نص المحاضرة:
الانترنت وسيلة للثقافة و المعرفة و ليست أداة للتشهير و التشنيع
أيها السيدات و السادة
أود أن أتطرق بإيجاز شديد الى الإعلام على اختلاف وسائله و تأثيره على الحياة العامة ، و من ثم دوره من خلال الإعلام الالكتروني (الانترنت) على القضية الوطنية في سوريا و الكردية بشكل خاص .
فقد كان الإعلام و لا يزال يشكل سلاحا ذا أهمية قصوى في حياة الناس منذ القديم و حتى اليوم استخدمته الدول – و الهيئات – و الأفراد ، في سبيل تحقيق أهدافها و نقل الخبر و الرأي و الفكر الى حيث يبتغي أصحابها .
و قد يستخدم هذا السلاح بطريقة موضوعية تخدم قضايا الشعوب و الفكر الإنساني أو يستخدم للتضليل و نقل الأخبار الكاذبة و الدس و التشويه ، و يعرف الصحفي الألماني (اوتوجروت) الإعلام (بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير و قبولها) ، و على هذا الأساس فان الإعلام هو نقل للمعلومات و المعارف و الثقافات الفكرية و السلوكية ، بطريقة معينة من خلال أدوات و وسائل الإعلام و النشر بقصد التأثير على الناس و توجيهها موجهة معينة .
أما تعريف الإعلام من حيث الاصطلاح فهو مجموعة الوسائل الهادفة الى تحقيق الاتصال و نقل المعلومات من خلال الوسائل المقروءة و المسموعة و المرئية ، و يقصد بالإعلام من الناحية العلمية الأسلوب المنظم و البرامج للدعاية السياسية أو ترويج الأفكار المطلوب ترويجها من هذا أو ذاك ..
لقد أصبح الإعلام السمة المميزة للعصر الراهن ، و أصبح تأثيره طاغيا لا يستطيع أي فرد من أن يجنب تأثيره سلبا أو إيجابا في هذه الدنيا ، و تعتمد عليه الدول و الهيئات و الأحزاب السياسية للترويج لأفكارها و توسيع دائرة نفوذها في مجالات الحياة المختلفة (السياسية – الفكرية – الاجتماعية و حتى الاقتصادية) ، و تخصص في هذا المجال جزءا لا يستهان به من إمكاناتها و ميزانيتها و عناصر و شخصيات على قدر كبير من المعرفة و الثقافة و الاختصاص ، لتقوم بدور تنفيذ البرامج الإعلامية التي تريد ، فالإعلام هو الذي يحرك الناس ، و يغير اتجاهات الأفراد و يوجهها الى حيث يشاء ، و يعتبر الإعلام بوسائله المختلفة المسموعة و المرئية و المقروءة من أهم الوسائل الحديثة في مخاطبة المجتمعات البشرية و ترجمة تطلعاتها و مختلف مشاربها الفكرية و نتاجها الإبداعي ، و يأتي الإعلام اليوم في مقدمة الأسلحة التي يستخدمها الحكام و الدول و حتى الجيوش ، لان الإعلام و الدعاية يلعبان دورا تمهيديا بارزا لتحقيق الغايات و الأفكار التي تريد جهة معينة تحقيقها .
لقد افتقد الأكراد في سوريا كما في البلدان الأخرى إيران – تركيا – العراق خلال حقبة طويلة من الزمن ، الى وسائل إعلامية تدافع عن قضاياهم و مشاكلهم القومية و الإنسانية ، و تفضح الممارسات اللاانسانية المشينة التي تعرضوا لها خلال زمن طويل ، بهدف محو خصائصهم و القضاء على كيانهم القومي ، و لم يتوفر لأحزابه و حركته السياسية سوى وسائل بسيطة جدا لا تستحق الذكر ، و بقيت حركته السياسية عاجزة عن القيام بدورها المأمول في وضع القضية الكردية في مسارها المطلوب بين أوساط المجتمع الدولي و الرأي العام العالمي و الوطني ، و حتى هذه الوسائل البسيطة لم تكن قادرة على الإفلات من
قبضة أجهزة الأمن و المراقبة المعنية ، و هكذا ظلت القضية الكردية في سوريا محصورة في زاوية ضيقة مظلمة ، يوجه لها إعلام الحكام و الشوفينيين و الرجعيين مختلف النعوت مثل الانفصالية – و تقسيم البلاد و تشكيل دولة كردية و غير ذلك من التهم الباطلة الملفقة لتبرير ممارسات القمع و التنكيل ضد مناضليها .
