هناك ثلاث سبل في موضوع القضية الكردية ، أو ثلاثة أساليب ، السبيل الأول ؛ المقاربة المتأسسة على الإبادة وإنكار الوجود المستمرة منذ 1925 ، هذه المقاربة تتناول الأكراد بالإبادة ، وتتجاوز الإبادة الفيزيائية لتعتمد الإبادة الثقافية بحقهم .
فقد كان “محمود أسعد بوزكورت”(أحد منظري الفكر القوموي التركي) مدافعاً عن المفهوم الذي يرى الأكراد سفلةً وخدماً لهم بالمعنى المطلق ، إن قوموية هؤلاء حتى ليست تركياتية حقيقية ، حيث تعلمون أن مؤسسوا ومطوروا التركياتية البيضاء هم “مويز كوهين” و “آرمينيس وامبيري” اليهوديان ، وتركياتية هؤلاء هي التي يُعبَّر عنها بالتركياتية البيضاء ، وهذه القوموية ليست قومية “نيهال آتسيز” (أحد منظري القوموية التركية) تماماً ، فقد كان نيهال آتسيز يعتبر الأكراد مجموعة متخلفة ولكنه يقبل بوجودهم في النهاية .
فقد كان “محمود أسعد بوزكورت”(أحد منظري الفكر القوموي التركي) مدافعاً عن المفهوم الذي يرى الأكراد سفلةً وخدماً لهم بالمعنى المطلق ، إن قوموية هؤلاء حتى ليست تركياتية حقيقية ، حيث تعلمون أن مؤسسوا ومطوروا التركياتية البيضاء هم “مويز كوهين” و “آرمينيس وامبيري” اليهوديان ، وتركياتية هؤلاء هي التي يُعبَّر عنها بالتركياتية البيضاء ، وهذه القوموية ليست قومية “نيهال آتسيز” (أحد منظري القوموية التركية) تماماً ، فقد كان نيهال آتسيز يعتبر الأكراد مجموعة متخلفة ولكنه يقبل بوجودهم في النهاية .
ونظراً لأن قوموية نيهال آتسيز لم ترَ قبولاً لدى هؤلاء بقي نيهال آتسيز في السجن لسنوات ، حتى أنه بقي سجيناً لفترة أطول من “ناظم حكمت”(شاعر تركيا ، يساري) ، ويشرح ابنه “يغمور آتسيز” هذه الأمور في كتابه ، حيث يكتب عن كيفية حياة والده ، وكيفية تعاكسه مع تلك القوموية .
ويقول بأن قوموية هؤلاء هي “قوموية الإرهاب” ، أي أن نيهال آتسيز يستخدم مصطلح “الإرهاب” من أجل قوموية هؤلاء ، فقد كان هؤلاء يحاولون سحق رأس كل من يرفع رأسه ، وكل من لا يفكر مثلهم ، لقد كان “محمود أسعد بوزكورت” ورفاقه كلهم هكذا ، وفي الحقيقة هدف هؤلاء لم تكن التركياتية ، بل هدفهم الوحيد هو السيطرة على الجمهورية بهذه الطريقة ، فقد كانوا يفكرون بأنهم قادرون على السيطرة على الجمهورية بهذه الوسيلة .
قال هؤلاء لـ”مصطفى كمال” نحن سنجعل منك نبياً ، فأنت جليل بالنسبة لنا ، كانوا يريدون إعلاء مصطفى كمال لوضع أيديهم على السلطة .
تعلمون أن مصطفى كمال أعدم وزير المالية “جاويد” ، وهؤلاء حاولوا القضاء على نفوذ مصطفى كمال ، مفهوم وأسلوب الإبادة والإنكار هذا مستمر منذ ثمانين أو تسعين سنة .
وحزب الشعب الجمهوري CHP اليوم هو استمرار لهذا المفهوم في يومنا ، فكل من CHP وحزب الحركة القومية MHP يتابعون سياسة وسبيل الإنكار والإبادة هذه .
إن CHP يُمثِل فاشية الأمة ، بينما MHP يُمثِل الفاشية القوموية .
هكذا أستطيع شرح الفرق بينهما .
وكلاهما يدافعان عن أسلوب إنكار وإبادة الأكراد.
السبيل الثاني ؛ هو إرضاء الأكراد بكردستان صغيرة ، وهو أسلوب حشر كل الأكراد في مكان صغير وربطهم به.
في عام 1947 تم تقديم الدعم الكبير لإسرائيل ، ثم تأسست إسرائيل على أساس معاداة فلسطين (العرب) ، وفي عام 1947 أيضاً بدأوا بتجميع الأكراد حول الحزب الديموقراطي الكردستاني PDK ، فهم جرَّبوا الطريقة الثانية عندما فهموا عجزهم عن إنهاء الأكراد بالطريقة الأولى .
هذا الأسلوب الثاني سياسة تجري تجربتها منذ ستين عاماً ، وتهدف إلى الدفع نحو تـأسيس دويلة صغيرة للأكراد ، ثم تجميع كل الأكراد من حولها ، وبهذه الطريقة كانوا يحاولون السيطرة على أكراد الشمال أي الأكراد في تركيا بشكل خاص .
والآن حزب العدالة والتنمية AKP يمثل هذه الطريقة الثانية ، ففي الحقيقة تركيا هي تركيا صغيرة حيث قاموا بنفي الأتراك من البلقان والأماكن الأخرى وحشروهم في الأناضول وأسسوا تركيا صغيرة ، وفي نفس الوقت وضعوا أفكار الطورانية الكبرى أمامهم.
في الأصل كانوا يريدون تأسيس إسرائيل في جوار إزمير ـ مانيسا وبالأصح في الأناضول ، وكانوا يرونها وطناً لليهود ، ومطلبهم للأرض من السلطان عبدالحميد كان لهذا السبب ، والسلطان عبد الحميد لم يقبل بذلك ، ثم قاموا بتأسيس تركيا صغيرة محشورة في الأناضول ، تركيا هذه كانت ستلعب دور إسرائيل على أساس معاداة الأكراد ، فاليهود في جوار إزمير ـ مانيسا أقوياء جداً ، والآن يقولون قوموية إزمير في الصحافة ! ذلك أيضاً نابع من من هؤلاء .
قوموية إزمير هذه تأسست على معاداة الأكراد ، كما أن ترتيب محاولة الاغتيال لمصطفى كمال في إزمير له علاقة بهذا الأمر .
وهم معروفون بالـ”ساباتايين” ، فهؤلاء الساباتايين أقوياء منذ أواسط القرن السابع عشر في تلك الأماكن ، وهم الذين طوروا التركياتية البيضاء.
