بقلم: م .
رشــيد
رشــيد
يبدو أن قدر الأكراد هو إثبات صحة حكمتهم ــ لولا الدودة من الشجرة لما فنيت ــ مرات عديدة من خلال تجارب مريرة ومحزنة ومؤلمة جدا ً … فكلما التقطوا أنفاسهم واستعادوا عافيتهم ، واستعدوا لقطف ثمار جهودهم وتضحياتهم ، تخرج لهم من بين ظهرانيهم فئات ٌ ضالة ، تتنكر لأصولها و تخون عهودها و تمزق بكاراتها و تمائمها و تحرق ضمائرها و تحطم مبادئها ، فترهن نفسها و مصيرها بيد آثمة محترفة في الاستبداد و الفساد و التحكم بمصير العباد و البلاد و محاربة الأكراد …
إن شق الصفوف و نشر الشكوك و التهم ، و بث الرعب و الفوضى و القلق ، و تشجيع الغدر و الارتزاق و التشرذم … خدمة للأعداء مهما تكن الظروف و المبررات … فالورم و الالتهاب في الجسد يبدأان من جرح حقير ثم ينتشران و يتفاقمان ، كما أن تمكين الأعداء و مؤازرتهم يعتبر تجاوزاً على حدود الحرية و الديموقراطية و السيادة و الأمن و السلام ..
لأنها تهدد الوجود و التاريخ و المستقبل ..
إن شق الصفوف و نشر الشكوك و التهم ، و بث الرعب و الفوضى و القلق ، و تشجيع الغدر و الارتزاق و التشرذم … خدمة للأعداء مهما تكن الظروف و المبررات … فالورم و الالتهاب في الجسد يبدأان من جرح حقير ثم ينتشران و يتفاقمان ، كما أن تمكين الأعداء و مؤازرتهم يعتبر تجاوزاً على حدود الحرية و الديموقراطية و السيادة و الأمن و السلام ..
لأنها تهدد الوجود و التاريخ و المستقبل ..
فلا يجوز بأي حال ٍ من الأحوال تحطيم الأسس و الرموز باسم التغيير و الإصلاح ، و تدمير الانجازات و المكاسب باسم التطوير و التحديث ..
و خاصة ً في مراحل التكوين و التأهيل ..
لأن الغض و الطري لا يتحملان ضغوطا ً و اضطرابات إضافية تفوق حجمه و قوته خاصة ً إذا كان مستهدفا ً من قبل المحيط و الجوار ، و مهددا ً من الداخل و الخارج ، و معرضا ً للمؤامرات و التحديات و المخاطر من كل حدب ٍ و صوب …
و الكورد ذاقوا طعم الغدر و الخيانة عدة مرات ٍ عبر تاريخهم ، و دفعوا الثمن باهظا ً ، و رموزها معروفة ٌ في كل الانتفاضات و الحركات … تذكر أسماءهم في القصص و القصائد و السير الشعبية ..
وفي كل مرة ٍ كانوا يدّعون الشجاعة و الحكمة و الفكر و الحل … و ما أن ينتهي المشهد و الأدوار التي لعبونها ، تجدهم خائبون ذليلون بائسون ..
أضاعوا أنفسهم و القضية معا ً …
وللأ سف هنالك من لا يأخذون العبرة و الدروس ، فيكررّون ما ذهبوا إليه سابقوهم و قد لحقت بهم الذل و الإندحار، والخزي و العار ..
لعل التاريخ يعيد نفسه و لكن بأشكال وألوان و عناصر مختلفة ، مرة مأساة ومرة مهزلة كما يقال .
والكورد كالجسد الواحد إذا تضرر عضو ٌ منه ، تداعى له سائر الجسم بالضرر و الألم … لهذا نتناول جزءا ً من كوردستان كمثال حي َ وحقيقي على ما ذهبنا إليه من قلب الأحداث و الظروف والأوضاع الراهنة ، والتي يعيشها العالم بأسره من اقتصادية وسياسية وثقافية … إلخ .
في كوردستان العراق تهيأت العوامل الموضوعية والذاتية لتحقيق ما حققوه على أرض الواقع ضمن الامكانات والمعطيات المتاحة في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والعمرانية والسياسية والثقافية ….
