والآن تلزم ثلاث مراحل للحل

هناك ثلاث سبل في موضوع القضية الكردية ، أو ثلاثة أساليب ، السبيل الأول ؛ المقاربة المتأسسة على الإبادة وإنكار الوجود المستمرة منذ 1925 ، هذه المقاربة تتناول الأكراد بالإبادة ، وتتجاوز الإبادة الفيزيائية لتعتمد الإبادة الثقافية بحقهم .

فقد كان “محمود أسعد بوزكورت”(أحد منظري الفكر القوموي التركي) مدافعاً عن المفهوم الذي يرى الأكراد سفلةً وخدماً لهم بالمعنى المطلق ، إن قوموية هؤلاء حتى ليست تركياتية حقيقية ، حيث تعلمون أن مؤسسوا ومطوروا التركياتية البيضاء هم “مويز كوهين” و “آرمينيس وامبيري” اليهوديان ، وتركياتية هؤلاء هي التي يُعبَّر عنها بالتركياتية البيضاء ، وهذه القوموية ليست قومية “نيهال آتسيز” (أحد منظري القوموية التركية) تماماً ، فقد كان نيهال آتسيز يعتبر الأكراد مجموعة متخلفة ولكنه يقبل بوجودهم في النهاية .
ونظراً لأن قوموية نيهال آتسيز لم ترَ قبولاً لدى هؤلاء بقي نيهال آتسيز في السجن لسنوات ، حتى أنه بقي سجيناً لفترة أطول من “ناظم حكمت”(شاعر تركيا ، يساري) ، ويشرح ابنه “يغمور آتسيز” هذه الأمور في كتابه ، حيث يكتب عن كيفية حياة والده ، وكيفية تعاكسه مع تلك القوموية .

ويقول بأن قوموية هؤلاء هي “قوموية الإرهاب” ، أي أن نيهال آتسيز يستخدم مصطلح “الإرهاب” من أجل قوموية هؤلاء ، فقد كان هؤلاء يحاولون سحق رأس كل من يرفع رأسه ، وكل من لا يفكر مثلهم ، لقد كان “محمود أسعد بوزكورت” ورفاقه كلهم هكذا ، وفي الحقيقة هدف هؤلاء لم تكن التركياتية ، بل هدفهم الوحيد هو السيطرة على الجمهورية بهذه الطريقة ، فقد كانوا يفكرون بأنهم قادرون على السيطرة على الجمهورية بهذه الوسيلة .
قال هؤلاء لـ”مصطفى كمال” نحن سنجعل منك نبياً ، فأنت جليل بالنسبة لنا ، كانوا يريدون إعلاء مصطفى كمال لوضع أيديهم على السلطة .

تعلمون أن مصطفى كمال أعدم وزير المالية “جاويد” ، وهؤلاء حاولوا القضاء على نفوذ مصطفى كمال ، مفهوم وأسلوب الإبادة والإنكار هذا مستمر منذ ثمانين أو تسعين سنة .

وحزب الشعب الجمهوري CHP اليوم هو استمرار لهذا المفهوم في يومنا ، فكل من CHP وحزب الحركة القومية MHP يتابعون سياسة وسبيل الإنكار والإبادة هذه .

إن CHP يُمثِل فاشية الأمة ، بينما MHP يُمثِل الفاشية القوموية .

هكذا أستطيع شرح الفرق بينهما .

وكلاهما يدافعان عن أسلوب إنكار وإبادة الأكراد.


السبيل الثاني ؛ هو إرضاء الأكراد بكردستان صغيرة ، وهو أسلوب حشر كل الأكراد في مكان صغير وربطهم به.

في عام 1947 تم تقديم الدعم الكبير لإسرائيل ، ثم تأسست إسرائيل على أساس معاداة فلسطين (العرب) ، وفي عام 1947 أيضاً بدأوا بتجميع الأكراد حول الحزب الديموقراطي الكردستاني PDK ، فهم جرَّبوا الطريقة الثانية عندما فهموا عجزهم عن إنهاء الأكراد بالطريقة الأولى .

