أنا لن أكون المسؤول عما يحدث بعد الآن

انضم الطالباني قديماً إلى كثير من العمليات ضد PKK ، بينما انضم البارزاني إلى عمليات أقل ضدPKK ، فإذا أخذ الطالباني مكانه ضمن لعبة ضد الأكراد وضدنا ، فهو سيخسر ، ولن نخسر نحن ، وأنا لن أخسر والأكراد لن يخسروا ، فلدى الأكراد وعيهم الكبير ويمتلكون الإرادة التي يدافعون بها عن أنفسهم .

لدى كل من تركيا وإيران سياستهما بشأن الأكراد ، ولكن السياستان ليستا نفس الشيء ، فسياسة إيران مختلفة جداً ، وهي لن تستهدف بشكل جاد ، فلديها سياستها حسب قناعاتها .
أرسل أحد الرفاق رسالة من سجن آديامان ، إنها رسالة جيدة ، يقول فيها : تعرفون “اندريو مانغو” هو شخصية يقبل به الأتراك وهيئة الأركان العامة مرجعاً في موضوع تركيا وخاصة بشأن مصطفى كمال ، في الأيام الماضية سأله أحدهم ” ماذا تفكرون بشأن الانفتاح الديموقراطي ؟ ” ، فيجيب “أندريو مانغو” : إن الانفتاح الكردي هو من متطلبات المبدأ الثوري لأتاتورك واستمرار له ….

، أنا أعرف بـ”أندريو مانغو” ولكنني لم أقرأ له بتاتاً ، ولكنني أجريت نفس التقييم من قبل مراراً ، وقلت بأن الفكر الحقيقي لمصطفى كمال مختلف ، فما هي علاقة الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن بأتاتورك ؟ بل إن هؤلاء حتى لا يعرفون أتاتورك .


إن نهج مصطفى كمال الحقيقي ليس كنهج هؤلاء الذين يدَّعون الأتاتوركية الآن ، فتأكيد مصطفى كمال على الحكم الذاتي في 10 شباط 1922 ، يعني أن لديه أفكاره ، فهو ليس معاد للأكراد مثلما يقول البعض ، فهو لم يكن رجل الانكليز .

بل كان يتراسل مع “لينين” غالباً وكان يريد البقاء معتمداً على “لينين” ، أي كان يريد الاعتماد على السوفييت على الأغلب في خوض هذا الصراع ، فهو لم يعتمد على الانكليز في صراعه ، بل كان يدرك بأنه لو اعتمد عليهم لن يحقق هذا النجاح .

بينما كان فوزي جاكماق(رئيس هيئة الأركان) وعصمت إينونو(رئيس الوزراء) ورفاقهما يتحركون باسم الانكليز وكانوا رجالهم .

هؤلاء استطاعوا فرض الحصار على مصطفى كمال بالسياسات الانكليزية ، حتى أنهكوه وجعلوه سلبياً .

وبقي حوله عدد من رفاقه الصادقين الذين يمكن أن يثق بهم أمثال علي “فؤاد جيبيسوي” ، و”فتحي أوكيار” ، لقد استطاع “فوزي جاكماق” و “عصمت إينونو” مع الاتحاد والترقي أن يجعلوا مصطفى كمال سلبياً ، وقاموا بمحاولة اغتياله في إزمير ، واستخدموا حادثة الشيخ سعيد ، حتى استولوا على الموصل بعد ذلك .

هذه السياسات هي سياسات انكليزية بالكامل ، وبذلك طبق الانكليز سياساتهم ، فقد سيطروا على تركيا من خلال فوزي جاكماق وعصمت إينونو والاتحاديين إلى أن تم الوصول إلى يومنا هذا .

لقد كان هناك ضمن الجيش ضباط ديموقراطيون عارفون بالديموقراطية وممتثلين لها أمثال “جمال ماندالوغلو” ، وكانت لديهم بعض الميول اليسارية ، ومصيرهم في الميدان .