و في أواخر القرن الماضي حققت البشرية انجازا علميا كبيرا و هاما في مجال الإعلام و الاتصالات ، و هو اختراع الكومبيوتر و الانترنت و الهاتف المحمول الذي حول العالم الى مساحة صغيرة يستطيع المرء عن طريق وسيلة الانترنت و الهاتف الجوال أن يطلع على مجريات الحياة و الأحداث في أبعد زاوية من هذا العالم ، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو غيرها ، و هكذا أزالت هذه الوسيلة العلمية من الناحية العملية الحدود الدولية المقامة بين الدول و الشعوب ، و قلصت كثيرا من تأثير الحواجز النفسية التي أقامها الحكام على مر الأجيال بين شعوب الأرض ، حتى قيل اصطلاحا بأن العالم أضحى قرية في ظل هذا الانجاز العظيم ، و أضحت العولمة ( أي وحدة العالم ) من أبرز ظواهر العصر الراهن ، و بات من المستحيل مقاومة هذه الظاهرة بالإجراءات و التدابير القمعية التي قد يعتمدها الحكام هنا أو هناك .
و لما كان الشعب الكردي جزءا من هذا العالم يتأثر به و يؤثر عليه ، فقد استفاد بدوره من هذا الانجاز العلمي الكبير ، و بات بإمكانه أن يضع قضيته في متناول اليد في جميع أنحاء العالم ، و أن يكشف الممارسات القمعية و العنصرية للرأي العام العالمي و المجتمع الدولي ، إلا انه و للأسف الشديد بدلا من أن تستثمر هذه الوسيلة لمصلحة الشعب الكردي ، و تبرز قضيته على الساحة الدولية و الوطنية بشكل أكاديمي و موضوعي و نشر الدراسات و الأبحاث الموثقة عنها ، عمدت بعض الأقلام الخائبة المجهولة و بأسماء مستعارة في الفترة الأخيرة الى أساليب شنيعة – يخجل منها كل ذي شعور وطني – فهي تستخدم الانترنت لشتم الناس ، و بث الأكاذيب و التضليل و تشويه سمعة المناضلين و القضية الكردية ، و تسخيفها أمام أعين الناس و من ثم توجيهها وجهة ظلامية بعيدة عن الأهداف و القيم التي يناضل في سبيلها ابناء شعبنا الكردي ، و هذا الوضع المستجد و نظرا لما يشكله من خطر على مسيرة الحركة الوطنية ، يتطلب منا جميعا وطنيين و مثقفين و قادة أحزاب ، أن ينبروا لهذه الأقلام المشبوهة ، و يعملوا على فضحها دون هوادة ، و نرى بأن هذا واجب وطني على كل من تعز عليه قضية شعبه و يمكن أن يتحقق ذلك عن طريق :
1 – العمل على فضح ظاهرة الأسماء المستعارة بين أوساط الشعب و المثقفين ، لأنها ظاهرة مشبوهة تختفي وراءها جهات ذات نوايا و أهداف سيئة ، ترمي الى إشاعة الشكوك و عدم الثقة في الوسط الاجتماعي ، خاصة أولئك الذين يمارسون هذه الظاهرة تحت ستار النقد ، و هم في حقيقة الأمر يشبهون الإرهابيين الملثمين الذين لا يتورعون عن قتل العشرات بل المئات من الناس الأبرياء تحت شعارات وهمية منها : مقاومة الاستعمار و الاستبداد و غيرها من الشعارات .
2 – رفض ظاهرة الانكفاء و التصدي بقوة لهذه الظاهرة ، فان ذلك واجب على كل وطني غيور على مصلحة بلده و شعبه ، و المبادرة الى الكتابة الموضوعية للرد على أصحاب هذه الظاهرة الخطيرة، بعيدا عن أساليب المهاترات و الشتم و القدح التي يستخدمها هؤلاء ، أو بالنشاط الفعال في الأوساط الشعبية و الحزبية و المثقفين و رفض مقولة هذا ( لا يعنيني ) و التحلي بالمسؤولية الوطنية و الاجتماعية .
3- إن جميع القوى السياسية و الحزبية و المثقفين بوجه عام ، يترتب عليهم أن ينبذوا و يناهضوا علنا و دونما مواربة هذه الظاهرة المشئومة التي باتت تشكل وباء على المجتمع ، و تشوه قيمه و تنشر ثقافة الريبة بين الناس ، و تبث سمومها ليلا و نهارا في أوساط الذين يتابعون ( الانترنت ) ، بهدف تحويل هذه الوسيلة الإنسانية النبيلة الى أداة للتخريب و التشويه ، بدلا من استخدامها في الغايات الإنسانية ، و خدمة ثقافة التسامح و التوجه الإنساني ، و النضال من اجل الحرية و الديمقراطية ، و مكافحة الاستبداد و الظلم .
4- و في هذا السياق لا يسعني إلا أن أشير الى بعض الجهات هنا و هناك و التي تشجع بشكل أو بآخر و تقف وراء هذه الظاهرة ، و ادعوها أن تتخلى عن ممارسة هذه الظاهرة ، فهي قد تحقق بعض الأهداف و الغايات في موضوع ما ، و لكنها تلحق أشد الأضرار بقيم المجتمع في النهاية .
