ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا – القسم التاسع

ملف «ولاتي مه» حول مستقبل الكورد في سوريا، يُعتبر أحد الملفات الهامة التي تُناقش مستقبل الكورد في سوريا في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة عامة وسوريا بشكل خاص. يركز هذا الملف على تحليل الأوضاع الراهنة والتحديات التي يواجهها الكورد، بالإضافة إلى استعراض السيناريوهات المحتملة لمستقبلهم في ظل الصراعات الإقليمية والدولية. يسلط الملف الضوء على أهمية الوحدة والتعاون بين مختلف الأحزاب والفصائل الكوردية لضمان حقوقهم وتحقيق تطلعاتهم، من خلال تقديم رؤى وتحليلات متعددة الأبعاد. يسعى “ولاتي مه” إلى توفير فهم أعمق لوضع الكورد في سوريا وآفاقهم المستقبلية وتكوين رؤية مشتركة حول مجمل القضايا التي ترتبط بالقضية الكوردية في سوريا.

القسم التاسع: تضم مشاركات كل من السادة :

– حواس محمود: كاتب وباحث .

– عبدالعزيز قاسم: كاتب .

– لازكين ديروني: كاتب .

– نذير عجو : كاتب .

============ 

حواس محمود:

(( الكتاب والمثقفون الكرد لهم دور هام جدا في تشكيل رأي عام كردي وفي توجيه دفة السياسة نحو الاهداف الكردية واستحقاقات المرحلة الراهنة ))

 

بادئ ذي بدء أشكر إدارة موقع «ولاتي مه» على توجيه الدعوة لمناقشة الوضع السوري عامة والكردي خاصة بعد سقوط الطاغية بشار الاسد ومنظومته الامنية والعسكرية والسياسية  واهنئ هنا الشعب السوري بجميع مكوناته على هذا الانجاز العظيم فكان الشعب السوري يستحق ذلك للتضحيات الجسيمة التي قدمها لاجل إنهاء حقبة الفساد والاستبداد ، وأشعر شخصيا بالفرح والسرور باعتباري قدمت الكثير من الكتابات والمساهمات المضادة جدا للنظام المجرم  قبل سقوطه المدوي  وتعرضت للسجن لدى جلاوزته مرتين مرة في عهد الاب ومرة في عهد الابن .

بعد هذه المقدمة القصيرة أعود للجواب على المحاور التي خصصتها ادارة «ولاتي مه»  مشكورة للنقاش  .

بالنسبة للاولويات  التي يجب ان نركز عليها ككرد وبخاصة القوى الكردية هي قبل كل شيئ نسيان الخلافات والاختلافات السابقة لاننا امام مرحلة مفصلية هامة وحساسة وامام استحقاقات تارريخية عظيمة وامام فرصة ذهبية لنيل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي ، ومن ثم توحيد المشتركات والتركيز عليها والالتفاف حولها ،وان يلتقي الطرفان الكرديان  المجلس الوطني  الكردي   واحزاب الوحدة الوطنية على هذه المشتركات مع اشراك الطاقات المجتمعية من مثقفين ونساء وشباب وباقي الشرائح الاجتماعية الكردية ،  وان يتم توحيد القوى العسكرية الكردية بانضمام بيشمركة روج الى قسد وتشكيل جسم عسكري كردي ضارب قادر على  الدفاع عن الشعب الكردي امام العدوان التركي ومرتزقته  ، وهذا يساعد السياسي الكردي في مفاوضات دمشق القادمة ليكون  قويا على طاولة المفاوضات ولا يقدم التنازلات الكبيرة امام التحريض التركي العنصري وانتشار ثقافة الكراهية ضد الكرد في سوريا، الوضع حساس والتوحد الكردي بعيدا عن الايديولوجيات والمصالح المؤقتة اكثر من مهم في هذه المرحلة فالشرق الاوسط امام تغيير كبير قادم وعلى الكرد ان يكونوا لاعبين مهمين  ضمن هذا التغيير المرتقب .

ونظام الحكم الامثل في سورية اراه ان يكون فدراليا ديموقراطيا تعدديا اتحاديا  او لامركزية ادارية  مع صلاحيات سياسة كبيرة للكرد  ، واللامركزية الادارية مفهوم اداري وليس لنظام الحكم لكن ربما لن تقبل ادارة دمشق او لا يتضمن الدستور  نظام الفدرالية فالحل باللامركزية الادارية

وحدة الموقف الكردي كما  ذكرت آنفا  تتأتى بتوحيد الاطارين المجلس الوطني الكردي واحزاب الوحدة الوطنية ،  وتوحيد القوى العسكرية واشراك  قوى المجتمع المدني والشخصيات الثقافية والمدنية المرموقة في النقاشات الكردية الكردية اوسوريا في  دمشق مع  نظام الحكم الجديد .