هذا النهج حاصر مصطفى كمال منذ بداية العشرينيات ، وضيّق الخناق عليه ، وجعله فاقد التأثير ، وهذا هو السبب في محاولة الاغتيال بحقه .


السياسات الانكليزية ذاتها استمرت فيما بعد أيضاً ، لم تكن “تانسو تشيللر” موجودة في الأسواق حتى عام 1992 ، لم تكن معروفة ، وفجأة جاؤوا بها ووضعوها على رأس حزب الطرق القويم DYP .

بينما “ديميريل” هو رجل أميريكا ، ومن خلاله جعلوا أحد عملاء المخابرات المركزية الأميريكية CIA أي تانسو تشيللر رئيسةً للوزارة ، وحادثة إعطاء الضوء الأخضر حدث في ذلك الوقت .

أي أنهم جعلوا من عميل CIA رئيساً لوزارة تركيا ، ثم أعطوا الضوء الأخضر لتركيا ليسلموها إياها ويربطوها بها .

معلوم أن تشيللر عميل لـCIA منذ الستينيات ، والانكليز قالوا لتشيللر ودوغان غوريش(رئيس هيئة الأركان في التسعينيات) : لقد أعطيناكم الضوء الأخضر ، يمكنكم التحامل على الأكراد .

لقد طبق كل من تشيللر ودوغان غوريش في التسعينيات ظلماً على الأكراد لم يشهده التاريخ ، فقاموا بارتكاب آلاف الجرائم الغامضة وقتلوا آلاف الناس الجميلة ، وما أرغنكون سوى المثال الأكثر إرهاباً لهذا الأمر .

لقد خلقوا العداء بين الأكراد والأتراك ، وسمحوا بارتكاب الكثير من الجرائم الغامضة وفي المقدمة بحق رجال الأعمال الأكراد .

فقد قالوا لـ تشيللر “نحن ندعمكم بلا حدود فافعلوا بالأكراد ما تريدونه ” ، وعندما حصلت تشيللر دعم الدولة الأميريكية والانكليزية ، قاموا بكل أشكال الممارسات ضد الأكراد .

وماذا أكثر من ذلك ؟ فهل هناك أسوأ من أن يكون رئيس الوزراء عميلاً ؟ حتى الصحافة في حينها كتبت بأنها عميلة .

وبعض جنرالات الجيش أدركوا هذا الأمر .

كل من قاراداية و كيفيريكوغلو(رئيسا أركان سابقان) لم يكونا مناصرين لأميريكا ، وكانا ضمن من أدركوا ذلك ، وفي اجتماع ضم قاراداية قيل تماماً  بحق تشيللر ” لنحجم تأثير هذه العاهرة ، ونجردها من قوتها ، ونرحِّلها في أقرب وقت” ، بل حتى يخططون لقتل تانسو تشيللر وأرادوا تطبيق هذا المخطط من خلالنا ، وهكذا وصلنا هذا الحدث ، واستغربت جداً ولم نقبل به .

كما هناك مسألة تسميم دوغان غوريش قصداً ، فقد كانوا يريدون تسميمه وإلقاء المسؤولية على عاتقنا .


 باشبوغ (رئيس هيئة الأركان) يتحدث عن الآغوات السياسيين وآغوات الإرهاب ، وقد أجريت هذا النقد سابقاً ، فقد وجهت انتقادات ثقيلة بحق “شمدين” و “جوروكايا” وأمثالهم .

باشبوغ يقول بأن هناك آغوات السياسة في المنطقة(الكردية) ، فمن الذي لعب دوراً في تطوير الآغوية حتى اليوم ؟ ومن الذي ساند الآغوات ؟ ومن الذي أراد البقاء لهذا النظام ؟ .

إن لك حصة في هذه الآغوية تماثلهم على الأقل ، فللجيش دور في ذلك ، وللبيروقراطية أيضاً دورها ، فالجيش والبيروقراطية لعبا الدور الرئيسي في تطوير الآغوية حتى اليوم .

وعلى الجيش أن ينظر في ذاته ويخضع للمساءلة .

