ندوة سياسية للسيد زردشت محمد الناطق باسم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي-

(قامشلو – ولاتي مه – شفيق جانكير) بتاريخ 12/9/2011 نظم حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي- ندوة سياسية جماهيرية للسيد زردشت محمد عضو اللجنة السياسية للحزب والناطق باسم الحزب , في مدينة قامشلو, حضرها جمهور غفير من مختلف فئات المجتمع رجالا ونساء.

بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية في الوطن والعالم ومن ثم الترحيب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة.

 بعد ذلك بدأ المحاضر باستعراض شامل للوضع الذي يمر به المنطقة بشكل عام, وسوريا بشكل خاص, وتوضيح موقف حزبه من مجمل التطورات التي تحدث, و الاستماع الى آراء الحضور بهذا الخصوص, وقال انهم في حزب الوحدة لهم خصوصية في هذا الجانب حيث لا ينظرون الى السياسة كفعالية حزبية , بل يجدونها فعالية اجتماعية وانهم يبنون سياسات حزبهم على اساس الحوار المتبادل.
 بالنسبة الى الوضع القائم في سوريا اكد المحاضر ان سوريا التي تدار من قبل سلطة بعثية استبدادية قمعية جاءت بانقلاب عسكري عام 1963 وان هذا الحزب قد اخرج المجتمع السوري من السياسة , وابتلع الدولة , وانهى الدولة بالمفهوم الحديث وخلق ازمة حقيقة في المجتمع ان كان على المستوى السياسي والاقتصادي او على المستوى الثقافي والاخلاقي , وان هذا النظام ابتعد عن المجتمع باحتكاره السلطة والثروة وفساده الممنهج , ومارس اسلوب القمع والاعتقال وسياسة فرق تسد وخلق حالة اغتراب بين المجتمع والدولة , مما ارجع المجتمع السوري الى مرحلة ما قبل المواطنة , ولم يترك للانسان السوري الا مدخلا وحيدا للسلطة الا وهي التبعيث , بمعنى ان تكون بعثيا لتصل الى ما تريد في هذه الدولة , فتحول المجتمع السوري الى مجتمع سلطوي بدلا من المجتمع المدني , وحاضنته حزب البعث, كقائد للمجتمع والدولة تحت البند الثامن من الدستور السوري , واوصل حالة الاحتقان الى درجة الغليان, والى درجة لم يعد ان يحتمل فكانت هذه الثورة التي سبق ان اندلعت في كل من تونس و مصر , واضاف السيد زردشت ان هذه الثورات كان الدافع والمحرك  الأساسي لها التطورات التقنية التي جرت في العالم ومن خلال الجيل الشبابي الذي لم يكن مستعدا ان يتحمل ويستمر على الوضع الذي تحمله الأجيال التي سبقه والتي تعود على نظام معين, على نوع من التطبع, وان هذه التطورات فرض على الجميع كأحزاب وكأفراد في المجتمع ان يراجعوا سلوكياتهم ويغيروا ما بأنفسهم وإلا فان الزمن سيتجاوز الجميع , واضاف الناطق باسم حزب الوحد ان مفهومهم في الحزب للسياسة, انها فعالية اجتماعية, وليست فقط نخبة تحتكر السياسة وتضع تصوراتها لتلتحق بها الشعب , وان هذه العقلية قد اندحرت في هذه الثورة , لان حالة الاغتراب الذي جرى كانت نتاج الانظمة الاستبدادية و الأحزاب الكلاسيكية مثل حزب البعث.

وبالنسبة الى المؤتمر الوطني الكوردي المطروح, أكد المحاضر ان طرحهم لعقد مؤتمر وطني كوردي سوري ليس وليدة اللحظة او اليوم او السنة بل مطروح منذ سبع سنوات , وانهم استطاعوا ان يجعلوا قسم من شعبنا شريكا لهم في هذا الطرح وشريكا لهم في الخطاب السياسي من خلال اطار التحالف الديمقراطي الكردي بمشاركة بعض الفعاليات الاجتماعية والثقافية.

