الطالباني : ليس هنالك أي تصدع في الاتحاد, ومنظماته متماسكة موحدة لا خلاف في صفوفها، هنالك خلاف في القيادة

  أجرت قناة “العربية” الفضائية في برنامجها “مقابلة خاصة”، حوارا شاملاً مع الرئيس العراقي السيد جلال طالباني, تطرق فيه الى الوضع الداخلي في العراق والعلاقات مع أمريكا, ودول الجوار ونتائج انتخابات المجالس المحلية والوضع الداخلي في حزبه ومستقبل العلاقات بين الاتحاد الوطني الكردستاني الحزب الديمقراطي الكردستاني,
فيما يلي النص الكامل للحوار:

العلاقة مع ايران

مقدم البرنامج: ضياء الناصري :أهلاً بكم في هذا الحوار الخاص مع الرئيس العراقي جلال طالباني في العاصمة الإيرانية طهران، أهلاً وسهلاً بكم فخامة الرئيس، أنت معتاد على زيارة طهران وأيضاً زيارة واشنطن، كيف تجمع بين نقيضين؟
الرئيس جلال طالباني: الحقيقة هذه مسألة غريبة لدى بعض الناس، ولكنه شيء طبيعي لأنه أنا لي علاقة صداقة تاريخية مع إيران، وتكونت لنا علاقة وتحالف مع الولايات المتحدة عندما قامت بتحرير العراق من الدكتاتورية وسلمت العراق إلى الشعب العراقي، وأنا أعتقد أنه في العصر الحالي بإمكاننا أن نقيم علاقات مع أطراف متعددة، وأن نكون صادقين مع الأطراف..

يعني ألا نلعب على الحبال بين هذا الطرف وذاك إنما نكون صادقين، نحافظ على مصداقيتنا، وكما يكون لي بعض الأخوة في طهران يقولون نحن نثق بك وأنك تدافع عنا في واشنطن وتدافع عن أمريكا في طهران.
*هل هذا يجر إلى وساطة ربما يقوم بها الرئيس طالباني؟
الرئيس جلال طالباني: لقد قمنا بالوساطة في الماضي من أجل إقامة حوار بين الطرفين حول العراق، ولكن الآن أنا لم يبحث معي أحد موضوع الوساطة، لكن إذا كلفني أحد الأطراف سأقوم بهذه الوساطة بكل سرور.
 
العلاقة الأمريكية- الإيرانية

* بعد انتخاب الرئيس أوباما من جهة وقبل الانتخابات الرئاسية في إيران، كيف تصف العلاقة في مرحلة السبات هذه؟
الرئيس جلال طالباني: أنا أعتقد أن العلاقة الأمريكية الإيرانية دخلت مرحلة جديدة، فالرئيس باراك أوباما أعلن صراحة أنه يمارس سياسة الحوار والمفاوضات وسياسة العمل الدبلوماسي، وبالتالي هذه خطوة مهمة من الجانب الأمريكي.

وآمل أن تكون هنالك خطوة أيضاً من جانب الإخوة في إيران كي يلتقيا في الوسط، لأن من مصلحة الطرفين ومن مصلحة الشعب العراقي والمنطقة أن تكون العلاقات الأمريكية الإيرانية طبيعية وجيدة.
* هناك في الداخل العراقي أصوات تشكو بمرارة مما تصفه بالتدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي بمن فيهم شركاء في العملية السياسية، كيف تقيمون مثل هذه الانتقادات؟
الرئيس جلال طالباني: أنا أعتقد أن إيران ساهمت في الماضي في دعم المعارضة العراقية مساهمة كبيرة، وكنا في بعض الأحيان لا نرى أحداً يساعدنا غير إيران، وفي هذا العمل النضالي المشترك تكونت علاقات تاريخية بين العراقيين المناضلين ضد الدكتاتورية من إيران، أنا الآن ألاحظ أن إيران تساعدنا، فساعدتنا في الانتخابات، ساعدتنا في وضع الدستور، ساعدتنا في إيقاف العمليات المسلحة ضد الحكومة القائمة في بغداد، وهي حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها الأخ المالكي، وكذلك ساعدتنا في الأمور الاقتصادية أعطتنا ألف مليون دولار قرض بدون فائدة، تساعدنا بتزويد المناطق الحدودية بالكهرباء وتقيم معنا علاقات جيدة، أما فيما يتعلق بالعلاقات مع القوى العراقية قل لي هل هناك دولة في الشرق الأوسط عربية أو غير عربية لا تقيم علاقات مع قوى إيرانية حتى نستثني إيران من هذه المسألة؟ إيران لها علاقات صداقة مع مجموعة الأحزاب الموجودة في العراق، كما أن للدول العربية أيضاً علاقة مع قوى عربية كما أن لتركيا علاقة مع بعض القوى الكردية والتركمانية والعربية، أنا لا أرى أن هنالك تدخلاً إيرانياً ضد مصلحة الشعب العراقي لمنع مثلاً إجراء الانتخابات، لمنع المصالحة الوطنية، لمنع تحقيق الأهداف الاقتصادية والسياسية في العراق.
 
