صلاح بدرالدين
من وحي وعلى ضوء رسالة اوجلان
بمناسبة رسالة السيد عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني ومؤسسه ، والذي دعا الى حله بكل منظماته ، وفروعه ، لابد ومن اجل اطلاع القارئ من توضيح الطبيعة الآيديولوجية – لحزب العمال الكردستاني – تركيا – وفروعه ، وشبكاته المنتشرة في كل من العراق ، وسوريا ، وايران ، فبحسب تعريف معظم اطراف الحركة القومية التحررية في تلك البلدان والتي سبقت ظهور هذا الحزب بعقود طويلة ، انه :
١ – من صنع الدولة العميقة في تركيا وعمادها منظمة – الارغنكون – ، ورعاية الأوساط العسكرية – الأمنية في البلدان الأربعة المعنية بالملف الكردي .
٢ – بمثابة – ثورة مضادة – ضد الحركة الكردية المستمرة باشكال مختلفة منذ بداية القرن التاسع عشر ذات المضمون الوطني ، والتقاليد الديموقراطية ، الساعية الى إيجاد الحل السلمي عبر الحوار للقضية الكردية على قاعدة مبدأ حق تقرير مصير الشعوب وفي اطر التعايش المشترك ، ووحدة البلدان التي يتوزع فيها الكرد بعد ان نالت الاستقلال ، ورسمت حدودها باتفاقية سايكس – بيكو ، وأقرت من هيئة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية .
٣ – هذا الحزب وفروعه ، عبارة عن تشكيلات شبه عسكرية ، ذات نزعة مغامرة ، تمارس شتى أنواع الاعمال الخارجة على مبادئ ، واعراف المجتمع ، بمافي ذلك العنف ، والاغتيالات ، وخطف وتجنيد القصر من النساء ، وفرض الاتاوات ، وتخوين الاخر المختلف .
٤ – الوافدون من هذا الحزب الى سوريا ، جاؤوا بناء على اتفاقية مراد قرايلان – آصف شوكت لمواجهة الثورة السورية ، وتحويل القضية الكردية السورية الى مجرد استعداء تركيا ، مقابل منح الحرية لهم باستلام المدن والمناطق ، والإدارات ، ولم يكن في برامجهم ، وادبياتهم السياسية أي اهتمام بحقوق الكرد السوريين حتى سقوط نظام الأسد ، حيث شعروا بالحاجة الى – قضية – في مواجهة العهد الجديد من اجل تثبيت سلطتهم الحزبية في مناطق نفوذهم وليس في الجغرافية الكردية التاريخية .
٥ – معروف عن هذا الحزب سلوكه – المذهبي – خصوصا في مركزه – قنديل – ذلك السلوك الذي كان استجابة لرغبات – قاسم سليماني – والاوساط الحاكمة بطهران ، وقبل ذلك إرضاء لآل الأسد بسوريا عندما قدم زعيمهم – اوجلان – نفسه كشخص علوي – لجميل – شقيق حافظ الأسد الأكبر ( مؤسس جمعية المرتضى ) والمعروف بتزمته الطائفي .
لاتلعبوا بالنار في سوريا
٦ – في أي بلد متعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب بالعالم مثل سوريا تتصدر قضايا القوميات – الكردية خصوصا – الصدارة من اجل فهمها ، وإيجاد الحلول الديموقراطية لها ، والاستجابة لخصوصيتها القومية ، والثقافية ، والتاريخية ، وتميزها اللغوي ، وحقوقها المشروعة ، اما الأديان ، والمذاهب فليس لها طابع قومي ثقافي ، بل ان معظم المذاهب ، والطوائف في سوريا من أصول قومية عربية ، او كردية في حالة – الازيديين – وترتبط طموحاتها بحق المواطنة في ظل النظام السياسي الديموقراطي ، وحرية المعتقد والعبادة ، نعم حاول المستعمرون في العقود الماضية استغلال مسالة الأديان والمذاهب الى درجة اندراج ذلك تحت اسم – المسالة الشرقية – ولكن بنهاية المطاف وفي الظروف الراهنة كان الاستغلال الأخير باسم – الإسلام السياسي – من جانب نظام ايران بشكل خاص ، ومنظمات سياسية مثل – الاخوان المسلمين – ، اما ان يتورط – قسد – مسد – باستثمار ورقة المذاهب في سوريا ( العلوييون والدروز ) لمصالحها الحزبية الخاصة ، وسياساتها ، ويصرف الأموال المستولى عليها من عائدات النفط السوري ، على بعض متزعمي الطائفتين ، وتغطية مؤتمرات ، واجتماعات ذات الطابع المذهبي التحريضي في العهد الجديد ، فامر يناقض مصالح الشعب الكردي السوري، ومصيره المرتبط بمستقبل سوريا مابعد التحرير ، ويتنافى مع الفرص الراهنة امام السوريين لاعادة بناء سوريا الجديدة ، مهما كانت المصاعب ، بل يمكن ان يشكل دعما لقوى الردة الإقليمية ، والداخلية المتربصة العاملة الى إعادة عقارب الساعة الى الوراء ، والتمهيد لعودة نظام البعث الاسدي المجرم ، ونفوذ ولاية الفقيه .
٧ – كان الأولى بمسؤولي – قسد – مسد الذين يقودون حزب الاتحاد الديموقراطي ، والإدارة الذاتية ، ان يوافقوا على مشروع عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع كما طرح ومن دون تمييع والتفاف ، وقبول قيام اللجنة التحضيرية من غالبية وطنية مستقلة ، وصرف تلك الأموال لتغطية مصاريف مندوبي المؤتمر المنشود ، ومكان انعقاده ، من اجل إعادة بناء حركتنا الكردية ، وصياغة مشروعنا للسلام ، وانتخاب من يمثلنا على الصعيد الوطني ، للبدء بالحوار الجاد مع الإدارة الانتقالية بدمشق العاصمة ، والمشاركة في بناء سوريا الجديدة وإيجاد الحلول لجميع قضايانا المشتركة وخاصة قضيتنا المشروعة .
رسالتي للسيد مظلوم عبدي
٨ – أقول لقائد قسد – مسد الأخ مظلوم عبدي ان مرحلة تصفية مكامن – الحرب بالوكالة – بدات ومستمرة ، وستليها مرحلة – الحل وسحب السلاح – وستتغير قواعد اللعبة بالنسبة لحزبكم الام – ب ك ك – الذي لفظ اليوم أنفاسه الأخيرة على يدي صانعه ، وبما انك كنت الابن المدلل للقائد ، والقائل لاحياة بدون آبو ، عليك الالتزام بكل أوامره : حل حزبك ، وتسليم السلاح للدولة السورية ، والاعتذار لاهالي الضحايا ، والالتحاق بمن يعملون على عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وكن حذرا من امرين الأول : العامل الخارجي ( الانتهازي ) لن يكون البديل للاحتضان الشعبي ، ومصالح الخارج ليست دائما لمصلحة الداخل ، ودعم الخارج وقتي ومؤقت ويتغير بأقصى سرعة ، وقد يصب عكسيا ، والامر الثاني : لايغرنك الوافدون اليك لابداء الولاء والطاعة ، فمعظمهم نفوس ميتة ، ابدوا الولاء نفسه للضابط الأمني – محمد منصورة – وزملائه في باقي المناطق .