زيور العمر
توقعت قبل يومين من تاريخ التجمع الجماهيري الذي كان من المزمع تنظيمه في القامشلي , أن يقوم حزب يكيتي الكردي في سوريا , بالتراجع عن قراره , و يلغي النشاط من أساسه.
و قبل يوم واحد فقط من الموعد المقرر , أصدر يكيتي بياناً , يعلن فيه تعليقه للنشاط , في إنتظار قيام السلطات السورية بالإيفاء بوعدها , المتمثل في ترتيب لقاء مع القيادة السياسية , لإجراء حوار ديمقراطي بهدف إيجاد حل للقضية الكردية في سوريا.
توقعت قبل يومين من تاريخ التجمع الجماهيري الذي كان من المزمع تنظيمه في القامشلي , أن يقوم حزب يكيتي الكردي في سوريا , بالتراجع عن قراره , و يلغي النشاط من أساسه.
و قبل يوم واحد فقط من الموعد المقرر , أصدر يكيتي بياناً , يعلن فيه تعليقه للنشاط , في إنتظار قيام السلطات السورية بالإيفاء بوعدها , المتمثل في ترتيب لقاء مع القيادة السياسية , لإجراء حوار ديمقراطي بهدف إيجاد حل للقضية الكردية في سوريا.
شككت منذ البداية في نوايا حزب يكيتي , و أهدافه من التجمع الجماهيري في القامشلي.
قرار التعليق , الذي يماثل الإلغاء عندنا , كان بمثابة صدق و صحة ما كنا نرمي إليه , و ذلك من منطلق معرفتنا , بظروف الحزب , و إمكاناته , و قدراته في الوقت الراهن من جهة , و نظراً للتاريخ الحافل من الخداع و التضليل و محاولات التلاعب بمشاعر الجماهير من قيادة الحزب لصالح أجندة حزبية صرفة من جهة أخرى.
قرار التعليق , الذي يماثل الإلغاء عندنا , كان بمثابة صدق و صحة ما كنا نرمي إليه , و ذلك من منطلق معرفتنا , بظروف الحزب , و إمكاناته , و قدراته في الوقت الراهن من جهة , و نظراً للتاريخ الحافل من الخداع و التضليل و محاولات التلاعب بمشاعر الجماهير من قيادة الحزب لصالح أجندة حزبية صرفة من جهة أخرى.
إذاً , قرار الإلغاء , كان مقرراً من بين جملة من الإحتمالات الأخرى , و لكنه كان الأقرب الى التوقعات.
الجهة التي دفعت في إتجاه إقرار ذلك النشاط أدركت في اللحظة الأخيرة أن ما ستجنيها من التجمع الجماهيري , لا يستحق , و لا يجب أن يؤدي الى مواجهة مع النظام , لأن نتائجها قد تكون باهظة .
قرار التعليق أو الإلغاء ربما يكون تصرفاً مسؤولاً و واقعياً في ظل إختلال موازين القوى السياسية , بين النظام و الأحزاب الكردية .
و لكن ما لا يجب السكوت عليه هو , الذرائع و المبررات الغريبة التي جاءت في بيان يكيتي : تعليق النشاط , بعد وعد من السلطات , بترتيب لقاء مع القيادة في دمشق , لإجراء حوار ديمقراطي من أجل القضة الكردية في سوريا .
متى وعدت السلطات السورية بشئ , و وفت بوعدها ؟ و هل تعتبر السطات السورية الأحزاب الكردية أحزاب سياسية شرعية , حتى تلتقي بها, و تجري حوارا معها ؟ و هل يوجد في سوريا مجرد هامش ديمقراطي , حتى يتم إجراء حوارديقراطي حول أية مسألة وطنية , و من بينها القضية الكردية , التي تشكل معالجتها و إيجاد حل لها ترمومتر أي عملية ديمقراطية ؟ و أخيراً هل أبدت السلطات السورية في يوم من الأيام عن إستعدادها للنظر الى القضية الكردية على أنها قضية شعب له حقوق يجب تلبيتها ؟
لا شك أن لا أحد سيتردد في الإجابة عن هذه الأسئلة بالجملة , و بكلمة واحدة و هي : لا .
إذاً , حاول يكيتي أن يلتف على الجماهير الكردية , و أن يسوق ذرائع و مبررات مضللة , عن فشله و خيبته .
المؤكد أن السلطات السورية تحدثت و خاطبت مسؤولي يكيتي بلهجة التهديد و الوعيد في بادئ الأمر , و عندما تبين لها , أن هذه اللغة أدت دورها , حرصت من منطلق ممارسة سياسة العصا و الجزرة , ان لا يعود قيادة يكيتي الى منازلهم فاضي الوفاض كما يقال , فاقترحت عليهم إسماع صوتهم الى القيادة السياسية في دمشق , بدلاً من الزعيق و الصراخ اللذين لن يجديا نفعاً مع الدولة , فأعطت وعداً بترتيب لقاء لهم في دمشق , و هكذا بإستطاعة يكيتي أن يبرر موقفه أمام رفاقه و جماهيره و الأحزاب الأخرى , من أن مجرد التلويح بعصا الأنشطة الجماهيرية , جاءت الجزرة , و هي على شكل لقاء سياسي , لا يوجد أدنى ضمان على أنه سوف يتحقق .