هل يخيفكم الملف النووي الإيراني؟

*ولكن فخامة الرئيس إيران متهمة من بعض القوى وحتى من بعض الدول بأنها تجري تجارب تسلح ربما تجارب نووية، هل يخيفكم الملف النووي الإيراني؟
الرئيس جلال طالباني: لا يخيفنا، أنا شخصياً لا أخاف من الملف النووي الإيراني لأنني أعتقد أن إيران لا تريد إنتاج قنبلة ذرية، إيران كما أعلن رؤساؤها أنهم يعتبرون القنبلة الذرية مخالفة للإسلام لأن القنبلة الذرية تقتل كل الأحياء والناس من دون تفريق بين متهم ومجرم وطفل ورجل وامرأة، إنما إيران تريد الحصول على التكنولوجيا العلمية اللازمة، وأنا أعتقد أن هذا حق طبيعي، وأرجو أن يتوصل الطرفان الإيراني والأوروبي إلى حل لهذه المسألة.
 
لاحاجة لأي جهة أن تأتي وتسد الفراغ الأمني

*في مرحلة إذا صح التعبير أن نسميها السبات بين خروج قوات أمريكية، تدهور الوضع الأمني المحتمل في العراق، وما تقوله طهران أنها مستعدة لسد الفراغ الأمني؟
الرئيس جلال طالباني: أولاً لم نسمع من إيران أنها مستعدة لسد الفراغ الأمني، ونحن لا نعتقد أن هنالك حاجة لأي جهة أن تأتي وتسد الفراغ الأمني، نحن نعتقد أن الشعب العراقي قادر على القيام بهذا العمل، وأن وحدة القوى العراقية الفاعلة على أرض الوطن، القوى السياسية العاملة والمشتركة بالحكومة الحالية هي التي تضمن الاستقرار والأمن في العراق، كما أن قواتنا المسلحة بدأت الآن تتسلح بأسلحة خفيفة وتتدرب بشكل جيد بحيث أصبحت قادرة على ضبط الأمن والاستقرار، أنا أعتقد أن الأمريكان أيضاً عندما ينسحبون ينسحبون ببرنامج معقول، هذا البرنامج يساعد على تهيئة العراقيين لإملاء الفراغ.
*فخامة الرئيس، التدهور الأمني الذي نلحظه بالأيام القليلة الماضية، هل له علاقة بما يتعلق بالانسحاب الأمريكي؟
الرئيس جلال طالباني: لا أعتقد ذلك، لا أسميه تدهورا أمنيا، حادثة أو حادثتين في اليوم بالنسبة للعراق شيء جيد، تتذكرون مرت فترة يومياً في بغداد 15 سيارة مفخخة وعشرات القنابل، الآن تجري عمليات انتحارية لبعض المناطق خاصة ضد الإخوة في الصحوات التي قدمت خدمات جليلة.
*هل لكم معلومات بهذا الشأن؟
الرئيس جلال طالباني: الأجهزة الأمنية العراقية تراقب بدقة، ولديها معلومات في هذا المجال أيضاً.
*هل هناك شيء للصحافة؟
الرئيس جلال طالباني: أنا لا أستطيع أن أقول ذلك لأنه ليس من اختصاصي، ثانياً، تعرف هذه الأمور الأمنية دقيقة لا يمكن نقلها للصحافة.
 
الأوضاع الأمنية المرتبكة..

لها علاقة بنتائج الانتخابات؟

*فخامة الرئيس هل لهذه الأوضاع الأمنية المرتبكة علاقة بنتائج الانتخابات؟
‏الرئيس جلال طالباني: لا، أنا قلت لكم سابقاً أن هنالك فلولا للإرهابيين، هذه الفلول لا تستطيع أن تقوم بالأعمال الإرهابية كما السابق احتلال مناطق، احتلال مدينة، سيطرة على حي.

