واعتقدت انه اصبح لزاما علي أن أعيد الصياغة بسبب المسؤولية التاريخية تجاه شعبنا الكردي وقواه الوطنية.
لعلي أستطيع في هذه المحاولة أن أنير بعض من النقاط لا سيما التي تركت حولها خلاف عميق وجدال حول الماهية والدوافع.
غرفة غربي كردستان في حوار مع الشخصية السياسية يوسف ديبو
يوسف ديبو : عائلة ديبو فخذ من أفخاذ عشيرة علكا التي تتألف من آخكا وقات خوكا وجندكا الذي ينتمي إليها الشيخ سعيد بيران ومصطكا التي تتألف من ثلاثة أفخاذ آل ديبو و آل رمو و آل سينو ، كنا نعيش متاخمين لعشائر أخرى مثل عشيرة بنجنارا و عشيرة رشكوتا وعشيرة رما و عشيرة بكرا و عشيرة سينكا ، كل هذه العشائر كان يطلق عليها عشائر غرزا ، ما تميز به آل ديبو زعامتهم لعشيرة علكا فاستفادوا من هذه الميزة بحماية الارمن لاسيما في الفرمان الذي اصدر بحقهم هذه الميزة نفتخر بها وحتى الارمن رحبوا بعمنا الكبير خليل سمي واستضافوه في لبنان وقدموا له كل الاهتمام والعون هذه من ناحية ومن ناحية أخرى كنا من المشاركين في ثورة الشيخ سعيد وعلى إثرها حررنا قضاء المدينة وتولينا أدارتها بالتنسيق مع الشيخ سعيد ، وبعد انتكاسة الثورة قام الأتراك بملاحقة العشائر التي ساهمت مع الثورة مما اضطررنا إلى المكوث في الجبال المتاخمة للمنطقة وكان هذا الحال لمدة ثلاثة أعوام وفي 1928 توجه قسم منا إلى كردستان سوريا والقسم الآخر بقي هناك ، أما القسم المهاجر فاستقر أولا في قرية مزكفت ( وهي ل حاجو اغا) التي ولدت فيها من العام 1936 ، أريد أن انوه إلى أنى حفيد سليماني مصطي الذي أذيعت شهرته بسبب شجاعته و أظن أن الكثيرين منكم قد سمعتم ب(شري سليماني مصطي ) في أغاني الفلكلور والذي يغنيها عبداللو وكرابيت خاجو واخرون .
أرجو أن تكون منصفا وتتكلم بصراحة حول مرحلة تأسيس أول حزب كردي في سوريا.
يوسف ديبو : ساكون منصفا ليستفيد هذا الجيل رغم أني قد لا امتلك كل الحقيقة ولا باس أن تكون إجاباتي محل نقد ونقاش وأسئلة نظرا لمحاولتي سرد تاريخ أحداث مهمة لتاريخ شاق وطويل لحركتنا الكردية في سوريا.
قبل تأسيس الحزب في العام 1957 كان هناك بعض من الحركات والمجموعات مثل خويبون وجمعية الشباب وغيرهما في العام 1956 و التي ساعدت في تبلور فكرة تأسيس حزب يضع على عاتقه مهمة الدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا وكان صاحب الفكرة وبامتياز للراحل آبو اوصمان صبري والذي دعا إلى انعقاد اجتماع مع كل من السادة كمال عبدي وشيخ محمد عيسى وحميد درويش ورشيد حمو و حمزة نويران والذين دعوا فيما بعد إلى تأسيس بارتي الديمقراطي الكردستاني في سوريا بقيادة اوصمان صبري، وبعد تأسيس البارتي بسنة التحق العائد من اوربا د.
نور الدين ظاظا والذي عين سكرتيرا للحزب مع بقاء اوصمان صبري في القيادة وتغيير اسم الحزب إلى البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا .
وفي العاشر من أيلول في نفس العام أي بعد ثلاث اشهر من تأسيس الحزب التحقنا أنا والسيد رمضان البرزنجي وصلاح بدر الدين وهو ابن 13 ربيعا إلى صفوف الحزب ،وفيما بعد الآلاف من الكرد ومن كافة الشرائح الاجتماعية والعمرية، بسبب ما كان عليه من ارتفاع في الروح المعنوية و تأثير الثورة الكردية في العراق .
رغم هذا كانت بعض من العائلات الكردية قد حاولت وضع عراقيل أمام هذا التوسع الملحوظ ..
ولا أريد هنا ذكر الأسماء لعدم جدوى الذكر.
يوسف ديبو : سأقبل هذا ولكن بعض من النقاط حتى مجرد ذكرها لا سيما في هذا الوقت الدقيق يؤدي إلى التنافر والتناحر وقد أشبعتنا هذه التناحرات في وقت يستوجب علينا لملمة الأطراف والقفز فوق خلافات أوجدناها فابتعدنا عن ما هو مطلوب منا .
وبالعودة إلى موضوعنا كانت هناك هجمة من النظام على الحزب وزج قياداته في السجن هادفا بذلك إلى تخويف الشعب لكي لا ينخرط أبنائه في العمل السياسي و بالرغم من ذلك كان التأييد الشعبي للحزب في اضطراد مستمر.
في العام1960 سجن اكثر من84 شخصا من الحزب وكان من بين المعتقلين اغلب قيادات الحزب مثل د.
نور الدين ظاظا و اوصمان صبري .
أستطيع القول هنا بان الاعتقال أودى إلى تشكيل تيارين متناقضين الأول يضم أصحاب الفكر العشائري و الشخصيات وعوائل برجوازية و اغوات مثلَهم د.
نور الدين ظاظا ، والتيار الآخر الذي مثل من قبل اوصمان صبري المطالب بكل الحقوق المشروعة للشعب الكردي في سوريا وان الحزب جزء من الحركة الديمقراطية في البلاد ، وان كردستان سوريا هي جزء لا يتجزا من كردستان إلام والتي جزأت إلي أربعة أقسام واثر هذا التقسيم قد ألحقنا بالدولة السورية بعد اتفاقية سايكس بيكو في 1916 وحقيقة الأمر رسخت هذه القناعات لتتحول إلى ثوابت وطنية لدي شخصيا منذ بداية تأسيس الحركة و ستبقى حتى آخر أنفاسي.
على النقيض أن د.
نور الدين وجماعته والتي لا تتعدى 400 شخص كانوا يطالبون بتحويل حزب الديمقراطي الكردي في سوريا إلى جمعية خيرية ، على الرغم من مطلبه الشحيح إلا أن مجموعة د.
ظاظا لم تدم سوى ستة اشهر وانتهى أمرهم بعدها ، وبقي الآبو اوصمان قائدا للحزب حتى العام1962.
-1962 أيقظ السيد حميد درويش مع مجموعة من الرفاق أفكار د.
ظاظا في تحويل الحزب إلى جمعية خيرية فبدا بتشكيل تيار مضاد للحزب وبدأت خلافات القيادة تتسرب الى القاعدة واذكر ان عموم الرفاق في القاعدة ومن بينهم أنا قد ابدوا امتعاضا وعدم قبول عما يجري في القيادة نتيجة لذلك اجتمعوا سرا 17 رفيقا في القاعدة وكان قرارنا إبعاد كافة القيادة آنذاك عدا اوصمان صبري لقناعات منا انه يمثل هموم أبناء الطبقة الكادحة من الشعب الكردي والذي كان أغلبيتنا تنتمي الى هذه الطبقات واذكر هنا انه في العام 1963 عقد اجتماع برئاسة اوصمان صبري وقرر الاجتماع بفصل كافة القيادة وبعد إبعادهم بشهر سينعقد كونفراسا حزبيا ،ولكن وبطريقة ما تسربت هذه الإعدادات الى القيادة وتم بإجراء تجميد 15 رفيقا لفترات متفاوتة وصلت الى السنة وكان من نصيبي وفصل 2 من الرفاق، هذه من جهة ومن جهة أخرى شكلت جبهة المعارضة برئاسة المرحوم كنعان عكيد اغا من خمسة فروع ممتدة من تربة سبي وحتى وصولا الى ديريك واصبح الحزب متخبطا في ظلام خلافاته حتى العام1965.
