لمعرفة ما يجري داخل تيار المستقبل من تناقضات في الرأي, وللوقوف على حقائقها, التقينا السيدين عمران السيد وجنكيدار محمد عضوي مكتب العلاقات في التيار, حيث صدور قرار بانتهاء صلتهما بالتيار من خلال بيان لمكتب العلاقات العامة للتيار.
جـ1- بنية الأحزاب الكوردية برأيي أنها تعاني من أزمة قديمة جداً, هذه الأزمة بتصوري هي نتيجة الاستقطابات التي لم تحدث على أسس فكرية معينة ومعرفية, وإنما كانت على أسس عائلية وعشائرية أو مناطقية؛ أدت هذه الاستقطابات الغير معرفية أدت إلى نشوء أزمات مستفحلة في داخل تنظيمات الحركة الكوردية, فهناك استقطابات غير صحيحة داخل الفصائل, وأنا بتصوري أنه في المستقبل القريب ستحدث انزياحات كثيرة بين الفصائل الكوردية نتيجة ازدياد المسافة بين القيادة والقاعدة الحزبية, هذا من ناحية.
أما من الناحية الثانية فإن تبوء الأشخاص للمراكز القيادية, هي ليست على أسس نضالية ومعرفية, وإنما يمكن تسميتها بدرجة ولاء ذلك الشخص للرجل الأول في الحزب المعني, والبعض منهم ينتهزون الفرص للوصول إلى المناصب, وخصوصاً عند حدوث الخلافات ضمن الأحزاب, فهؤلاء الضعفاء يستغلون الأوضاع الاستثنائية في أحزابهم لتبوء مراكز مسؤولة.
أما مسألة الصراع بين جيلين أو أكثر ليس وليدة اليوم, وإنما تمتد إلى بدايات التأسيس, فتمسك القيادات بمناصبهم, هي العائق الأساسي في وجه تبوء أجيال عصرية وشبابية لقمة الهرم التنظيمي.
طبعاً هذه الممانعات تكثر يوماً بعد يوم, وخصوصاً الخبرة التي يتمتع بها قيادة الأحزاب حالياً, فهذه القيادات تتمتع بخبرات تكتلية عجيبة وغريبة وتمارسها حين اللزوم لأجل الحفاظ على مراكزها في قمة الهرم التنظيمي, ولديها آليات عديدة لمنع الشباب من الصعود إلى قيادة الحزب, وتعتمد من أجل ذلك على أصعدة عديدة كاعتمادها على العلاقات الخارجية, وأحب أن أنوه هنا, إلى أن قيادات الأحزاب تحمي بعضها البعض, يعني قيادة فصيل ما تحمي قيادة فصيل آخر, وأعتبر أن هذا هو العائق الأكبر أمام معاناة قاعدة الأحزاب, ومحاولاتها إجراء التغيير ضمن أحزابها, وبذلك يمنعون حدوث أي حراك في الأحزاب, حيث تعتبر قيادة الأحزاب نجاح مسيرة التغيير وتبوء حامليها أية مراكز, هذا يعني بالنسبة لهم أن الخطر القادم إليهم أيضاً.
س2- تحدثتم عن الخبرة والآليات التي تمتلكها قيادة الأحزاب للحفاظ على مراكزهم, ألا يدعو هذا حاملي راية التغيير والتجديد إلى التفكير ملياً في البحث عن آليات وسائل تُفرمل انتصارات القيادات عليها, برأيك ألا يحتاجون لخبرات وامتلاك آليات للإسراع في إجراء التغيير والتي تعتبر من مستلزمات المرحلة الراهنة, حيث نرى في كافة أرجاء المعمورة تبوء الشباب للمراكز المسؤولة.
جـ2- هذه الآليات التي تتحدث عنها والبحث عن آليات جديدة للخلاص من الممارسات المستدامة, تحتاج إلى بنية فكرية ومعرفية والتي نفتقد لها نحنُ هنا, وافتقادنا لها هي نتيجة تلاقي ممارسات السلطة مع ممارسات قيادات أحزابنا, جعلت الشباب فاقدة لهذه البنية, فأنا أُحمل الأحزاب الكوردية, الجهل السياسي الحاصل لدى الشارع الكوردي؛ فمثلاً تيار المستقبل كمشروع سياسي, كمشروع ثقافي, فلقد حصل خلاف في الرأي بيني وبين رفاقي أثناء محاكمتنا, فأنا قلت لهم: أن تيار المستقبل هو مشروع ثقافي, حضاري, سياسي, فالسياسي يأتي في الترتيب الثالث في تعريفي, والذي يحدث أن الكورد يمارسون السياسة بطريقة بائسة جداً, وبشكل مؤامراتي وعقل بوليسي, للحفاظ على مراكزهم وترويض الشارع, ترويض الشارع السلطة ليست ناجحة فيه, وإنما الأحزاب الكوردية هي التي تُساعد السلطة في ترويض الشارع.