إنك تقمع الأكراد منذ ثمانين سنة ، وتعرقل كل أشكال التطور الديموقراطي لدى الأكراد ، بل لا تسمح حتى بنمو أبسط المشاعر الإنسانية لدى الأكراد ، وتقمع مطالب الحق الإنساني ، ثم تتحدث عن الإرهاب وآغوات السياسة .
في عام 1920 ترسل انكلترا فوزي جاكماق ، وهو يأتي ويصبح رئيساً لهيئة الأركان ، كما أن عصمت إينونو يتحرك باسم انكلترا ، هذان الشخصان مع المنتمين الآخرين إلى الاتحاد والترقي يلجمون تأثير مصطفى كمال ، ويصبح نهج فوزي جاكماق وعصمت إينونو النهج الرئيسي لهيئة الأركان العامة ، والجيش الراهن هو استمرار لنهج هذا الثنائي ، يجب فهم هذا الأمر جيداً ، فهم لن يسمحوا بخروج هيئة الأركان عن هذا النهج .

هناك بعض الضباط الديموقراطيين ضمن الجيش ، كانوا ، ولا زالوا ، وهم الضباط المقربون من اليسار ، وهناك ضباط يعرفون هذه القضايا جيداً ولكنهم بدون تأثير وليست لهم قوة ، وهكذا فالجيش لا زال على نهج ذلك الثنائي ، وباشبوغ يعرف هذا الأمر جيداً .

إذا كنت لا تريد آغوات السياسة عليك أن تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية .

تخاف من السياسة الديموقراطية ، ولا تفتح لها المجال ثم تقول هناك آغوات السياسة ، أنت أيضاً لك حصتك في ذلك .

إلى جانب كل ذلك وضعت الرأسمالية في المنطقة(الكردية) ، وتقوم بدعم كل أنواع سياساتك بالاقتصاد ، وتدعم هذه الشِباك بكل أشكال الدعم الاقتصادي لمحاصرة الشعب ، فماذا سيفعل هذا الشعب ؟ فإما أن يُفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية ، وإما أن تستمر الأوضاع على هذه الحال .

تقوم بحشرهم في زاوية جبلية ثم تقول لهم لا تستخدم السلاح ! فأنت إذا استوليت على كل ما لديهم فهم أيضاً سيلجأون إلى السبيل الوحيد الذي يعرفونه ويمتشقون السلاح .

فإن لم تترك لهم أية إمكانيات ديموقراطية ، فهم أيضاً سيقومون بالشيء الوحيد الذي يعرفونه .

إذا لم تفتح المجال أمام السياسة الديموقراطية فإن الرجل في جودي مرغم على حماية نفسه ، وللحقيقة فإن الثقافة التي يحملها ذلك الرجل لا تتناسب مع تصرفه بشكل آخر ، وهذا يسري على من في قنديل وفي زاغروس ، فإما أن يُفتح مجال السياسة الديموقراطية وإما أن يستمروا في رؤية الجبل ميداناً لحماية أنفسهم .


باخجلي(رئيس MHP) وبايكال(رئيس CHP) ، باسم من يمارسان السياسة ؟ ليست لسياسة هؤلاء أية علاقة بالأتراك والقومية التركية ، إن ما يمارسه حزب الحركة القومية MHP ليس القومية التركية ، فقد تكوَّنت هذه القوموية فيما بعد ، ومنذ قرن فقط ويأخذ من التركياتية أساساً له ، أو بالأصح هو استمرار للاتحاديين ، بينما الاتحاديون والقوموية الاتحادية من صنيع القوى الخارجية ، حتى أن الذين صنعوها ليسوا أتراكاً ، MHP اليوم هو استمرار للاتحاديين .

كل يوم يموت أناس ، وهؤلاء إنسان ، ألا يرون هذا الأمر ، أليس لدى هؤلاء ضمير ؟ كيف يبقون متفرجين على ذلك ؟ يستحيل فهم الأمر .
أنا أقول بضرورة فتح الأكاديميات منذ سنوات ، حتى هذه يعجزون عن القيام بها كما يجب .