هذا الأسلوب الثاني سياسة تجري تجربتها منذ ستين عاماً ، وتهدف إلى الدفع نحو تـأسيس دويلة صغيرة للأكراد ، ثم تجميع كل الأكراد من حولها ، وبهذه الطريقة كانوا يحاولون السيطرة على أكراد الشمال أي الأكراد في تركيا بشكل خاص .

والآن حزب العدالة والتنمية AKP يمثل هذه الطريقة الثانية ، ففي الحقيقة تركيا هي تركيا صغيرة حيث قاموا بنفي الأتراك من البلقان والأماكن الأخرى وحشروهم في الأناضول وأسسوا تركيا صغيرة ، وفي نفس الوقت وضعوا أفكار الطورانية الكبرى أمامهم.


في الأصل كانوا يريدون تأسيس إسرائيل في جوار إزمير ـ مانيسا وبالأصح في الأناضول ، وكانوا يرونها وطناً لليهود ، ومطلبهم للأرض من السلطان عبدالحميد كان لهذا السبب ، والسلطان عبد الحميد لم يقبل بذلك ، ثم قاموا بتأسيس تركيا صغيرة محشورة في الأناضول ، تركيا هذه كانت ستلعب دور إسرائيل على أساس معاداة الأكراد ، فاليهود في جوار إزمير ـ مانيسا أقوياء جداً ، والآن يقولون قوموية إزمير في الصحافة ! ذلك أيضاً نابع من من هؤلاء .

قوموية إزمير هذه تأسست على معاداة الأكراد ، كما أن ترتيب محاولة الاغتيال لمصطفى كمال في إزمير له علاقة بهذا الأمر .

وهم معروفون بالـ”ساباتايين” ، فهؤلاء الساباتايين أقوياء منذ أواسط القرن السابع عشر في تلك الأماكن ، وهم الذين طوروا التركياتية البيضاء.
كل من الولايات المتحدة وانكلترا تدعمان هذا السبيل الثاني .

كما أن شريحة من إسرائيل تدعمه أيضاً ، فإسرائيل ليست متوحدة .

ايهود وأولمرت كانت علاقاتهم قوية مع AKP وكانوا يدعمونه ، أما “نتنياهو” الحالي فهو أكثر اختلافاً بعض الشيء ، هؤلاء قوميون ، وشريحة من إسرائيل لا تؤيد هذا السبيل ، وهذا المشروع يكمن خلف المداهمات الأخيرة في فرنسا أيضاً ، حيث أن ساركوزي من هؤلاء أيضاً ، فأصله اليهودي معروف.


AKP يدافع عن هذا السبيل الثاني ، وهذا ما يجب معرفته جيداً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بكل تأكيد ، فهذا السبيل أسوأ من الإبادة الفيزيائية ، حيث أن AKP يريد السيطرة على كل الأكراد على أساس علاقاته مع الجنوب ومن خلاله .

فما دام AKP ينادي بالانفتاح الديموقراطي ، فإنهم سيقومون بكل ما يستطيعون عليه من أجل السيطرة على الأكراد .

هاهم يفتتحون القنصليات في الجنوب ، ويطورون علاقاتهم مع العراق ، والأتراك يديرون كل الشركات الكبيرة هناك ، كل هذه الأمور محاولات من أجل تطوير العلاقات مع الجنوب في سبيل إرضاء الأكراد بهذا الشكل ، ويفكرون في ربط الأكراد بأنفسهم .

فبالأصل كل الأكراد أصحاب أفكار القوموية البدائية جاهزون لهذا الأمر .