كما ان المؤتمر  الوطني السوري المزمع عقده في الفترة القريبة القادمة يمكن ان يكون للكرد دور بارز فيه عبر اشراك الاكاديميين والقانونيين والسياسيين المخضرمين الكرد مع طاقات شبابية خبيرة في شؤون ادارة الدول والمجتمعات وبخاصة في الفترات الانتقالية كما هو الحال في سورية  على ان يتناسب تمثيل الكرد مع نسبتهم السكانية في سوريا

الكتاب والمثقفون الكرد لهم دور هام جدا في تشكيل رأي عام كردي وفي توجيه دفة السياسة نحو الاهداف الكردية واستحقاقات المرحلة الراهنة من خلال الاعلام والثقافة وعمل ندوات جماهيرية وحلقات النقاش السياسي الثقافي باتجاه تقوية الروابط المجتمعية  – وكملاحظة  ابدى المثقفون الكرد – الا عدد نادر – دورا وطنيا هاما في دحض الكثير من مقولات عنصرية مغلوطة ومشوهة عن الكرد  على العكس من قيادات الاحزاب الكردية الذين خفت صوتهم وضعفت حجتهم بينما كان ولا يزال المثقف الكردي يلعب دورا اعلاميا هاما جدا وهو مشكور على هذه الوطنية في هذه المرحلة الحساسة  بالنسبة للشعب الكردي في سوريا

وعلى القوى الكردية التنسيق والتحاور مع القوى السياسية السورية الاخرى ذات الاهتمامات والمصالح المشتركة من احزاب وهيئات  على الصعيد السوري العام وكذلك من مكونات كالمكون الدرزي والمكون العلوي والمكون المسيحي،  اذ ان هذه المكونات لديها تخوفات وهواجس من تعرضها للغبن مع ادارة الحكم الجديدة ،  ورسم خطوط وملامح التحالف الوطني مع هذه القوى حتى لا تنحرف سورية على يد قوى الاسلام السياسي او قوى متشددة اسلاميا نحو نوع من  التفرد او استبعاد القوى الوطنية الاخرى من المشاركة السياسية الحقيقية .

 

اما فيما يتعلق بالقوى الدولية فعلى الكرد  توثيق العلاقة معها واقناعها بالمصالح المشتركة منعا لعودة داعش للتحرك من جديد او غيرها من القوى الاسلامية المتطرفة والاستفادة من قيادة اقليم كردستان على يد الرئيس مسعود البارزاني من خلال علاقاته مع هذه القوى الدولية بلعب دوره حتى مع الدول الاقليمية كتركيا وهذا ما سعى اليه قائد قوات سورية الديموقراطية الجنرال مظلوم عبدي عندما التقى كاك مسعود البارزاني قبل فترة في اربيل  .

فالقوى الدولية دورها مهم وأساسي في تخفيف الظلم على الكرد وفي نيل حقوقهم المشروعة   ، ولا ننسى ان الحرب جارية الان ضد ابناء شعبنا الكردي ولدينا شهداء في الحرب التركية – الارتزاقية السورية – مع قسد – التي يتذرع بعض صناع ثقافة الكراهية به اي  بقسد للنيل من الكرد وهضم حقوقهم واحتلال اراضيهم – ولكنهم لا اتصور سينجحون لاسباب وعوامل عديدة وسيفشلون فشلا ذريعة بشريطة وحدة الكرد ارضا وشعبا ومجتمعا وقيادات  – عاش الشعب الكردي عاشت كردستان –

================

عبدالعزيز قاسم:

((في سبيل إنقاذ مستقبل شعبنا من المطامع الإقليمية، لابدّ من التعويل على وحدة الصف الكردي، وكذلك على الدعم الدولي والعربي أيضًا)).