على حزب المجتمع الديموقراطي DTP تنشئة آلاف بل عشرات الآلاف من الكوادر ، لماذا لا يفعلون ؟ لأن مستوى استيعابهم النظري لا يسمح بهذا ، وفي الحقيقة كل الأحزاب في تركيا هي هكذا ، بل هي أشد تخلفاً ، ولكن لنقل أن DTP هو الأفضل من بينهم ، ولكن رغم ذلك هذا لا يكفي ، فإذا أرادوا أن يكونوا ناجحين فعليهم بتنشئة عشرات الآلاف من الناس ، من الكوادر .
كتب “أحمد إينسيل” يقول : لقد وضعوا كامل المسؤولية على أكتاف أوجالان  ، هذا تشخيص صحيح جداً .

حتى أن بعض المثقفين في تركيا أدركوا هذا الأمر ، وأنا قد أوصلت أفكاري بشأن الحل ، ولم يعد لدي ما أستطيع القيام به ، وقد أوضحت خريطة الطريق ورغم ذلك أنا مستعد للقيام بما أستطيع عليه من أجل الحل الديموقراطي ، وقلت بأنه لا يمكنني القيام بالمزيد في هذه الشروط ، والحقيقة هذا غير ممكن بدنياً أيضاً ، فالدولة أيضاً تلقي بكامل المسؤولية على عاتقي ، مثلما يلقي كل من DTP و PKK بكامل المسؤولية على عاتقي .

إن هذا ظلم ، بل هو ظلم كبير .

أنا لست حرَّ الحركة هنا ، فكيف لا تقوم بأي تعديل صغير في الشروط السائدة هنا ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي !! فأنت لا تفتح المجال أمامي ، ثم تلقي بالمسؤولية على عاتقي ، هذا ليس بتصرف صحيح .

في عام 2005 غضبت كثيراً على PKK و DTP ، وقلت ؛ إذا كنتم ستناضلون ناضلوا بشكل سليم ، فكونوا جادين ، فإما أن تقوموا بهذا العمل بشكل جيد أو أن تتخلوا عنه .

أنا لم أقل ذلك الكلام من فراغ .

في ذلك الوقت قلت لكل من PKK و DTP إذا كنتم ستمثلونني ، فأنتم مرغمون على أن تكونوا جادين .

يجب على PKK و DTP أن يتخلوا عن إلقاء مزيد من المسؤولية على عاتقي .

فليفعلوا ما يحلو لهم ، هل سيحاربون ، وهل سيصعِّدون الحرب ، أم سيستسلمون أنا لن أستطيع التدخل .

أما إذا استمر كل من DTP و PKK في إلقاء المسؤولية على عاتقي فهذا لن يكون سليماً .

أحياناً يتكلم DTP بحِدة ولكن لا يعرف كيف يتكلم أحياناً أخرى ، ولن يستطيع الإمساك بالشعب الكردي بهذه الأساليب السياسية ، ولن يستطيع مخاطبة الأكراد بهذا الشكل بعد الآن .
الكل يحمِّل القضية على أكتافي ولكن كيف لي أن أقوم بعمل ما في هذه الشروط ، فإذا كنت أنا من سيحل هذه القضية ويراد الحصول على دعم مني فيجب فتح المجال أمامي مطلقاً ، هم الذين سيقررون إما الحرب أو السلام ، وعليهم أن لا يحمِّلوا كل شيء على أكتافي ، فأنا لا أستطيع تقديم معجزة لهم من هنا ، أما إذا حمَّلتني الدولة مزيداً من المسؤولية فإنني سأتمرد هنا ، ولكن لن أكون المسؤول عما يجري بعد الآن .