المهم أن الكارثة التي كان الممكن أن تحدث , لم يحدث , هكذا سيقول قادة يكيتي , بعد أن يتبين بعد عدة أيام , أن ما وعدت به السلطات السورية كان مجرد كلام ليل لا أقل و لا أكثر , و أنهم حاولوا بكل الإمكانات المتواضعة أن يقفوا في مواجهة سياسات النظام و إجراءاته العنصرية بحق الشعب الكردي في سوريا .
و لكن على قادة يكيتي أن يعرفوا جيداً أنهم أخطأوا كثيرا , و تجاوزوا كل الحدود في خداعهم و تضليلهم .
وإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة , فإننا نقول أن الغاية من التجمع لم يكن هدفاً نبيلاً و أخلاقياً على الأطلاق , و لا الذرائع و المببرات الزائفة التي حاولوا تسويقها , تصرفاً مسؤولاً أيضاً , و ما عليهم إلا أن يعيدوا النظر في هذه الممارسات و السلوكيات , التي لن تؤدي إلا الى المزيد من الإنكسارات و الإخفاقات المتراكمة على مر العقود .
الجهة التي دفعت في إتجاه إقرار ذلك النشاط أدركت في اللحظة الأخيرة أن ما ستجنيها من التجمع الجماهيري , لا يستحق , و لا يجب أن يؤدي الى مواجهة مع النظام , لأن نتائجها قد تكون باهظة .
قرار التعليق أو الإلغاء ربما يكون تصرفاً مسؤولاً و واقعياً في ظل إختلال موازين القوى السياسية , بين النظام و الأحزاب الكردية .
و لكن ما لا يجب السكوت عليه هو , الذرائع و المبررات الغريبة التي جاءت في بيان يكيتي : تعليق النشاط , بعد وعد من السلطات , بترتيب لقاء مع القيادة في دمشق , لإجراء حوار ديمقراطي من أجل القضة الكردية في سوريا .
متى وعدت السلطات السورية بشئ , و وفت بوعدها ؟ و هل تعتبر السطات السورية الأحزاب الكردية أحزاب سياسية شرعية , حتى تلتقي بها, و تجري حوارا معها ؟ و هل يوجد في سوريا مجرد هامش ديمقراطي , حتى يتم إجراء حوارديقراطي حول أية مسألة وطنية , و من بينها القضية الكردية , التي تشكل معالجتها و إيجاد حل لها ترمومتر أي عملية ديمقراطية ؟ و أخيراً هل أبدت السلطات السورية في يوم من الأيام عن إستعدادها للنظر الى القضية الكردية على أنها قضية شعب له حقوق يجب تلبيتها ؟
لا شك أن لا أحد سيتردد في الإجابة عن هذه الأسئلة بالجملة , و بكلمة واحدة و هي : لا .
إذاً , حاول يكيتي أن يلتف على الجماهير الكردية , و أن يسوق ذرائع و مبررات مضللة , عن فشله و خيبته .
المؤكد أن السلطات السورية تحدثت و خاطبت مسؤولي يكيتي بلهجة التهديد و الوعيد في بادئ الأمر , و عندما تبين لها , أن هذه اللغة أدت دورها , حرصت من منطلق ممارسة سياسة العصا و الجزرة , ان لا يعود قيادة يكيتي الى منازلهم فاضي الوفاض كما يقال , فاقترحت عليهم إسماع صوتهم الى القيادة السياسية في دمشق , بدلاً من الزعيق و الصراخ اللذين لن يجديا نفعاً مع الدولة , فأعطت وعداً بترتيب لقاء لهم في دمشق , و هكذا بإستطاعة يكيتي أن يبرر موقفه أمام رفاقه و جماهيره و الأحزاب الأخرى , من أن مجرد التلويح بعصا الأنشطة الجماهيرية , جاءت الجزرة , و هي على شكل لقاء سياسي , لا يوجد أدنى ضمان على أنه سوف يتحقق .
المهم أن الكارثة التي كان الممكن أن تحدث , لم يحدث , هكذا سيقول قادة يكيتي , بعد أن يتبين بعد عدة أيام , أن ما وعدت به السلطات السورية كان مجرد كلام ليل لا أقل و لا أكثر , و أنهم حاولوا بكل الإمكانات المتواضعة أن يقفوا في مواجهة سياسات النظام و إجراءاته العنصرية بحق الشعب الكردي في سوريا .
و لكن على قادة يكيتي أن يعرفوا جيداً أنهم أخطأوا كثيرا , و تجاوزوا كل الحدود في خداعهم و تضليلهم .
وإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة , فإننا نقول أن الغاية من التجمع لم يكن هدفاً نبيلاً و أخلاقياً على الأطلاق , و لا الذرائع و المببرات الزائفة التي حاولوا تسويقها , تصرفاً مسؤولاً أيضاً , و ما عليهم إلا أن يعيدوا النظر في هذه الممارسات و السلوكيات , التي لن تؤدي إلا الى المزيد من الإنكسارات و الإخفاقات المتراكمة على مر العقود .
12/10/2009