 

بدايةً، أشكر موقع «ولاتي مه» على مبادرته في الوقوف على الواقع الكردي السوري بعد سقوط النظام، كما أشكر إدارة الموقع على توجيه الدعوة لي للمشاركة في إبداء الرأي حول أهمية وحدة الصف الكردي في ظل الظروف الراهنة. وللحديث عن وحدة الصف الكردي وأهميته، لابد من العودة إلى المطالبة بالحوار الكردي – الكردي كمدخل لتوحيد الصف الكردي والخروج بتشكيل وفد مشترك يقدم مطالبه الرئيسية، والمتضمنة إقرار الحقوق القومية الكردية دستوريًا في برنامج مشترك متفق عليه، وتقديم مبادرة جادة نحو حل سياسي دائم للقضية الكردية كقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية من ديرك حتى عفرين كوحدة جغرافية قومية، على أساس إقامة حكم ذاتي أو حكومة فيدرالية.

وهنا لابد من الإشادة بالجهود الدولية، وبخاصة المبادرة الأمريكية – الفرنسية، لاستئناف الحوار الكردي – الكردي، والتي تشكل فرصة ذهبية ومثمرة لتعزيز دور الكرد في المنطقة وعلى طاولة التفاوض مع دمشق أو في المحافل الدولية لإيجاد حل للقضية الكردية.

بالطبع، هناك خطوات هامة للتقارب بين الطرفين الكرديين الرئيسيين مؤخرًا، وبوادر للتوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا الساخنة، والتأكيد على تشكيل وفد كردي مشترك للتفاوض مع دمشق. ومن المتوقع أن تستمر المبادرة الأمريكية – الفرنسية وتحقق نتائج إيجابية حتى للتوسط بين الجانب الكردي والحكومي، خاصة أن هذه المبادرة تحظى بدعم العديد من الدول الأوروبية وإقليم كردستان وجميع الأحزاب الكردية في هذه المرحلة التاريخية والحساسة.

لقد تم اتخاذ خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب الحفاظ عليها كإنجاز وطني مقدس. وبالرغم من تكبد الشعب الكردي وكردستان سوريا خسائر كبيرة أدت في النهاية إلى تعقيد المسألة الكردية، وبخاصة ملف المناطق الكردية المحتلة، إلا أن الإدارة الذاتية لا تزال تمتلك أوراقًا قوية كسيطرتها على أهم حقول النفط والغاز، وكذلك السيطرة على الكثير من السدود المائية، وبخاصة سد تشرين، حيث يسعى الاحتلال التركي ومرتزقته بكل قوة للسيطرة على هذا السد وانتزاعه من قوات سوريا الديمقراطية بهدف إضعاف الموقف الكردي في المفاوضات مع دمشق ودور الكرد في مستقبل سوريا.

إضافة إلى أن توحيد الخطاب والصف الكرديين من شأنه تعزيز الدور الكردي، وكذلك بقاء هذه الملفات القوية بيد القوات الكردية بالإضافة إلى ملف سجون داعش وأُسرهم، وهما لا تقلان أهمية عن سابقتيهما. وهنا أود الإشارة إلى كلمة وزير خارجية الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، في المنتدى العالمي 2025 في داڤوس، حيث قال: “ورثنا دولة فاشلة… دولة من دون وجود نظام اقتصادي…”. ولقد حدد في خطابه أجندة حكومته؛ مشيرًا إلى أن السلطات الجديدة ستركز على خمسة أهداف رئيسية، بما في ذلك الطاقة والبنية التحتية، ومصدر هذين الموردين الاقتصاديين هما سد الفرات وحقول النفط والغاز في كلٍ من الحسكة والعمر في دير الزور، وهي موارد لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وبدون هذين المصدرين، لن تستطيع أية حكومة سورية تجاوز تبعات الحرب، بما فيها إعادة إعمار البلد بصورة مستدامة.

تزداد أهمية وحدة الصف الكردي على الصعيد السوري أيضًا في ظل تنامي الدور التركي في سوريا بعد سقوط الأسد. وفي سبيل إنقاذ مستقبل شعبنا من المطامع الإقليمية، لابدّ من التعويل على وحدة الصف الكردي، وكذلك على الدعم الدولي والعربي أيضًا.

كما هو معلوم، لقد دخلت القوى السياسية الكردية، وللأسف، طيلة عمر الأزمة السورية في مستنقع الصراعات الحزبية والإيديولوجية، وأضاعت العديد من الفرص الذهبية دون أن تحقق أية مكاسب قومية مع كلا طرفي الصراع “النظام والمعارضة” على السواء!

على العكس من ذلك، لقد استفادت القوى المعادية من التناحر بين (ENKS) و(PYD)، خاصة وأن الاحتلال التركي استفاد كثيرًا من ذلك واحتل عفرين أولًا، وفيما بعد (سري كانيية) و(گري سپي)، ولا يزال الأمل في إعادة تلك المناطق وإنهاء حالة الاحتلال مفقودًا وحتى بعد إسقاط النظام!