5- إن أصحاب الأسماء المستعارة هم في حقيقة الأمر أناس ظلاميين و عدميين ، مجهولوا الهوية الثقافية ، و الموقف السياسي ، و إذا كان لهم من هدف فهو فقط لتضليل الناس و تفريقهم ، فالشتائم و الكتابة البذيئة الهابطة ، لم تكن يوما من شيم الوطنيين و التقدميين الشرفاء ، و إنما كانت من أعمال العملاء و المشبوهين ، و كل الذين يتابعون (الانترنت) يعلمون جيدا المستوى الوضيع لبعض الأقلام و الكتبة الذين ينشرون الأكاذيب و الدس ، و ينتحلون كل يوم صفة جديدة و اسم جديد.
6- و إذا كان يترتب على جميع الجهات المعنية أن تتحمل كل منها مسؤوليتها الأدبية في مكافحة هذه الظاهرة المؤذية ، فإن المسؤولين و المشرفين على بعض مواقع الانترنت التي تنشر مثل هذه المقالات ،
يتوجب عليهم بالدرجة الأولى أن يكفوا عن نشر هذه الكتابات المسمومة بين أوساط الشعب ، و أن يطالبوا أصحاب المقالات بتذييل أسمائهم الصريحة في المقال المنوي نشره ، و من ثم عدم نشر المقالات الهابطة المليئة بالشتائم و الأكاذيب ، و التي لا تلتزم بآداب النقد البناء .
و علينا أن نعلم بأن الانترنت وسيلة لنشر الثقافة و المعرفة و إن الإعلام الممزوج بثقافة التشهير و التشنيع التي يمارسها البعض تحت يافطة الدفاع عن الكرد و القضية الكردية ، ليست إلا غطاء لستر أعمال أولئك الذين يهدفون تشويه سمعة المناضلين و الأحزاب الكردية ، و إيراد مبررات وهمية تمهيدا لطرح مقولة بأن لا ضرورة لوجود هذه الأحزاب ، و هذا هو هدفهم الحقيقي الذي يبغون تحقيقه .
و ختاما لكم التحية و التقدير على حضوركم
و دمتم
المداخلات:
عبدالكريم عمر (المسؤول الإداري للمجلس العام للتحالف)
في الحقيقة أن الانترنيت خلال العقد الأخير كانت ثورة في مجال الاتصال والعلم والإعلام, أتذكر سابقاً معاناة أحزابنا في إرسال رسائل إلى أشقاءنا في الأجزاء الأخرى, لقد كانوا ينفقون مبالغ هائلة لتوصيل رسالة مثلاً إلى كوردستان العراق, وكذلك كان يمضى أكثر من شهر, إما أن تصل هذه الرسالة أو تعود.
أما الآن فبإمكان أي حزب عقد مؤتمر أو كونفرانس لمنظمات الخارج صوتاً وصورة وهو هنا, وإرسال رسالة بثوان إلى أي بقعة من الكرة الأرضية.
كذلك يمكن للطالب أن يكمل دراسته الجامعية وهو في منزله, هذا في مجال الاتصال والعلم, إما في مجال الإعلام, قدم الانترنيت خدمة رائعة, فقد كان يتعرض أعضاء الأحزاب لمخاطر جمة عند نقل منشوراتهم من منطقة لأخرى, وتعرض العديد منهم للاعتقال بسببها, أما الآن فباستطاعة كافة أعضاء الحزب قراءة الجريدة الحزبية على كمبيوتره وطبعاتها في المنزل إذا رغب, ولن تكلفه إلا بضع ليرات, ودون تحمل أي تبعات.
في السابق كنا محرومين من الخبر والمعلومة, أما الآن فإن المعلومة نقرأها في لحظة حدوثها, وأنتم ترون أحداث إيران, على الرغم من منع الفضائيات من نقل صورة الاضطرابات الجارية في إيران, فإن الكمبيوتر والموبايل وكاميرات الديجيتال, تنقل لنا صورة الأحداث في لحظتها وذلك عن طريق الهواة وليس الإعلاميين.
فالعالم أصبح قرية صغيرة جداً.
السلبيات التي تناولها الأستاذ حميد في محاضرته, يصعب علينا وضع قيود وضوابط لها, بإمكاننا أن نتصل بمشرفي بعض المواقع والطلب منهم عدم نشر الإساءات, لكن هذا لن يوصد الأبواب في وجه المستخدم المسيء للانترنيت, فبمقدوره أن يبعث بايميل إلى الآلاف, وكذلك يمكن له أن يحجز موقع وينشر غسيله الوسخ عليه, سواء باسم مستعار أو عدة أسماء يختبئ خلفهم.
يمكن لنا أن نشبه الانترنيت بالمواد النووية, وبإمكاننا أن نستخدمه في مجالي الهدم والبناء, وأعتقد أنه يستحيل السيطرة عليه والتحكم فيه, فالدول العظمى تعجز عن ذلك.
لكن علينا قدر الإمكان نشر الثقافة الإنسانية وثقافة التسامح, ولا مناص فستبقى السلبيات والإيجابيات, وهذه ضريبة العولمة.
خالد محمد (باحث وناقد)
الموضوع الذي طرح هو موضوع هام جداً في هذه المرحلة.
والانترنيت أو الإعلام عامةً هي وسيلة أو هو وسيلة من وسائل التواصل وتشكيل رأي عام وإقامة علاقات أو الإعلام عامةً, هي إقامة علاقات عامة.