س3- عفواً للمقاطعة, حديثكم عن ترويض الشارع, لنعود قليلاً إلى الوراء, فبعد انتفاضة آذار 2004, وتقلصت الحراك النضالي العملي للأحزاب الكوردية, فلجنة التنسيق والتي كنتم عضواً فيها قبل أيام, والتي كانت متهمة بالتطرف من قبل السلطة وكذلك الفصائل الأخرى, فالنشاطات لم تتقلص فقط, بل وانعدمت عملياً, فلم تحدث أية أعمال نضالية, سوى من قبل يكيتي وتراجع في اللحظة الأخيرة, برأيكم ما أسباب هذا التراجع؟
جـ3- إنني أرى أن صقور الحركة الكوردية, لعبت دور خطير جداً, خطورة هذا الدور هو أن الشارع الكوردي متجاوزة لأحزابها, بإرادتها, بالدفاع عن حقوقها, هنا تأتي الأحزاب اليسارية أو الراديكالية, لتلعب دور إيجابي أو سلبي, تلعب دور سلبي ولعبت دور سلبي, عندما قدمت ممارسات, لتصنف بأنها نضالية وعملية, لكنها في الحقيقة لم تكن في سياق تراكمي متواصل؛ فهذا الشيء تحبط إرادة الجماهير, ولعبت هذا الدور.
لكن الممارسات السياسية الصائبة, كان من المفروض أن تأتي بشكل تراكمي وتصاعدي, لكن الممارسة السياسية المعينة والمفصولة عن سياقها الطبيعي, تكون تأثيرها سلبي أكثر ما تكون إيجابية.
ولجنة التنسيق وحسب تصوري ورأيي الشخصي, لعبت هذا الدور السلبي, لأنها استطاعت إفراغ شحنات الجيل الشاب في الشارع الكوردي.
س4- لنتحدث عن الخلافات التي حدثت بينكم وبين رفاقكم في التيار, والتي وصل بمكتب العلاقات العامة لنشر الإجراء بحقكم على صفحات الانترنيت, ما هي تفاصيل الخلافات التي جرت بينكم؟
جـ4- الخلاف الذي جرى بيني وبين رفاقي في التيار, لم يأتي نتيجة حدث أو موقف سياسي معين.
القضية هي قضية نهج معين, هي تأتي في سياق نهج معين, فمنذ أكثر من سنة وقبل اعتقال الأستاذ مشعل التمو, كانت هناك خلافات في مكتب العلاقات في وجهات النظر, وهذه الآراء كانت متناقضة جداً, فكانت هناك مجموعة وأقلية, فأحد الرفاق الذي كان رأس الحربة في محاربة الممارسة الاستبدادية, أصبح هو المستبد الأساسي, والمستفيد الأساسي من هذه العملية.
الخلافات في مكتب العلاقات كانت حول الآليات, آليات إصدار القرارات السياسية, كنا نطالب كمجموعة وكان الأستاذ مشعل التمو حاضراً, أي قبل اعتقاله, كنا نطالب أنه عند إصدار أي قرار سياسي, يجب أن يستند إلى أساس فكري ومعرفي في سياق معين تراكمي كما أشرت إليه سابقاً, فعند وقوع أي حدث, كان المهتم السياسي, يعرف سلفاً ما هو موقف التيار.
أما أي موقف يكون معزول عن سياقه التراكمي, يستند إلى المزاجية الشخصية, فهذا لا يجوز, وقد مورس في التيار في الآونة الأخيرة.
بتصوري أن موقف أي فصيل سياسي لا يستند إلى أساس معرفي كامل متكامل يتحول هذا الفصيل إلى عصابة أو جماعة مافيوية, وللأسف نحن فقدنا هذه البنية الفكرية والمعرفية, التي كنا نستند إليها في بداية تأسيس التيار.