بعد أن كانت مدمرة تماما ً في بنيتها وجذورها ، نتيجة للسياسات الشوفينية الحمقاء، والممارسات الوحشية الرعناء التي ارتكبتها الطغمة الديكتاتورية البائدة …
وفي الوقت الذي نتطلع إلى المزيد من التكاتف والتلاحم والتضافر في الجهود والامكانات لحماية الانجازات والمكتسبات المحققة وتثبيتها ، ترتفع أصوات شاذة وتظهر حركات مصطنعة لتحرف المركب عن مساره الصحيح ، ثم تغرقها بأفكارها الهدامة وخططها الفاشلة ، والتي توضع وتنسق بدعم وتشجيع من المعادين لتطلعات الكورد العادلة وطموحاتهم المشروعة …
فمن خلال متابعتي لبعض من مقابلات وكتابات وتحركات السيد هللو ابراهيم احمد ، ومن يلف لفه ، وخاصة مقابلته في فضائية الحرة ، لم أسمع منه ما يسر ويبشر بالخير له ولكوردستان ، كما لم أجده تلك الشخصية الديناميكية الكارزمية الجديرة بالقيادة والتغيير والاصلاح والتطوير ، فهو ذاته بحاجة للاصلاح والتغيير ، فلم يحسن التعبير عن مكنوناته لا بالعربية ولا الكوردية ، ولا يعرف ماذا يريد ؟! وأين وجهته وغايته وبرنامجه؟! لقد بدا لي مهزوزا ً ومشوشا ًً ومضطربا ً في أعماقه وهيأته وتفكيره ..
فلا يجيد أداء الأدوار الموكلة إليه ، وهو غير ناجح في إظهار نفسه كرجل مرحلة ..!! ، وهو يطالب ما يطالب به تركمان إيلي وهيأة جهلاء المسلمين والبعثيين والصداميين … ويتفق منطقه مع منطق أثيل النجفي وأسامة النجفي وحارث الضاري ..
وأمثالهم في قضايا كركوك والموصل والمناطق المتنازع عليها ، وكذلك في النقاط الخلافية مع حكومة المركز حول بعض المسائل المصيرية الهامة كالنفط والبشمركة والمادة 140 و دستور إقليم كوردستان العراق وغيرها ..
ويرى السيد هللو أن التحالف الكوردستاني أخفقت في طريقة تناول تلك القضايا وكيفية حلها ، لا بل يرمي باللائمة كلها على القيادة الكوردستانية في معالجة القضايا العالقة ..!! ، وينسى السيد هللو أو يتناسى أن الشوفينيين والتكفيريين والارهابيين ..
يرفضون ويمقتون حتى سماع كلمة كوردستان ، لأنهم يعملون في صلب أجندة الأنظمة المقتسمة لكوردستان، الرافضة لأي كيان كوردي معترف به …
قبل الختام أذكر رد مام جلال الطالباني على سؤال صحفي عن عمل ندم عليه ؟ قال : الانشقاق والخروج من صفوف الديموقراطي الكوردستاني أثناء ثورة أيلول التي كان يقودها البارزاني الخالد ، فهو يشير بشكل أو بآخر على خطورة وفداحة الموقف الذي اتخذه مع السيد ابراهيم أحمد آنذاك، وكانت النتيجة ما كانت ..!! ، والكل يتذكر الآلام والمآسي والنكسات التي نجمت عنها واستمرت إلى فترة ليست ببعيدة (فاللبيب من الاشارة يفهم !!).
نأمل ونتمنى أن لا يبقى الكورد ثوارا ً تحت الطلب ، والخلافات والصراعات الداخلية ولت دون رجعة , كما قاله كاك مسعود البارزاني ، كما أن على الكورد ألا يسمحوا لأنفسهم ليكون أدوات طيعة بيد الغير لتنفيذ خطط ومشاريع ومصالح الدول الأجنبية وخاصة الأقليمية منها ، على حساب مصالحهم و قضاياهم وحقوقهم القومية والوطنية والاقليمية (الاستراتيجية والمصيرية) ..