لكن يبدو أن الانترنيت الذي هو في الأصل وسيلة للبحث عن حلول للمشكلات الاجتماعية للناس أو لكي تفهم الناس مشكلاتها, فإن الانترنيت على أيدينا بصورة عامة نحن وأخص الكورد السوريين, تحول الانترنيت إلى مشكلة لهذه المشكلات, ومشكلة في قائمة رأس المشكلات التي نعانيها, لأن هذه الوسيلة أسئننا استخدامها, أسئننا استخدام هذه التكنولوجيا أو المعوق الأساسي في طريق تنوير الناس, في طريق توعية وتثقيف الناس.
فاتخاذ هذه الوسيلة من أجل غايات لا تخدم المجتمع هي عملية معهودة كما أشار الدكتور عبد الكريم, هي عملية يصعب ضبطها ووضع كوابح لها, ولكن أي طرف أو شخص يريد أن يسيء, بإمكانه فعل ذلك, لكن لا بد أن نبحث عن حلول لوضع حل لهذه المشكلة, بأن نحقق تواصلاً مع كل التيارات التي تعمل في إيجاد وسائل إعلامية جيدة وصائبة في خدمة قضايا هذا المجتمع.
بالإضافة إلى ذلك وسائل المعلومات هي أساس المعرفة, ولكن المعلومات عندنا وفي المواقع التي نتحدث عنها, هذه المعلومات تعاني من التشتت, تعاني من سوء التوزيع, تعاني من سوء الاستخدام, وطبعاً المسؤولية الأساسية برأيي تقع على عاتق مشرفي هذه المواقع, فالمشرف إذا استلم مادة معينة وتضمنت إساءات لطرف أو شخص, فمن أخلاقيات العمل الإعلامي ألا ينشر هذه المادة, مادام صاحبها لم يذيلها باسمه الصريح, واستخدم اسم مستعار, وعندما يذيلها باسمه الصريح, فصاحب المادة يتحمل كافة المسؤوليات والنتائج.
من قواعد العمل الإعلامي كما أرى: الدقة والمعلومة الصحيحة, فالكثير من المواقع التي نتصفحها, نقرأ فيها زوايا مليئة بالشتائم, مليئة بمعلومات مبتذلة مع احترامي للحضور, معلومات مبتذلة يشعر الإنسان عند قراءتها بالخجل, فكيف بالمشرفين على هذه المواقع أن ينشروا هذه الشتائم, هذه المسبات, وهذه الآراء التي يكفرون بها الآخرين, يخونون بها الآخرين, فقط لأنهم يختلفون عنهم في الرأي وفي الاتجاه السياسي.
المسؤولية بالدرجة الأساس تتوقف على المشرفين والقائمين على هذه المواقع.
فرحان جعفر (عضو المجلس العام للتحالف)
كنت أود التحدث في عدة نقاط لكن الزملاء سبقوني فيها, الحقيقة لا يشك أحد في أن الانترنيت يعتبر إحدى منجزات العلم, واستفاد منها البشرية وشعوب الأرض قاطبةً.
وعلينا ككورد أن نستفيد من هذه التقنية, لكن وللأسف وكما أشار الأستاذ حميد في محاضرته, أُستخدم الانترنيت في غير غايته, وأطلقت عليها سابقاً (الانترمسبات).
ليس هناك أية دواعٍ لاستخدامها في كيل الشتائم والتهم, ونعلم أن كل الشعوب تحررت ماعدا الكورد, لا نزال مضطهدين ومظلومين.
باعتقادي إن الذين يجيدون اللغات العالمية وخصوصاً الانكليزية, كان عليهم نقل معاناة شعبنا الكوردي بلغات شعوب العالم إلى تلك الشعوب لنكسب ودهم ودعمهم لقضيتنا.
وباعتبار أن الانترنيت ثمرة من ثمار العلم, ويُقال أن العلم سلاح ذو حدين, فكذلك سيكون الانترنيت, فبمقدورنا استخدامها في مجال البناء أو في مجال الهدم.
أنا لا أتفق مع الزملاء الذين أشاروا إلى عدم القدرة على ضبطها والسيطرة عليها, باعتقادي أنه يمكن لنا السيطرة والتحكم فيها, عندما يشعر مستخدميها بالمسؤولية تجاه معاناة شعبه ومعاناة الآخرين, وعندما يتميز هذا المستخدم للانترنيت بأخلاق عالية, لا يمكن أن يقع في مطب نشر المواد المسيئة, لكنه إذا كان عكس ذلك فتنطبق عليه المثل القائل (إذا لم تستح فافعل ما شئت).
من ناحيةً أخرى فإن الأحزاب الكوردية تتحمل جزء من المسؤولية لأنها أيضاً تمارس الإساءات بحق البعض, فمهما كانت الخلافات والتباينات في الآراء, عليهم التوجه لطاولة الحوار للتوصل معاً إلى حلول وسطية حول الأمور التي تنشب فيها الخلاف.