– في بداية 1964 بعد انقضاء فترة تجميدنا عن الحزب رجعنا بعزم اكبر على إبعاد القيادة الحالية للحزب لعدم تمثيلها للشرائح والطبقات الكادحة لاسيما في تلك الفترة والتي كان يدق ناقوس الفكر اليساري في المنطقة وسرعان ما تحول هذا الفكر الى نهج بتأييد قوي من الشرائح الطبقية للشعب الكردي لا سيما الطلاب والمثقفون وابناء الطبقة الفقيرة عموما ، دعني أشير هنا ان اوصمان صبري كان معتكفا عن العمل الحزبي .
1- ما يتعلق بالهوية والانتماء : لم نشكك يوما بحقيقة الشعب الكردي في سوريا انه شعب قائم على أرضه تاريخيا ، بينما طالب اليمين بترسيخ مقولة الأكراد في سوريا والعمل تحت لواء جمعية خيرية ربما سقف مطالبها آنذاك الحقوق الثقافية ، وان الأكراد في سوريا هم أقلية قومية .
و عليه و في هذا الصدد هناك الكثير من الكرد من ضحى بالغالي والنفيس من اجل وطنهم سوريا ، لزاما عليه وخلافا لغيره ارتأينا ان حقوقنا ستحل عبر حوار جدي ومسؤول مع القيادة السياسية في البلاد والمتمثلة في القيادة السياسية العليا ( القومية و القطرية ).
–
يوسف ديبو : كنت حينها عضوا في اللجنة الفرعية وكان عمري 22 عاما أتذكر جيدا ان84 شخصا من القيادة قد تم اعتقالهم ، مع أنى اعتقلت في ذلك العام ولكن لم اكن معهم ..
سمعنا انهم قد انقسموا الى قسمين :كما نوهت سابقا الأول مع اوصمان صبري الذي أكد دائما بان الحزب لن يتنازل عن ثوريته ويسار يته و عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في سوريا ، بينما طالب د.
ظاظا بتحويل الحزب الى جمعية خيرية متنازلا عن أية مطالبة للحقوق وان كردستان مشروع خيالي بعيد المدى ، على اثر ذلك تم فصل د.
ظاظا وجماعته من الحزب .
شفكر : يقولون ان السيد حميد درويش في عام 1962 نشر كراسا يدعو من خلاله تأسيس جمعية خيرية هل هذا الكراس موجود في أرشيف الحزب ؟
يوسف ديبو : في بداية العام 1962 اشتد الخلاف بين السيد حميد درويش والسيد اوصمان صبري ، وكان حميد يطالب بتأسيس جمعية خيرية على نهج د.ظاظا … نتيجة ذلك فقد أضعفت هذه الدعوات الجسم التنظيمي وكاد ان يجهر عليه مما استوجب انعقاد كونفرانس آب في جمعاية والتي كانت بمثابة الإنقاذ الشامل للحزب .
يوسف ديبو : في الكونفرانس السابع للحزب والذي انعقد أساسا نتيجة للخلاف الحاد بين صلاح بدر الدين و اوصمان صبري وتبادل كليهما اتهامات التخوين ، وعلى إثره قرر المنعقدون تخوين اوصمان صبري وطرده من الحزب .
شفكر : كيف كانت العلاقة بين السيدين صلاح وحميد في 1965 ؟
1- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا بقيادة حميد درويش وأعضاء قيادته : جكرخوين و رشيد حمو و عزيز داوى و طاهر سفوك .