وبخصوص الانتفاضة السورية التي اندلعت في 15 /3/2011 اكد انهم في حزب يكيتي جزء من هذا الحراك وانهم مشاركون فيها وانه جرى فرز وتموضع واضح بعد ستة اشهر من بدء التظاهرات, النظام مع ادواته القمعية وشبيحته في طرف وقوى المعارضة الوطنية الديمقراطية والحراك الشبابي في طرف آخر, وانهم في حزب الوحدة متموضعين مع طرف المعارضة الوطنية الديمقراطية والحراك الشبابي من أجل التغيير, ولم يعد هناك مجال للون الرمادي, فاما الأسود أو الأبيض , اما مع النظام أو مع الطرف الآخر , واكد السيد زردشت ان لا تراجع للخلف وان التغيير حتمي , مادام الشعب السوري قد اختار هذا الخيار وان رهانهم على القوى الذاتية للشعب , ولا مراهنة على العامل الخارجي , لان ثورة تونس ومصر اثبتت ان الرهان على التغيير من الداخل وبالطريقة السلمية ممكن , واضاف السيد زردشت انهم لا يؤمنون بالعنف ويدينون العنف الذي يمارسه السلطة و كل من يحاول ان يجر الحراك السلمي الى العنف , واكد ثقته بالحراك الشبابي في افشال مخططات السلطة ومحاولاتها لجر الحراك السلمي الى العنف او خلق فتنة طائفية ضمن المجتمع السوري المتنوع.

وبخصوص موقف الكورد من الحراك أكد السيد زردشت محمد ان الشعب الكوردي الذي تعرض على مدى خمسون عاما لكل انواع الظلم والاضطهاد وحرم من ابسط حقوقه الانسانية لا يراهن على هذا النظام وواهم من يعتقد ان باستطاعة السلطة تحييد الكورد وعزله عن وسطه الوطني وعن الحراك الشعبي, وان رؤيتهم للحل في الدولة السورية الحديثة هي المساواة بين القومية العربية والقومية الكوردية في الحقوق والواجبات , ونفى ان تكون في برامج أي حزب كردي رؤية انفصالية مثلما يتهمون من قبل السلطة طوال خمسين سنة, واضاف ان الحراك الذي بدا في 15/3 اثبت بطلان هذه الاتهامات , واثبت الكورد انهم جزء من هذا المجتمع وانهم حريصون على الدولة السورية التعددية الديمقراطية, واشار الى الفرق بين حق الكورد كأفراد في المجتمع وحق الكورد كقومية مميزة وفي هذا الجانب اكد ان هناك اختلاف فى الرؤى بين القوى السياسية على الساحة السوية , وانهم في حزب يكيتي ومن خلال اعلان دمشق استطاعوا خلق تراكمات وتقاطعات في هذا المجال وان يزيلوا الكثير من المفاهيم التي زرعها النظام في عقلية البعض , والتأكيد على ان الكورد ليسوا انفصاليين..

وبخصوص وحدة الموقف الكوردي اوضح السيد زردشت محمد ان الكورد لن يكون لهم تأثير في المعادلة السورية ان لم يتوحدوا, واضاف انه لهذا السبب قد طرحوا قبل ست سنوات من الآن مسألة عقد مؤتمر وطني كردي , وبين السيد زردشت ان هناك حلقتان اساسيتان , حلقة كردية كردية, وحلقة وطنية عامة , وان الحلقة الكردية الكردية هي التي تمدنا بالقوة ليكون لنا دور في المعادلة السورية , ولهذا كان طرحنا لتأسيس مؤتمر وطني كوردي يضم كافة الأحزاب السياسية دون استثناء بالاضافة الى فعالياته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والشبابية , وتكون هذا المؤتمر كحاضنة سياسية لنا , وبالتالي نخرج من هذا التشرزم القائم , واضاف اننا تأخرنا كثيرا لانجاز هذه المهمة ولكن كما يقال ان تاتي متاخرا خير من ان لا تأتي ابداً , والأهم ان نكون جادون في هذه المسألة وان تكون هناك ثقة بين الجميع وكل الفعاليات تأخذ دورها في هذا المؤتمر وان لا تكون تابعة او أداة بيد الأحزاب.