كل من الولايات المتحدة وانكلترا تدعمان هذا السبيل الثاني .
كما أن شريحة من إسرائيل تدعمه أيضاً ، فإسرائيل ليست متوحدة .
ايهود وأولمرت كانت علاقاتهم قوية مع AKP وكانوا يدعمونه ، أما “نتنياهو” الحالي فهو أكثر اختلافاً بعض الشيء ، هؤلاء قوميون ، وشريحة من إسرائيل لا تؤيد هذا السبيل ، وهذا المشروع يكمن خلف المداهمات الأخيرة في فرنسا أيضاً ، حيث أن ساركوزي من هؤلاء أيضاً ، فأصله اليهودي معروف.
AKP يدافع عن هذا السبيل الثاني ، وهذا ما يجب معرفته جيداً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بكل تأكيد ، فهذا السبيل أسوأ من الإبادة الفيزيائية ، حيث أن AKP يريد السيطرة على كل الأكراد على أساس علاقاته مع الجنوب ومن خلاله .
فما دام AKP ينادي بالانفتاح الديموقراطي ، فإنهم سيقومون بكل ما يستطيعون عليه من أجل السيطرة على الأكراد .
هاهم يفتتحون القنصليات في الجنوب ، ويطورون علاقاتهم مع العراق ، والأتراك يديرون كل الشركات الكبيرة هناك ، كل هذه الأمور محاولات من أجل تطوير العلاقات مع الجنوب في سبيل إرضاء الأكراد بهذا الشكل ، ويفكرون في ربط الأكراد بأنفسهم .
فبالأصل كل الأكراد أصحاب أفكار القوموية البدائية جاهزون لهذا الأمر .
والذين هربوا من بين صفوفنا أيضاً في الجنوب ، ولهم علاقات بهم ، كل هؤلاء يتحركون بنفس المفهوم ، وAKP يعرف كل هذا بشكل جيد جداً ، ويراهم بشكل جيد جداً ، فقد استطاع AKP تحليل ثقافة المنطقة جيداً ، ونظراً لعدم توفر معرفة عميقة عن ثقافة المنطقة لدى أتباعنا ، يعجزون عن إجراء تقييمات عميقة.
فلو توفرت لديهم معلومات عميقة عن المنطقة ، ولو تمكنوا من فهم ما أقوله بشكل جيد ، ربما كانت التطورات أفضل.
لقد تفاهم AKP مع “بيوكانيت”(رئيس أركان سابق) على هذا الأساس ، أي توافق مع بيوكآنيت على أساس السيطرة على الأكراد والإسلاميين ، وبهذا الشكل تمت عرقلة الإنقلاب ، وذلك التفاهم لا زال سارياً.
تحدثت عن ضرورة تأسيس الأكاديميات كثيراً، فبسبب ما تحدثت عنه أوضِّح ضرورة فهم الدين جيداً ، حيث يجب البحث وفهم الفرق بين الدين الحقيقي والدين المزيف جيداً ، وإذا لم يتم تقاسم كل ذلك مع الشعب فكيف سيتحقق النجاح ؟ ، يجب نقاش كل تلك السياسات والأوضاع في الأكاديمية بما يكفي لإيصالها إلى الوعي ، لقد تكلمت عن هذا الموضوع مرات عديدة .
يجب تنشئة آلاف الناس ، آلاف الأشخاص في هذه الأكاديميات.
إن AKP سيفعل كل شيء ، وسيستخدم كل إمكانياته بعد هذا الانفتاح الديموقراطي .
بينما كل من CHP و MHP يحاولان البقاء من خلال التصدي لهذه القضية ، وAKP يعرف بأنه يمكنه البقاء من خلال النجاح فيها ، ولهذا سيستخدم كل الإمكانيات المتوفرة لديه .
AKP يتصرف إنطلاقاً من الحسابات الانتخابية تماماً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بالتأكيد ، فالانفتاح الديموقراطي هذا ليس مشروعاً لـAKP ، بل هو مشروع للدولة ، بل ليس لكل شرائح الدولة .
وإذا تم العمل جيداً بعد الآن فإن AKP سيتراجع في المنطقة(الكردية) ويقل نفوذه.
اما السبيل والأسلوب الثالث ، فهو السبيل والأسلوب الذي يتخذ من الإدارة الديموقراطية للمجتمع أساساً ، والذي ندافع عنه .
وذلك هو منظومة المجتمع الكردستاني KCK .
وهي المقاربة التحررية التي تنظم المجتمع بشكل ديموقراطي ، ولا تتخذ الحدود أساساً لها .
فحتى لولم أستخدم الأسم ، إلا أنني شرحته كثيراً .
إن KCK بالتأكيد ليس حلاً من داخل الدولة.
لقد شرحت باستفاضة هذه السبل الثلاث في خارطتي للطريق المؤلفة من مائة وستين صفحة ، حيث تتضمن خارطتي للطريق مدخلاً تاريخياً ، إنه مدخل مُبهِر جداً ، وشرحت أفكاري حول موضوع كيفية إمكانية تطور الحل ، كما أوضحت خمسة أبعاد فيما يتعلق بنظام KCK في خارطتي للطريق ، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني والديبلوماسي .
فالميدان الاجتماعي يحتوي على جوانب من قبيل تنظيم تعليمه بذاته .
أما الميدان الميدان الدولي ، فهو الأمر الذي نوضِّحه بالميدان الديبلوماسي .
إن فكر “داوودوغلو”(وزير خارجية تركيا) المتعلق بتأسيس مجلس استراتيجي في المنطقة ، مأخوذ من كونفيدرالية الشرق الأوسط الديموقراطية التي أوضحتها في وقت سابق جداً ، إنه تطبيق لها.
لكن AKP يستفيد من خارطتي للطريق لأنها بين أيديهم ، و”دنيز بايكال” (رئيس CHP) يعرف المسألة بعض الشيء ، ويقول ؛”AKP يطبق خريطة طريق إيمرالي” ، تشخيص بايكال هذا صحيح .
ولكن AKP لن يستطيع تطبيق خارطتي للطريق ، بل هم يستفيدون منها .
“داوودوغلو” يستفيد منها خارجياً ، وأردوغان يستفيد منها داخلياً ، ففي خارطتي للطريق ، عندما شرحت الحلول الديموقراطية في الشرق الأوسط ، اقترحت الكونفيدرالية الديموقراطية لحوض دجلة ـ الفرات ، والآن يقوم داوودوغلو بمفاوضات عن ذلك مع سوريا والعراق .