وبعد ان سأل البارزاني كلا من حميد درويش وصلاح بدر الدين عن أعداد رفاقهما سواء في القيادة أو القاعدة ، طلب منهما بان يتم وضع حد للخلافات التي بين الحزبين وانه سيطلب من رفاقهما الحضور لانعقاد مؤتمر وطني لحل وحسم هذه الخلافات وسيحضر من كلا الطرفين 25 عضوا..
وبالفعل تلقينا دعوة ح د ك لحضور المؤتمر الوطني وحددنا 25 عضوا الذين سيحضروا المؤتمر وذلك بعد انعقاد كونفرانس الثامن لليساري .
– 23/8/1970 : ينعقد المؤتمر الوطني في ناوبردان في كردستان العراق وبحضور 25 عضوا من اليساري و 25 عضوا من اليميني و 56 عضوا من الشخصيات الوطنية ولكن اغلبها لم تكن حزبية و لم تنخرط في صفوف الحركة الكردية في سوريا ، وحضر المؤتمر كل من السادة مسعود بارزاني والراحل إدريس بارزاني والسيد محمود عثمان وحبيب محمد كريم وعارف تيفور .
وحوالي الساعة التاسعة صباحا يدخل القاعة البارزاني الخالد وتفتتح الجلسة فورا واخبر البارزاني المؤتمرين بان سبب دعوته لهم لتوحيد طرفي الحزب ولعدم جدوى هذه الخلافات الفكرية بمسمياتها اليسار واليمين وعدم حاجة الشعب الكردي الى مثل هذه الخلافات انطلاقا من ان وحدة الكرد تتمثل في وطنهم الواحد كردستان ودينهم الأوحد الإسلام ، هذه كانت قناعات الخالد مصطفى البارزاني ، حول هذه القناعات الأساسية كانت فترة المؤتمر الوطني خلال خمسة أيام متتالية ثلاث ساعات في الصباح وساعتين في المساء ، واتخذت على إثرها مجموعة من النقاط أظنها كانت معظمها لصالح اليساري ولا سيما تلك التي تتعلق بمسألة ماهية الشعب الكردي في سوريا ، وتم الإبقاء على جريدة دنكى كرد الجريدة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا آنذاك ، بالإضافة الى تشكيل قيادة مرحلية جديدة : ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية لليساري وهم بهجت وعصمت و يوسف ديبو ، وثلاثة من اللجنة المنطقية لليميني و هم تمر مصطفى ورستم ملا محمود وإبراهيم حجي صبري ، وللأسف أوتي ب6 أعضاء غير حزبيين و هم دهام ميرو و سليم حاجو و شيخ محمد عيسى وثلاث آخرون وكانت حجة وجودهم انهم مراقبون وشهود خير بين الطرفين …
طبعا تم استبعاد كلا من حميد درويش ورشيد حمو ومحمد نيو وصلاح بدرالدين من قيادة الحزبين وابقائهم في كردستان وعدم مغادرتها وكان هذا قرار البارزاني .
وبعد رجوعنا الى الوطن توطدت الخلافات واشتد سعيرها و ذلك عكس الأماني المرجوة وتم انقسام الحزب الى ثلاثة أحزاب اليساري واليميني و البارتي (الحيادي) ، مما اضطرنا ذلك لعقد الكونفرانس العاشر للحزب في العام 1971 والذي عقد في جمعاية والذي تم فيه ربط النضال القومي مع النضال الطبقي والتي جاءت بعد تداولات وتباحثات ودوافع وحاجات مهمة والتي مهدت فيما بعد وبسنتين الالتزام بالماركسية اللينينية ومن بعدها ازددنا استقطابا للجماهير وازدادت أعدادها التفافا حولنا و أريد ان اذكر هنا في هذه الفترة العصيبة جدا كان اعضاء المكتب السياسي للحزب اليساري تتألف من عصمت سيدا ويوسف ديبو ورفعت حسن عثمان ..