إنما الآن تقوم بعمليات تفخيخ السيارات، عملية تقوم هنا وعملية انتحارية هناك، وهذه أعمال أنا أعتقد تحدث في الكثير من بلدان العالم.
*نائبكم طارق الهاشمي يقول أن المرحلة القادمة مرحلة شد البطون؟
الرئيس جلال طالباني: الأستاذ طارق الهاشمي رجل دقيق، عبارة شد البطون أو اقتصاد في النفقات أو اقتصاد في..

هذا قد يكون واردا.
*ألا تعتقد أن لها معاني ربما سياسية أو أمنية؟
الرئيس جلال طالباني: لا أعتقد.
*شد الأحزمة مثلا؟
الرئيس جلال طالباني: لا، شد الأحزمة ليس شد الأحذية، شد الأحزمة، تعرف أن كثيرا من البلدان مرت في هذا خاصة في أوقات الحرب في أوقات..

سنوات العدوان الصدامي على الكويت وعلى إيران مر الشعب العراقي بشد الأحزمة وإلى غير ذلك، في بعض البلدان أيضاً عندما تأتي كارثة اقتصادية الشعب يضطر لفترة معينة.

أنا أملي كبير بأن شد الأحزمة في العراق لا يكون في مدة طويلة قد تكون فترتها فترة قصيرة لأن الشعب العراقي غني في ثرواته، وبإمكانه أن يستفيد من كثير من النواحي حتى من السياحة..

السياحة الدينية قد يكون مصدرا كبيرا.
*فخامة الرئيس لا أريد أن أسهب بالوضع الداخلي العراقي، أنتقل إلى المحور الآخر، بالعودة إلى طهران وجودكم اليوم على هامش أو كضيف في مؤتمر إيكو، ما هي طبيعة هذا الحضور؟
الرئيس جلال طالباني: هذا الحضور تم بناء على دعوة خاصة، دعينا كضيف شرف لهذا المؤتمر لإيكو، وهذه الدعوة دليل على أن العراق لم يعد معزولاً، دليل على أن الدول بدأت تفهم أهمية العراق ودور العراق، وأن هذه الدول الإسلامية في المنطقة أخذت بشكل مسؤول مهمة تحسين العلاقات مع العراق، والعراق قبل إرسال رئيس الجمهورية ليظهر للعالم بأنه أولاً لم يعد معزولاً، ثانياً أنه يريد إقامة علاقات اقتصادية مع الجميع لما فيه خير المنطقة كلها.
*فخامة الرئيس، اليوم رأيتك كنت جالسا بالقرب من أمير دولة قطر، وكنت أسمع من بعض السياسيين وربما من حضرتك شكوى من بعض دول الخليج؟
الرئيس جلال طالباني: أنا أريد أن أقول لك أن سمو أمير قطر صديق قديم لي، عندما كان وليا للعهد تفضل ودعاني إلى زيارة قطر رغم أننا كنا في المعارضة.
*كيف تصف هذه العلاقات خصوصاً مع دولة قطر؟
الرئيس جلال طالباني: أصفها بأنها علاقات طبيعية، علاقات أخوة وعلاقات محبة، وعلاقات توسيع العلاقات التجارية والاستثمارات القطرية في العراق.
*هل سنشهد في المرحلة القادمة زيارات؟
الرئيس جلال طالباني: إن شاء الله أنا دعوت سمو الأمير القطري لزيارة العراق فقبل شاكراً هذه الدعوة، وأكدت عليها اليوم في اللقاء الثنائي، أيضاً وعدني خيراً بأنه سيزور العراق قريباً إن شاء الله.
*من ممكن أن نراه بالأيام القليلة أو ربما الفترة القادمة يزور العراق؟
الرئيس جلال طالباني: الرئيس التركي الأخ الأستاذ عبدالله غول.
 