اليوم، فإن سيطرة تركيا على أية بقعة كردية أخرى، ولا سيما إذا كانت حيوية، ووسط تغاضي ولامبالاة المجتمع الدولي المعهود، فإن الموقف الكردي والمطالب القومية الكردية سيصطدم بالرفض من حكومة دمشق، وأيضًا بالشروط والمطالب التعجيزية لأنقرة وتبريراتها أحادية المصلحة وغير المبررة، والتي تصب في خانة ضرب أية مكتسبات مشروعة مستقبلية للمكون الكردي في سوريا، متذرعة في ذلك بمحاربة الإرهاب وفق منطق وأجندات ومطامع أنقرة، التي لا تزال تفكر بعقلية الطورانية التركية وأوهام ‘الرجل المريض’.

==============

لازكين ديروني:

((عندما تتفق الاطراف و الاحزاب السياسية الكوردية سوف تحظى بدعم المثقفين و الكتاب ))

 

بداية اشكر موقع ولاتى مه لطرحه هذه الاسئلة واهتمامه بقضة الشعب الكوردي في سوريا متمنيا لهم دوام النجاح و التوفيق

ان اي سلطة او نظام في سوريا المستقبل لا يمكن لها الاستقرار و الدوام بدون حل قضية الشعب الكوردي في سوريا حلا عادلا و تثبيتها في الدستور السوري و لذلك مستقبل الشعب الكوردي في سوريا مرتبط مباشرة بنوع السلطة و الحكم في سوريا المستقبل و لايمكن التفكير خارجها لذلك على الاحزاب و الاطراف السياسية الكوردية العمل مع بقية اطراف واطياف الشعب السوري من اجل حكم ديمقراطي و فصل الدين عن الدولة لانها ستكون الضمانة لحرية الشعب السوري و تطوره بكل مكوناته العرقية و الاثنية و هذا ما لا نجده في الحكومة الحالية في دمشق المتمثلة بهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (الجولاني) بسبب خلفيتها الدينية الطائفية و الموجودة على لائحة الارهاب حتى الآن.

ان القضية الكوردية في سوريا اخذ بعدا دوليا خلال فترة الثورة السورية من خلال مشاركة الشعب الكوردي بشكل فعال في تلك الثورة من خلال المظاهرات و محاربة النظام البائد من جهة و مشاركة التحالف الدولي في محاربة الارهاب كداعش و غيرها و تقديم آلاف الشهداء من جهة أخرى .

ماهو المطلوب من الكورد فعله في هذه المرحلة لاستغلال الفرصة التاريخية لتأمين حقوقهم القومية كشعب يعيش على ارضه التاريخية:

  • الاولوية هو الاتفاق على تشكيل مرجعية كوردية موحدة تمثل الشعب الكوردي في سوريا في جميع الحوارات واللقاءات و المشاورات مع الاطراف السورية و في المحافل الدولية و حتى يتم الاتفاق لابد ان تكون هناك تنازلات من الجميع و ان تكون هناك ارادة حقيقية و صادقة و وضع مصلحة الشعب الكوردي و قضيته في هذه المرحلة المصيرية فوق كل اعتبار و وضع الخلافات و المصالح الحزبية و الشخصية  و الفكرية جانيا .
  • هذه المرجعية تشارك فيه جميع الاحزاب و الاطراف السياسية الكوردية و منظمات المجتمع المدني و و الفعاليات الثقافية و الاجتماعية دون استثناء .
  • الاتفاق على مطالب و حقوق الشعب الكوردي في سوريا في هذه المرحلة و المطالبة بتثبيتها في دستور سوريا الجديدة باشراف الامم المتحدة .
  • تشكيل علاقات استراتيجية مع الدول ذات النفوذ في المنطقة و في الوضع السوري بالاخص مثل امريكا و اوروبا .
  • التواصل مع جميع مكونات سوريا و شرح مظالم الشعب الكوردي في سوريا خلال فترة حكم البعث الشوفيني و المشاريع الاستثنائية المطبقة بحقهم مثل الحرمان من الجنسية السورية و الحزام العربي و منع التكلم باللغة الكوردية و غيرها و التفاهم معهم بالعيش المشترك ضمن سوريا موحدة و حكم ديمقراطي يحفظ حقوق الجميع بعيدا عن العنصرية و الطائفية .
  • قرارات هذه المرجعية يجب ان تكون مستقلة و خارجة عن تأثير و ضغط الاطراف الكوردستانية في الاجزاء الاخرى من كوردستان ماعدا الدعم المعنوي و الدبلوماسي و خاصة من اقليم كوردستان العراق .
  • على الشعب الكوردي في سوريا عدم التسرع في اتخاذ قراراتها مع حكومة الشرع لانها غير شرعية و غير منتخبة ولا تحظى باعتراف الامم المتحدة و الشرعية الدولية ولازالت في قوائم الارهاب .
  • عندما تتفق الاطراف و الاحزاب السياسية الكوردية سوف تحظى بدعم المثقفين و الكتاب بالتاكيد لان كل الاتحادات و الفعاليات الثقافية مرتبطة بشكل او بآخر بتلك الاطراف و الاحزاب .