كما أن الأجواء الديموقراطية المتاحة ، والظروف الآمنة و توفر الحريات ، في العمل والتعلم والتنقل في كافة المجالات ، في كوردستان ، يجب أن لا تسيل لعاب الأشرار وأهل السوء وضعاف النفوس ، فيتجاوزون حدودهم ، ويعبثون بأمن الوطن وسيادته ومصيره ، ويدمرون ما بنته دماء الشهداء ودموع اليتامى وآهات المعذبين من الجرحى و المؤنفلين والمرحلين وصرخات الثكلى والأرامل …
حذار ثم حذار … !! ، لأن ما بني هم مكسب لكل الكورد في جميع أصقاع العالم ، ولكل المناضلين الأحرار عشاق الحرية والعدالة والمساواة ، ولكل دعاة الأمن والسلم والديموقراطية في العراق و المنطقة والعالم …
أنا أجزم قاطعا ً بأن هللو وأمثاله ومن خلفه ، لن ينجحوا من الآن فصاعدا ً بعرقلة أو إيقاف مسيرة البناء والتحرير في كوردستان ، لأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء … ولأن ما يتحقق من مكاسب ليس اعتباطا ً ولا عشواءً ، بل تشاد على أسس مدروسة ومتينة ومحكمة ، تقف من وراءها عقول نابغة وضمائر حية وجهود مخلصة ونيات سليمة وغايات نبيلة ، مستلهمة قواها وشرعيتها من الشعب الذي يكفية الظلم والاضطهاد والحرمان والابادة ….
و خاصة ً في مراحل التكوين و التأهيل ..
لأن الغض و الطري لا يتحملان ضغوطا ً و اضطرابات إضافية تفوق حجمه و قوته خاصة ً إذا كان مستهدفا ً من قبل المحيط و الجوار ، و مهددا ً من الداخل و الخارج ، و معرضا ً للمؤامرات و التحديات و المخاطر من كل حدب ٍ و صوب …
و الكورد ذاقوا طعم الغدر و الخيانة عدة مرات ٍ عبر تاريخهم ، و دفعوا الثمن باهظا ً ، و رموزها معروفة ٌ في كل الانتفاضات و الحركات … تذكر أسماءهم في القصص و القصائد و السير الشعبية ..
وفي كل مرة ٍ كانوا يدّعون الشجاعة و الحكمة و الفكر و الحل … و ما أن ينتهي المشهد و الأدوار التي لعبونها ، تجدهم خائبون ذليلون بائسون ..
أضاعوا أنفسهم و القضية معا ً …
وللأ سف هنالك من لا يأخذون العبرة و الدروس ، فيكررّون ما ذهبوا إليه سابقوهم و قد لحقت بهم الذل و الإندحار، والخزي و العار ..
لعل التاريخ يعيد نفسه و لكن بأشكال وألوان و عناصر مختلفة ، مرة مأساة ومرة مهزلة كما يقال .
والكورد كالجسد الواحد إذا تضرر عضو ٌ منه ، تداعى له سائر الجسم بالضرر و الألم … لهذا نتناول جزءا ً من كوردستان كمثال حي َ وحقيقي على ما ذهبنا إليه من قلب الأحداث و الظروف والأوضاع الراهنة ، والتي يعيشها العالم بأسره من اقتصادية وسياسية وثقافية … إلخ .
في كوردستان العراق تهيأت العوامل الموضوعية والذاتية لتحقيق ما حققوه على أرض الواقع ضمن الامكانات والمعطيات المتاحة في كافة مجالات الحياة الاقتصادية والعمرانية والسياسية والثقافية ….
بعد أن كانت مدمرة تماما ً في بنيتها وجذورها ، نتيجة للسياسات الشوفينية الحمقاء، والممارسات الوحشية الرعناء التي ارتكبتها الطغمة الديكتاتورية البائدة …
وفي الوقت الذي نتطلع إلى المزيد من التكاتف والتلاحم والتضافر في الجهود والامكانات لحماية الانجازات والمكتسبات المحققة وتثبيتها ، ترتفع أصوات شاذة وتظهر حركات مصطنعة لتحرف المركب عن مساره الصحيح ، ثم تغرقها بأفكارها الهدامة وخططها الفاشلة ، والتي توضع وتنسق بدعم وتشجيع من المعادين لتطلعات الكورد العادلة وطموحاتهم المشروعة …
فمن خلال متابعتي لبعض من مقابلات وكتابات وتحركات السيد هللو ابراهيم احمد ، ومن يلف لفه ، وخاصة مقابلته في فضائية الحرة ، لم أسمع منه ما يسر ويبشر بالخير له ولكوردستان ، كما لم أجده تلك الشخصية الديناميكية الكارزمية الجديرة بالقيادة والتغيير والاصلاح والتطوير ، فهو ذاته بحاجة للاصلاح والتغيير ، فلم يحسن التعبير عن مكنوناته لا بالعربية ولا الكوردية ، ولا يعرف ماذا يريد ؟! وأين وجهته وغايته وبرنامجه؟! لقد بدا لي مهزوزا ً ومشوشا ًً ومضطربا ً في أعماقه وهيأته وتفكيره ..