أخيراً … أتوجه إلى كل السياسيين والمثقفين والكتاب إلى الكتابة في مواضيع تدعو إلى التآخي والاتحاد والمعلومات المفيدة, لا أن يكتبوا في مواضيع تثير الصراع والتفرقة.
لوند حسين (إعلامي)
لقد تطرق الأستاذ حميد في محاضرته بأسلوب أكاديمي إلى الإعلام تعريفاً وغايةً, وأسهب في الإعلام الالكتروني مركزاً بشكلٍ خاص على سوء استخدامه, لكنه لم يتحدث في التخصص الإعلامي.
أعتقد أن تلك الانتقادات لتي وجهها الأستاذ للإعلام الالكتروني والأخطاء التي يقع فيها أصحاب تلك المواقع, هي بسبب عدم معرفتهم بقواعد النشر الإعلامي وذلك لعدم وجود إعلاميين أصلاً في إدارة تلك المواقع, كما أنهم لم يتدربوا في مجال الإعلام, فبإمكان أي شخص أن يحجز موقع له على الفضاء الالكتروني ودون تكاليف عالية, لا بل وبعضها مجانية, وكما أن البعض منهم ليس لهم علاقة ليس فقط بالإعلام بل بالسياسة وبالثقافة.
كما انتقد المحاضر الاستخدام السلبي وذلك بالنشر بأسماء مستعارة وكيل الشتائم ولتهم للآخرين, أعتقد أننا ككورد في سوريا, لا يمكن لنا في الوقت الراهن أن نؤسس فضائية أو إذاعة أو صحيفة مستقلة, فليس أمامنا سوء الفضاء الالكتروني, وأنا أعتبر الانتقادات التي توجه لقيادات الحركة الكوردية, تساهم في عملية التطوير والتقدم, لأن الإشارة إلى مواضع الخلل والخطأ يؤسس لحالة صحية.
أنا أعتبر قيادات الأحزاب الكوردية, وزراء في حكومة (أي سلطة تنفيذية), ووظيفة الإعلام الأساسية هي المراقبة, مراقبة السلطة التنفيذية وإيصال الحقائق إلى الجماهير ليتكون رأي عام يعمل على إجراء التعديلات والتغييرات في تلك القيادات.
كما أنني مع نشر كل الآراء وترك الجماهير تعبر ما يجول في خاطرهم على المواقع وخصوصاً في صفحات التعليقات, ليطلع القائد ما يقال عنه, ليتمكن من معرفة كيفية الوصول إلى الجماهير وكسب ودهم, ويُعدل من مواقفه لتتوافق مع الرأي العام.
في الحقيقة نحن بحاجة إلى صحافة ساخرة كباقي الشعوب, وتاريخنا الكوردي مليء بأسماء الكثير من الساخرين, ولا نزال نردد أقوالهم وأسماؤهم, والصحافة الساخرة تتناول الكل وتهدف إلى الإشارة إلى مكامن الخلل والخطأ بقصد التصحيح والتعديل, والصحافي الساخر, دوماً يستخدم اسم مستعار, لتبقى له حرية الحديث عن كل الأشخاص.
ومن جانبٍ آخر فإن استخدام الأسماء المستعارة ليس فقط من أجل الإساءة, فهناك كتاب كبار يكتبون بأسماء مستعارة خشيةً من الأوضاع الاستثنائية التي هم فيها, وبعضهم معروف من قبل أغلب الناس كجكرخوين, والبعض الآخر لا يعرفه أحد ويذهب اسمه معه إلى القبر, دون الإفصاح عن اسمه الحقيقي.
أما مسؤولية مشرفي وإداريي المواقع, فتكمن في ضرورة الاطلاع على المادة قبل نشرها, ليعلم ما تتضمن المادة, فإن كانت مادة رأي أو تحتوي أخبار جديدة, عليه النشر, بشرط أن لا تتضمن تناول الأمور الشخصية.
ميديا
تحدث المحاضر عن الهدف من الإعلام سياسياً ودعائياً, فكل حزب يستخدم الإعلام لأهدافه وغاياته, فإن كان الآخرون يستخدمون الأسلوب الهابط والمبتذل, علينا ألا نقع في إطار ردود الأفعال, فردنا يجب أن يكون موضوعياً.
فعدم وجود رقابة وضوابط للانترنيت, لا بد أن يتم نشر تلك المواضيع, وكما يقال فإن مضمون المقالة تدل على شخصية صاحبه, وهم أحرار في التعبير عن رأيهم بالأسلوب الذي يرونه مناسباً لهم, إن كانت شتائم ومسبات, فلندعهم وشأنهم وليكن ردنا موضوعي.
أما مسألة استخدام الأسماء المستعارة, فالكثير يستخدم الاسم المستعار لأسبابٍ أمنية, والتخوف من الملاحقة والاعتقال.
لكن البعض الآخر يستخدمه لأنه لا يثق بالموضوع الذي يكتب فيه, ولا يمتلك الجرأة في المواجهة, لكي لا يتعرف عليه أحد, ونضيع في التمييز بين الصالح والطالح.