صحيح ، يستخدمون خارطتي للطريق ، والآن يسود القلق في AKP ، وهذا ما يُفهم من أحاديثه في “آغري”.
KCK هو تنظيم المجتمع ديموقراطياً على أساس الحرية ، وليس تنظيماً على أساس الدولة ولا الفيدرالية ، بل تنظيم المجتمع لذاته خارج الدولة ، وإدارة المجتمع لذاته ديموقراطياً ، وهذا هو مانسميه بالإدارة الذاتية الديموقراطية .
وربما تكون المصطلحات مختلفة ولكن المضمون هو نفسه.
المجموعات القادمة هم سفراء السلام ، هذه القضية لن تُحل بمجيء المجموعات فقط .
فهم سفراء للسلام ، ويقومون بأنشطة سلمية وأتقدم بشكري إليهم ، فليأخذ هؤلاء أماكنهم بعد الآن ضمن أنشطة السلام ليعملوا ، يمكنهم التموقع ضمن مجالس السلام.
ستأتي مجموعة أوروبا أيضاً ، أما بعد الآن فإنني لن أوجه أي نداء من أجل مجيء المجموعات .
فهذا لن يكون سليماً .
ولكن إذا ذهبت الدولة والتقت بـ PKK وتفاهمت معه ، وأرسل PKK من ذاته ، فلن أستطيع قول شيء بصدد ذلك ، فذلك قرار هم يتخذونه.
إنني أتقدم بشكري إلى المجموعات التي جاءت ، فهدفي من توجيه النداء إلى المجموعات كان اختباراً .
من أجل فتح المجال أمام السياسة المسدودة ، ومعرفة مدى الارتباط .
وهم سمعوا وجاؤوا ، وأثبتوا ارتباطهم ، وأنا أشكرهم جميعاً ، أتقدم بشكري لجميعهم .
الذين جاؤوا عام 99 ، جاؤوا بدون استعداد ، فنحن ظلمناهم بعض الشيء ، فقد كان هناك غموض ، ونحن عندها كنا نتوقع أن تستفيد الدولة من تلك الفرصة ، فقامت الدولة بإرسالهم إلى السجون.
والآن وبعد هذا تلزم ثلاث مراحل من أجل الحل ، وكنت قد شرحتها في خارطتي للطريقً .
المرحلة الأولى ؛ الدولة توفر الضمانات لجميع حقوق الأكراد ، أي تزودنا الدولة بالضمانات في هذا الموضوع ، وتقنعنا .
ونحن أولاً ؛ سنثبت للدولة بأننا لسنا انفصاليين ، ولسنا بصدد الانقسام ، ونبين ذلك .
ثانياً ؛ سنعلن بأننا لا نتخذ من العنف أساساً لنا كأسلوب ، ونخرج العنف من كونه أسلوباً ، حيث يتم تكوين أجواء عدم الاشتباك في هذه المرحلة ، ولن يحدث اشتباك أو عنف .
والدولة ستقبل بالحل الديموقراطي ، وتبدي الاهتمام بالأبعاد الخمسة التي ذكرتها للأكراد ، وتعطي الإمكانية للأكراد لإدارة أنفسهم بذاتهم ، ولكن يجب فتح المجال أمامي حتى يتم التمكن من كل ذلك .
يجب نقاش كل ذلك مطولاً جداً ، فمن قبل عندما ذكرت تسعين يوماً للتفاوض معي بشأن البعد العسكري ، وخمسة وأربعين يوماً بشأن البعد الأمني ، إنما كنت أقصد هذا الأمر .
فهذا الأمر ليس سهلاً إلى تلك الدرجة.
إن حدث هذا ، سيتحقق الانسحاب إلى ما وراء الحدود كمرحلة ثانية .
ثم تقوم الدولة بعكس الضمانات التي وفرتها على مراجعها القانونية الرسمية كمرحلة ثالثة ، لتقوم بوضع دستورها وقوانينها وأنظمتها الداخلية .
أي تقوم بتعديل المرجعيات الموجودة ، وبمقدار ما تقوم الدولة بذلك ستحدث العودة بنفس النسبة.
عليّ أن أعبِّر عن نفسي في هذه المرحلة ، ويجب على الدولة أن تراعي هذا الأمر حتى أتمكن من تحقيق هذا الحل ، ويجب على الدولة أن تبين بأنها ستدعمني.
هناك عشرة مبادئ في خارطتي للطريق ، فأنا شرحت فيها كيفية حدوث الحل الديموقراطي بما فيه الكفاية.
لقد طلب النائب العام في قضية أرغنكون ملفي ، سأرد على هذا الأمر ، إنه سأل هيئة الأركان والأمن العام وإدارة الاستخبارات MIT ، عما إذا ما كانت لدي علاقة بها أم لا .
أقول لأولئك الذين يقولون عني أرغنكون ؛ أنا الذي كشفت عن كل الأعمال القذرة لأرغنكون حتى اليوم ، وإذا كان النائب العام صادقاً فليأتي ، لأقول له هنا المكائد التي يمارسها أرغنكون ، ولأخبره بكل أعماله القذرة التي يقوم بها واحداً …واحداً .
فأرغنكون عمل ضدنا دائماً ، وليعلم النائب العام بأن أرغنكون انتظم في كل مكان ، وحاول أن ينتظم في داخلنا أيضاً ، حتى أن النائب العام العسكري عندما سألني : هل أنتم قمتم بمحاولة اغتيال “دوغان غوريش”(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) ؟ قلت ؛ “كلا لم أقم بها أنا ، وأنا لم أصدر هذه التعليمات” .
بل حتى لم يكن لديّ علم بمحاولة اغتيال دوغان غوريش .
فهم حاولوا إلقاء مسؤوليتها على عاتقنا فيما بعد .
قلت للنائب العام العسكري ؛ “لو كان لدي علم بها لذكرته”.
وحادث التفجير هذا في أنقرا ، تم تنفيذه من طرف هذه الشريحة ، وسمعت فيما بعد بأن هذه الشريحة قامت ببعض الأحداث باسم PKK ، دون أن يكون لنا علم بذلك ! .
يجب فضح هؤلاء جيداً ، أرادوا القيام بمحاولة اغتيال “تشيللر”(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعييات) ، فجاؤوا إليَّ ، وعرضوا علينا تبنيها ، وأنا لم أقبل بذلك مطلقاً ، ولم أرَ ذلك سليماً ، وقد ذكرت ذلك للنائب العام.
لقد حاول أرغنكون تنظيم نفسه في كل مكان ، وتعلمون أن قسماً من الذين كانوا يديرون هذا المكان ، انكشف انتماؤهم إلى أرغنكون ، ولا أعلم أين هم الآن.