في الختام نقول ان الكرة الآن في ملعب الاحزاب الكوردية و تقع على عاتقها مسؤولية تاريخية و عليها تحمل تلك المسؤولية في هذه الفرصة التاريخية التي هي نقطة تحول مفصلية في تاريخ الشعب الكوردي في سوريا طالما انتظرها منذ قرن من الزمن و التي لايجب اضاعتها باي ثمن .

 

=============

المهندس نذير عجو:

(( وحدة الموقف الكوردي تفرض على قيادات الحركة الكوردية في تأجيل تناحراتهم وصراعاتهم الشخصية والحزبية الضيقة أمام وحدة المصير وأمام قضية شعبهم لابل أمام منعطف وجودهم ))

 

بداية لابد من شكركم على اهتمامكم بهذا الموضوع المهم في هكذا ظرف مصيري للشعب الكوردي في كوردستان سوريا.

 

مقدمة:

 

حقيقةً يمكن القول أن مستقبل الشعب الكوردي في سوريا يتوقف على عاملين اساسيين:

١- مدى التفات القوى العالمية ذات النفوذ في تبنيها لقضية الشعب الكوردي في سوريا وإيرادها في برامجهم وخططهم والتي تعتمد أولآ وأخيرا على مبدأ المصالح ثم المصالح ومبدأ تلك القوى يجب أن يكون هدفًا ذو خصوصية للقوى الكوردية للذهاب نحو ذلك الإتجاه بشرط أن لايكون على حساب القضية ويأخذنا ذلك المبدأ ايضآ إلى العامل الثاني لتحديد مستقبل الشعب الكوردي في سوريا.

٢- ضرورة وحدة موقف الشعب الكوردي في سوريا والذي يدفع بالدول ذات النفوذ بإحتمالية إيجاد ضمان لمصلحتهم من تلك الوحدة ولاسيما لتوفر الكثير من الشروط والأجواء المتعلقة بتجارب هؤلاء السابقة والفاشلة والغير مضمونة النتائج مع القوى الغير كوردية المتواجدة في المنطقة (القوى العربية، التركية، الايرانية)حيث عدائهم المباشر تاريخيًا والضمني حاضرًا للقوى الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية وربطهم لتلك القوى بدعمها ومسانداتها الغير مشروط لعدوهم التاريخي اللدود إسرائيل.

أما مسألة التوازن في حفاظ الشعب الكوردي على هويته القومية والإنخراط في بناء دولة جامعة لن يكون هناك أي تعارض اذا تم الاقرار بدستور إتحادي يقر بوجود الشعب الكوردي وحقهم في تقرير مصيرهم الذاتي في إقليم قد يجمعهم مع أقليات موزعة على امتداد خارطة ذلك الإقليم.

 

وحدة الموقف الكوردي:

في واقع التغيرات التي حصلت في الساحة السورية من حرب أهلية راح ضحيتها الملايين من القتلى والجرحى وأضعافهم من الهاربين من ديارهم من نازحين ولاجئين على إمتداد الخارطة السورية وكذلك على إمتداد خرائط كل دول العالم، وكل تلك المآسي والمجازر والإبادات كانت على يد السوريين فيما بينهم مع مساندات من خارج الحدود برضى السوريين ذاتهم وبما يتوافق مع هؤلاء بالعقيدة أو الطائفة أو…. وصولاً إلى اللحظة الحاسمة في إنهيار إمبراطورية النظام الديكتاتور بشار الاسد وهذه اللحظة هي التي ستكون المحدد الجديد لمصير سوريا حاضرًا ومستقبلًا ولكل مكوناتها المختلفة وهي ثمرة مروية بدماء السوريين ومآسيهم من كل مكونات الشعب السوري حيث لم يسلم أحد من بطش وفظائع الحرب الأهلية الأخيرة في سوريا وكون الشعب الكوردي أحد المكونات الرئيسية بجانب المكون العربي وغيرهم من المكونات السورية وكون الشعب الكوردي نال الويلات والمآسي عبر عقود من الأزمان وليس عبر الحرب الأهلية فقط وكان هدفًا دائمًا لأصحاب التوجهات الشوفينية والعنصرية والمتطرفة وما أكثرهم من السوريين.