والذين هربوا من بين صفوفنا أيضاً في الجنوب ، ولهم علاقات بهم ، كل هؤلاء يتحركون بنفس المفهوم ، وAKP يعرف كل هذا بشكل جيد جداً ، ويراهم بشكل جيد جداً ، فقد استطاع AKP تحليل ثقافة المنطقة جيداً ، ونظراً لعدم توفر معرفة عميقة عن ثقافة المنطقة لدى أتباعنا ، يعجزون عن إجراء تقييمات عميقة.

فلو توفرت لديهم معلومات عميقة عن المنطقة ، ولو تمكنوا من فهم ما أقوله بشكل جيد ، ربما كانت التطورات أفضل.


لقد تفاهم AKP مع “بيوكانيت”(رئيس أركان سابق) على هذا الأساس ، أي توافق مع بيوكآنيت على أساس السيطرة على الأكراد والإسلاميين ، وبهذا الشكل تمت عرقلة الإنقلاب ، وذلك التفاهم لا زال سارياً.
تحدثت عن ضرورة تأسيس الأكاديميات كثيراً، فبسبب ما تحدثت عنه أوضِّح ضرورة فهم الدين جيداً ، حيث يجب البحث وفهم الفرق بين الدين الحقيقي والدين المزيف جيداً ، وإذا لم يتم تقاسم كل ذلك مع الشعب فكيف سيتحقق النجاح ؟ ، يجب نقاش كل تلك السياسات والأوضاع في الأكاديمية بما يكفي لإيصالها إلى الوعي ، لقد تكلمت عن هذا الموضوع مرات عديدة .

يجب تنشئة آلاف الناس ، آلاف الأشخاص في هذه الأكاديميات.


إن AKP سيفعل كل شيء ، وسيستخدم كل إمكانياته بعد هذا الانفتاح الديموقراطي .

بينما كل من CHP و MHP يحاولان البقاء من خلال التصدي لهذه القضية ، وAKP يعرف بأنه يمكنه البقاء من خلال النجاح فيها ، ولهذا سيستخدم كل الإمكانيات المتوفرة لديه .


AKP يتصرف إنطلاقاً من الحسابات الانتخابية تماماً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بالتأكيد ، فالانفتاح الديموقراطي هذا ليس مشروعاً لـAKP ، بل هو مشروع للدولة ، بل ليس لكل شرائح الدولة .

وإذا تم العمل جيداً بعد الآن فإن AKP سيتراجع في المنطقة(الكردية) ويقل نفوذه.
اما السبيل والأسلوب الثالث ، فهو السبيل والأسلوب الذي يتخذ من الإدارة الديموقراطية للمجتمع أساساً ، والذي ندافع عنه .

وذلك هو منظومة المجتمع الكردستاني KCK .

وهي المقاربة التحررية التي تنظم المجتمع بشكل ديموقراطي ، ولا تتخذ الحدود أساساً لها .

فحتى لولم أستخدم الأسم ، إلا أنني شرحته كثيراً .

إن KCK بالتأكيد ليس حلاً من داخل الدولة.


لقد شرحت باستفاضة هذه السبل الثلاث في خارطتي للطريق المؤلفة من مائة وستين صفحة ، حيث تتضمن خارطتي للطريق مدخلاً تاريخياً ، إنه مدخل مُبهِر جداً ، وشرحت أفكاري حول موضوع كيفية إمكانية تطور الحل ، كما أوضحت خمسة أبعاد فيما يتعلق بنظام KCK في خارطتي للطريق ، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني والديبلوماسي .

فالميدان الاجتماعي يحتوي على جوانب من قبيل تنظيم تعليمه بذاته .

أما الميدان الميدان الدولي ، فهو الأمر الذي نوضِّحه بالميدان الديبلوماسي .