فلا يجيد أداء الأدوار الموكلة إليه ، وهو غير ناجح في إظهار نفسه كرجل مرحلة ..!! ، وهو يطالب ما يطالب به تركمان إيلي وهيأة جهلاء المسلمين والبعثيين والصداميين … ويتفق منطقه مع منطق أثيل النجفي وأسامة النجفي وحارث الضاري ..
وأمثالهم في قضايا كركوك والموصل والمناطق المتنازع عليها ، وكذلك في النقاط الخلافية مع حكومة المركز حول بعض المسائل المصيرية الهامة كالنفط والبشمركة والمادة 140 و دستور إقليم كوردستان العراق وغيرها ..
ويرى السيد هللو أن التحالف الكوردستاني أخفقت في طريقة تناول تلك القضايا وكيفية حلها ، لا بل يرمي باللائمة كلها على القيادة الكوردستانية في معالجة القضايا العالقة ..!! ، وينسى السيد هللو أو يتناسى أن الشوفينيين والتكفيريين والارهابيين ..
يرفضون ويمقتون حتى سماع كلمة كوردستان ، لأنهم يعملون في صلب أجندة الأنظمة المقتسمة لكوردستان، الرافضة لأي كيان كوردي معترف به …
قبل الختام أذكر رد مام جلال الطالباني على سؤال صحفي عن عمل ندم عليه ؟ قال : الانشقاق والخروج من صفوف الديموقراطي الكوردستاني أثناء ثورة أيلول التي كان يقودها البارزاني الخالد ، فهو يشير بشكل أو بآخر على خطورة وفداحة الموقف الذي اتخذه مع السيد ابراهيم أحمد آنذاك، وكانت النتيجة ما كانت ..!! ، والكل يتذكر الآلام والمآسي والنكسات التي نجمت عنها واستمرت إلى فترة ليست ببعيدة (فاللبيب من الاشارة يفهم !!).
نأمل ونتمنى أن لا يبقى الكورد ثوارا ً تحت الطلب ، والخلافات والصراعات الداخلية ولت دون رجعة , كما قاله كاك مسعود البارزاني ، كما أن على الكورد ألا يسمحوا لأنفسهم ليكون أدوات طيعة بيد الغير لتنفيذ خطط ومشاريع ومصالح الدول الأجنبية وخاصة الأقليمية منها ، على حساب مصالحهم و قضاياهم وحقوقهم القومية والوطنية والاقليمية (الاستراتيجية والمصيرية) ..
كما أن الأجواء الديموقراطية المتاحة ، والظروف الآمنة و توفر الحريات ، في العمل والتعلم والتنقل في كافة المجالات ، في كوردستان ، يجب أن لا تسيل لعاب الأشرار وأهل السوء وضعاف النفوس ، فيتجاوزون حدودهم ، ويعبثون بأمن الوطن وسيادته ومصيره ، ويدمرون ما بنته دماء الشهداء ودموع اليتامى وآهات المعذبين من الجرحى و المؤنفلين والمرحلين وصرخات الثكلى والأرامل …
حذار ثم حذار … !! ، لأن ما بني هم مكسب لكل الكورد في جميع أصقاع العالم ، ولكل المناضلين الأحرار عشاق الحرية والعدالة والمساواة ، ولكل دعاة الأمن والسلم والديموقراطية في العراق و المنطقة والعالم …
أنا أجزم قاطعا ً بأن هللو وأمثاله ومن خلفه ، لن ينجحوا من الآن فصاعدا ً بعرقلة أو إيقاف مسيرة البناء والتحرير في كوردستان ، لأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء … ولأن ما يتحقق من مكاسب ليس اعتباطا ً ولا عشواءً ، بل تشاد على أسس مدروسة ومتينة ومحكمة ، تقف من وراءها عقول نابغة وضمائر حية وجهود مخلصة ونيات سليمة وغايات نبيلة ، مستلهمة قواها وشرعيتها من الشعب الذي يكفية الظلم والاضطهاد والحرمان والابادة ….
25 / 6 / 2009