طلال السعيد
زين وشين
كل المحللين والمراقبين السياسيين كانوا يتوقعون سقوط نظام “البعث” في سورية قبل سقوط “حزب الله” في لبنان، او ان يكون سقوط حزب المخدرات والـ”كبتاغون” نتيجة حتمية لسقوط بشار وحزبه في سورية، لكن حدث العكس سقط حزب الشيطان في لبنان اولا، ثم تلاه سقوط بشار وقومه، فهل في ذلك دلالة سياسية معينة، او هل من تفسير منطقي لما حدث وسيحدث في منطقة الشرق الأوسط؟
لا بد ان نعرف من يتحكم بالسياسة الدولية، ومن بيده خيوط اللعبة، لكي نعرف الجواب، فاللاعب الاساس اثبت انه يعرف كيف يلعب، وباختصار شديد، القصف الذي تم باسم إسرائيل على أوكار “حزب الله” سهل دخول الثوار إلى المدن السورية التي تساقطت بسرعة مذهلة واحدة تلو الأخرى.
وبعد نجاح الثورة السورية مباشرة تم قصف مركز الأبحاث السوري في دمشق باسم إسرائيل ايضا، لتختفي وتحترق كل أوراق اللعبة الكبيرة، التي قد لا يستوعبها سريعا البعض منا، لكن لا لا تزال لم تنته، فمن المهم جدا ان يعرف الحوثيون في اليمن واهل “الحشد الشعبي” في العراق، او ما نسميه أيتام المشروع الايراني، ان الدور عليهم واحد تلو الاخر، سيبدأون بالعراق ويختمونها في اليمن، وسيكون مصيرهم مصير “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية عاجلا او اجلا.
ولا اعتقد انهم يحتاجون إلى تحذير جديد من السيد محمد علي الحسيني الذي حذر من قبلهم، وصدق حدسه، ولن يبقى في الساحة إلا الخاسر الأكبر الذي صرف المليارات على تصدير الثورة، وخسر خسارة كبيرة تكتب في التاريخ، وسوف يتحول إلى حمل وديع خوفا من عودة الشاه الجديد!
كل ما يجري حولنا يجب ان ينال جل اهتمامنا، ومتابعتنا، فلسنا بمعزل عن كل ما يجري، لا اقول اننا مهددون، لكن الحذر واجب، والحديث هنا ليس عن دولة الكويت فقط، بل عن كل دول الخليج العربية وشعوبها التي يجب ان تلتحم وتلتف حول قياداتها في وجه التحديات، وتوحد سياستها الخارجية لمواجهة الأخطار، والوقوف بقوة واقتدار في وجه التحديات، فالقادم اصعب، وكلنا ثقة بقادتنا وفقهم الله لخير بلدانهم وشعوبهم، فقد ثبت ان الثورات تتحول ديكتاتوريات بينما الأنظمة الملكية مستقرة وشعوبها بخير…زين.
=============
السياسة