وفي هذا المجال اكد انهم في حزب يكيتي لا فيتو لهم على أي طرف سواءا الأحزاب (11) التي تجتمع اسبوعيا او الأحزاب خارجها, ولهم نفس الموقف ضمن التحالف ايضا , واضاف: لا يوجد لديهم أي معيار لاعطاء الشرعية لاي حزب , ولا يجوز اقصاء أحد , لان عقلية الاقصاء تضررنا منها كثيرا , فلا يجوز ان نمارسها نحن, واكد على نبذ الأنانية الحزبية لانها اصلا مرحلة مؤقتة لمرحلة انتقالية , وقد اكد انهم خطوا خطوات جدية في هذا الاتجاه وتحدث عن تشكيل لجنة تحضيرية لهذه الغاية, ولكنه بين ان هناك بعض الاشكاليات التي تعترض عمل هذه اللجنة ..

و بالنسبة الى حقوق الشعب الكوردي في سوريا , قال السيد زردشت محمد الناطق باسم حزب الوحدة اننا نرى ان احد الحلول للقضية الكوردية هي الديمقراطية واللامركزية في ادارة الدولة , لان الادارة المركزية اثبتت فشلها , وبين ان هناك اختلاف في الرؤى في الكثير من المسائل مع قوى المعارضة وبنفس الوقت يتفقون معها في كثير من النقاط الأخرى, واكد انه ليس من مصلحة الحركة الكوردية محاربة المعارضة السورية التي نحن جزء منها بحجة انها لاتعترف بحقوقنا , لاننا لا نطلب حقوقنا من التعبيرات القائمة , بل نطلبها من الدولة الديمقراطية القادمة, فمهما اتفقنا على حقوقنا مع القوى الحالية ليس من الضروري ان تبقى نفس هذه القوى في الحكم مستقبلا, وهناك ضرورة لعقد مؤتمر وطني سوري و من الضروري ان تكون الحركة الكوردية جزءا من المحاولات التي تخطو باتجاه عقد هذا المؤتمر لتوحيد المعارضة.

وبعد انتهاء المحاضر من القاء كلمته الارتجالية, فتح الباب لتوجيه الأسئلة التي قدمت له على قصاصات من الورق, تم توزيعها على الحضور من قبل معدي الندوة:

أهم الأسئلة والأجوبة:

– هل سيقصى بعض الأحزاب من المؤتمر الوطني الكوردي ؟

نحن كحزب نرفض اقصاء أي حزب, وموقفنا هو ان يحضر الـ 11 حزب والأحزاب التي خارجها جميعاً .

– هل ان قواعد الأحزاب تشارك في المظاهرات ؟

اعتقد ان قواعد غالبية الأحزاب تشارك في هذه المظاهرات .

– اذا كانت الأحزاب والتنسيقيات تشارك في المظاهرات لماذا حجمهم لا يتجاوز 5000 متظاهر ؟

بالنسبة الى عامل الحسم في المظاهرات السلمية الضخمة هي العاصمة دمشق وحلب ونقولها عن تجربة لان في تونس بدأت من الأطراف وحسمت في العاصمة وفي مصر أيضا بدأت من الأطراف من الاسكندرية وغيرها ولكن الاعتصامات التي جرت في القاهرة هي التي حسمت الموقف , لذلك نقول ان حجم التظاهر في مناطقنا لن يكون عامل الحسم , الكثير يطلب منا ان نكون وقودا للثورة السورية , اما نحن فنقول نحن شرارة الثورة وليس مجرد وقود , وعلى هذا الأساس لا نرى الرقم هو عامل حسم في مناطقنا ومع ذلك نأمل ان يكون العدد أكبر من ذلك مستقبلا.

– اذا كان حزبا كلاسيكيا هو الحاكم , فان الاحزاب الكوردية والعربية هي أحزاب كرتونية وتابعة .

لا نقول انها أحزاب كرتونية, بل نقول اذا لم تتغير بعد الأحداث التي جرت في شمال افريقيا وغيرها والتطور في التقنية الحديثة , ستتجاوزها الأحداث ولن تكون باستطاعتها احداث أي تغيير , ولهذا نرى ان القوى المحركة للأحداث هي قوى شبابية .