أولئك الذين قاموا بطرحي أرضاً ههنا بالعنف ، وهددوني بالموت يمكن أن يكونوا من المنتمين إلى أرغنكون .
ولكن كل هذه الأمور ليست ممارسات مستقلة عن الدولة ، ربما هم الآن يبعدون عني بمائة متر ، أنا لا يمكنني معرفة ذلك ، فالدولة هي التي تعرف هذا.
مصطفى كمال كان يريد التوافق حول بعض الأمور مع “سيد رضا” ، وقبل أن يصل مصطفى كمال إلى هناك ، يقومون بإعدام سيد رضا قبيل الفجر .
أولئك الذين أعدموا سيد رضا ، هم الذين يؤيدون سياسة الإنكار والإبادة هذه ، وعندما جلبوني إلى هنا كانت هناك شريحة تقول؛ “لنعدمه فوراً” ، بينما شريحة أخرى تقول ؛ “علينا أن لا نعدمه لمتطلبات بقاء الدولة” ، وكان هناك فرق بين كلا المفهومين بمقدار شعرة ، بمعنى القوة .
واليوم أيضاً كل من MHP و CHP سائران على طريق المجموعة الأولى والواضعان لأسلوبها ، فما لدى هؤلاء هو قوموية الإرهاب ، فكل من MHP و CHP يُسيِّران قوموية الإرهاب.
“قمر كنج” من أحفاد المفهوم الذي أعدم سيد رضا ، ومعاون رئيس CHP “كمال كليجداروغلو” أيضاً مثل قمر كنج تماماً ، من أحفاد الذين لعبوا دوراً في إعدام سيد رضا ، وهؤلاء هم ممثلون لقوموية الإرهاب هذه في ديرسيم .
شريحة صغيرة هي التي أخذت دوراً في ديرسيم وفي سياسات الصهر هذه التي مورست على إنسان وثقافة ديرسيم ، فكل الذين تطابقوا مع هذا الأمر لا يتجاوزون عشرة آلاف شخص ، ويجب على المنتمين إلى ديرسيم أن يعرفوا هؤلاء جيداً جداً ، وأن يحلّلوا سياساتهم بشكل جيد جداً.
الوضع الراهن هو حال من الاختبار ، PKK يختبر الدولة ، هذا صحيح ، كما أن الدولة تختبر PKK ، فالوضع الراهن ليس حالة من الحوار ، بل هناك حال من الاختبار والفحص المتبادل.
يجب على AKP القبول بالحل الديموقراطي ، ولكنه منفعي جداً ، ويتصرف بحسابات دقيقة ، فلديه كل أنواع الحساب ، فلديه حساب يتعلق بالانتخابات .
وفي الأصل هناك مؤيدون للحل من ضمن الدولة .
قيل أن قوة “حلمي أوزكوك”(رئيس أركان سابق) تبلغ نسبة ثلاثين بالمائة ، لقد كان أوزكوك يريد الحل السياسي ، ولكن قوة الحل لديه كانت ضعيفة .
الحوار لم يبدأ مع مجيء AKP ، بل هناك حوار منذ عهد “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا اغتيل بسبب القضية الكردية عام 93) ، ثم جاءت الأخبار في عهد “أرباكان” ، وكان “قاراداية”(رئيس سابق لهيئة الأركان) يقول لنا عن الرفاه (حزب الرفاه برئاسة أرباكان) ؛”هؤلاء لن يستطيعوا حل القضية ، فنحن فقط يمكننا حل هذه القضية” .
“قاراداية” و “كيفيريكوغلو” ورفاقهما في الحقيقة كانوا مؤيدون لحل معين ، ولكن هؤلاء شريحة من الدولة .
بينما AKP يريد نسب كل شيء إلى نفسه ، والسبيل الذي اختاره هؤلاء مليء بكل أنواع الحساب والكتاب والتحايل .
حتى أن الأسلوب المكشوف لأرغنكون في ارتكاب المجازر أقل خطورة من المسار السري المتحايل للإبادة.
نحن موجودون للحل ، موجودون للحل الديموقراطي ولكن يجب أن تنصاع الدولة أيضاً للحل الديموقراطي ، وتقبل بالحل الديموقراطي ، أما نحن فمستعدون للحل مع الدولة ، موجودون للحل مع دولة الدولة الحقيقية .
ويجب على الدولة أن تقبل بنموذج الحل الديموقراطي ، وبنظامٍ يُمكِّن الأكراد من إدارة ذاتهم.
الأكراد هم أكثر من حمى مصطفى كمال في حرب التحرير ، فهم الذين حموه في إزمير والأماكن الأخرى دائماً ، والأكراد لعبوا دورهم دائماً في تحقيق مصطفى كمال لنجاحاته وفي الوصول حياً سليماً إلى أنقرا .
وتقديم الأكراد لدعمهم كان بسبب إيمانهم بالحل الديموقراطي ، حتى أن أحد الذين حموه هو جد “دَنكير مير محمد فرات” .
أنا أنادي الشعب التركي : هناك غطاء علينا منذ ثمانين أو تسعين سنة ، ويمكننا إزالته سوياً .
ويمكننا معاً جلب السلام والديموقراطية ، وأن نكسب معاً باستمرار ، لطفاً أفهموني جيداً ، نحن نؤيد الحل الديموقراطي.
أنا لا أقول هذا عن كل الشيخانيين ، ولكن هناك شريحة تم تسييرها لفترة ما من ضمن عشيرة الشيخان ذوي الأغلبية في منطقة “ويرانشهير” ، وتعلمون بالـ”جوهري” وأمثاله ، فقد أغنوهم جداً ، وبعدها انسحب قسم منهم وغادر ، والـ”بوجاقيون” في “سويرك” مُسيِّرون لأرغنكون ، هؤلاء قاموا بإيصال وتفجير خمسين كيلو من المتفجرات مع “جاتلي” (عبدالله جاتلي رجل استخبارات الجندارما JITEM قتل في حادث سوسورلوك عام 96) في المكان الذي نقيم فيه في سوريا .
والـ”بوجاقيون” تسلحوا بشكل جاد جداً في مناطق سويرك و ويرانشهير وجيلانبينار وحيلوان ، وتم منح هؤلاء قرى في الغرب ، في “بودروم” وغيرها من الأماكن ، وحصلوا على كثير من المصالح لذاتهم ، وهؤلاء يمارسون كل أشكال الأعمال القذرة في المنطقة(الكردية) بما فيها اختطاف الأطفال ، ومؤخراً مثلما تسمعون في الأخبار ، تعرفون حادثة اختطاف الأطفال في ويرانشهير ، يمكنهم القيام بالأعمال القذرة إلى تلك الدرجة !! إنهم أكثر عمقاً من الدولة ، والدولة لا تمسهم ! فكيف هي العراقيل الإيديولوجية التي وضعوها في المنطقة(الكردية) ، هذا ما يجب معرفته .
