فالمداهمات والاعتقالات باتت يومية , وتغص السجون والفروع الأمنية بالموقوفين , ويجري تقديم عشرات الكرد إلى محكمة أمن الدولة والمحاكم العسكرية, التي بدورها أصدرت أحكاماً جائرة وقاسية جداً , بلغت مؤخراً من 5-8 سنوات سجن بحق بعض النشطاء السياسيين الكرد من بينهم أربعة من رفاق حزب أزادي, علما بان المناضلين الكرد ملتزمون بالأسلوب الديمقراطي السلمي وينبذون العنف, وهناك حاليأ أعضاء و قياديون بارزون من أطراف الحركة الكردية في السجون مثل الأستاذ مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي والأستاذ مصطفى جمعة القائم بأعمال سكرتير حزب أزادي الكردي وكلاً من عضوي قيادة هذا الحزب سعدون شيخو و محمد سعيد عمر والأستاذ سليمان أوسو عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي وخمسة من أعضاء هذا الحزب في سجن صيدنايا (نظمي محمد حنان ورفاقه) بالإضافة إلى الناشط السياسي أنور ناسو من عامودا وأعضاء وكوادر من أحزاب أخرى مثل حزب الاتحاد الديمقراطي وغيره.
ولإلقاء الضوء على بعض تفاصيل حملة القمع المسعورة نورد ما يلي :
1 – في 28 شباط جرى احتجاج شامل على استمرار العمل بالمرسوم (49) قام به الكرد وشاركهم اخرون , تعرض عشرات المحتجين الى التوقيف المؤقت وبعضهم ضربوا من قبل الامن السياسي بالحسكة.
2- في 1اذارمنعت السلطات إحياء ذكرى وفاة القائد الكردي الراحل مصطفى بارزاني واعتقلت شخصاً .
3- في 8اذار يوم الاحتفال بعيد المرأة العالمي , تعرضت أماكن الاحتفال إلى المداهمة واعتقل البعض .
4- عشية الذكرى الخامسة ليوم الشهيد الكردي والانتفاضة , استدعت السلطات عدداً من قياديي الحركة الكردية وهددتهم بقمع أي نشاط يوم 12اذار .
وفي هذا اليوم حشدت القوات بالآلاف في سائر المناطق الكردية , وخلقت جواً من التوتر والترهيب, وأوقفت العديد من طلبة جامعة حلب , ولا يزال خمسة منهم موقوفين حتى الآن .
5- في يوم 16 آذار وقف الكرد حداداً على أرواح شهداء حلبجة التي تعرضت للقصف بالسلاح الكيميائي عام 1988 وتكرر مشهد القمع .
6- في20آذار عشية عيد نوروز القومي الكردي , ضايقت دوريات الأمن المارة من خلال التفتيش وحاولت منع إشعال شموع العيد , وقامت السلطات بتوقيف المئات من حي الأشرفية والشيخ مقصود بحلب, كما طوقت محيط مقبرة شهداء نوروز 2008 الكائنة شمال حي هلالية ــ قامشلو.
وذلك بهدف منع الجماهير من زيارة أضرحة الشهداء الثلاثة , و في نفس اليوم جرى استخدام الآليات في تكسير المسارح و تخريب أماكن الفرق الفلكلورية في الجزيرة و كوباني و عفرين و اعتقلت العشرات من الكرد .
7 – رغم القمع و كثرة دوريات تفتيش مواكب السيارات المتجهة إلى ساحات نوروز
فقد احتفل شعبنا بعيده , لكن النظام استمر بعد العيد في حملة الاستدعاءات و المداهمات
و الاعتقالات و أمعن في زرع الخوف و الترهيب , حيث جرى تقديم مجموعة من الموقوفين إلى قاضي الفرد العسكري بقامشلو يوم 30 آذار ( 24 موقوف) و بعد الاستجواب أطلق سراح أحدهم لكونه عربي الأصل, وسلم البقية إلى سجن الحسكة.
من الجدير بالذكر أن النظام السوري هو الوحيد من بين الأنظمة المقتسمة لكردستان, لا يزال يعارض احتفالات نوروز و لا يعترف بهذا العيد التاريخي (في الوقت الذي أبدت فيه الدول المجاورة ـــ العراق و تركيا و كذلك إيران انفتاحاً نسبياً على القضية الكردية مما ساهم في خلق جوٍ من الارتياح العام) الامر الذي يؤكد أن النظام مستمر في سياسته العمياء و حقده على شعبنا و إنكاره لحقوقه القومية و الإنسانية .
8 ــ في 31 آذار أصدرت مديرية التربية بالحسكة قراراً جائراً ــ بإيعاز من الجهات الأمنية ــ يقضي بإجراء نقل تعسفي بحق 14 شخصاً من العاملين و العاملات في سلك التربية بينهم المدرس عبد القادر الشيخ معصوم الخزنوي .
9ــ تمادى النظام أكثر في سياسة القمع حتى وصل به الأمر إلى حد التدخل في رحلات الربيع , فقد هددت أجهزته الأمنية عناصر الفرق الشعبية الفنية بالاعتقال إذا خرجوا إلى الطبيعة بفرقهم , و في 8 نيسان تمت مداهمة بعض الأشخاص في منازلهم بمدينة سري كانييه (رأس العين) و جرى توقيف 12 شخصاً .
و يبدو أن المناطق الكردية قد تشهد حتى منع التجول لخنق الحياة كلياً لا سيما و أن النظام أقدم في السنوات الأخيرة على عسكرة هذه المناطق و أوقف التنمية و منع الكرد من إقامة أي مشروع اقتصادي مهما كان نوعه .
هذه بعض مظاهر القمع و حملة الترهيب و خنق الحريات في المناطق الكردية, و بذلك يتأكد للقاصي و الداني بأن شعبنا مستهدف في وجوده من قبل النظام الذي يمعن في اضطهاده و تهميشه ليودي به إلى مزيدٍ من الفقر والتشرد .
إننا في لجنة التنسيق الكردي إذ ندين بشدة استمرار هذه السياسة الظالمة المنافية لمبادئ حقوق الإنسان ولكافة القوانين و الأعراف الدولية.
نؤكد بأن هذه السياسة التي أدت إلى مزيدٍ من الاحتقان و الغليان في الشارع الكردي قد يمتد إلى سائر أنحاء البلاد و بأن سياسة النظام هذه في إثارة المشاكل قد تنعكس عليه , كما نؤكد بأن هذه السياسة العقيمة ستبوء بالفشل , فقضية شعبنا لا يمكن طمسها, و شعبنا سيدافع عن وجوده و حقوقه و سيجابه الظلم و الاضطهاد بكافة أشكال النضال الديمقراطي بما فيها الاحتجاجات الميدانية, فإرادة الحياة لدى شعبنا أقوى من كافة الإجراءات الأمنية و المشاريع العنصرية.
10 / 4 / 2009