إن فكر “داوودوغلو”(وزير خارجية تركيا) المتعلق بتأسيس مجلس استراتيجي في المنطقة ، مأخوذ من كونفيدرالية الشرق الأوسط الديموقراطية التي أوضحتها في وقت سابق جداً ، إنه تطبيق لها.
لكن AKP يستفيد من خارطتي للطريق لأنها بين أيديهم ، و”دنيز بايكال” (رئيس CHP) يعرف المسألة بعض الشيء ، ويقول ؛”AKP يطبق خريطة طريق إيمرالي” ، تشخيص بايكال هذا صحيح .

ولكن AKP لن يستطيع تطبيق خارطتي للطريق ، بل هم يستفيدون منها .

“داوودوغلو” يستفيد منها خارجياً ، وأردوغان يستفيد منها داخلياً ، ففي خارطتي للطريق ، عندما شرحت الحلول الديموقراطية في الشرق الأوسط  ، اقترحت الكونفيدرالية الديموقراطية لحوض دجلة ـ الفرات ، والآن يقوم داوودوغلو بمفاوضات عن ذلك مع سوريا والعراق .

صحيح ، يستخدمون خارطتي للطريق ، والآن يسود القلق في AKP ، وهذا ما يُفهم من أحاديثه في “آغري”.


KCK هو تنظيم المجتمع ديموقراطياً على أساس الحرية ، وليس تنظيماً على أساس الدولة ولا الفيدرالية ، بل تنظيم المجتمع لذاته خارج الدولة ، وإدارة المجتمع لذاته ديموقراطياً ، وهذا هو مانسميه بالإدارة الذاتية الديموقراطية .

وربما تكون المصطلحات مختلفة ولكن المضمون هو نفسه.


المجموعات القادمة هم سفراء السلام ، هذه القضية لن تُحل بمجيء المجموعات فقط .

فهم سفراء للسلام ، ويقومون بأنشطة سلمية وأتقدم بشكري إليهم ، فليأخذ هؤلاء أماكنهم بعد الآن ضمن أنشطة السلام ليعملوا ، يمكنهم التموقع ضمن مجالس السلام.


ستأتي مجموعة أوروبا أيضاً ، أما بعد الآن فإنني لن أوجه أي نداء من أجل مجيء المجموعات .

فهذا لن يكون سليماً .

ولكن إذا ذهبت الدولة والتقت بـ PKK وتفاهمت معه ، وأرسل PKK من ذاته ، فلن أستطيع قول شيء بصدد ذلك ، فذلك قرار هم يتخذونه.
إنني أتقدم بشكري إلى المجموعات التي جاءت ، فهدفي من توجيه النداء إلى المجموعات كان اختباراً .

من أجل فتح المجال أمام السياسة المسدودة ، ومعرفة مدى الارتباط .

وهم سمعوا وجاؤوا ، وأثبتوا ارتباطهم ، وأنا أشكرهم جميعاً ، أتقدم بشكري لجميعهم .

الذين جاؤوا عام 99 ، جاؤوا بدون استعداد ، فنحن ظلمناهم بعض الشيء ، فقد كان هناك غموض ، ونحن عندها كنا نتوقع أن تستفيد الدولة من تلك الفرصة ، فقامت الدولة بإرسالهم إلى السجون.


والآن وبعد هذا تلزم ثلاث مراحل من أجل الحل ، وكنت قد شرحتها في خارطتي للطريقً .

المرحلة الأولى ؛ الدولة توفر الضمانات لجميع حقوق الأكراد ، أي تزودنا الدولة بالضمانات في هذا الموضوع ، وتقنعنا .

ونحن أولاً ؛ سنثبت للدولة بأننا لسنا انفصاليين ، ولسنا بصدد الانقسام ، ونبين ذلك .

ثانياً ؛ سنعلن بأننا لا نتخذ من العنف أساساً لنا كأسلوب ، ونخرج العنف من كونه أسلوباً ، حيث يتم تكوين أجواء عدم الاشتباك في هذه المرحلة ، ولن يحدث اشتباك أو عنف .