لقد اقترحت الأكاديميات السياسية من أجل إدراك وفهم كل هذه الأمور .
فعلى من ينشأ هناك أن يتكلم عن هذه الأمور إلى الشعب بشكل جيد.
أبعث بتحياتي إلى كل شعب أورفا والناشطين في النضال الديموقراطي ، وفي مقدمتها وبشكل خاص كل من سويرك و حيلوان.
ويجب على شعبنا أن يكون مدركاً للألاعيب التي تحاك على أورفا ، والسياسات القذرة التي تمارس بحقها.
هناك رسالة وصلتني من سجن آديامان ، وهناك رفاق لديهم مشاكل صحية ، أبعت بتحياتي إلى كل الرفاق في السجون.
أتمنى لكم أياماً جيدة.
تحياتي للجميع.
21 تشــــــــــرين الأول 2009
ويقول بأن قوموية هؤلاء هي “قوموية الإرهاب” ، أي أن نيهال آتسيز يستخدم مصطلح “الإرهاب” من أجل قوموية هؤلاء ، فقد كان هؤلاء يحاولون سحق رأس كل من يرفع رأسه ، وكل من لا يفكر مثلهم ، لقد كان “محمود أسعد بوزكورت” ورفاقه كلهم هكذا ، وفي الحقيقة هدف هؤلاء لم تكن التركياتية ، بل هدفهم الوحيد هو السيطرة على الجمهورية بهذه الطريقة ، فقد كانوا يفكرون بأنهم قادرون على السيطرة على الجمهورية بهذه الوسيلة .
قال هؤلاء لـ”مصطفى كمال” نحن سنجعل منك نبياً ، فأنت جليل بالنسبة لنا ، كانوا يريدون إعلاء مصطفى كمال لوضع أيديهم على السلطة .
تعلمون أن مصطفى كمال أعدم وزير المالية “جاويد” ، وهؤلاء حاولوا القضاء على نفوذ مصطفى كمال ، مفهوم وأسلوب الإبادة والإنكار هذا مستمر منذ ثمانين أو تسعين سنة .
وحزب الشعب الجمهوري CHP اليوم هو استمرار لهذا المفهوم في يومنا ، فكل من CHP وحزب الحركة القومية MHP يتابعون سياسة وسبيل الإنكار والإبادة هذه .
إن CHP يُمثِل فاشية الأمة ، بينما MHP يُمثِل الفاشية القوموية .
هكذا أستطيع شرح الفرق بينهما .
وكلاهما يدافعان عن أسلوب إنكار وإبادة الأكراد.
السبيل الثاني ؛ هو إرضاء الأكراد بكردستان صغيرة ، وهو أسلوب حشر كل الأكراد في مكان صغير وربطهم به.
في عام 1947 تم تقديم الدعم الكبير لإسرائيل ، ثم تأسست إسرائيل على أساس معاداة فلسطين (العرب) ، وفي عام 1947 أيضاً بدأوا بتجميع الأكراد حول الحزب الديموقراطي الكردستاني PDK ، فهم جرَّبوا الطريقة الثانية عندما فهموا عجزهم عن إنهاء الأكراد بالطريقة الأولى .
هذا الأسلوب الثاني سياسة تجري تجربتها منذ ستين عاماً ، وتهدف إلى الدفع نحو تـأسيس دويلة صغيرة للأكراد ، ثم تجميع كل الأكراد من حولها ، وبهذه الطريقة كانوا يحاولون السيطرة على أكراد الشمال أي الأكراد في تركيا بشكل خاص .
والآن حزب العدالة والتنمية AKP يمثل هذه الطريقة الثانية ، ففي الحقيقة تركيا هي تركيا صغيرة حيث قاموا بنفي الأتراك من البلقان والأماكن الأخرى وحشروهم في الأناضول وأسسوا تركيا صغيرة ، وفي نفس الوقت وضعوا أفكار الطورانية الكبرى أمامهم.
في الأصل كانوا يريدون تأسيس إسرائيل في جوار إزمير ـ مانيسا وبالأصح في الأناضول ، وكانوا يرونها وطناً لليهود ، ومطلبهم للأرض من السلطان عبدالحميد كان لهذا السبب ، والسلطان عبد الحميد لم يقبل بذلك ، ثم قاموا بتأسيس تركيا صغيرة محشورة في الأناضول ، تركيا هذه كانت ستلعب دور إسرائيل على أساس معاداة الأكراد ، فاليهود في جوار إزمير ـ مانيسا أقوياء جداً ، والآن يقولون قوموية إزمير في الصحافة ! ذلك أيضاً نابع من من هؤلاء .
قوموية إزمير هذه تأسست على معاداة الأكراد ، كما أن ترتيب محاولة الاغتيال لمصطفى كمال في إزمير له علاقة بهذا الأمر .
وهم معروفون بالـ”ساباتايين” ، فهؤلاء الساباتايين أقوياء منذ أواسط القرن السابع عشر في تلك الأماكن ، وهم الذين طوروا التركياتية البيضاء.
كل من الولايات المتحدة وانكلترا تدعمان هذا السبيل الثاني .
كما أن شريحة من إسرائيل تدعمه أيضاً ، فإسرائيل ليست متوحدة .
ايهود وأولمرت كانت علاقاتهم قوية مع AKP وكانوا يدعمونه ، أما “نتنياهو” الحالي فهو أكثر اختلافاً بعض الشيء ، هؤلاء قوميون ، وشريحة من إسرائيل لا تؤيد هذا السبيل ، وهذا المشروع يكمن خلف المداهمات الأخيرة في فرنسا أيضاً ، حيث أن ساركوزي من هؤلاء أيضاً ، فأصله اليهودي معروف.
AKP يدافع عن هذا السبيل الثاني ، وهذا ما يجب معرفته جيداً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بكل تأكيد ، فهذا السبيل أسوأ من الإبادة الفيزيائية ، حيث أن AKP يريد السيطرة على كل الأكراد على أساس علاقاته مع الجنوب ومن خلاله .
فما دام AKP ينادي بالانفتاح الديموقراطي ، فإنهم سيقومون بكل ما يستطيعون عليه من أجل السيطرة على الأكراد .