على أمل رجوع رفاقنا من كردستان وفيما بعد أعلمنا بسفر صلاح بدر الدين الى أوربا
– اصبح عصمت سيدا المسؤول الإداري لليساري حتى أواخر 1972 ، وعند عودة صلاح بدر الدين ونيو إلي الحزب تم ترشيح صلاح الى مهامه القديمة وتشكلت القيادة من 12 عضوا وكانت لدينا 6 لجان منطقية .
وفي العام 1974 أراد محمد نيو تعطيل مؤسسات الحزب لكنه لم يفلح في ذلك أيضا .
ونعم للصداقة السورية السوفيتية ) ، أتذكر تلك المظاهرة بكل تفاصيلها وكل أحداثها أتذكر ان اللافتات المكتوب عليها شعاراتنا كانت محمولة من قبل اوسكي زاخوراني و نعمتو … وأمام كل الحشود كنت انا وكان المرحوم عصمت سيدا .
يوسف ديبو : هذا الكلام باطل لا أساس له من الصحة …
يوسف ديبو : أذيع عن معلومات مؤكدة باستقدام عرب من مناطق الرقة وتلك المتاخمة للفرات الى مناطق الجزيرة الكردية ..
بداية الأمر اتفقنا نحن الأحزاب الثلاثة للتصدي لهذا المشروع ( نظريا ) ..
أما من الناحية العملية وما يتعلق بتوزيع المنشورات الحزبية والرافضة لهذا المشروع فكان فقط حزبنا اليساري ومجموعات من الحزب الشيوعي لا سيما في قرى ( علي فرو و نيف ) ..
ولا أخفيك أنى كنت من هؤلاء الذين قاموا بتوزيع المنشورات ، وعلى إثره تم اعتقال مجموعة كبيرة من الرفاق من بينهم أنا و الشاب عادل اليزيدي ( عضو اللجنة المحلية ) بالإضافة الى مجموعة من الرفاق الشيوعيين ، زج بي وعادل الى سجن الشيخ حسن من قبل أمن السياسي ..
ولما اقتدنا الى محكمة أمن الدولة العليا في دمشق وجواب لسؤال قاضي الفرد العسكري عن ماهية مطالبنا ..
قلت : الشعب الكردي في سوريا يشكل القومية الثانية في البلاد والقومية الكردية جزء أساسي من المجتمع السوري المتنوع ، ونحن نعيش على أرضنا التاريخية ، والحركة الكردية في سوريا هي جزء من الحركة الديمقراطية في البلاد .
حوكمت أثرها بتسع اشهر لانتمائي الى جمعية سرية ( بحسب ادعائهم ) وجردت من كافة الحقوق المدنية وهذه العبارة وردت مختومة على دفتري العائلي ..
يوسف ديبو : حقيقة الآمر اشتدت الخلافات بين عصمت وأنا من جهة وصلاح من جهة أخرى و ذلك في العام 1975 والتي كانت ذو منشا تنظيمي حزبي وعلى أثره تم انشقاق الحزب أيضا ..
أما ما قيل عن لساني على تخوين السيد صلاح فهذه مسؤوليات القائلين ..
وإذا قدر للإنسان ان يعيش مرتين وان يمر بنفس التجارب ، اعتقد ان هناك الكثير من الأمور في المرة الثانية سنرفض حصولها على الأقل .
شفكر : هل صحيح ان السيد حميد درويش وسيداي جكر خوين في العام 1973 ذهبا الى بغداد وابدوا استعدادهم للنظام العراقي وان حميد تلقى حينها 35000 دينار عراقي ؟
يوسف ديبو : بعد رفض المرحوم البارزاني الحكم الذاتي المبتور الممنوح من قبل نظام صدام حسين ، تداول حينها نبا وصول حميد و جكرخوين الى بغداد وتأييدهم لما منحه صدام حينها لكردستان العراق ، وهذا النبا لقي من قبلنا و من قبل كافة عموم وشرائح الشعب الكردي في سوريا بالاستنكار والرفض …
يوسف ديبو : بعد خلافنا الحاد و انشقاق اليساري الى طرفين وبعد مدة من الزمن اعلن صلاح بدر الدين عن تأسيس حزبه الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا وجريدته ( اتحاد الشعب ) أما نحن فاستبقينا على اسم اليساري وجريدة ( طريق الشعب ) واصبح عصمت سيدا سكرتيرا رسميا لليساري وكنت في المكتب السياسي و كذلك المرحوم زبير عمر .