كيف تصف علاقتكم بالغرب؟

*بالنسبة إلى الغرب كيف تصف علاقتكم؟
الرئيس جلال طالباني: علاقتنا جيدة مع الغرب، علاقتنا جيدة مع فرنسا، مع ألمانيا، مع إيطاليا، مع بريطانيا ومع الاتحاد الأوروبي.
*فخامة الرئيس أنا استوقفني أن أحمدي نجاد أعلن قبل زيارته بشهر، وأيضاً الشيخ هاشمي رفسنجاني أيضاً قبل حوالي أسبوع وربما أكثر وكان معلنا على خلاف الدول الغربية وهي من البداية تبدو متحمسة ولكن كل زياراتهم تكون بشكل سري ومفاجئ؟
الرئيس جلال طالباني: يمكن يحسبون حساب الأمن، أمن الرئيس أو المسؤول الذي يزورنا..
*بعض القوى السياسية العراقية تقول إن الإيرانيين ربما لهم تأثير على التدهور الأمني ولذلك هم غير متخوفين؟
الرئيس جلال طالباني: أنا لا أوافق على هذا الرأي، أنا أعتقد أن إيران الآن تحرص على الأمن والاستقرار في العراق.
*إلى أي مدى؟
الرئيس جلال طالباني: إلى مدى..

إيران ترى من مصلحتها أن ترى عراقاً مستقراً آمناً وخالياً من المشاكل.
*فخامة الرئيس هذا كلام به مراعاة وموجه للقوى السياسية الداخلية؟
الرئيس جلال طالباني: راجع تصريحاتي إلى العربية أنا دائماً أقول هذه الحقيقة التي أؤمن بها، أنا لا أخاف من تعليقات قوى معارضة أو مؤيدة، أنا أقول الشيء الذي أؤمن به، إذا كان لدي اعتراض أو انتقاد ملاحظة مع الإخوة الإيرانيين فسأبحثها معهم في نطاق خاص، أما الآن أنا أتكلم من العراق الآن في هذه الظروف تساعد العراق على الأمن والاستقرار.
*فخامة الرئيس أكيد حضرتك سمعت أن هناك اتهامات بإدخال أسلحة وما إلى ذلك.
الرئيس جلال طالباني: يجب أن نكون دقيقين، هذه أعتقد مرحلة سابقة في الظروف الحالية أنا تكلمت، في الظروف الحالية إيران تساعدنا على ضبط الأمن والاستقرار.
 
 
الوضع الداخلي العراقي بعد الانتخابات

* فخامة الرئيس نتحدث في هذا المحور بشأن الوضع الداخلي تحديداً ما بعد الانتخابات؟
الرئيس جلال طالباني: أولا ًالانتخابات جرت بإدارة وقيادة عراقية بشكل هادئ وبشكل ديمقراطي، وبشكل نستطيع أن نفتخر بأن الشعب العراقي بدأ يمارس الديمقراطية بهدوء وسلاسة، ثانياً نتائج الانتخابات في تقديري هي أن الشعب العراقي أبلغ جميع الأحزاب والقوى بأنه يريد منهم الائتلاف والتوحيد والتوافق، لأنه لم يخول حزب واحد بأكثرية قادرة على تعيين محافظ في أي منطقة عراقية، إنما توزيع الأصوات بين القوى العراقية هو دليل على أن الشعب العراقي يريد من القوى السياسية العراقية أن تتحد وتتآلف وتتوافق.
*هل هذه الرسالة وصلت إلى الأحزاب الكردية؟
الرئيس جلال طالباني: أعتقد وصلت، أعتقد وصلت إلى الجميع في العراق في كردستانه ووسطه وجنوبه.
*كانت هناك رسالة قاسية جداً في الموصل بنتائج الانتخابات فيما تتعلق بالأحزاب الكردية هل سنشهد مثل هذه النتائج؟
الرئيس جلال طالباني: بالعكس في الموصل نتائج الانتخابات جيدة جداً بالنسبة للأحزاب الكردية، لا يوجد تقييم حقيقي لأن الأحزاب الكردية زاد صوتها في هذه المرة أكثر من 90 ألف صوت قياساً بالماضي، وهنالك ظاهرة أخرى المناطق الكردية في الموصل الإسهام فيها اشتراك المواطن كان 80 إلى 85% بينما في مناطق العراق لم يتجاوز 50% كما ان قائمة الأحزاب الكردية هذا العام حصلت على 90 ألف صوت أكثر من العام الماضي، ولكن قائمة الأحزاب الحليفة لم تحسم كما يجب، مثلاً الحزب الإسلامي لم يحصل كما يستحق وكذلك بعض القوى الأخرى، ولذلك أنا أعتقد أن كركوك ستشهد نفس الشيء زيادة في الأصوات بالنسبة للقائمة..
*فيما يتعلق بكركوك فخامة الرئيس هل أنتم متخوفون؟ على ما يبدو أن القوى الوطنية والعرب وغيرهم يهيئون أنفسهم لمعركة انتخابية حاسمة وقوية في هذا..
الرئيس جلال طالباني: كل الأطراف هيأت نفسها لمعركة انتخابية جيدة، سواء كانت قوى كردية أو تركمانية أو عربية تركمانية سنية وتركمانية شيعية، وبالتالي فهنالك حقيقة معركة انتخابية.