هاهم يفتتحون القنصليات في الجنوب ، ويطورون علاقاتهم مع العراق ، والأتراك يديرون كل الشركات الكبيرة هناك ، كل هذه الأمور محاولات من أجل تطوير العلاقات مع الجنوب في سبيل إرضاء الأكراد بهذا الشكل ، ويفكرون في ربط الأكراد بأنفسهم .
فبالأصل كل الأكراد أصحاب أفكار القوموية البدائية جاهزون لهذا الأمر .
والذين هربوا من بين صفوفنا أيضاً في الجنوب ، ولهم علاقات بهم ، كل هؤلاء يتحركون بنفس المفهوم ، وAKP يعرف كل هذا بشكل جيد جداً ، ويراهم بشكل جيد جداً ، فقد استطاع AKP تحليل ثقافة المنطقة جيداً ، ونظراً لعدم توفر معرفة عميقة عن ثقافة المنطقة لدى أتباعنا ، يعجزون عن إجراء تقييمات عميقة.
فلو توفرت لديهم معلومات عميقة عن المنطقة ، ولو تمكنوا من فهم ما أقوله بشكل جيد ، ربما كانت التطورات أفضل.
لقد تفاهم AKP مع “بيوكانيت”(رئيس أركان سابق) على هذا الأساس ، أي توافق مع بيوكآنيت على أساس السيطرة على الأكراد والإسلاميين ، وبهذا الشكل تمت عرقلة الإنقلاب ، وذلك التفاهم لا زال سارياً.
تحدثت عن ضرورة تأسيس الأكاديميات كثيراً، فبسبب ما تحدثت عنه أوضِّح ضرورة فهم الدين جيداً ، حيث يجب البحث وفهم الفرق بين الدين الحقيقي والدين المزيف جيداً ، وإذا لم يتم تقاسم كل ذلك مع الشعب فكيف سيتحقق النجاح ؟ ، يجب نقاش كل تلك السياسات والأوضاع في الأكاديمية بما يكفي لإيصالها إلى الوعي ، لقد تكلمت عن هذا الموضوع مرات عديدة .
يجب تنشئة آلاف الناس ، آلاف الأشخاص في هذه الأكاديميات.
إن AKP سيفعل كل شيء ، وسيستخدم كل إمكانياته بعد هذا الانفتاح الديموقراطي .
بينما كل من CHP و MHP يحاولان البقاء من خلال التصدي لهذه القضية ، وAKP يعرف بأنه يمكنه البقاء من خلال النجاح فيها ، ولهذا سيستخدم كل الإمكانيات المتوفرة لديه .
AKP يتصرف إنطلاقاً من الحسابات الانتخابية تماماً ، وما يمارسه AKP هو حيلة بالتأكيد ، فالانفتاح الديموقراطي هذا ليس مشروعاً لـAKP ، بل هو مشروع للدولة ، بل ليس لكل شرائح الدولة .
وإذا تم العمل جيداً بعد الآن فإن AKP سيتراجع في المنطقة(الكردية) ويقل نفوذه.
اما السبيل والأسلوب الثالث ، فهو السبيل والأسلوب الذي يتخذ من الإدارة الديموقراطية للمجتمع أساساً ، والذي ندافع عنه .
وذلك هو منظومة المجتمع الكردستاني KCK .
وهي المقاربة التحررية التي تنظم المجتمع بشكل ديموقراطي ، ولا تتخذ الحدود أساساً لها .
فحتى لولم أستخدم الأسم ، إلا أنني شرحته كثيراً .
إن KCK بالتأكيد ليس حلاً من داخل الدولة.
لقد شرحت باستفاضة هذه السبل الثلاث في خارطتي للطريق المؤلفة من مائة وستين صفحة ، حيث تتضمن خارطتي للطريق مدخلاً تاريخياً ، إنه مدخل مُبهِر جداً ، وشرحت أفكاري حول موضوع كيفية إمكانية تطور الحل ، كما أوضحت خمسة أبعاد فيما يتعلق بنظام KCK في خارطتي للطريق ، الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والقانوني والديبلوماسي .
فالميدان الاجتماعي يحتوي على جوانب من قبيل تنظيم تعليمه بذاته .
أما الميدان الميدان الدولي ، فهو الأمر الذي نوضِّحه بالميدان الديبلوماسي .
إن فكر “داوودوغلو”(وزير خارجية تركيا) المتعلق بتأسيس مجلس استراتيجي في المنطقة ، مأخوذ من كونفيدرالية الشرق الأوسط الديموقراطية التي أوضحتها في وقت سابق جداً ، إنه تطبيق لها.
لكن AKP يستفيد من خارطتي للطريق لأنها بين أيديهم ، و”دنيز بايكال” (رئيس CHP) يعرف المسألة بعض الشيء ، ويقول ؛”AKP يطبق خريطة طريق إيمرالي” ، تشخيص بايكال هذا صحيح .
ولكن AKP لن يستطيع تطبيق خارطتي للطريق ، بل هم يستفيدون منها .
“داوودوغلو” يستفيد منها خارجياً ، وأردوغان يستفيد منها داخلياً ، ففي خارطتي للطريق ، عندما شرحت الحلول الديموقراطية في الشرق الأوسط ، اقترحت الكونفيدرالية الديموقراطية لحوض دجلة ـ الفرات ، والآن يقوم داوودوغلو بمفاوضات عن ذلك مع سوريا والعراق .
صحيح ، يستخدمون خارطتي للطريق ، والآن يسود القلق في AKP ، وهذا ما يُفهم من أحاديثه في “آغري”.
KCK هو تنظيم المجتمع ديموقراطياً على أساس الحرية ، وليس تنظيماً على أساس الدولة ولا الفيدرالية ، بل تنظيم المجتمع لذاته خارج الدولة ، وإدارة المجتمع لذاته ديموقراطياً ، وهذا هو مانسميه بالإدارة الذاتية الديموقراطية .
وربما تكون المصطلحات مختلفة ولكن المضمون هو نفسه.
المجموعات القادمة هم سفراء السلام ، هذه القضية لن تُحل بمجيء المجموعات فقط .
فهم سفراء للسلام ، ويقومون بأنشطة سلمية وأتقدم بشكري إليهم ، فليأخذ هؤلاء أماكنهم بعد الآن ضمن أنشطة السلام ليعملوا ، يمكنهم التموقع ضمن مجالس السلام.
ستأتي مجموعة أوروبا أيضاً ، أما بعد الآن فإنني لن أوجه أي نداء من أجل مجيء المجموعات .
فهذا لن يكون سليماً .