–  هل يرى حزبكم النظام البعثي فاقد للشرعية ؟

بقناعتنا مسألة الشرعية تاتي من الجانب القانوني والممارساتي وأي نظام يستمد شرعيته من مجتمعه وصناديق الاقتراع وهذا النظام ومن يوم استلامه للسلطة وحتى يومنا هذا قائم على التزوير والانتخابات الشكلية ولا يؤمن اصلا بالانتخابات ولذلك يعتمد على الاستفتاءات وليس الانتخابات.

– ما هي العوائق التي تعترض عقد المؤتمر الوطني ؟

آلية انتخاب الفعاليات للمؤتمر هي احدى المعوقات ونتنمى ان نتجاوزها , وكذلك نسبة مشاركة الأحزاب , ومسألة التعيين فنحن ضد التعيين ومع الانتخاب, وكذلك هناك خلاف حول الرئاسة ونحن ضد ان يكون الرئاسة دوريا, بل ان يكون انتخابا لشخص محدد وان يكون له نواب ايضاً ولجنة تنفيذية ونرفض سياسة الإرضاء .

– ذكرتم انكم تعملون لوحدة الأحزاب الوطنية الكردية, هل هناك أحزاب غير وطنية خارج إطاركم الوطني ؟

لانرى ان هناك احزاب وطنية وغير وطنية كل الاحزاب الكردية هي أحزاب وطنية, وعملنا ليس لتوحيد الأحزاب , واي اطار لا يضم الفعاليات المجتمعية لا نجد انفسنا جزء منه, ونحن نرى ان الأحزاب الكوردية هي جزء من القضية الكردية ومن يريد توحيد الحركة يجب ان يشرك كل الفعاليات وليس الأحزاب فقط .

– هل سيسقط الحزب الحاكم بالمظاهرات ام بالتدخل الخارجي ؟

رهاننا هو على هذا الحراك, والحراك الذي اسقط زين العابدين وحسني مبارك قادر على اسقاط أي نظام دكتاتوري آخر.

– ما هو سبب رفضكم للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا , جناح عبدالرحمن آلوجي للانضمام الى التحالف علما ان الرفض جاء من حزبكم ؟

لم نرفض هذا الحزب, ولم يقدم طلبه للانضمام للتحالف حتى نناقشه او نرفضه , وليس لدينا أي تحفظ على أي حزب , وفي اطار الـ 11 حزب ايضا ليس لدينا تحفظ على أي حزب خارج الاطار , ورؤيتنا هي أن تكون كل هذه الأحزاب شريكا لنا في المؤتمر وعلى قدم المساواة .

– هل خروج 15.000 الف متظاهر مقابل 2 مليون متظاهر كل جمعة هو الصواب ام هو الخوف الذي يصبغ الشارع الكردي ؟

بقناعتنا ان خروج أي رقم في ظل هذا النظام وممارساته القمعية يجب ان يضرب الرقم بـ 10 .

– الا تعتقدون ان سقوط النظام سيؤدي الى سقوط بعض الأحزاب ايضا ؟

بقناعتنا أي حزب ان لم يتغير بعد هذه التطورات سيسقط أيضا.

– لماذا انتم كأحزاب كوردية لا تدعون علنا للتظاهر ؟

نحن مشاركون في المظاهرات ولكن بالنسبة للدعوة فنتركها للشباب لان الشباب هم الذين بدؤوا بالدعوة والأحزاب شاركت فيها, ان كانت هنا أو على مستوى سوريا عامة, وجزء كبير من حركتنا تشارك في هذه المظاهرات .

– نحن مع سلمية الثورة ولكن بعد مرور حوالي 6 أشهر على بداية الثورة أرى ان التدخل الخارجي اصبح ضروريا , والتدخل لا يعني دخول الدبابات وانما حظر جوي والمقاطعة السياسية والاقتصادية الكاملة .

نحن كحزب ضد أي تدخل عسكري خارجي , اما التدخلات الانسانية والسياسية عن طريق القرارات والعقوبات الاقتصادية لوقف القمع لا يعتبر تدخل عسكري خارجي .

– يجب ان تزول مقولة : (نحن القومية الثانية) بل نحن شركاء في الحكم والثروة في البلاد.

