الرئيس العراقي يعلن اعتزال السياسة نهاية العام.. وانشقاق يهدد حزبه

أبدى قياديون في “الاتحاد الوطني الكردستاني” قلقهم على مصير الحزب بإعلان زعيمه الرئيس العراقي جلال طالباني نيته اعتزال العمل السياسي نهاية العام، والتفرغ لكتابة مذكراته.
وقال طالباني، الذي شارك في القمة العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (ECO) بطهران، في حديث بثته قناة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية، إنه سيعتزل العمل السياسي نهاية هذا العام ويتفرغ لكتابة مذكراته.
وكان الخبر مفاجئا حتى للمقربين منه من قادة الاتحاد الوطني الكردستاني.

وقال د.

فؤاد معصوم، القيادي في الاتحاد الوطني ورئيس الكتلة الكردستانية في مجلس النواب العراقي، الذي يعد من المقربين جدا من الرئيس طالباني، “إن الرئيس لم يطرح مثل هذا الرأي بصورة رسمية، خاصة في الاجتماعات الأخيرة للمكتب السياسي للاتحاد، لكنه أبدى تردده في الموافقة على الترشيح لمنصب الأمين العام للحزب، وأوضح -بصورة غير مباشرة- عدم رغبته في الاستمرار، لكن قيادة الاتحاد وقواعده وجهات سياسية عراقية أخرى تصر على أن يستمر الرئيس طالباني في موقعه السياسي”، بحسب تقارير نشرتها صحيفتا “الشرق الأوسط” و”الحياة” اللندنيتين السبت 14-3-2009.
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية -عن طالباني- قوله “أنا لا أخطط للاستمرار رئيسا..

نهاية هذا العام ستنتهي ولايتي وآمل أن أتقاعد.

سأعود إلى بيتي وسيكون لدي الوقت لكتابة مذكراتي”.

وردا على سؤال هل سيحتفظ الأكراد برئاسة الجمهورية حين اعتزاله قال “لا.

في العراق وطبقا للدستور، لجميع العراقيين الحقوق ذاتها..

ولم ينص، لا في اتفاق شرف ولا في الدستور، على أن رئيس الوزراء يجب أن يكون شيعيا، والرئيس كرديا، أو رئيس البرلمان عربيا..

بإمكاننا انتخاب عربي رئيسا، وكردي رئيسا للوزراء، ومسيحي رئيسا للبرلمان.

العراقيون متساوون في الدستور”.

وأوضح د.

معصوم “أن وجود الرئيس طالباني في موقعه السياسي حاليا مهم للغاية؛ لطبيعة الأوضاع التي يمر بها البلد وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني”، مشيرا إلى أن “صحة الرئيس ممتازة، وهو لا يعاني إلا من سوفان في ركبة ساقه، وهذا السوفان يعد مسألة طبيعية، إذ من الممكن أن يعاني منه حتى الشباب، ومن المؤمل أن تجرى عملية جراحية بعد ثلاثة أشهر لمعالجة هذا السوفان، غير هذا فإنه لا يعاني من أي عوارض صحية أخرى، وهو متوقد الذهن ويتمتع بذاكرة قوية ويعمل باستمرار ولساعات طويلة باليوم”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية السبت.

ويعرّض اعتزال طالباني، إذا حصل، وحدة حزبه للخطر، خصوصا أنه شهد انشقاقات حادة.

وتشير بعض المصادر إلى أن نائبه برهم صالح هو المرشح الأقوى لتولي زعامة هذا الجناح الكردي في بغداد، عبر منصب رئيس الجمهورية، على أن يتولى كوسرت رسول الذي كان أعلن استقالته وتراجع عنها منصب الأمين العام للحزب.

وكان طالباني أوصى بذلك قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة لإجراء جراحة عام 2008.

لكن مراقبين يؤكدون صعوبة إيجاد توافق بين قياديين مختلفين على زعامة حزب واحد.

وتجنبت قيادة “الاتحاد الوطني” التعليق أمس على تصريحات طالباني، وقال عضو في المكتب السياسي، رافضا الإشارة إلى اسمه، إن “الرئيس يبلغنا هذا القرار”.

وأكد قياديون آخرون لصحيفة “الحياة” اللندنية السبت أنهم يقدرون وضعه الصحي لكنهم سيسعون إلى إقناعه بالعدول عن قراره.

ولفت هؤلاء إلى أن قبول اعتزاله مرهون بمستوى الوفاق داخل الحزب الذي شهد هزات عنيفة هددت وحدته، فزعامة “طالباني التاريخية تعزز وحدته.

ومن الآن إلى نهاية العام سيتم تدارس هذه القضية، وربما طرحت خيارات أخرى بينها بقاؤه رئيسا للحزب من دون رئاسة الجمهورية”.

وعقد طالباني -قبل سفره إلى طهران- سلسلة اجتماعات لرأب الصدع في صفوف حزبه قبيل الانتخابات التشريعية في الإقليم التي أعربت مفوضية الانتخابات في بغداد عن اعتقادها بإمكان تأجيلها.

وقال رئيس المفوضية فرج الحيدري إنها “اتخذت إجراءات، لكن علينا انتظار المصادقة على قانون الانتخابات لنرى إمكان إجراء الانتخابات في موعدها المحدد”.


العربية.نت

لمتابعة الخبر والمشاركة في التعليق انقر على الرابط التالي:

http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/14/68383.html

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….