ولكن إذا ذهبت الدولة والتقت بـ PKK وتفاهمت معه ، وأرسل PKK من ذاته ، فلن أستطيع قول شيء بصدد ذلك ، فذلك قرار هم يتخذونه.
إنني أتقدم بشكري إلى المجموعات التي جاءت ، فهدفي من توجيه النداء إلى المجموعات كان اختباراً .
من أجل فتح المجال أمام السياسة المسدودة ، ومعرفة مدى الارتباط .
وهم سمعوا وجاؤوا ، وأثبتوا ارتباطهم ، وأنا أشكرهم جميعاً ، أتقدم بشكري لجميعهم .
الذين جاؤوا عام 99 ، جاؤوا بدون استعداد ، فنحن ظلمناهم بعض الشيء ، فقد كان هناك غموض ، ونحن عندها كنا نتوقع أن تستفيد الدولة من تلك الفرصة ، فقامت الدولة بإرسالهم إلى السجون.
والآن وبعد هذا تلزم ثلاث مراحل من أجل الحل ، وكنت قد شرحتها في خارطتي للطريقً .
المرحلة الأولى ؛ الدولة توفر الضمانات لجميع حقوق الأكراد ، أي تزودنا الدولة بالضمانات في هذا الموضوع ، وتقنعنا .
ونحن أولاً ؛ سنثبت للدولة بأننا لسنا انفصاليين ، ولسنا بصدد الانقسام ، ونبين ذلك .
ثانياً ؛ سنعلن بأننا لا نتخذ من العنف أساساً لنا كأسلوب ، ونخرج العنف من كونه أسلوباً ، حيث يتم تكوين أجواء عدم الاشتباك في هذه المرحلة ، ولن يحدث اشتباك أو عنف .
والدولة ستقبل بالحل الديموقراطي ، وتبدي الاهتمام بالأبعاد الخمسة التي ذكرتها للأكراد ، وتعطي الإمكانية للأكراد لإدارة أنفسهم بذاتهم ، ولكن يجب فتح المجال أمامي حتى يتم التمكن من كل ذلك .
يجب نقاش كل ذلك مطولاً جداً ، فمن قبل عندما ذكرت تسعين يوماً للتفاوض معي بشأن البعد العسكري ، وخمسة وأربعين يوماً بشأن البعد الأمني ، إنما كنت أقصد هذا الأمر .
فهذا الأمر ليس سهلاً إلى تلك الدرجة.
إن حدث هذا ، سيتحقق الانسحاب إلى ما وراء الحدود كمرحلة ثانية .
ثم تقوم الدولة بعكس الضمانات التي وفرتها على مراجعها القانونية الرسمية كمرحلة ثالثة ، لتقوم بوضع دستورها وقوانينها وأنظمتها الداخلية .
أي تقوم بتعديل المرجعيات الموجودة ، وبمقدار ما تقوم الدولة بذلك ستحدث العودة بنفس النسبة.
عليّ أن أعبِّر عن نفسي في هذه المرحلة ، ويجب على الدولة أن تراعي هذا الأمر حتى أتمكن من تحقيق هذا الحل ، ويجب على الدولة أن تبين بأنها ستدعمني.
هناك عشرة مبادئ في خارطتي للطريق ، فأنا شرحت فيها كيفية حدوث الحل الديموقراطي بما فيه الكفاية.
لقد طلب النائب العام في قضية أرغنكون ملفي ، سأرد على هذا الأمر ، إنه سأل هيئة الأركان والأمن العام وإدارة الاستخبارات MIT ، عما إذا ما كانت لدي علاقة بها أم لا .
أقول لأولئك الذين يقولون عني أرغنكون ؛ أنا الذي كشفت عن كل الأعمال القذرة لأرغنكون حتى اليوم ، وإذا كان النائب العام صادقاً فليأتي ، لأقول له هنا المكائد التي يمارسها أرغنكون ، ولأخبره بكل أعماله القذرة التي يقوم بها واحداً …واحداً .
فأرغنكون عمل ضدنا دائماً ، وليعلم النائب العام بأن أرغنكون انتظم في كل مكان ، وحاول أن ينتظم في داخلنا أيضاً ، حتى أن النائب العام العسكري عندما سألني : هل أنتم قمتم بمحاولة اغتيال “دوغان غوريش”(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) ؟ قلت ؛ “كلا لم أقم بها أنا ، وأنا لم أصدر هذه التعليمات” .
بل حتى لم يكن لديّ علم بمحاولة اغتيال دوغان غوريش .
فهم حاولوا إلقاء مسؤوليتها على عاتقنا فيما بعد .
قلت للنائب العام العسكري ؛ “لو كان لدي علم بها لذكرته”.
وحادث التفجير هذا في أنقرا ، تم تنفيذه من طرف هذه الشريحة ، وسمعت فيما بعد بأن هذه الشريحة قامت ببعض الأحداث باسم PKK ، دون أن يكون لنا علم بذلك ! .
يجب فضح هؤلاء جيداً ، أرادوا القيام بمحاولة اغتيال “تشيللر”(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعييات) ، فجاؤوا إليَّ ، وعرضوا علينا تبنيها ، وأنا لم أقبل بذلك مطلقاً ، ولم أرَ ذلك سليماً ، وقد ذكرت ذلك للنائب العام.
لقد حاول أرغنكون تنظيم نفسه في كل مكان ، وتعلمون أن قسماً من الذين كانوا يديرون هذا المكان ، انكشف انتماؤهم إلى أرغنكون ، ولا أعلم أين هم الآن.
أولئك الذين قاموا بطرحي أرضاً ههنا بالعنف ، وهددوني بالموت يمكن أن يكونوا من المنتمين إلى أرغنكون .
ولكن كل هذه الأمور ليست ممارسات مستقلة عن الدولة ، ربما هم الآن يبعدون عني بمائة متر ، أنا لا يمكنني معرفة ذلك ، فالدولة هي التي تعرف هذا.
مصطفى كمال كان يريد التوافق حول بعض الأمور مع “سيد رضا” ، وقبل أن يصل مصطفى كمال إلى هناك ، يقومون بإعدام سيد رضا قبيل الفجر .
أولئك الذين أعدموا سيد رضا ، هم الذين يؤيدون سياسة الإنكار والإبادة هذه ، وعندما جلبوني إلى هنا كانت هناك شريحة تقول؛ “لنعدمه فوراً” ، بينما شريحة أخرى تقول ؛ “علينا أن لا نعدمه لمتطلبات بقاء الدولة” ، وكان هناك فرق بين كلا المفهومين بمقدار شعرة ، بمعنى القوة .