أمام ماسبق من نتائج للحرب السورية من جرائم وإبادات على يد السوريين فيما بينهم والتي تسببت في جروح عميقة إضافةً لجروح سبقت الحرب الأخيرة، تلك الجروح شئنا أم أبينا ستكون سببًا في صراعات وتناحرات طويلة الأمد وتحتاج لزمن طويل لتلتئم تلك الجراح ومعها ستتقبل المكونات بعضها دون مكائد وعداوات ضمنية، وهذا ما يأخذنا إلى التأكيد على وحدة الصف والموقف الكوردي لان الشعب الكوردي سيكون الضحية والهدف الموحد لكل المتصارعين والمتناحرين الآخرين فيما بين بعضهم البعض في الساحة السورية وبإعتبار تلك الوحدة تتعلق حقيقةً بالمصير الوجودي للشعب الكوردي على الخارطة السورية قبل التكلم عن المبدأ الحقوقي ومشروعيتها.

تلك الوحدة المفروضة تعتمد على اقتناص الفرصة التاريخية الحاسمة عبر إتخاذ قيادات الحركة الكوردية موقف نكران الذات أمام مصير الوجود الكوردي وأنه لابديل عن وحدة الموقف لضرورات حماية الذات من الصراعات المحتملة داخل الخارطة السورية وكذلك لإمكانية تحقيق نسبي لمصالح الدول العالمية ذات النفوذ بأن يجدوا في الشعب الكوردي قوة يمكن الإعتماد عليها في قادمات الأيام ولاسيما أن كل المؤشرات والوقائع تؤكد مدى مشغولية الدول ذات النفوذ في تحريك القضية الكوردية في سوريا وذلك بالقيام الكثير من المبادرات والمحاولات بإتجاه توحيد الموقف الكوردي من جهة ومن جهة ثانية أصبح تعبير الحفاظ على الحقوق الكوردية على لسان القادة الغربيين (آمريكا، ألمانيا، فرنسا، …..) وذلك ضمن كل اللقاءات الصحفية والدبلوماسية السورية الأجنبية، وكذلك في المحافل واللقاءات الدولية والتي كلها تعجز أمام التشتت الكوردي.

ووحدة الموقف الكوردي تفرض على قيادات الحركة الكوردية في تأجيل تناحراتهم وصراعاتهم الشخصية والحزبية الضيقة أمام وحدة المصير وأمام قضية شعبهم لابل أمام منعطف وجودهم ، ودون ذلك هي دعوى لتحرك قواعد الحركة الكوردية في تغيير تلك الواجهات القيادية بقيادات جديدة تضع أولوية قضية شعبهم فوق الأولويات بدلًا من تلك القيادات المهترئة والتي كان عنوان وواقع القضية الكوردية في ظل وجود هؤلاء الأبدي هو التراجع المستمر والتي عبر عقود لم يراجع أحدهم ذاته إيجابًا أو سلبًا ولم يتركوا المجال لغيرهم من أصحاب الإختصاصات والخبرات المتلائمة والوقائع الحالية من تطورات في كافة المجالات بأن يأخذ هؤلاء دورهم في تقديم مايمكن إعتباره طريقًا سالكًا نحو إنتصار للقضية الكوردية، وفي حال عدم توفر محاولات القيادات الكوردية أو إزعانهم لنكران الذات وعدم تحرك قواعد الحركة الكوردية لتغير الواجهات القيادية التي لا تقبل بوحدة الموقف الكوردي ستكون الدعوى لتحريك الشارع الكوردي بقادة من الشريحة السياسية التي لم تقبل إستمرارية وجودها في تلك الحركة المهترئة وإضطرت لترك الحركة إضافة لغيرها من الشرائح المثقفة وأصحاب الإختصاصات والأموال وغيرها من الإمكانات ومن الشرائح الفاعلة ومن مؤسسات ومنظمات وجمعيات وهذه الدعوات هي مسؤولية تاريخية على عاتق الكل المذكورين تسلسلًا.