يوسف ديبو : مدرسة الخامس من آب هي كافة الأحزاب والمجموعات الحزبية ذات الأصول الممتدة من ميلاد الفكر اليساري حسب قناعتي في 5 آب 1965 وهذه الأحزاب هي :
1- الحزب اليساري الكردي في سوريا بقيادة الأستاذ محمد موسى وأنا انتمي الى هذا الحزب .
2- تيار المستقبل بقيادة المناضل مشعل تمو
3- حزب يكيتي بقيادة الأستاذ فؤاد عليكو
4- حزب آزادي بقيادة الأستاذ خير الدين مراد .
1965 كانت بمثابة نهضة وانطلاقة اليسار.
1971 تم ربط النضال القومي مع النضال الطبقي وذلك في الكونفرانس العاشر لليساري.
1973 التزمنا بالفكر الماركسي والذي غدا نتيجة قناعات بينة ” انه في كل شبر على وجه الأرض ،هناك شخص يساري استوجب واقعه المعاش ان يكون يساريا ( إما اضطهادا قوميا – أو ظلما اجتماعيا – أو تفاوتا طبقيا ) ” .هذا فيما يتعلق بناحية التشخيص الذاتي لواقع الحركة الكردية أو حتى شعبنا الكردي .
وما يتعلق من الناحية الموضوعية القوة الهائلة و مد التيار اليساري العالمي متمثلة بحركات التحرر العالمي ، والقوى الناهضة للإمبريالية العالمية وأمور أخرى … وهذا التيار كان له شان عظيم ودور كبير في عموم كردستان ، مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران – الشهيد قاسملو
حزب الاشتراكي الكردستاني في تركيا – كمال بورقاي
الاتحاد الوطني الكردستاني – مام جلال
أحزاب كردستانية شيوعية
نعم لا يزال الفكر اليساري و حتى هذه اللحظة نافعا قادرا ان يكون حاملا لهموم و تتطلعات جماهير شعبنا الكردي وفي كل الأصقاع .
على النقيض تماما كانت هنالك أحزاب كردية سواء في سوريا أو في العموم الكردستاني يمقتون ويحاربون الفكر اليساري وأساليبه النضالية هؤلاء كنا نطلق عليهم اليمين .
1974 نتيجة خلاف بين أعضاء البارتي تم انشقاقه الى مجموعتين : الأولى مجموعة الكونفرانس بقيادة شيخ باقي ، و الثانية بقيادة مصطفى إبراهيم و حميد سينو الذي أيده البارتي في كردستان العراق .
يوسف ديبو : وقتها كنا ثلاثة أحزاب : اليساري و البارتي و اليمين ، وكان الموقف المبدئي واحد من هذا الحدث
لم اسمع بهذا القول لا من حزب ولا من عائلة كردية ولا حتى من شخص .
يوسف ديبو : خلافنا مع صلاح بدر الدين كان يتعلق بالأمور الإدارية التنظيمية ، كنا نسأله الرجوع الى الوطن وقيادة حزبه من الداخل … أما ما يتعلق بالمغالطات بحق صلاح نعم نعترف بأننا اختلفنا و تكلمنا وكلنا وللأسف أسأنا لبعضنا الآخر ، ولكن قيل الكثير من الإشاعات والأقاويل على شخصي و على عصمت سيدا وصالح كدو ونيو والكثيرون ، كلنا بالتأكيد اخطانا .