والدولة ستقبل بالحل الديموقراطي ، وتبدي الاهتمام بالأبعاد الخمسة التي ذكرتها للأكراد ، وتعطي الإمكانية للأكراد لإدارة أنفسهم بذاتهم ، ولكن يجب فتح المجال أمامي حتى يتم التمكن من كل ذلك .

يجب نقاش كل ذلك مطولاً جداً ، فمن قبل عندما ذكرت تسعين يوماً للتفاوض معي بشأن البعد العسكري ، وخمسة وأربعين يوماً بشأن البعد الأمني ، إنما كنت أقصد هذا الأمر .

فهذا الأمر ليس سهلاً إلى تلك الدرجة.


إن حدث هذا ، سيتحقق الانسحاب إلى ما وراء الحدود كمرحلة ثانية .

ثم تقوم الدولة بعكس الضمانات التي وفرتها على مراجعها القانونية الرسمية كمرحلة ثالثة ، لتقوم بوضع دستورها وقوانينها وأنظمتها الداخلية .

أي تقوم بتعديل المرجعيات الموجودة ، وبمقدار ما تقوم الدولة بذلك ستحدث العودة بنفس النسبة.


عليّ أن أعبِّر عن نفسي في هذه المرحلة ، ويجب على الدولة أن تراعي هذا الأمر حتى أتمكن من تحقيق هذا الحل ، ويجب على الدولة أن تبين بأنها ستدعمني.


هناك عشرة مبادئ في خارطتي للطريق ، فأنا شرحت فيها كيفية حدوث الحل الديموقراطي بما فيه الكفاية.
لقد طلب النائب العام في قضية أرغنكون ملفي ، سأرد على هذا الأمر ، إنه سأل هيئة الأركان والأمن العام وإدارة الاستخبارات MIT ، عما إذا ما كانت لدي علاقة بها أم لا .

أقول لأولئك الذين يقولون عني أرغنكون ؛ أنا الذي كشفت عن كل الأعمال القذرة لأرغنكون حتى اليوم ، وإذا كان النائب العام صادقاً فليأتي ، لأقول له هنا المكائد التي يمارسها أرغنكون ، ولأخبره بكل أعماله القذرة التي يقوم بها واحداً …واحداً .

فأرغنكون عمل ضدنا دائماً ، وليعلم النائب العام بأن أرغنكون انتظم في كل مكان ، وحاول أن ينتظم في داخلنا أيضاً ، حتى أن النائب العام العسكري عندما سألني : هل أنتم قمتم بمحاولة اغتيال “دوغان غوريش”(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) ؟ قلت ؛ “كلا لم أقم بها أنا ، وأنا لم أصدر هذه التعليمات” .

بل حتى لم يكن لديّ علم بمحاولة اغتيال دوغان غوريش .

فهم حاولوا إلقاء مسؤوليتها على عاتقنا فيما بعد .

قلت للنائب العام العسكري ؛ “لو كان لدي علم بها لذكرته”.

وحادث التفجير هذا في أنقرا ، تم تنفيذه من طرف هذه الشريحة ، وسمعت فيما بعد بأن هذه الشريحة قامت ببعض الأحداث باسم PKK ، دون أن يكون لنا علم بذلك ! .

يجب فضح هؤلاء جيداً ، أرادوا القيام بمحاولة اغتيال “تشيللر”(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعييات) ، فجاؤوا إليَّ ، وعرضوا علينا تبنيها ، وأنا لم أقبل بذلك مطلقاً ، ولم أرَ ذلك سليماً ، وقد ذكرت ذلك للنائب العام.


لقد حاول أرغنكون تنظيم نفسه في كل مكان ، وتعلمون أن قسماً من الذين كانوا يديرون هذا المكان ، انكشف انتماؤهم إلى أرغنكون ، ولا أعلم أين هم الآن.

أولئك الذين قاموا بطرحي أرضاً ههنا بالعنف ، وهددوني بالموت يمكن أن يكونوا من المنتمين إلى أرغنكون .

