خالد حسو
لم تتوضح الأمور لمعظم السوريين بما جرى ويجري الآن، وما سيجري لاحقاً. فالسؤال الذي ما زال مطروحاً حتى اليوم: لماذا لم يسقط النظام السوري ولم يهرب رأس النظام رغم الحصار الدولي والعقوبات المفروضة عليه من جهة، والدعم العسكري والمالي والسياسي الذي تلقته المعارضة من جهةٍ أخرى؟ بل على العكس، استطاع النظام الفاشي أن يدافع عن وجوده بكافة الأشكال وبجميع الأساليب، مستخدماً القوة والسلاح، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً.
لكن ما لم يكن في الحسبان، أن تصل هيئة تحرير الشام إلى دمشق خلال أيام قليلة، وتعلن عن تشكيل حكومة ذات لون واحد، متجاوزةً بذلك جميع العقبات التي عجزت عنها المعارضة لعقدٍ من الزمن. أما الشعب، الذي أنهكته الحرب، فقد وجد نفسه مشغولاً بلحظة فرحٍ وسعادة لم يعِ كيف أو لماذا حلّت فجأة. وفي الوقت ذاته، كانت إسرائيل مستمرة في تدمير جميع المواقع العسكرية السورية ومنظومات الأسلحة التي قد تشكّل خطراً عليها، ما ساهم في إعادة تشكيل ميزان القوى على الأرض.
هذا التحوّل السريع والمفاجئ طرح العديد من التساؤلات حول الدور الخفي الذي لعبته القوى الإقليمية والدولية في هندسة المشهد السوري، وحول ما إذا كانت هذه التطورات تمهيداً لمرحلة جديدة، يتم فيها تمكين أطراف محددة، وتعديل خارطة النفوذ، وتعزيز واقع سياسي يتناسب مع مصالح من يديرون اللعبة من وراء الكواليس.