كل من PKK و DTP عاجزان عن القيادة ، ولا يستطيعان لعب دورهما هذا ، وعاجزان عن تكوين قيادتيهما ، ولهذا ليس هناك جهود جادة ، وإذا استمرت الأمور هكذا فإن الدولة ستشد الأكراد إلى جانبها من خلال حزب العدالة والتنمية AKP ، حتى لن تبقى هناك حاجة للعمليات العسكرية ، ألا يرى كل من PKK و DTP ضرورة لتكوين قيادتيهما ؟ .
الكونفرانس أو المؤتمر الذي سينضم إليه جميع الأكراد مهم جداً ، وأنا أستغرب ؛ يقولون نحن سياسيون ، فكيف لا يفهمون أهمية هذا المؤتمر ؟ إن هذا الكونفرانس مهم جداً ، ويمكن أن يكون على شكل كونفرانس أو مؤتمر .


يمكن أن تنضم إلى مؤتمرDTP أسماء جديدة من كل الشرائح ، فبهذه الانضمامات الجديدة يمكن أن يتحول DTP إلى بنية تشمل الجميع وكل تركيا .


يجب أن تبدأ المفاوضات الديموقراطية مطلقاً في تشرين الأول ، فإن حدثت المفاوضات الديموقراطية فإن الحل سيأتي ، فلماذا يخافون من المفاوضات ؟ سيجتمعون ويتناقشون حول القضية ويتوَجهون نحو الحل ، فما هو الداعي للخوف والتردد ؟ .

كما يجب أن لا يجتمع البرلمان هكذا ، بل يجب مواجهة القضية بمسؤولياتها ليناقشها حسب ذلك ، وليتخلوا عن المفهوم السياسي القائل أنت قلت كذا وفعلت كذا ، وأنت أيضاً قلت كذا وفعلت كذا .

فالتفاوض في نفس الوقت سيكشف عمن يريد الحل وعمن يريد التعقيد ، فإن حدث التفاوض سينكشف من يريد السلام ومن يريد الحرب ، ومن يريد العدالة ومن يريد اللاعدالة ، ومن الذي يقف إلى جانب الجرائم الغامضة ومن الذي يتمسك بالقانون ، ومن الذي يؤيد تركيا الظلامية ومن الذي يؤيد وطناً منيراً ، فإن حدث التفاوض ستسقط أقنعة من لا يريد الحل والسلام ، وإن حدث التفاوض سيتضح من الذي يؤيد الاستقلال الكامل ، وسيظهر من الذي يؤيد تبعية أميريكا .

نعم إذا حدث التفاوض والسلام فإن نجم تركيا سيلمع في الشرق الأوسط ، وتتحول إلى نموذج .

إن فتح المجال أمامي سأُسقِط  قناع من لا يريد السلام والحل في تركيا ، ولينكشف من يقف إلى جانب الأخوة والحل ، وعندها دعوا الشعب التركي يصدر قراره بحقي .


فبالتفاوض سيتحقق وفاق اجتماعي ، وبالوفاق الاجتماعي سترتفع النوعية الديموقراطية للمجتمع ، فالوفاق الاجتماعي سيكون لصالح الجميع ، والجميع سيكسب منه ، والمجتمع سيكسب .

وهذا ما تتطلبه مبادئ الإسلام ، فهي تتطلب التآخي .

وكل الفلسفات التي تحقق وتهدف إلى الوفاق الاجتماعي ومبادئها تتطلب التوافق .


فليكن التفاوض وليكن الحوار ليجري النقاش بوضوح عن كل شيء ، عمن هو الإنفصالي ومن ليس انفصالياً ، ومن الإرهابي ومن ليس إرهابياً .

وعندها سيظهر مدى تطرف وعرقية وفاشية بعض الشرائح ، وهل هناك سبيل أسهل وأصح من التفاوض ؟ والآن لماذا يتهرب البعض من التفاوض ؟ وما علاقة هؤلاء بالتركياتية ؟ أنا أعرف الأتراك ، وسياستهم ليست هكذا ، كما أن أخلاقهم ليست هكذا ، الأتراك لا يمارسون هكذا سياسة ، والأتراك لا يمارسون سياسة انفصالية ، وهذا الأمر هو هكذا منذ عام 1071 .
لقد دخلنا أياماً تضم في أحشائها كافة أنواع التطورات ، وسنرى معاً كيف ستتطور وكيف ستُحل .