لكن نتيجة هذه المعركة الانتخابية أيضاً ستكون درس للجميع بأن عليهم أن يتآلفوا وأن يتحدوا وأن يتوافقوا.
*الكثير من المقالات قرأتها فيما يتعلق بنتائج الانتخابات، الكل تتحدث عن تغيير باللهجة الكردية تجاه رئيس الوزراء نوري المالكي؟
الرئيس جلال طالباني: التغيير باللهجة شكل ومعاداة الحكومة شكل آخر، القوى الكردية الأساسية ما زالت مشتركة في الحكومة، ما زالت لها مناصب عديدة في الحكومة، وما زالت القيادة الكردية تعتبر الحكومة الحالية حكومة وحدة وطنية بقيادة الأخ نوري المالكي، وبالتالي لم تتخذ القيادات الكردية حتى الآن أي قرار لسحب الثقة من هذه الحكومة.
*ولكن هناك تصريحات، لمسؤولين عراقيين في خضم العملية السياسية يقولون أن هناك ورقة معدة لسحب الثقة عن نوري المالكي لولا أن الانتخابات جاءت..
الرئيس جلال طالباني: ليست هذه الادعاءات صحيحة أبداً لم يُطرح موضوع سحب الثقة أبداً من جانب القوى الكردية، هذا الموضوع طُرح عندما كنت أجمع قوى الكتل العربية البرلمانية السنية..

بعض الإخوة في هذا الاجتماع طرحوا هذا ولكن رُفض هذا الطلب رأساً، ولم تكن هنالك ورقة لسحب الثقة..

من الحكومة، لاحظ أن الائتلاف الكردي مع المجلس الأعلى ومع الحزب الإسلامي في البرلمان نال 136 صوتا لانتخاب رئيس البرلمان، هذا قبل أسابيع..

كما ان هذا الرقم كان أقل لأن بعض النواب الكرد كانوا بالمستشفى، فقصدي أنه ليست هنالك ورقة لسحب الثقة إنما هذه شائعات.
 
رئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية هو القائد الأعلى الرسمي

* رئيس الوزراء اليوم يؤسس قوة عسكرية اسمها قوة بغداد؟
الرئيس جلال طالباني: لا، قوة بغداد ليست قوة خاصة برئيس الوزراء هي لواء من الجيش العراقي..

مرتبطة بوزارة الدفاع وبرئاسة الوزراء، تعرف القوة الوحيدة التي رئيس الوزراء يريد أن يلحقها بديوانه هي قوة مكافحة الإرهاب، وأما البقية فهي قوى تابعة للجيش العراقي موزعة، لكن لا تنس أن رئيس الوزراء وفق الدستور هو القائد العام الفعلي، رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى الرسمي.
*ما هو الفرق بين الشكلي والرسمي؟
الرئيس جلال طالباني: الفرق مثلاً رئيس الجمهورية قائد أعلى للقوات المسلحة في الاستعراضات وفي الشكليات، يجب أن يصدر هو المراسيم ويرأس الاحتفالات وهو يسمى القائد الأعلى، لكن التنفيذ العملي اليومي هو من مسؤوليات رئيس الوزراء.
*هل يقلقكم؟
الرئيس جلال طالباني: لا أبداً.
*ولكن نائبكم عادل عبدالمهدي كان يشكو من التفرد بالسلطة أو ما أسماه..
الرئيس جلال طالباني: أنا لم أسمع منه أي شكوى بهذا..
*هي مرت ربما في فترة الانتخابات..
الرئيس جلال طالباني: هذه كما تعرف طريقة المنافسة الانتخابية..
* فيما يتعلق بمطالب متواصلة لتعديل الدستور من رئيس الوزراء؟
الرئيس جلال طالباني: نعم، نحن موافقون على تعديل بعض مواد الدستور، لكن هنالك مواد أيضاً تمنع المس بالحقوق الاتحادية والحقوق التي أقرها الدستور لإقليم كردستان.
*إذاً أنتم مع التعديل ولكن أن لا يتقرب أو لا يمس بما يتعلق..
الرئيس جلال طالباني: نحن مع التعديل فيما هو يجمع عليه الجميع، ولكن لا نصوّت لأي مس بما كسبه الشعب الكردي في الدستور الذي صوت له 12.5 مليون عراقي.