ولكن كل هذه الأمور ليست ممارسات مستقلة عن الدولة ، ربما هم الآن يبعدون عني بمائة متر ، أنا لا يمكنني معرفة ذلك ، فالدولة هي التي تعرف هذا.


مصطفى كمال كان يريد التوافق حول بعض الأمور مع “سيد رضا” ، وقبل أن يصل مصطفى كمال إلى هناك ، يقومون بإعدام سيد رضا قبيل الفجر .

أولئك الذين أعدموا سيد رضا ، هم الذين يؤيدون سياسة الإنكار والإبادة هذه ، وعندما جلبوني إلى هنا كانت هناك شريحة تقول؛ “لنعدمه فوراً” ، بينما شريحة أخرى تقول ؛ “علينا أن لا نعدمه لمتطلبات بقاء الدولة” ، وكان هناك فرق بين كلا المفهومين بمقدار شعرة ، بمعنى القوة .

واليوم أيضاً كل من MHP و CHP سائران على طريق المجموعة الأولى والواضعان لأسلوبها ، فما لدى هؤلاء هو قوموية الإرهاب ، فكل من MHP و CHP يُسيِّران قوموية الإرهاب.
“قمر كنج” من أحفاد المفهوم الذي أعدم سيد رضا ، ومعاون رئيس CHP “كمال كليجداروغلو” أيضاً مثل قمر كنج تماماً ، من أحفاد الذين لعبوا دوراً في إعدام سيد رضا ، وهؤلاء هم ممثلون لقوموية الإرهاب هذه في ديرسيم .

شريحة صغيرة هي التي أخذت دوراً في ديرسيم وفي سياسات الصهر هذه التي مورست على إنسان وثقافة ديرسيم ، فكل الذين تطابقوا مع هذا الأمر لا يتجاوزون عشرة آلاف شخص ، ويجب على المنتمين إلى ديرسيم أن يعرفوا هؤلاء جيداً جداً ، وأن يحلّلوا سياساتهم بشكل جيد جداً.


الوضع الراهن هو حال من الاختبار ، PKK يختبر الدولة ، هذا صحيح ، كما أن الدولة تختبر PKK ، فالوضع الراهن ليس حالة من الحوار ، بل هناك حال من الاختبار والفحص المتبادل.


يجب على AKP القبول بالحل الديموقراطي ، ولكنه منفعي جداً ، ويتصرف بحسابات دقيقة ، فلديه كل أنواع الحساب ، فلديه حساب يتعلق بالانتخابات .

وفي الأصل هناك مؤيدون للحل من ضمن الدولة .

قيل أن قوة “حلمي أوزكوك”(رئيس أركان سابق) تبلغ نسبة ثلاثين بالمائة ، لقد كان أوزكوك يريد الحل السياسي ، ولكن قوة الحل لديه كانت ضعيفة .

الحوار لم يبدأ مع مجيء AKP ، بل هناك حوار منذ عهد “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا اغتيل بسبب القضية الكردية عام 93) ، ثم جاءت الأخبار في عهد “أرباكان” ، وكان “قاراداية”(رئيس سابق لهيئة الأركان) يقول لنا عن الرفاه (حزب الرفاه برئاسة أرباكان) ؛”هؤلاء لن يستطيعوا حل القضية ، فنحن فقط يمكننا حل هذه القضية” .

“قاراداية” و “كيفيريكوغلو” ورفاقهما في الحقيقة كانوا مؤيدون لحل معين ، ولكن هؤلاء شريحة من الدولة .

بينما AKP يريد نسب كل شيء إلى نفسه ، والسبيل الذي اختاره هؤلاء مليء بكل أنواع الحساب والكتاب والتحايل .

حتى أن الأسلوب المكشوف لأرغنكون في ارتكاب المجازر أقل خطورة من المسار السري المتحايل للإبادة.