الولايات المتحدة تقول لـAKP ، توَصلْ إلى الحل ، ولكن AKP لم يتعرّف على القضية بعد ، فرئيس الوزراء فهم الأمر بعض الشيء ولكن AKP لا يعرفون كيفية السير .

الولايات المتحدة تطالب بالحل ولكن هناك بنى فاشية لا تعرف كيفية تفكيكها .

الولايات المتحدة لن تستطيع دفع AKP إلى انقلاب يساريٍ لأن البنية الاجتماعية لـ AKP لا تناسبه ، أما وضع الحكومة ففي الميدان ، إذاً ماذا يمكن أن يحدث في هذا الوضع ؟ يمكن أن يحدث كل شيء .


ما يحدث الآن يشبه تماماً ما جرى في عام 1920 ، فقد أعطوا للأكراد سلاحاً بقدر الدنيا ، وسيدفعون بأربعين مليون كردي إلى الحرب مع التركي ، ألا يستطيعون رؤية هذا الأمر ؟ فتركيا التي تحارب أربعين مليون كردي كيف ستبقى متكاملة ، وكيف لن تنفصل ؟ فإذا كان الأمر جلياً إلى هذه الدرجة كيف لا يُرى ؟ ها هو لديك نفس الوضع الذي ساد في العشرينيات .

وهم الذين باتوا يعرفون كيف يحاربون وكيف يسالمون ، فهل ستحدث عصيانات مدنية ، أم حرب شعبية ، لا يستطيع أحد معرفته ، ولكنني لن أكون المسؤول عما يحدث .


بعد الآن سيستمرون في التحامل على PKK والأكراد لفترة من الزمن ، وسيجربون ذلك لفترة أخرى ، ولكنهم لن ينجحوا في ذلك ، ويستحيل أن يحققوا النجاح ، وهم يعرفونني ويعلمون بي ، ويعرفون بأنني لن أبيع الأكراد ، فماذا تنتظرون مني أكثر من ذلك ؟ وضع الأكراد في الميدان ، وكتبت عن سبيل الحل ، ولا بد أن الدولة تدققها الآن .


تتوفر العديد من الإمكانيات بين أيدي الطالباني والبارزاني ، فلديهم إمكانيات لا تقاس مع الماضي ، ولكنهم لا يستخدمونها ، إنهم لا يستخدمونها لبعض الشكوك ، كما لا يستطيعون تطوير بعض الأمور الجديدة ، بينما نحن هنا نطور كثيراً من الحلول ، ونقدم كثيراً من الحلول والاقتراحات من أجل وحدة الأكراد .

فهم عاجزون حتى عن تناول هذه الأمور والاستفادة منها .

بل هناك انحلال كثير ، فالأحزاب تتفكك ، وظهر العديد من الأحزاب المعارضة .


كلما تضايق الذين يدعون النضال من أجل الأكراد هنا يهربون إلى الطالباني والبارزاني لاجئين إليهم ، وهم يسألوننا قائلين ؛ ماذا نفعل ، وماذا تقترحون علينا القيام به ؟ ولكنهم أيضاً مرتبطون بأميريكا مثلما تركيا ، وهكذا يعود كل شيء إلى أميريكا مراراً وتكراراً ، بينما أميريكا تتلاعب بالطرفين كما الألعوبة ، فكلاهما يحاولان البقاء اعتماداً على الولايات المتحدة .


على الجميع أن يتخلى عن نمطه السابق في السياسة ، فحتى أميريكا تخلت عن الغلاديو الذي كانت تدعمه على مدى سنوات ، القتل على النمط القديم كأساليب الغلاديو حتى أميريكا قد تخلت عنها ، فقديما كانت أميريكا تقول “أولادنا” عن الغلاديو ، تقول ؛ ماذا يفعل أولادنا ؟ أما الآن فتقول : لقد كبر أولادنا فليسيروا على أقدامهم ، ويمكنهم السير .