شفكر : هل كانت لبعض الأحزاب الكردستانية يد في انشقاق اليساري آنذاك ؟
· انشقاقات ناجمة عن مسائل فكرية كما حدثت في العام 1965 حيث كنا يساريون وكان الآخرون يمينيون ، واختلفنا حول مسائل تتعلق بوجود الشعب الكردي في سوريا ، بينما اليميني يميل الى أننا أقلية قومية ، ومسائل تتعلق بالمطالب القومية إذ كنا نطالب بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية ، بينما اليمين يطالب بجمعية خيرية وثقافية فيما بعد ، وحول مسالة الحوار مع السلطة كان اليسار يتوق الى حوار مع الهرم الأعلى في السلطة والمتمثلة بالقيادات القطرية والقومية وحتى قيادة الجبهة ، بينما اليمين يريد حوارا مع أجهزة الأمن .
– 1981 حينما أيد الشهيد د.
سامي عبد الرحمن حزب العمل الديمقراطي الكردي في سوريا – 1988 أيد وقتها أل (ح د ك ) الشهيد كمال احمد
حقيقة الأمر ان هذا الشيء مؤسف لان الأكراد السوريين دعموا وسا ندوا كل الأحزاب الكردستانية ولكن وبالمقابل هناك نجد البعض من هذه الأحزاب تتدخل في شؤوننا
يوسف ديبو : يأتي هذا المطلب بعد ان مررنا بتجربتين لم تكتب لهما النجاح : الأولى في نوروز1986 باسم التحالف الكردي في سوريا ( يعتبر اليساري من مؤسسيها ) الثانية في عام 1992 باسم تحالف آخر ولكن أيضا انقسم هذا التحالف .
عليه فأننا الآن بصدد العمل بجدية لاحياء وحدة اليسار والمتمثلة من القوى المنبثقة من مدرسة 5 آب والتي ذكرت أسماء هذه الأحزاب جواب على سؤالكم ما هي مدرسة 5 آب بالإضافة الى هؤلاء هناك السيد نصر الدين إبراهيم ومجموعة كبيرة معه كانوا ا من نفس مدرسة 5 آب .
حيث عقدت هذه الأحزاب عدة اجتماعات من العام المنصرم لتأسيس ( اتحاد سياسي كردي ) وطرحت نقاطا تالية وهي معروضة للنقاش:
1- تشكيل لجنة قيادية مشتركة مؤلفة من 15 قياديا ( من كل حزب 3 أعضاء )
حكيم بشار فهو صاحب طرح هذا المشروع ، هناك ثلاثة أحزاب في الجبهة وخمسة من القوى اليسارية ، أتمنى ان نجتمع تحت راية واحدة لا يهمني ما هي الراية أو صاحبها .
شفكر : عندما اصبح محمد موسى سكرتيرا لليساري ، هل تركت الحزب وانضممت الى حميد درويش باسم المستقلين ؟ وهل كان يعطيك حميد 8000 ل س ؟
يوسف ديبو : قبل جوابك ، من الأصول التنظيمية للحزب اليساري تغيير سكرتيره كل دورتين ، وهذا ما يفسر لماذا رشح الأستاذ محمد موسى الى سكرتير الحزب ، والذي أرى في شخصه القدرة في قيادة كل الحركة الكردية في سوريا ، حينها بقيت لعامين في المكتب السياسي وبعدها قدمت استقالتي من العمل الحزبي لظروف مادية وذلك في العام 1999 ….
بعدها بفترة وجيزة وبناء على طلب التحالف الكردي – الذي أسس المجلس العام- واقترحوا أن أكون في هذا المجلس كمستقل حيث كان عدد الحزبيين فيها 12 عضوا واما المستقلين 13 عضوا وبقيت معهم لمدة خمس أعوام ، وقد خصصوا لي مبلغ 3000 ل س شهريا ، مع العلم أنى وطوال فترة 35 عام كان هناك راتبا مخصصا لي كنت أتدبر به بعض أموري .