كما أنني أرى مبررات لوجود لمثل أولئك المسيئين, فإن لم يكونوا فكيف سنتميز عنهم.
أكدت الكثير من المداخلات بأنه لا يمكن التحكم والسيطرة في تلك المواقع المسيئة, إلا أنني أرى بأن صاحب الموقع نفسه لا يود طرح المواد المسيئة جانباً فكيف سيزداد عدد متصفحي موقعه, إن لم تكن تلك المواد موجودة, لأنها سيزيد من مردوده المالي.
عبدالإله الباشا (عضو المجلس العام للتحالف)
يعتبر الإعلام منعكس عن الجانب السياسي والأخلاقي والاجتماعي الذي يعيشه شعبنا, فهذا المنعكس يراقبه الآخرين ليطلعوا من خلاله على مستوانا ومدى استحقاقنا للحرية.
وهناك أمراض موجودة في إعلامنا, وإحداها الغلو والتطرف, إضافة إلى سيطرة العاطفة على العقل, فغالباً ما تأخذ إعلامنا الجانب العاطفي, ويحاول استدراج العقول البسيطة دون مناشدة النخب, وأتذكر في هذا الصدد ما جرى معنا عندما خرجنا في مسيرةٍ أثناء الأحداث, فكنت برفقة أحد السياسيين, وإذا بهاتفه يرن, ويسأله المتصل عن أعداد المشاركين في المسيرة, فرد عليه قائلاً: أكثر من مليون متظاهر, فاستغربتُ هذا الغلو الزائد, وهذه طبيعة هؤلاء, فهذا الغلو يؤثر على مصداقيتنا في طرح الأشياء.
على الإعلام الابتعاد عن المغالاة والعاطفة, عليه أن يكون موجهاً لأجل الارتقاء بالمجتمع وتناول موضوعات تعمنا كمسألة تحرر المرأة ومواضيع ثقافية هامة تساهم في تزويدنا بمعلومات قيمة.
نحن في الحقيقة نعاني من أزمة التفكير, فتفكيرنا ظل متأثراً بالفكر الشمولي, لا بد لنا من أن نغير طريقة تفكيرنا, فالمهاترات والشتائم والتشويهات التي نراها على صفحات المواقع الالكترونية, أعتقد أنها كتابات لأناس مرضى وليسوا أسوياء.
هناك بعض المواضيع لا تستحق النشر منها الفكرية وبعضها مهاترات.
إننا لسنا كفرنسا نمتلك 5000 جريدة وعدد كبير من الفضائيات والإذاعات وغيرها من الوسائل الإعلامية, لدينا فقط عدد قليل من الجرائد والمواقع الالكترونية, تنعد على أصابع اليد.
يفترض أن يلتزموا بضوابط وقواعد النشر, هناك مسائل نختلف فيها, فلننشرها, لتتوضح الصورة للجماهير, أما مسائل التشهير والإساءة الشخصية, علينا الابتعاد عنها, لأنها تظهرنا بصورة سلبية أمام الآخرين.
كرم اليوسف (كاتب وإعلامي)
أعتقد أنه من المستحيل أن نتحكم في ضبط المواقع الالكترونية وواضع قيود عليها, وبرأيي أن الحركة الكوردية تتحمل جزء من المسؤولية لعدم قدرتها على تأسيس مواقع ضخمة تنافس المواقع المستقلة.
أما عن المواقع التي تنشر مواد مسيئة, فهي نتيجة لفوضى الحرية التي أنتجتها عالم الانترنيت, كما أن الحركة الكوردية لم تساهم في دعم ومساندة الصحافة الراقية, وكذلك لم تقدم الدعم للكتاب, لذلك تظهر الأسماء المستعارة, فمشكلنا ككورد تنتقل معنا إلى أي مكان ننتقل إليه, عندما نتجاوز مشاكلنا وتعقيداتنا, ونتحول إلى أناس أكفاء, نحتاج إلى مرحلة متقدمة, فليس بمقدورنا الآن تجاوز واقعنا.
أما مسألة الإساءة فلم ينجو منها أي شخص حتى الأنبياء لم يفلتوا منها, فالصحافة لا تقدس أحداً, والانترنيت هو نوع جديد من الحرية, ولا مفر من التعاون مع هذا النوع من الإعلام, وهو ليس سلاح ذو حدين.
ميديا محمود (كاتبة)
لا أتفق مع الأخوة الذين برروا استخدام الأسماء المستعارة, لكن كيفية مواجهتها, أعتقد أنه علينا عدم الالتفات إليها وتجاهلها, فعندما يكتب أحدهم عني سلباً وبدون ذكر اسمه الصريح, عليّ أن لا أهتم به, كونه لا يتجرأ في مواجهتي باسمه الصريح, ويبغي فقط للشوشرة والبلبلة.
أما النقد البناء, فهو يساهم في التطور والتغيير وإرشاد الناس إلى الأخطاء.