ولكن تركيا عاجزة عن السير بمفردها ، فهي لا تعرف السير .

ففي تركيا انحرفتم إلى إيديولوجية رجعية ، بل أنتم منحرفون إلى أربعة مستنقعات هي العلموية والدينوية والجنسوية والقوموية ، وبعدها لا تستطيعون الوقوف على أقدامكم .


لقد تعرَّفت على الدولة عن قرب ، واستنبطنا خبرة لا بأس بها ، وأنا أدافع عن الأخوة الكردية التركية ، وأريد حقاً إنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها ، وأريد إيقاف هذا الموت .
لقد قرأت مقالاً لـ”كوجين كاراتاني” ، لقد استخدم مصطلحاً يسميه “بمضاد السرطنة” من أجل المجتمع ، صحيح جداً .

أنا لم أقرأ بتاتاً لـ “كاراتاني” من قبل ، ولكنني استخدمت هذا التعبير ذاته من قبل ، هو شخص مهم ، قرأت مقالاً له في مجلة “اكسبريس” ، هو فيلسوف ياباني ، لديه أفكار مهمة ، ولكنها ناقصة ، يقول ؛ هناك ضرورة لخلق خلايا مضادة للسرطنة من أجل تحسين المجتمع ، صحيح جداً .

أنا أيضاً شبَّهت هذا المجتمع بالسرطنة ، وكتبتُ أموراً واسعة من أجل الخلاص منه ، وقد توصل “كاراتاني” إلى أفكار مهمة ، ووضع تشخيصات مهمة ، ولكن أفكاري أوسع من أفكار “كاراتاني” بكثير ، فقد أجريت تقييمات أوسع في المجلد الرابع من مرافعتي .


لقد توصلت مؤخراً إلى التقييم التالي بشأن “ماركس” : التمرد العمالي على الرأسمال ، هو نفسه تمرد العصاة القرويين .

فليس هناك وضع يتجاوز هذا الوضع ، فعصيان القرويين هو نفس الشيء لعصيان المدينة ، والعصيان القروي ترك مكانه للعصيان المديني .


أبعث بتحياتي إلى شعبنا في “بيدليس” ، فوضع “بيدليس” مختلف بعض الشيء ، فالألاعيب الجارية هناك تمارس من خلال الاحتكارات ، بينما شعب “بيدليس” بات يدرك بأنه لا فائدة له من هذه الاحتكارات ، ويدرك الألاعيب التي تمارس عليه ، وبات يدرك دوره التاريخي حديثاً .

أبعث بتحياتي الخاصة إلى شعبنا في هكاري ويوكسكوفا ووان .
وصلتني رسائل من سجون آديامان و كانديرا ، وأرضروم وباقركوي و تكيرداغ .

أبعث بتحياتي إلى جميع الرفاق في السجون .


طابت أيامكم ، تحياتي لجميع شعبنا .

   23 أيــــــــــــــــــلول 2009

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

كفاح محمود منذ تأسيس كثير من دول الشرق الأوسط خاصة تلك التي أُسّست نتيجة اتفاقية سايكس بيكو وخرائطها المفروضة بمبضع بريطاني فرنسي تركي، والأنظمة التي تكوّنت على إثرها عانت وما تزال تعاني من عقدة مركّبة بين هوية الدولة وأزمة نُخَبِها السياسية والثقافية ومفهوم المواطنة والانتماء، ومن أبرز ظواهرها التغييرات الدموية في الأنظمة السياسية التي حكمتها منذ منتصف القرن الماضي وحتى…

بدعوة من لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، التامت الندوة الافتراضية الموسعة الثانية ليلة الثالث والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة نحو أربعين شخصية وطنية مستقلة ، من بنات وأبناء شعبنا الكردي السوري ، من الداخل وبلدان الشتات ، ومن مختلف الفئات الاجتماعية ، وناشطي المجتمع المدني ، الذين تحاوروا بكل حرية ، وابدوا…

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….