اليس كذلك ؟

هذه قناعاتنا أيضا , لا يوجد في القانون قومية ثانية , بل المساواة , من حيث العدد ممكن ان نقول القومية الثانية اما في الحقوق والواجبات فلا يصح .

– هل ستنضمون الى ثورة الشباب ام تنتظرون طرفا للحوار ؟

موقفنا واضح بالنسبة للحوار , لا يمكن ان يجرى الحوار في ظل أجواء القتل وانتشار الدبابات في المدن ولسنا بعيدين من الشباب حتى ننضم اليهم.

– من المعروف ان الحركة السياسية الكردية متفقة تقريبا على الاهداف العامة والنظرة العامة للثورة, ولكن ما هي التطبيقات العملية في برنامجكم السياسي بغض النظر عن المؤتمر .

واذا تعارضت تطبيقاتكم العملية مع الحراك الشبابي الكردي فما موقفكم ؟ وما الذي تستطيعون تقديمه على الأرض ؟

حتى الآن لا نجد أي تباين بين الشعارات التي يرفعها الشباب وبرنامجنا السياسي , ان ما يطرحه الشباب واعتبارهم جزء من الحراك السوري العام ومطلبهم بالاعتراف الدستوري بالشعب الكردي هي من صلب مطالبنا ولذلك نجد انفسنا جزء من هذا الحراك .

– انتم كحزب يكيتي هل تؤيدون اسقاط النظام ؟

مسألة اسقاط النظام هي تعبير شبابي وترجمة للتغيير الذي ننشده في بنية وآلية النظام وحاضنته السياسية والقانونية .

– ما سبب غياب الصوت الكردي في الاعلام المرئي ؟ لانه مؤثر جدا على المجتمع السوري بشكل عام ؟

هناك غياب للقوى السياسية الكوردية في الاعلام المرئي , نعتقد انها توجهات سياسية .

– هل يتم الاتصال بالقوى الوطنية التقدمية والى أي حد تم التوصل لاتفاقات برؤية سوريا المستقبل ؟

عندما نسمع كلمة التقدمية يتبادر الى الذهن فورا الأحزاب الشيوعية في الجبهة , وبقناعتنا الأحزاب ضمن الجبهة هي جزء من النظام , لان الدستور السوري يقول : حزب البعث يقود الدولة ويقود الجبهة وحتى الآن موقف أحزاب الجبهة من الحراك والتظاهرات موقف سلبي , على الرغم من ان هناك بعض التباينات في الرأي بين أحزاب الجبهة ولكن ننظر إليهم كجزء من النظام .

–  ما هي موقف المعارضة السورية من الحركة الكوردية وخاصة الاخوان المسلمين ؟

ليس هناك معارضة واحدة في سوريا بل هناك معارضات , لنا اتصالات مع بعض قوى المعارضة ونحن جزء منها, مثل اعلان دمشق , ونسعى لايجاد اطار موحد للحركة الوطنية (اعلان دمشق, هيئة التنسيق, بالاضافة الى مؤتمر الانقاذ) هناك محاولات في هذا الاتجاه , وقد جرى قبل مدة لقاء في الدوحة في اتجاه توحيد المعارضة , ونحن نرى أي حركة باتجاه وحدة المعارضة يجب ان تنطلق من الداخل , وكان مأخذنا على رفاقنا في اعلان دمشق من هذا المنطلق عندما حاولوا توحيد المعارضة في الدوحة.

يجب ان تجرى هذه المحاولات في الداخل .

– هناك بعض الأحزاب الكوردية تفرض نفسها في الشارع الكوردي .

ما هي موقفكم من هذه الأحزاب ؟

لا اعلم الاسلوب الذي يفرض به نفسه هذه الاحزاب, فاذا كان القصد الاسلوب العنفي , فنحن ضد الاستخدام العنفي بالمفهوم السياسي والجسدي .

– ما هو موقفكم من مشاركة بعض شباب المسيحيين في اعتقال بعض الشباب الكرد ؟

دور شباب المسيحيين في الاعتقالات ليس صحيحا , اذا كان هناك مخرب فلن يكون فقط عند المسيحيين بل قد يكون عربيا أو كرديا , ليس من المصلحة ان نرجع الشخص الى طائفته او دينه او قوميته.