أما بالنسبة للإعلام الكوردي فإن مشهده غير لائق ومستواه متدنِ جداً, فالذين يؤسسون مواقع الكترونية, عليهم أن يسألوا أنفسهم ما هدفهم من هذا الموقع؟, عليهم أن يحققوا غاية مفيدة لشعبنا وقضيتنا, للأسف وعند تصفحنا لغالبية المواقع الالكترونية الكوردية السورية, فمن بداية الموقع لنهايته لا نحصل على معلومة مفيدة.
إذاً عليهم تأسيس مواقع جديدة ذات أهداف وخطط وبرامج راقية.
شهناز
إن الانترنيت ساهم بشكلٍ مذهل في التواصل الفكري والحضاري, لكن وكما قيل قبل قليل فإن الإنسان تلاعب في خدمة الحضارة, ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه ليقوم بالدور الإيجابي بدل السلبي, فلقد استغله الخارجون عن القانون في عمليات السطو على المصارف وكذلك سرقة أسئلة الامتحانات, والتي أسهمت إلى أن تكون بعض الجرائم كاملة.
لكن علينا النظر إلى نصف الكأس المملوء وإلى الدور المشرق لهذا الاختراع, الذي يدل على عبقرية الإنسان أولاً وأخيراً.
محمد الجزاع (عضو المجلس العام للتحالف)
إنني أود الحديث عن جانب آخر من الإعلام, وخصوصاً نحن الذين ابتلينا به, ألا وهو جانب الكتابة, أعتقد أن غالبية الحضور أناس مستقلين وغير حزبيين, وعليه أن لا يكون دورنا سلبياً في المجتمع, بل أن يكون دور إيجابي وفعال, فمسألة أن نقيد الناس بقوانين قرقوشية, ونفرض عليه نوعية المواضيع التي يجب أن يتناولها في كتابته, فهذا لا يجوز, إن نوعية الكتابة مرتبطة بذهنية الكاتب وأسلوب تفكيره ومواقفه, وباعتقادي أنها مسألة تربوية وأخلاقية, تفرض عليه تصرف معين, يناضل, لا يناضل, هي مسألة مرتبطة به.
أما الشخص السوي قومياً وعائلياً, عليه الكتابة بتجرد, أي أن يتجرد من عواطفه العائلية والشخصية, لكن ستبقى لبعض العواطف التأثير فيه, عليه أن يكون دقيقاً في كتابته ومصادره وان يمتاز بأخلاق رفيعة هذه نقطة.
أما النقطة الأخرى, فهناك من يكتب في حقل الكوردايتي بأسلوب صاخب وخطاب قوموي يخاطب عواطف الناس, وبهذه الوتيرة يستمر في الكتابة, ومن يقرأ له, يعتقد أنه مخلص البشرية, فهذا النوع من الكتاب, البعض منهم بسطاء ويكتبون تحت تأثيرات عواطفهم, هؤلاء ندعهم وشأنهم, أما الفئة الثانية والتي تعلم ما تكتب وتستهدف تحقيق غايات معينة, عليّ أن أعرف مصدر القوة التي يتحدث بها, فعندما أكتب بهذا الأسلوب إما أن أكون مجنوناً أو مدفوعاً من جهات معادية لشعبي.
هذه الكتابات والخطابات تجلب الويلات والمآسي لشعبنا, لا يسعني إلا أن أتذكر بهذا الصدد قصة الألماني (سورج), والذي كان جاسوساً روسياً, بلغ بخطاباته ومقالاته الطنانة مناصب رفيعة في ألمانيا النازية, واستلم رئاسة الحزب النازي في اليابان, ووصل لرئاسة الوزراء في ألمانيا, وتشير الوثائق إلى أن كان له دور في تغيير وجهة الحرب العالمية الثانية.
إذاً علينا أن لا نتأثر بمثل هؤلاء, هذا قائدنا, هذا مرشدنا, هناك من يكتب عن تاريخ الكورد قبل ثلاثة عشر ألف سنة, ويدعون بأن الجزيرة العربية هي موطن الأكراد, مثل هؤلاء ماذا سيقدمون لشعبي, وتنطبق عليهم المثل الكوردي (لا الخيمة بدون الماشية, ولا القرية بدون البساتين, ولا ذلك الشخص الذي يقول: أنا أنا).
إبراهيم شويش (عضو المجلس العام للتحالف)
إن الانترنيت لدينا أصبح في أيادي فنيين وليسوا متخصصين في مجال الإعلام والاتصال, فأغلب المشرفين على المواقع الالكتروني هم أناس فنيون وليسوا إعلاميون, لذلك تكثر لديهم الأخطاء, ويقومون بنشر كل ما يصلهم دون دراسة وتقييم, همهم فقط ملئ صفحات مواقعهم بالمواد مهما كانت نوعها ومستواها.
دحام عبدالفتاح (باحث ولغوي)
أود الحديث في مجال الكتابة الالكترونية, فهي مجال رحب وواسع بلا حدود وبلا رقيب وبلا عتيد, لذا فإن خطورتها تكبر وتعظم.