س5- ذكرتم بأن موجة الخلافات تصاعدت بعد اعتقال الأستاذ مشعل التمو, هل كان له دور الوسيط بينكم للتوافق حول المشتركات وتخفيف حدة الخلافات بينكم, والحفاظ على تعددية الآراء؟
جـ5- الأستاذ مشعل التمو, يمتلك أساس معرفي ولديه بعض القيم الديمقراطية, فهو يمارس بعض هذه القيم, لكنه لم يكن يترفع عن الممارسات الحزبية الكلاسيكية, لوجوده فترة طويلة في إحدى التنظيمات الكوردية, وتشبعه بثقافات الأحزاب الشمولية, كان يحاول التحرر من تلك الثقافة, فينجح أحياناً, ويخفق أحياناً أخرى.
كنا نحاول بناء المؤسسات الديمقراطية في التيار, إلا أننا اصطدمنا ببعض الأفكار الشمولية والفردية, والتي كانت تقف حجرة عثرة أمام تقدمنا نحو الممارسة الديمقراطية.
نحن في التيار كنا نرغب في تثقيف الرفاق وتعليمهم الممارسة الديمقراطية, وكنا نطالب بها كموقف سياسي, إلا أننا في التيار أخفقنا في ممارستها داخل التنظيم, وهذا يعبر عن افتقار رفاقنا إلى الديمقراطية وعدم وجود أصالة ديمقراطية لديهم.
للأسف وأقول بكامل الصراحة أن رفاقنا لم يؤسسوا للممارسة الديمقراطية بل أسسوا لممارسة ديكتاتورية.
كان هناك أشخاص خارج مكتب العلاقات يتم الاعتماد عليهم وهم خارج مكتب العلاقات وخارج مؤسساتنا.
كان يتم اتخاذ مواقف سياسية خارج مكتب العلاقات, وهذا الموقف والقرار يأتي جاهزاً, حيث يتم إقراره في الخفاء, وكان يتم التصديق عليه في مكتب العلاقات وهي كانت الوظيفة الرئيسية للمكتب هي شرعنة هذه القرارات والمواقف, على الرغم من اعتراضنا عليه وعلى طريقة اتخاذه, حيث كنا عدد قليل من المعارضين لهذا الأسلوب الفردي والديكتاتوري في اتخاذ القرارات.
إذاً هناك مرجعية في الخفاء, تتخذ القرارات والمواقف, أما ما يتم التغني به من ممارسات ديمقراطية واحترام تعددية الرأي, ليست سوى شعارات خلابة ومواقف سياسية بائسة, والممارسة النضالية التي يدعون لها, ليست سوى شعارات جوفاء لا صلة لها بحقيقة الأمور داخل التيار.
س6- ما هي حقيقة خلافك مع التيار, وأسباب لجوء مكتب العلاقات إلى نشر بيان بقطع صلاتك مع التيار؟ جـ6- خلافي مع رفاقي كان قديماً حسب ما ذكرته لك سابقاً, لكن وبعد خروجي من السجن, فوجئت بأنهم يمارسون قناعاتهم بطريقة فظة وواضحة جداً, ويستهدفون إبعاد الرأي الآخر من التيار, ففي البداية لم يتحقق لهم ذلك, لمساندة منظمتي لي, والتي أنتمي إليها, وكانت أقوى منظمات التيار على الإطلاق, ودفاعها القوي عني, وحاولوا مراراً إقناع المنظمة بإبعادي, لكنهم لم يستطيعوا تقديم أي شيء يدينني للمنظمة, سوى تقديمهم تفسيرات شخصية ومزاجية بحتة.
في الفترة الأخيرة, توصلت أنا والسيد جنكيدار إلى قرار تجميد نشاطنا في مكتب العلاقات, بعد اقتناعنا بصعوبة الاستمرار في هذه الأجواء, ومن ثم أبلغنا بعض القوى السياسية بقرارنا, كما بلغنا رفاقنا في التيار بذلك القرار لحين انعقاد الاجتماع العام, لكننا تفاجأنا بالقرار الذي اتخذوه ونشروه.
وأنا أبرر لهم هذا التصرف, والذي يأتي على خلفية عقدة النقص التي يشعرون به, والضعف المعرفي, والخوف من الآخر, واعتمادهم على منظمة صغيرة جداً ليتحكموا بها, وليكون بمقدورهم التمسك بكافة الخيوط.
وباعتقادي أنهم يهدفون إلى التخلص من النشاطات والرأي الآخر بطريقة لبقة, وبآلية بائسة ومتخلفة جداً.
