دأب المدعو لوند الملا منذ مدة, في كتابات متلاحقة مدعيا خوض معركة أصلاحية في ( حزبه ) كما يوهم القارئ , ومن موقع يصفه بـ( قيادي مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (( البارتي )) ) ..
ولكن ما دفعنا إلى هذا الرد مع تحفظنا الشديد في اللجوء إلى مواقع الانترنيت الكردية, وذلك لرداءة غالبية مما يكتب على صفحاتها, وتخطيها لمفهوم الرأي وحرية التعبير إلى مستوى يلحق الإساءة بالكرد قبل حركته السياسية, و تخلق حالة من الإحباط واليأس لدى الرأي العام الكردي وبالتالي دفع الجماهير للابتعاد عن الحركة الكردية وعزلها عن الوسط الكردي والأخر الوطني, ومن ثم الإجهاز عليها..
ويتكرر إقحام اسم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ، وسكرتيره الأستاذ حميد درويش ,بمناسبة وبدون مناسبة في هذه التهجمات ,سواء من لوند الملا أو من غيره ,ومع الأسف يبدو إن المطلوب هو إقحام اسمه مهما كان الموضوع .
فإذا كان الموضوع يتعلق بخلاف تنظيمي في أي حزب كان يتم إقحام اسمه وكأنه المسبب لهذا الخلاف التنظيمي الداخلي ,و إذا كان الأمر يتعلق بموضوع اجتماعي أيضا يظهرونه وكأن حميد درويش هو الذي تسبب في هذا الخلل الاجتماعي ,وإذا كان الموضوع علمي أو بيئي او جغرافي فحميد هو المسبب لاختراق طبقة الأوزون ,وعند الحديث عن حملات الاعتقال التعسفية فالقائم بها حميد درويش ,اتفاقية سايكس – بيكو خطط لها عبد الحميد درويش ,وان فاجأ الموت احدهم أطال الله بأعمار كل القارئين فان حميد له علاقة بذلك !!!!؟ …الخ, والاستفسار الطبيعي هو أين المنطق في كل ذلك ؟ ولماذا ؟ لاشك إن المنصف والمدرك يعرف ويعي الأسباب الحقيقة وراء ذلك .
إن لوند الملا يقول بأنه يلقي الضوء على خفايا بعض الأمور كما يدعى , ومن بينها علاقة البارتي مع التقدمي من خلال علاقة الأستاذ حميد مع الدكتور حكيم , والتي ينعتها بأسوأ الصفات غير اللائقة, ويرى في تلك العلاقة ( انقلاب على قيم وثوابت ومفاهيم وتاريخية البارتي ) !!! .ونحن لا نعتقد إن حالة الخلاف والقطيعة والتفرقة بين أطراف الحركة الكردية ,هي من الثوابت والقيم والمفاهيم لأي حزب , فإذا كان السيد الملا يحتل المكان القيادي والرجل الخفي في الحزب والمتستر فقط بقصد إصلاح مسيرة البارتي كما يدعي ,ويؤكد على إن تلك الصفات من قيم وثوابت حزبه فلا بارك الله في هذا الإصلاح الذي ينشده .
وندعوه بهدوء إلى الكشف عن حقيقته هذا ان لم يكن بمجمله عورة يخجل من كشفها .
إن معظم أبناء شعبنا الكردي يطلبون من اطراف الحركة تجاوز خلافاتها, والعمل على بناء إطار لتوحيد طاقات شعبنا من اجل تامين حقوقه القومية المشروعة, ورفع الغبن والظلم عن كاهلة ,والعمل على إنهاء الممارسات والسياسات التمييزية المطبقة بحقه, وفي هذا يرى غالبية أبناء الشعب الكردي في تصحيح العلاقة بين البارتي والتقدمي وإزالة الالتباس والخلل في علاقاتهما ركيزة أساسية في تأمين ذلك الإطار المنشود, هذا مع أهمية العلاقة مع بقية الأطراف .وهناك مراحل عديدة شهدت على أهمية ذلك التقارب والأجواء الايجابية, حققت نجاحا مشهودا في نتائجها ومنها انتخابات مجلس الشعب لعام 1990 ومحطات أخرى.
ولكن على الدوام كانت تلك العلاقة مستهدفة من الخصوم والذين لا يريدون الخير للشعب الكردي وتقدم حركته , وتلك العلاقة وللأسف لم تكن على مستوى الطموح وكانت تفتقد للإرادة المطلوبة و وظلت اضعف من أن تقاوم الحملات التي استهدفتها .
لا يخفى إن هناك جهود قيمة من الطرفين, ولدى القيادتين في تنمية وتعزيز العلاقات بين الحزبين ذلك إدراكا منهما لانعكاس هذه العلاقة ايجابيا على مجمل علاقات الحركة الكردية ,نحو توحيد طاقاتها من اجل الدفاع عن الكرد, وعدالة قضيتهم على الصعيد الوطني, وتبوء الحركة الكردية موقعها الطبيعي على الساحة الوطنية.
والغريب إن هذه الحملة المضللة وفي هذا التوقيت بالذات تأتي مستهدفة وبشراسة غير مسبوقة للنيل من هذا التقارب, والذي فيه المصلحة الحقيقية لأبناء شعبنا الكردي وبلدنا سوريا , هذا الأمر يجب أن يستنهض جميع الغيورين لردع هذه الحملة الغير نبيلة , والقائمين عليها ,والواقفين خلفها من المتربصين بشعبنا, والعمل على توفير المناخ الايجابي, وتنقية الأجواء بين أطراف الحركة, ودفعها نحو توحيد صفوفها حول برنامج وطني يتسم بالموضوعية ,ويؤمن بالتعددية والرأي الأخر,ويجمع الطاقات ، ويوفر الأرضية المناسبة لبناء علاقات وطنية تعمل على بناء حياة ديمقراطية تنتفي فيها سياسة الاضطهاد والتفرقة وتحقق العدالة والمساواة بين المواطنين .
18/8/2009