بيننا يوجد أناس مثقفين وسياسيين ومتخصصين, وكذلك هناك تجار السياسة والثقافة, فبإمكاني الكتابة باسم مستعار وتناول أي شخص سياسي, على الرغم من أنني لستُ سياسياً, فإذا لم ينهاني ضميري وأخلاقي وتقاليدي من هذا العمل المسيء, فلا يمكن لأحد أن يمنعني من ذلك وان يقيدني في ممارساتي المسيئة في فضاء الانترنيت.
إذاً فالكل يكتب في هذا المجال, ويوجد أناس على هذه الشاكلة في مجتمعنا, الذي لا يماثل أي مجتمع آخر, فوضعنا استثنائي, ولا يمكن لنا فعل شيء إزاء أولئك المسيئين.
فقط بإمكاننا كمثقفين وسياسيين أن نتحاور مع محيطنا وكل حسب قدرته, وإقناع وسطنا بالابتعاد عن الإساءات والترقي نحو الأفضل.
فالحرية تستوجب أخلاقيات في الكتابة, وأن لا نلجأ في الخلافات إلى أسماء مستعارة وكيل الاتهامات الفظيعة والباطلة ضد بعضنا البعض, فالذين يتصفحون تلك التهم والأباطيل بالآلاف, ولا يمكن لنا أن نقنع الكل بعدم صحة تلك الأباطيل.
أكرر أخيراً أنه لا يمكن لنا وضع قيود على الانترنيت سوى أن نمتلك الوعي الاجتماعي, ونرشدهم ونرفع من سويتهم الثقافية والمعرفية, وبذلك يمكن الترفع عن الإساءات والتهم الباطلة.
د.
صلاح درويش (سياسي)
بكلمتين فقط, فإني أتفق مع الأستاذ دحام في طريقة مواجهة أولئك المسيئين, بامتلاك الوعي المعرفي والاجتماعي, لكنها لا تكفي, بل وأن الأهم هي الرقابة على المقالة قبل نشرها من قبل مشرفي المواقع, والمحاولة في عدم النشر للأسماء المستعارة, ومن المؤكد أن أولئك المسيئين هم أكراد, ولا يستبعد أن يكون خصماً للكورد.
عبدالقادر عبدالعزيز اليوسف
كنتً أود القول كما تحدث الدكتور صلاح عن مسألة الرقابة, فكل شيء يحمل جانبين الجانب السلبي والجانب الإيجابي, إننا جئنا كأغلب الحضور, لسنا كتاب ولا سياسيين ولسنا صحفيين أيضاً, ومن المكن أن نتحمل تبعات حضورنا لمثل هذه المحاضرات, لكننا سنستفيد بالتأكيد من النقاش الجاري, وأؤكد أن المهم هي الرقابة.
وجيهة عبدالرحمن (شاعرة وقاصة)
إنني أتوجه إلى إدارة المواقع, وخصوصاً عندما يؤسسون مواقعهم عن طريق شخص أو شخصين, عليهم قبل أن يقدموا على هذه الخطوة أن يجلبوا أناس متخصصين في مجال السياسة والثقافة والأدب.
ونحن ككتاب نعاني من هذه الإشكالية, فالمواقع تنشر لأناس بعيدون كل البعد عن صفات الأديب, وفقط يركبون بعض الكلمات فوق بعضها وينشرونها باسم الشعر أو القصة, وتنشر لهم إلى جانب أسماء لامعة وكبيرة في الحقل الأدبي, وبهذا فلا تمتاز المواقع بالمصداقية.
على مشرفي المواقع عند استلامهم للمواد, عرضها على لجان متخصصة قبل النشر, ومعرفة صلاحيتها أو عدم صلاحيتها قبل النشر, لا أن يكون هدفهم الكسب المادي.
شيرين
باعتقادي أن محاضرتك غلبت عليها السياسة, وابتعدت عن العلمانية في الطرح, باعتقادي أن المادة التي تتناول الانترنيت, يجب أن تكون علمانية, وعند تناول موضوعاً كهذا علينا الانتقال من العام إلى الخاص, فالحديث عن مساوئ الانترنيت, يفرض علينا واجب إبعاد الجيل الشاب عن هذه المواقع المسيئة, لأنهم كشباب هم الذين يفتعلون مثل هذه الإشكاليات, وليس كبار السن, علينا البحث عن معايير وضوابط تساهم في إبعاد الشباب عن مثل هذه الأعمال, وبرأيي أنه لا يمكن الابتعاد عن أي شيء, إلا بعد الملل منه.
محمد نايف باشا
هناك مسألة هامة, وغمضنا عيننا عنها, وهي الصراعات التي تجري بين أطراف الحركة الكوردية, باعتقادي أن الذين يكتبون تلك المواد المسيئة, تشجعهم بعض الأحزاب وتدفعهم إلى المزيد من هذه الكتابات, ويهدفون من وراء ذلك تشويه المختلف معه سياسياً وحزبياً.
في الحقيقة كانت الحروب في عهد العشائر تمتاز باحترام الخصم, وعدم إلصاق التهم الباطلة به, نحن الآن في هذا العصر ونترفع عن الأخلاقيات حتى العشائرية في صراعاتنا, ونتهم الانترنيت, ما ذنب المسكينة, فالعيبُ فينا.