 

طبيعة نظام الحكم الضامن لحقوق المكونات في سوريا:

أمام كل ماعاناه السوريون من بعضهم البعض بعناوين مختلفة بإسم الإختلاف الأثني أو العقيدي أو الطائفي أو الأيدولوجي وأمام طغيان ثقافة رفض الآخر المختلف إظهارًا أو تسترًا لن تزول الصراعات وتلتئم الجراح بين ليلة وضحاها وإنما تحتاج لسيرورة طويلة لإزالة الآثار وذلك عندما تكون الرغبات في ذلك وتصفى النوايا وتربى أجيال على ثقافة الإختلاف وقبول الكل للكل كما هم ولحين الوصول لهكذا ثقافة إجتماعية وفي واقع التغير الحالي ومحاولة رسم خارطة سوريا الحاضرة والمستقبلية عبر دستور جديد فلا بد لكل مكون ان يبحث مكان له في الدستور ليحميه من غدر الآخر وهذا مايؤكد أنه لاخلاص للمكونات من الصراعات والمكائد دون الإعتماد على دستور يقر بإتحادية الدولة السورية وتسمى سوريا بالجمهورية الإتحادية السورية وهي تضم أقاليم تمثل مكونات وقوى فاعله على الأرض حيث تدير هذه الأقاليم ذاتها وتجمعها مع المركز المشترك دمشق العاصمة القرارات السيادية للدولة السورية فقط، هذا إضافة لما ذكر من حماية المكونات لذاتها عبر الدولة الإتحادية فإن واقع الحال التعددي للمكونات السورية مقارنة بالكثير من الدول الأقل منها إختلافاً والتي رسمت حاضرها ومستقبلها المشرق عبر قبولها بفكرة الدولة الإتحادية وتيقنوا بأنه لابديل عن ذلك وأثبتت تلك الدول ذلك النظام ودخلت في فلك الدول المتطورة بعيدًا عن الصراعات والتناحرات الأثنية والعقيدية والطائفية والعقائدية وأصبحت نماذج لدول يحتذى بها بعيداً عن الصراعات التي قد تأخذ المتصارعين ابعد من الدولة الاتحادية ألا وهي التقسيم أو الإستقلال وهي كما قالت العرب آخر الدواء هو الكي.

وأمثلة الدول الاتحادية كثيرة بتطورها ورفاهية ابناءها وسعادتهم ومنها:

—- الإمارات العربية المتحدة ٧ إمارات اثبتت تطورها بتنافسيتها الإيجابية.

—- جمهورية المانيا الاتحادية ١٦ ولاية أثبتت ألمانيا لتكون من أرقى الدول تقدمًا وتحضرا.

—- جمهورية سويسرا الاتحادية ٢٦ كانتون أثبتت من خلالها سويسرا بانها من ارقى الدول بلا منازع.

—- ماليزيا الاتحادية ١٣ ولاية و٣ أقاليم اتحادية اثبتت من خلالها ماليزيا تحضرها بمدى تلاحم الكل الماليزي. رغم اختلافاتهم الاثنية والعقيدية وغيرها من الاختلافات.

وأمام كل ماسبق وفي حال إذعان السوريين للأجندات الإقليمية المجاورة فليتأكدوا أن لا أحد منهم يهمه مصلحة السوريين وعليه طالما ترك السوري مصيره لقرار الغير السوري فستبقى سوريا تسبح في بحر صراعاتها ودماءها ولن يكون هناك توافقات فيما بين السوريين إذا لم يرضى الكل بالحقوق المشروعة للآخر السوري ولن ترى سوريا النور وتبقى كليشيهات الاكثرية والأقلية والمواطنة المتساوية شعارات نظرية تخفي وراءها كم من الاحقاد التي تترجم يوميًا بإنتقامات يتم تبريرها بأعمال فردية!!!.

