهم باع طويل وموهبة في شتى المجالات الفكرية والسياسية والثقافية باللغتين الكردية والعربية ومنذ سنوات فلا يصل عدد قراء مقالاتهم إلى أكثر من 400 قراءة أو يزيد قليلا في أفضل المرات إلا إذا كان المقال ذات طبيعة ساخرة أو نقدية حادة وصريحة ونادرا ما يشير رقم العداد إلى /600/ أو أكثر بعد ثلاثة أيام أو أكثر .
هذا السلوك غير الحضاري والمتخلف من جانب البعض يخلق بعض الارتباك والشعور بالغبن وعدم المساواة وهجرة الكثير من الأخوة الكتاب عن الكتابة شعورا منهم بأن مقالاتهم لم تعد مقبولة لدى القارئ .
فعلى المزورين أن يدركوا أنهم دائما مزورين حتى عند جدار الكعبة يغشون الله ورسوله وما بلكم بالعباد من أمثالنا نحن الفقراء والمساكين.
نكرر مرة ثانية أن هذا الأمر ليس للموقع من علاقة به لا من بعيد أو قريب..
بل هو عطل أكيد في الضمير والوجدان والسلوك.