من يتآمر على هولير؟

فدوى كيلاني

عشية  لقاء هولير، حاولت أن أنشر “بوستاً” من كلمات قليلة،  أتحدث عبره عن اللقاء المزمع عقده في هولير بدعوة من الرئيس مسعود البرزاني، بعد أن تعقدت أمور أبناء شعبنا الكردي في سورية، ووصلت الاختلافات ذروتها بين بعض أطراف المجلس الكردي من جهة وبينه وبين مجلس غربي كردستان من جهة أخرى، وصدور رائحة استقطابات جديدة بعد الاستقطاب الأول الذي تم وهو الاتحاد السياسي بين أربعة أحزاب كردية، وقد حصل ما كنا نتخوف منه وهو أن بعض الأحزاب الكردية اعتذر عن تلبية النداء، الحزب الديمقراطي الكردي في سورية –التقدمي، بحجج غيرمقبولة، فماذا كان يضير الحزب التقدمي لو تقدم بكتاب إلى الرئيس مسعود البرزاني يبين الأخطاء التي تمت من قبل الأحزاب المتحكمة بالمجلس الكردي؟؟؟.
لو فعل الحزب التقدمي ومن معه ذاك لكانوا قدموا خدمة جليلة للقضية الكردية في سورية، ولكن بتصوري الموضوع ليس هكذا، الموضوع هو إرضاء طرف معين، كما أن عدم الاكتراث بدعوة الرئيس البرزاني يعد رد فعل غير مبدئي، أية كانت الجهة التي وراء ذلك، لأن الرئيس البرزاني منذ بداية الثورة وحتى الآن يسعى لمصلحة الشعب الكردي والشعب السوري معا، وحدد موقفه من النظام القاتل في سورية، وكان من الممكن أن تصبح هولير مرتكزاً مهماً لقضية شعبنا الكردي في سورية، لأن الثغرات الكبيرة التي تمت في المشاركة الكردية في الثورة، لا بد من تجاوزها وذلك عبر استدراك الأخطاء التي تمت نوما أكثرها، وكان نتيجتها أن انفلت زمام الأمور من أيدينا، وظهرت قوى جديدة على الساحة، وغابت القوى التي كان من الممكن أن تفعل شيئاً يفيد أكثر من ثلاثة ملايين ونصف كردي في سورية هم ممثلو ثاني قومية رئيسة في سورية، وإن كان من الممكن أن تكون هناك أخطاء، ومن الممكن أن يكون هناك خلل، ولكن ابتعاد هذه الأحزاب عن واجبها، وضمير أهلها، وتشتيت الحراك، جعلها كمن يحفر حفرة لغيره فيقع فيها، لأن هناك من كان يؤسس ذاته بكل الأساليب، على حساب إزالة الغير، ولم يكن هذا طعناً في المشاركة الكردية في الثورة، ولكنه طعن حتى في مستقبل الكرد.
وضع شعبنا الكردي في سورية حساس جداً، وعلى من قدموا أنفسهم كأحزاب، كقادة أن ينتبهوا لأن أي تصرف صغير أو كبير يؤثر على حياة الناس في الداخل، في هذه الفترة الحساسة التي صاروا فيها على المحك، وأن جماهيرية أحزاب أكثرها لا تتعدى حدود أعضائها المعدودين، وعود على بدء وضع شعبنا الكردي في سوريا خطير، وعلى أولي الأمر الانتباه للأمر، واستدراك أي خطأ، والابتعاد عن القرارات الارتجالية.

وبالنسبة لإشارتي لأخطاء من لم يحضروا الاجتماع، فليس أن من حضرالاجتماع هم كلهم الملائكة، بل هم  قبل غيرهم السبب فيما وصلت إليه امورنا، لأن الاموركانت بأيديهم في بداية الثورة، والتف حولهم الشباب الذين شتتوهم، وتدخلوا حتى في تمثيلهم في المجلس المحلي الكردي في هولير.، والأحزاب التي تنظرللسفرإلى هوليروالعودة امتيازاً، سيأتي يوم تتم محاسبة بعض المسؤولين عنها، من قبل رفاقهم، وأخص بالذكرهؤلاء الذين يريدون تضييع الوقت والفرص، وإلهاء الناس، في الوقت الذي يدفع البعض الآخرلاستثماراتفاقية هوليرلصالح نفسه فقط، بينما أمورشعبنا تتدهور، ليس تحت رحمة الجوع وإنما الخوف والخطف والقتل وفوق كل ذلك الهجرة الفتاكة بالجسدالكردي، وهذا يذكربالقول: البعض لايحضرلقاء هوليرلأنه يعرف أن أوراقه مكشوفة وأنه محرج  والأدلة كثيرة.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…