هل كانت زيارتكم أهلية وعائلية ؟ أم مصالحة تاريخية عما ارتكبتم في حق بعضكم من التخوين والخلافات ؟
يوسف ديبو : بعد ان قمنا بلقاءات كثيرة مع الأحزاب الكردستانية في السليمانية وفي هوليير ، قررت مع رفاقي زيارة الأستاذ صلاح بدر الدين وهو الآن شخصية سياسية وطنية وله مكانته وزرناه وكانت زيارة مصالحة أهلية وكرفاق قدامى .
السؤال : لما لم تدلوا بيان الى الرأي العام الكردي أو تصريح بأنكم أخطأتم والان تصالحتم ؟
يوسف ديبو : نعم زرت صلاح بدر الدين وتصالحنا وهو شخصية كردية معروفة ونحترم آرائه التي تخص الشان الكردي .نعترف بأننا اخطانا بحق بعضنا البعض لم ندرك معنى الاختلاف اتما خلافاتنا أثرت حتى على النواحي الاجتماعية وهذا ناجم عن قصور في وعينا وإدراكنا السياسي .
نعم افتخر باني سجنت لاني كنت أدافع عن قضايا شعبنا الكردي في سوريا وعن حقوقه المشروعة الجميع يعرف هذا …
يوسف ديبو : لم اسمع بان السيد حميد قد دخل السجن ، سمعنا انه كان ملاحقا لكن لا اعرف المدة التي تم فيها ملاحقته
كيف تم الإفراج عنكم فقط ؟
يوسف ديبو : في العام 1973 كانت دائرة الأمن السياسي تتبع وزراه الداخلية ، واما أجهزة الأمن العسكري كانت تابعة لشعبة المخابرات العامة .
بعد توزيعنا للمنشورات الرافضة بخصوص استقدام الغمر ، تم اعتقال بعض رفاقنا الحزبيين على يد الأمن السياسي كنت أنا وعادل اليزيدي ورفيقان آخران زج بنا بداية الى سجن الشيخ حسن ومن ثمة الى سجن القلعة بعد محاكمتنا من قبل أمن الدولة العليا التي أقرت بالسجن علينا لمدة تسعة اشهر بعد انقضاء فترة الحكم تم الافراج عنا ، كما انه تم اعتقال معظم رفاقنا بيد أجهزة الأمن العسكري وفيما بعد تم اعتقال قيادة البارتي وتوفيقهم عرفيا لمدة 8 أعوام ….
ولكن البعض يقول ان سليم حاجو وبهجت هما من قادا المظاهرة ؟
وبهجت حينها كان من الرفاق في المكتب السياسي كان معنا في المظاهرة ولدينا صور ووثائق تثبت ذلك .
ولهذه الأسباب وغيرها قمنا بتشكيل تحالفين أولاها 1986 وثانيها1992 ، وقام غيرنا بتشكيل أطر جامعة أخرى مثل الجبهة .
أما عن تحالفنا مع ال( ب ك ك) كان تحالفا انتخابيا.
تاريخ المحطات التنظيمية التي مر بها يوسف ديبو خلال 51عاما
*من العام 1957 الى العام 1958 كان عضو في الفرقة الحزبية
* من العام 1958الى العام 1965 كان عضوا في اللجنة الفرعية
* من العام 1965 الى العام 1967 كان عضوا للجنة المنطقية
* من العام 1967 الى العام 1969 مرشح للجنة المركزية
* من العام 1969 الى العام 1970عضو لجنة مركزية
* من العام 1970 الى العام 1971 عضو قيادة مرحلية
* من العام 1971 الى العام 1989 عضو مكتب سياسي
* من العام 1989 الى العام 1997 سكرتير للحزب اليساري
* من العام 1997 الى العام 1999 عضو مكتب سياسي
* من العام 1999 الى العام 2005 عضو مجلس عام للتحالف الكردي
*من العام 2005 وحتى الان عضو مكتب سياسي في اليساري
نعم الكوردايتي..
لأننا من خلالها فقط تتحقق الآمال وشكرا لكم .