 
ما صحة الأنباء عن وجود تصدع داخل الاتحاد الوطني الكردستاني؟

*في ما يتعلق بالشعب الكردي هناك معلومات كثيرة حول التصدع الموجود في داخل الاتحاد الوطني الكردستاني؟
الرئيس جلال طالباني: هذه في الحقيقة مبالغة كبيرة، أولاً ليس هنالك أي تصدع لأن التصدع ماذا يعني؟ يعني انقساما تنظيميا من الأعلى إلى الأسفل، أولاً الاتحاد ومنظمات الاتحاد متماسكة موحدة لا خلاف في صفوفها، هنالك خلاف في القيادة.

فالذين اختلفوا معنا ثلاثة منهم قبلوا بالقرارات الأخيرة والأخ كوسرت عاد إلى ممارسة وظيفته، اثنان من الإخوان يريدون الابتعاد عن المسؤولية من قيادة الاتحاد ولا يريدون الخروج من الاتحاد، وكل هؤلاء الإخوة في رسالاتهم حتى في استقالاتهم يقولون أن هنالك خطين أحمرين، وحدة الاتحاد الوطني خط أحمر وقيادة مام جلال خط أحمر، بهذه المناسبة أنا أريد أن ألومكم، ألوم العربية، أنا عندي علاقات جيدة مع العربية من المسؤول إلى الإخوة، لكن سمعت مرة تعليقا ظالما مسني شخصياً فأنا سوف أشكو هذا لمسؤولكم في المستقبل.
*فخامة الرئيس بعيداً عن الاتحاد الوطني الكردستاني علاقتكم بالسيد مسعود بارزاني؟
الرئيس جلال طالباني: علاقتنا جيدة جداً، ووصلنا إلى اتفاق ستراتيجي للوضع الحالي وللمستقبل لأننا نعتقد أن التعاون والاتحاد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة الرئيس مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني ضروري لمستقبل الكرد والعراق..
*الانتخابات القادمة ستكون انتخابات بلدية يعني هي تنافس..
الرئيس جلال طالباني: الانتخابات القادمة ستكون انتخابات برلمانية وبلدية في كردستان.
*فيما يتعلق بمجالس المحافظات كيف..
الرئيس جلال طالباني: ستكون لنا قائمة مشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني.
*مجالس المحافظات ستدخلونها مشتركة في داخل كردستان؟
الرئيس جلال طالباني: نعم، كل الانتخابات القادمة ندخلها بصورة مشتركة.
*تصورك فخامة الرئيس للانتخابات البرلمانية القادمة؟
الرئيس جلال طالباني: في العراق..

الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة ستشهد تغييرات في البرلمان، ستشهد تغييرات في القوى الساسية من ممثلي القوى السياسية الموجودة في البرلمان، ولكن لن تكون مثل نتائج الانتخابات في المحافظات.
 
*هل ستأتي قوى جديدة؟
الرئيس جلال طالباني: مع الأسف الأشد الذي أتأسف له دائماً أن القوى الديمقراطية واليسارية ضعيفة في العراق، لم تستطع أن تتجاوز مرحلة النشوء.

مثلاً الحزب الشيوعي العراقي وهو من أقدم الأحزاب العراقية لم يحصل في هذه الانتخابات الأخيرة على مقعد من المحافظة، بينما في المرة السابقة كان له العديد من المقاعد.
* هذا فيما يتعلق باليساريين والمستقلين، فيما يتعلق بالأحزاب الإسلامية ما هو تقييمك؟ هناك تغييرات مدهشة؟

الرئيس جلال طالباني: أنا لا أعتقد أن هذه التغييرات التي حدثت في المحافظات ستنعكس في البرلمان، دعنا نرى لأن التقديرات كلما قدمناها طلعت غير صحيحة، مثلاً كان بعض الناس يتوقعون نتائج غير النتائج التي ظهرت، دعنا نرى في القريب إن شاء الله.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…