– لماذا تعتبر السلطة السورية الأكراد يقفون الى جانبها ولماذا لا تكسرون هذه الاعتبارات والاعتقادات والادعاءات التي تدعيها السلطة ؟

هذا نوع من الوهم تعمل به السلطة لإيهام الشارع السوري بان الكورد في طرفها والحركة السياسية بجانبها , نحن نقول بوضوح نحن لسنا بجانب الاستبداد ولسنا بجانب من يقتل شعبه وكان يدعي اننا انفصاليين , والمرسوم الخاص بالجنسية جعل المحرومون من الجنسية متساويين معنا بالحرمان من كافة الحقوق, قبل ذلك كانوا اكثر حرمانا منا.

– خصص لكل حزب ثمان مقاعد وخصص ثمان مقاعد لستة أحزاب ؟

نحن ضد هذا المبدا ولكن وافقنا عليه من اجل عدم عرقلة مسعى انعقاد المؤتمر لانتخاب قيادة في هذا الوضع الاستثنائي, لانه ليس مؤتمرا حزبيا, وتوزيع المقاعد كان رأي الأحزاب الـ 11 اما رأينا فكان أن يكون لكل حزب عدد متساو (8 مقاعد).

– تحدثت عن عدم وجود مفهوم الأكثرية والأقلية في الدولة الحديثة.

هل تعتقد ان الأخوة العرب في سوريا قادرين على تقبل هذا المفهوم؟

في مفهوم السلطة ممكن ان نقول الأكثرية والأقلية ولكن في المفهوم الثقافي والقومي , فان القومية التي تعدادها 100 مليون لها نفس الحقوق للقومية التي تعدادها مليون فقط.

وان لم يقبل الأخوة العرب بهذا المفهوم فستتحول الى دولة استبدادية ولن تصبح دولة الحق و القانون ولن تصبح دولة حديثة .

– هل تعتبر المرجعية مجرد غلاف اعلامي يستخدم لجذب الانظار اليها ؟ وهل هناك آليات عمل جديدة لهذه الأحزاب في المستقبل ؟

حق طبيعي لشعبنا ان يتسائل لقد مضى ثلاثة أشهر واحزابنا الـ 11 يتناقشون حول الآليات واللجنة التحضيرية , ولم تخطو اي خطوة عملية و ولكن بقناعتنا اننا خطونا خطوات جيدة في هذا الاتجاه وهناك خطوات أخرى قريبة سنخطوها هذا الأسبوع ان لم تظهر عراقيل أخرى .

– انتم جزء من الحراك ولكن اين انتم من هذا الحراك ؟ اغلب الناس يقولن ان الأحزاب لم تقدم شيئاً ملموسا على الأرض ماذا حضرتم للمرحلة المقبلة والأكراد فقدوا الثقة فيكم , لماذا ؟

اذا استمرت احزابنا على هذا المنوال و لم تجر تحولات جذرية في الياتها بحيث تتماشى مع هذه التطورات فان الحركة الشبابية وحركة المجتمع ستتجاورهم .

– وحدة 11 حزب في اطار الاحزاب الوطنية الكردية, ولكن لكم اطاراتكم , تعملون فيها وهي (التحالف – جبهة – تنسيق) .

كيف تعملون تحت الاطار العام ولكن ترفضون بعضكم في اطركم السياسية المختلفة وهناك اطار رابع خارج الاحزاب الـ 11 .

مجموع الـ 11 ليس إطار بل تنسيق لمواقف هذه الأحزاب وهي حالة مؤقتة لمرحلة انتقالية لحين انعقاد المؤتمر الكوردي.

– هل تعتقد ان المبادرة التي طرحتها الأحزاب الكوردية والتي استندت الى مبدأ الحوار مع النظام, لازالت قائمة ؟

لا مجال لاي حوار في هذه الأجواء , والآن المطروح هو عقد مؤتمر وطني عام.