س7- مَن من الأحزاب الكوردية بلغتموهم بقرارات تعليق عضويتكم في التيار وتجميد نشاطاتكم؟ جـ7- في البداية قمنا بتبليغ رفاقنا في مكتب العلاقات العامة بقرار تجميد عضويتنا, وأبدوا ارتياحهم بتصرفنا, وأكدنا لهم بأننا لا نبغي شق صف التيار, أو الانضمام لتنظيم آخر, لكن نرغب تجميد نشاطنا لحين انعقاد الاجتماع العام.
ومن ثم بلغنا حزب يكيتي وآزادي واليساري, هذه هي الأحزاب التي نحن معنيون بها, وبلغناهم شفهياً عن قرارنا الذي اتخذناه بقناعاتنا, وأكدنا لتك الأحزاب بأننا لسنا مسؤولين عن أي موقف يصدر عن التيار, لقناعتنا بأننا لن نشارك في أية مهاترات سياسية قد تحدث بين التيار وأي فصيل كوردي آخر, ونحن توصلنا إلى قناعات بأن المستقبل خطير جداً, وسيمارس رفاقنا مهاترات نحن بغنى عنها, ولم نكن نبغي في أن نكون شركاء في هذه الممارسة.
أخيراً… أتمنى من رفاقي السابقين التحلي بروح المسؤولية, وكنت على قناعة تامة بعدم استمراري وتكملة المشوار في التيار, ولكني كنت أتمنى أن تكون آلية إبعادي حضارية وديمقراطية كما يدعون, أكثر من الشكل الذي يمارسونه في التيار, وكما أتمنى الابتعاد عن الحديث الشفوي والسلبي في الشارع.
وأتمنى لهم في الختام التوفيق والحفاظ على ما تبقى من التيار.
* والآن نتحول للأستاذ جنكيدار محمد, عضو مكتب العلاقات العامة, والمسؤول الثاني لمنظمة التيار في عامودا سابقاً.
س1- هل لكم اطلاعنا على أسباب انسحابكم ومنظمة عامودا من تيار المستقبل الكوردي؟
جـ1- إن خلافاتنا كانت قديمة, فقد بدأت منذ سنة, حيث كان هناك بعض الأشخاص, يعملون من أجل السيطرة على التيار, وهم وحدوهم يسيرون الأمور, وحاولنا مرات عديدة إصلاح الوضع, فلم تُجدي محاولاتنا نفعاً, كانوا قد تحكموا بكافة الأمور, ولم يتنازلون قيد أُنملة عن ممارساتهم, لا بل زادوا في الطين بلةً.
كنا نتعرض دوماً لتساؤلات رفاقنا في عامودا عن أسباب الوضع التنظيمي المتردي للتيار, وفي الحقيقة لم أكن مسؤولاً للمنظمة, بل كنت البديل في حال غياب المسؤول, وكنا دوما نهدئهم بأننا نحاول تصحيح الأوضاع في التيار, إلا أن المسيرة تتجه يوماً بعد آخر نحو الأسوأ, وخاصة بعد اعتقال الرفيق مشعل التمو والرفيق عمران السيد, تعمقت الأزمة وتصاعدت الخلافات بيننا, ومنها: أن منظمة عامودا تساند عمران, وأن عمران كان موقفه في المحكمة لا يتوافق مع موقف التيار وما إلى ذلك من أقاويل, إننا ساندنا عمران, لأننا كمنظمة عامودا نعرف حقيقة الأستاذ عمران وموقفه, وتلك الأقاويل ليست سوى أكاذيب ملفقة ومدبرة من بعضهم, تستهدف إبعاد عمران من التيار.
وبعد إطلاق سراح عمران, كان المفروض أن يعود إلى موقعه في التنظيم, إلا أنهم رفضوا ذلك بإصرار, ولكن مطالبتنا المستمرة بفض الخلافات, توصلنا إلى تشكيل لجنة للوصول إلى حقيقة الخلافات بين عمران والمكتب وكذلك للإطلاع على مطالب منظمة عامودا.
من إحدى المطالب هي معرفة الصرفيات المالية, ونتيجة عدم الإجابة على هذا المطلب, كانت منظمة عامودا تصر على عدم دفع المترتبات المالية عليها.
لقد كانت الأمور المالية مرتبطة بشخص واحد ولا أحد يعلم كيف تتم عمليات الصرف, فطالبنا بضرورة تشكيل لجنة مالية مهمتها الإشراف على الواردات والصرفيات, إلا أنهم كانوا دوماً يرفضون تشكيل اللجنة وترحيل هذا المقترح للاجتماع العام, والذي تأخر انعقاده وكان من المقرر أن ينعقد قبل ثمانية أشهر.