نحن موجودون للحل ، موجودون للحل الديموقراطي ولكن يجب أن تنصاع الدولة أيضاً للحل الديموقراطي ، وتقبل بالحل الديموقراطي ، أما نحن فمستعدون للحل مع الدولة ، موجودون للحل مع دولة الدولة الحقيقية .

ويجب على الدولة أن تقبل بنموذج الحل الديموقراطي ، وبنظامٍ يُمكِّن الأكراد من إدارة ذاتهم.


الأكراد هم أكثر من حمى مصطفى كمال في حرب التحرير ، فهم الذين حموه في إزمير والأماكن الأخرى دائماً ، والأكراد لعبوا دورهم دائماً في تحقيق مصطفى كمال لنجاحاته وفي الوصول حياً سليماً إلى أنقرا .

وتقديم الأكراد لدعمهم كان بسبب إيمانهم بالحل الديموقراطي ، حتى أن أحد الذين حموه هو جد “دَنكير مير محمد فرات” .

أنا أنادي الشعب التركي : هناك غطاء علينا منذ ثمانين أو تسعين سنة ، ويمكننا إزالته سوياً .

ويمكننا معاً جلب السلام والديموقراطية ، وأن نكسب معاً باستمرار ، لطفاً أفهموني جيداً ، نحن نؤيد الحل الديموقراطي.


أنا لا أقول هذا عن كل الشيخانيين ، ولكن هناك شريحة تم تسييرها لفترة ما من ضمن عشيرة الشيخان ذوي الأغلبية في منطقة “ويرانشهير” ، وتعلمون بالـ”جوهري” وأمثاله ، فقد أغنوهم جداً ، وبعدها انسحب قسم منهم وغادر ، والـ”بوجاقيون” في “سويرك” مُسيِّرون لأرغنكون ، هؤلاء قاموا بإيصال وتفجير خمسين كيلو من المتفجرات مع “جاتلي” (عبدالله جاتلي رجل استخبارات الجندارما JITEM قتل في حادث سوسورلوك عام 96) في المكان الذي نقيم فيه في سوريا .

والـ”بوجاقيون” تسلحوا بشكل جاد جداً في مناطق سويرك و ويرانشهير وجيلانبينار وحيلوان ، وتم منح هؤلاء قرى في الغرب ، في “بودروم” وغيرها من الأماكن ، وحصلوا على كثير من المصالح لذاتهم ، وهؤلاء يمارسون كل أشكال الأعمال القذرة في المنطقة(الكردية) بما فيها اختطاف الأطفال ، ومؤخراً مثلما تسمعون في الأخبار ، تعرفون حادثة اختطاف الأطفال في ويرانشهير ، يمكنهم القيام بالأعمال القذرة إلى تلك الدرجة !! إنهم أكثر عمقاً من الدولة ، والدولة لا تمسهم ! فكيف هي العراقيل الإيديولوجية التي وضعوها في المنطقة(الكردية) ، هذا ما يجب معرفته .

لقد اقترحت الأكاديميات السياسية من أجل إدراك وفهم كل هذه الأمور .

فعلى من ينشأ هناك أن يتكلم عن هذه الأمور إلى الشعب بشكل جيد.
 أبعث بتحياتي إلى كل شعب أورفا والناشطين في النضال الديموقراطي ، وفي مقدمتها وبشكل خاص كل من سويرك و حيلوان.

ويجب على شعبنا أن يكون مدركاً للألاعيب التي تحاك على أورفا ، والسياسات القذرة التي تمارس بحقها.
هناك رسالة وصلتني من سجن آديامان ، وهناك رفاق لديهم مشاكل صحية ، أبعت بتحياتي إلى كل الرفاق في السجون.
أتمنى لكم أياماً جيدة.
تحياتي للجميع.
  21 تشــــــــــرين الأول 2009

  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…