– الا يوجد تناقض لدى الحركة الكوردية, عندما تطالب من جهة بوحدة المعارضة ومن جهة اخرى ترفض حضور اجتماعات هذه المعارضة ان كانت في الداخل او في الخارج ؟

لا يوجد أي تناقض مع المعارضة ونحن جزء من المعارضة في اعلان دمشق, وكل ما يصدر عنه يمثلنا, اما بخصوص عدم حضور اجتماعات المعارضة فهي تعود الى قناعاتنا , لانحضر هذه الاجتماعات كاحزاب وفي نفس الوقت لا نقف في وجه الاشخاص الذين يحضرونها وكذلك لا نحارب هذه المؤتمرات .

– هناك انتقاد شديد للاحزاب الكوردية الـ 11من جهة عدم جديتها في وضع حد لممارسات PYD التي تؤثر سلبا على الحراك الجاري ووحدة الموقف الكوردي.

اذا كان المقصود بممارسات PYD الخروج الى المظاهرات بالوانهم وصوتهم فان هناك احزاب وافقت على ذلك ونحن رفضنا ذلك, لان ما يميز الكورد هو شعاراتهم وليس ما يرفعونه من اعلام وغير ذلك فعندما نخرج في قامشلو وعامودا ودرباسية وسري كانية وكوباني هي دلالة واضحة تشير للكورد وليست بحاجة الى الالوان حتى يتعرف عليهم الناس ,لا نقبل لأي حزب ان يفرض رايه علينا , ويجب ان تنتقدوا الاحزاب الأخرى ايضا وليس فقط PYD لان الأحزاب الأخرى ايضا لم تعترض على الخروج الى المظاهرة بذلك الشكل الذي خلقت الاشكالية , أي ان PYD  لا يتحمل المسؤولية لوحده بل الأحزاب التي وافقت على ذلك تتحمل معها المسؤولية.

– الكثير من المراقبين يرون ان للاحزاب الكردستانية دور سلبي في المشاركة الحزبية الكوردية في الثورة , كيف تنظرون الى هذا الرأي ؟

نحن في حزب يكيتي لسنا امتدادا او استطالة لاي حزب كوردستاني ,  نحترم نضال الحزب الديمقراطي الكردستاني وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب العمال الكردستاني , ولكن لنا خصوصيتنا , هذه الاحزاب ااذا كانت لديهم الامكانية لتقديم دعم معنوي لنا , هذا جيد ولكن لا نقبل تدخلهم في شاننا وبنفس الوقت لا نتدخل في شؤونهم وفي هذا الجانب لا يستطيع احد ان يزاود على كورد سوريا , لقد خدمنا الجميع والكل مقصر بحقنا .

– هل تريدون حكما ذاتيا بعد اسقاط النظام ؟

حزبنا يطالب بادارة ذاتية للمناطق الكوردية .

– هل سيوافق المسيحيون بالادارة الذاتية للمناطق الكوردية ؟

الادارة الذاتية لا تعني الغاء المكونات الاخرى , نقول يجب ان تجرى انتخابات, فمثلا محافظ الحسكة يجب ان ينتخب ولا يعين من المركز وهكذا المجالس الأخرى , أي مفهوم اللامركزية في ادارة الدولة .

– انت اسقطت الشرعية عن النظام, بينما الأحزاب الأخرى لم تفعل ذلك بعد.

ما مبرر وجودكم في اطار الـ 11 حزب ؟

كلنا يعرف في عام 1963 عندما جاء حزب البعث الى السلطة جاء تحت غطاء الشرعية الثورية , وليس تحت غطاء الشرعية الدستورية او شرعية الانتخابات , ومصدر الشرعية هي الشعب وكل من يأتي خارج الانتخابات لا يمثل الشعب .

– لم تتحدث عن الشخصيات السياسية الكردية في الخارج , هل هم مشاركون في المؤتمر ام لا ؟

المؤتمر خاص بالداخل, ولكن من حق المؤتمر ان يشكل مكاتب لها في الخارج مستقبلاً .


– ما موقفكم من محاولة اغتيال مشعل التمو ؟ علما ان موقف باقي الأحزاب على انه فلم هندي كما فعلوا مع الشيخ معشوق الخزنوي وشاركوا في اغتياله  .