 

المؤتمر الوطني السوري المرتقب؟:

حقيقة كل مايتعلق بالشعب الكوردي في الخارطة السورية يعتمد على مدى وحدة صفهم وموقفهم وهذا مايدفع الآخر السوري في التعمق في حساباته قبل أخذ اي موقف يتعلق بالشعب الكوردي. وهذا بذاته مايدفع الداعين للمؤتمر المزمع عقده بأن يأخذوا الوجود الكورد في المؤتمر على قاعدة نسبة الوجود الكوردي على إمتداد الخارطة السوريةأما دور المشارك الكوردي في أي مؤتمر فهو التركيز على الحقوق المشروعة للشعب الكوردي والذي لايستوي إلا في ظل سوريا اتحادية تحقق العدالة المطلوبة في أقاليم تدار من قبل أهلها وذلك بالتكاتف مع كل المكونات التي تبحث عن حقوقها دون الوقوع في فخ المركزيات التي اثبت الشرق الموبؤ بتحولها الى ديكتاتورية مؤيدة.

 

دور المثقفين والكتاب الكورد :

عندما نتكلم عن وحدة الموقف والصف الكوردي فلا يستثنى من ذلك اي تجمع أو طاقة تدفع بالقضية الكوردية نحو الأمام فالقضية الكوردية مشروعيتها لن تأخذ مسارها دون تكاتف كل القوى الإعلامية، الاقتصادية، الدبلوماسية، وغيرها من القوى المتلازمة حول قضيتها.

 

الخاتمة:

لابد من القول أن كل الأبواب مشرعة أمام السوريين وعليهم الإختيار بين هذا الطريق وذاك وليكن بعلم الجميع أنه لن يسلم من غرق سوريا او حرقها أحدًا إن غرقت أو حرقت ثانية في وحل الصراعات الوجودية وأنه لن يستثنى أحد من رفاهيتها إن فكر السوريون ببعضهم البعض وبالحلول والأمثلة الناجعة لمثيلاتها من الدول المتعددة المكونات، مع كل الأمنيات في مستقبل سوري إتحادي طوعي بعيدًا عن إحتمالية الذهاب إلى ذلك الحل الإتحادي فرضًا وواقعًا لابل للأبعد منه كحل لابد منه.

المهندس: نذير عجو – هولندا

 

=============

ملاحظة: تم ترتيب الأسماء في كل قسم وفق أحرف الأبجدية العربية.

=============

القسم العاشر: تضم مشاركات كل من السيدات و السادة :

– بسة عبدي: عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا .

– قهرمان مرعان آغا : كاتب .

– كلستان بشير الرسول: كاتبة .

– ماهين شيخاني : عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) .

=============

شارك المقال :

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بيان ارتكبت طائرة مسيرة تركية، ليلة يوم أمس الأحد 16 آذار/مارس ٢٠٢٥، مجزرة مروعة بحق المدنيين في قرية برخ بوتان بريف كوباني الجنوبي، حيث استهدفت بغارة جوية مسكن عائلة تعمل في مجال الزراعة، ما أسفر عن وقوع ضحايا، قتلى وجرحى، من عائلة واحدة معظمهم أطفال، وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة، الضحايا القتلى، هم: (آهين عثمان عبدو، دجلة عثمان عبدو، دلوفان…

إبراهيم اليوسف   يبدو أن ما يحدث في المشهد السوري من تناقضات يعيد إنتاج الأخطاء ذاتها التي أسقطت النظام السابق، والتي أدت إلى انتفاض السوريين ضد استبداده. لقد ابتهج جميع السوريين، باستثناء الفاسدين والشبيحة، بسقوط نظام الأسد، لكن ما حدث بعد ذلك من خيبة أمل يجعلنا نعيد طرح الأسئلة الملحة: لماذا خاب أمل السوريين سريعًا؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ حقيقة،…

شادي حاجي   بداية ولكي لا يظل قادة الأحزاب الكردية في سوريا يتفاجؤون ويستغربون ويندهشون دائماً بالأحداث والمصائب التي تحل بالشعب الكردي في سوريا ( الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية .. نموذجاً ) . وألا يظلوا مشتتون لا تربطهم لا أهداف ولا خطة استراتيجية ولا هيئة أو مرجعية تمثيلية ولا رؤية سياسية قانونية مشتركة لحل القضية الكردية في سوريا وأن لا…

نظام مير محمدي *   مهما بذل النظام الايراني من محاولات مستميتة من أجل إبراز قوته ومقدرته أمام الضغوط الامريکية الجارية من أجل إجباره على قبول المطالب الامريکية المطروحة فيما يتعلق بالبرنامج النووي وأمور أخرى، فإن ذلك ليس بکاف وليس بمقنع للشعب الايراني قبل غيره، خصوصا وإن النظام الآن في أسوأ أوضاعه وإن أوضاعه السيئة تزداد سوءا وفي طريقها الى…