واليوم أيضاً كل من MHP و CHP سائران على طريق المجموعة الأولى والواضعان لأسلوبها ، فما لدى هؤلاء هو قوموية الإرهاب ، فكل من MHP و CHP يُسيِّران قوموية الإرهاب.
“قمر كنج” من أحفاد المفهوم الذي أعدم سيد رضا ، ومعاون رئيس CHP “كمال كليجداروغلو” أيضاً مثل قمر كنج تماماً ، من أحفاد الذين لعبوا دوراً في إعدام سيد رضا ، وهؤلاء هم ممثلون لقوموية الإرهاب هذه في ديرسيم .
شريحة صغيرة هي التي أخذت دوراً في ديرسيم وفي سياسات الصهر هذه التي مورست على إنسان وثقافة ديرسيم ، فكل الذين تطابقوا مع هذا الأمر لا يتجاوزون عشرة آلاف شخص ، ويجب على المنتمين إلى ديرسيم أن يعرفوا هؤلاء جيداً جداً ، وأن يحلّلوا سياساتهم بشكل جيد جداً.
الوضع الراهن هو حال من الاختبار ، PKK يختبر الدولة ، هذا صحيح ، كما أن الدولة تختبر PKK ، فالوضع الراهن ليس حالة من الحوار ، بل هناك حال من الاختبار والفحص المتبادل.
يجب على AKP القبول بالحل الديموقراطي ، ولكنه منفعي جداً ، ويتصرف بحسابات دقيقة ، فلديه كل أنواع الحساب ، فلديه حساب يتعلق بالانتخابات .
وفي الأصل هناك مؤيدون للحل من ضمن الدولة .
قيل أن قوة “حلمي أوزكوك”(رئيس أركان سابق) تبلغ نسبة ثلاثين بالمائة ، لقد كان أوزكوك يريد الحل السياسي ، ولكن قوة الحل لديه كانت ضعيفة .
الحوار لم يبدأ مع مجيء AKP ، بل هناك حوار منذ عهد “أوزال”(رئيس جمهورية تركيا اغتيل بسبب القضية الكردية عام 93) ، ثم جاءت الأخبار في عهد “أرباكان” ، وكان “قاراداية”(رئيس سابق لهيئة الأركان) يقول لنا عن الرفاه (حزب الرفاه برئاسة أرباكان) ؛”هؤلاء لن يستطيعوا حل القضية ، فنحن فقط يمكننا حل هذه القضية” .
“قاراداية” و “كيفيريكوغلو” ورفاقهما في الحقيقة كانوا مؤيدون لحل معين ، ولكن هؤلاء شريحة من الدولة .
بينما AKP يريد نسب كل شيء إلى نفسه ، والسبيل الذي اختاره هؤلاء مليء بكل أنواع الحساب والكتاب والتحايل .
حتى أن الأسلوب المكشوف لأرغنكون في ارتكاب المجازر أقل خطورة من المسار السري المتحايل للإبادة.
نحن موجودون للحل ، موجودون للحل الديموقراطي ولكن يجب أن تنصاع الدولة أيضاً للحل الديموقراطي ، وتقبل بالحل الديموقراطي ، أما نحن فمستعدون للحل مع الدولة ، موجودون للحل مع دولة الدولة الحقيقية .
ويجب على الدولة أن تقبل بنموذج الحل الديموقراطي ، وبنظامٍ يُمكِّن الأكراد من إدارة ذاتهم.
الأكراد هم أكثر من حمى مصطفى كمال في حرب التحرير ، فهم الذين حموه في إزمير والأماكن الأخرى دائماً ، والأكراد لعبوا دورهم دائماً في تحقيق مصطفى كمال لنجاحاته وفي الوصول حياً سليماً إلى أنقرا .
وتقديم الأكراد لدعمهم كان بسبب إيمانهم بالحل الديموقراطي ، حتى أن أحد الذين حموه هو جد “دَنكير مير محمد فرات” .
أنا أنادي الشعب التركي : هناك غطاء علينا منذ ثمانين أو تسعين سنة ، ويمكننا إزالته سوياً .
ويمكننا معاً جلب السلام والديموقراطية ، وأن نكسب معاً باستمرار ، لطفاً أفهموني جيداً ، نحن نؤيد الحل الديموقراطي.
أنا لا أقول هذا عن كل الشيخانيين ، ولكن هناك شريحة تم تسييرها لفترة ما من ضمن عشيرة الشيخان ذوي الأغلبية في منطقة “ويرانشهير” ، وتعلمون بالـ”جوهري” وأمثاله ، فقد أغنوهم جداً ، وبعدها انسحب قسم منهم وغادر ، والـ”بوجاقيون” في “سويرك” مُسيِّرون لأرغنكون ، هؤلاء قاموا بإيصال وتفجير خمسين كيلو من المتفجرات مع “جاتلي” (عبدالله جاتلي رجل استخبارات الجندارما JITEM قتل في حادث سوسورلوك عام 96) في المكان الذي نقيم فيه في سوريا .
والـ”بوجاقيون” تسلحوا بشكل جاد جداً في مناطق سويرك و ويرانشهير وجيلانبينار وحيلوان ، وتم منح هؤلاء قرى في الغرب ، في “بودروم” وغيرها من الأماكن ، وحصلوا على كثير من المصالح لذاتهم ، وهؤلاء يمارسون كل أشكال الأعمال القذرة في المنطقة(الكردية) بما فيها اختطاف الأطفال ، ومؤخراً مثلما تسمعون في الأخبار ، تعرفون حادثة اختطاف الأطفال في ويرانشهير ، يمكنهم القيام بالأعمال القذرة إلى تلك الدرجة !! إنهم أكثر عمقاً من الدولة ، والدولة لا تمسهم ! فكيف هي العراقيل الإيديولوجية التي وضعوها في المنطقة(الكردية) ، هذا ما يجب معرفته .
لقد اقترحت الأكاديميات السياسية من أجل إدراك وفهم كل هذه الأمور .
فعلى من ينشأ هناك أن يتكلم عن هذه الأمور إلى الشعب بشكل جيد.
أبعث بتحياتي إلى كل شعب أورفا والناشطين في النضال الديموقراطي ، وفي مقدمتها وبشكل خاص كل من سويرك و حيلوان.
ويجب على شعبنا أن يكون مدركاً للألاعيب التي تحاك على أورفا ، والسياسات القذرة التي تمارس بحقها.
هناك رسالة وصلتني من سجن آديامان ، وهناك رفاق لديهم مشاكل صحية ، أبعت بتحياتي إلى كل الرفاق في السجون.
أتمنى لكم أياماً جيدة.
تحياتي للجميع.
21 تشــــــــــرين الأول 2009