في الفترة الأخيرة جرت عدة ظواهر في مناطقنا , و ليس فقط ضد مشعل التمو, كما جرى للشخصين في سري كانييه وكوباني وتهديد لعدة شخصيات سياسية , هذه الظواهر محل ادانة لدينا , ونحن نرى ان من يقوم بها هي السلطة التي تريد خلق صراع كردي كردي, ولن ننجر الى هذه المسألة .

مداخلة لأحد رفاق الحزب الشيوعي: لقد ركزت في حديثك على الأسود والأبيض للوضع في الوقت الحالي, وعدت لتقول لا توجد ابيض وأسود في السياسة , هذا اولا ثانيا عندما طرح الشيوعيون فكرة الجبهة الوطنية التقدمية حدثت تقاطعات بينهم وبين حزب البعث مثلما تحدثت قبل قليل عن التقاطعات , ومع ذلك لم يستطع البعثيون من ابتلاع الشيوعيين ولهم سياسة مستقلة ولهم برنامج سياسي مستقل ولكن هناك تقاطعات, والان نتفاجىء عندما تقول ان موقفهم من التظاهرات غير واضح, لان بيانهم في 25 نيسان كان واضحا بالنسبة للتظاهرات , للناس الحق في التظاهر في الشارع , يجب ان نتحاور مع الشيطان من أجل انقاذ شعبنا من برك الدم , هذا هو موقفنا, نحن مع اطلاق سراح المعتقلين نحن مع التظاهر السلمي الحر , نحن لسنا مع القتل ولسنا شركاء في القتل .

رد السيد زردشت على مداخلة الرفيق الشيوعي:  لقد قلت لا توجد حقائق في السياسة , بل احتمالات , ولكن في هذا الظرف وفي هذه المرحلة المطلوب هو التموضع السياسي الواضح وشفاف , قلنا السلطة مع جيشه وشبيحته في طرف وقوى المعارضة الوطنية والحراك الشبابي الذي نحن جزء فيه في طرف آخر, لا يجوز التموضع في الوسط و هذا ما نقوله وهذه هي الأسود والأبيض وكموقف سياسي يجب ان تكون اما مع هذا الطرف أو مع الطرف الآخر , اما مبدأ الحوار الذي يجري في ظل القتل والدبابات هذا ليس بحوار , الحوار يجب ان يكون هناك تكافئ فيه بين المتحاورين , اما فرض الحلول والاملاءات تحت تهديد السلاح هذا ليس بحوار , سلاحنا الوحيد كقوى معارضة هو هذه المظاهرات , لا يمكن ان نجري الحوار مع من انغمس يده في دم الشعب , الحوار ثقافة , الحوار ليس مجرد لقاء , عندما اقول أحزاب الجبهة , استنادا الى الدستور كحاضنة لهذه الجبهة , الجبهة الوطنية التقدمية جزء من النظام , لان الدستور يقول ان حزب اليعث يقود المجتمع والدولة عن طريق الجبهة الوطنية التقدمية , تلك التوافقات التي عملتم مع الجبهة انتهت , نأمل من أحزاب الجبهة وخاصة الشيوعيين ان ينحازوا الى المعارضة, وهناك من الشيوعيين من يشاركون في المظاهرات ومنهم من في الجبهة يشاركون في مظاهرات حمص والشام , نحن أيضا حريصون على سوريا كدولة نحن حريصون على وحدة دولة سوريا ونحرص ان نكون شريكا فيها على مبدا المساواة لا التبعية , لا نراهن على هذا النظام الذي اضطهد شعبنا الكردي على مدى خمسين عاما وحرمه من أبسط حقوقه , الآن عندما يوهمون بعض الناس في الشارع او بعض البسطاء من الناس على انهم حريصين على الاكراد , هذا وهم , النظام الذي يقتل شعبه , هذا النظام غير جدير ان اجري تقاطعات وتحالفات معه , هذا النظام غير قابل للاصلاح , هذا النظام يجب ان يتغير في ينيته وفي آلياته وفي حاضنته السياسية والقانونية , من يكون حريصا من أحزاب الجبهة على وحدة سوريا عليه ان يصطف مع المعارضة في المطالبة بمؤتمر وطني.

لقد انتهت مرحلة الحزب قائد المجتمع والدولة واثبتت فشلها.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…