في الحقيقة أن منظمة عامودا كانت من أنشط منظمات التيار وأقواها, لذلك أصحاب العقلية الفردية لا يرغبون أن تكون منظماتهم كبيرة ونشطة, لذلك استغنوا وبكل سهولة عن منظمتنا.
س2- حسب البيان التأسيس للتيار, فإن التيار يقبل بتعددية الآراء في صفوفه, ولا يُقصي أحداً, ولا أكثر من مرة أكدت لنا قيادات التيار أنهم مؤسسة وليس حزب, فكيف تتحدثون عن ممارسة الإقصاء والتفرد في التيار؟
جـ2- تلك الشعارات لم تكن تطبق في التيار فكانت السيادية لرأي واحد, وكنا نعاني كثيراً من تلك الممارسات, فلقد وقفنا في أكثر من اجتماع على النقيض من المواقف التي كانت تتخذ, وكنا نوفق أحياناً في تغيير بعض المواقف, إلا أن كونهم الأغلبية, كانوا يمرقون غالبية المواقف, وتلك المواقف والبيانات كانت تتخذ في مكانٍ آخر, وتأتي إلينا جاهزة, إذاً كيف لا نتحدث عن الإقصاء والتفرد, ونحن لا علم لنا بهذه البيانات والتصاريح, وكنا نحاول دوماً تصحيح بعض النقاط فيها, فلم نوفق إلا في نقاط قليلة, كونهم الأغلبية, لذا تحكموا بالتيار وتحكموا بمواقفه, وجعلوه كبقية الأحزاب, فمشروع التيار لم يكن على هذا الأساس, فمقررات التأسيس تؤكد على أولوية الجانب الثقافي على الجانب السياسي, إلا أن الممارسة هي عكس ذلك.
س3- البيانات التي تحدثت عنها, وعن مسألة ممارسة المهاترات, فلقد حدثت إشكالية بينكم وبين يكيتي, وصلت إلى درجة قطع العلاقات, برأيكم من السبب في إيصال الأمور إلى هذه الدرجة؟
جـ3- طبعاً, هم من افتعلوا مثل هذه المهاترات, ونحن توسطنا بين رفاقنا ورفاق يكيتي, واستطعنا تجاوز الخلافات التي حدثت نتيجة اتخاذ مواقف خاطئة وفردية, فالعديد من أعضاء مكتب العلاقات, لم يكن وجوده إلا من أجل دعم موقف المتحكمين بالتيار, فالذين يسيطرون على التيار هم شخصين على الأكثر, والبقية ليسوا سوى أتباع لهم, لذلك تتخذ المواقف حسب رغبة ومزاجية شخص أو شخصين, فلا تأتي المواقف صائبة, فالمواقف التي لا تقر في اجتماع هيئة أو مكتب, لا بد أن تأتي خاطئة في بعض النقاط, ولا بد أن تسيء لطرف أو تنظيم معين, وذلك يتوقف على درجة قرب أو بعد هؤلاء عن ذلك التنظيم.
في الحقيقة حاولنا إعادة التيار إلى مسار التأسيس, فلم نوفق في ذلك.
س4- ألا تعتقدون أنكم أخطأتم في انسحابكم من التيار, فالأفضل كان الاستمرار وتصحيح الأخطاء ووضع التيار على سكة الانطلاق, ألا تتحملون جزء من مسؤولية انحراف التيار عن مساره؟
جـ4- كنا نعمل من أجل ذلك, وعندما قررنا تجميد نشاطنا لحين انعقاد الاجتماع العام, كنا على قناعة تامة, بأنه عند وصولنا للاجتماع العام سوف يكون بمقدورنا إعادة التيار إلى مساره, إننا لم ننسحب, بل جمدنا نشاطنا كعضوي مكتب علاقات عامة, وكنا على يقين تام بأن رفاقنا في التنظيم سيؤيدوننا, وكانوا هم أيضاً على دراية بهذه الحقيقة, لذلك لم يرغبوا في عقد الاجتماع العام, وفي أول اجتماع عقدوه لمكتب العلاقات العامة بعد قرارنا, سارعوا إلى إصدار بيان, موضحين فيه: أنه لم يبقى لعمران صلة بالتيار, ليبقوا هم أنفسهم ومن لونٍ واحد.
لكنهم بهذا التصرف يدينون أنفسهم, فلا يحق لمكتب العلاقات إصدار مثل هذه القرارات, فهي من صلاحيات المكتب التنظيمي وليس من صلاحيات مكتب العلاقات, ويعتبر هذا خرقاً لمود النظام الداخلي للتيار.