صلاح بدرالدين
لم تكن زيارة د رياض حجاب رئيس الهيئة التفاوضية العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض لبعض أطراف المعارضة السورية الى أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق في الرابع من الشهر الجاري والاجتماع بالسيد مسعود بارزاني رئيس الاقليم الا استمرارا لزيارات سابقة متواصلة منذ أربعة أعوام لمسؤولين في معظم أطراف المعارضة السورية واجراء محادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بمافيها مايتعلق بالوضع في سوريا وكردها والمنطقة عموما .
ومرة أخرى أرادت وسائل اعلام الأحزاب الكردية السورية تجيير الزيارة لرغباتها وتقييمها حسب أهوائها بل أنها استبقت وصول الزائر في نشر أسباب الزيارة ونتائج المباحثات على شكل تسريبات في منابر صحفية حزبية أو تابعة منتهجة بذلك سلوكها السابق المفتقر الى الصدقية حتى في نقل الخبر واذا كانت منابر جماعات – ب ك ك – ومسمياتها السورية كانت السباقة في تفسيرها التآمري وكيل اتهاماتها المعتادة بخطابها البائس الممل واعتبار الزيارة جزءا من المؤامرة الأردوغانية عليها وعلى ادارتها الذاتية المثيرة للريبة الى درجة أن أحد أتباعها اعتبر أن الزيارة جاءت لتشديد الحصار على الشيخ مقصود فان خطاب أحزاب المجلس الكردي الاعلامي بهذا الشأن لم يكن بأفضل حال .
لقد أراد اعلام تلك الأحزاب وتصريحات ناطقيها تصوير الزيارة وكأنها تمت خصيصا من أجل بحث خلافات الأحزاب الكردية السورية والوقوف على أمراضها وايجاد العلاج لها واعادة الروح لهياكلها المتآكلة وسياساتها الفاشلة وهو ليس أمر خاطىء فحسب بل اساءة غير مباشرة الى الضيف والبلد المضيف فالزيارة هي لمسؤول معارض الى بلد مجاور لسوريا والى رئيس اقليم يحظى باحترام اقليمي ودولي يقف مع الشعب السوري ويؤيد حقه في الحياة الحرة الكريمة يستقبل على أرضه أكثر من ثلاثمائة ألف سوري بين لاجيء ومقيم غالبيتهم من الكرد ومعني مباشرة بمستقبل سوريا وكردها وكل مكوناتها ومسألة الحرب والسلم فيها والتواصل الانساني والحياتي والاقتصادي معها .
من المنطقي ولدى اجتماع طرفين فان مصادرهما الاعلامية هي المنوطة باعلان الخبر اليقين عن جوانب الاتفاق والاختلاف وخارج ذلك ليس الا دعايات رخيصة لاتقدم ولاتؤخر وعلى سبيل المثال فقد زعم البعض أن جدول عمل مباحثات الطرفين تناول تقديم د رياض حجاب الاعتذار للسيد رئيس الاقليم بشأن تصريح العميد أسعد الزعبي في حين أن ماتطرق اليه الزعبي في تصريحه المثير للجدل يتعلق بالكرد السوريين وليس بكردستان العراق ويجب وبالضرورة ان يتم تقديمها – اذا صح ذلك – الى كرد سوريا وعبر قنوات المعارضة السورية وضمن اطار اعلام الثورة السورية وسيكون لذلك وقع أكبر وتأثير أعمق وهو ماتمناه الأشقاء في الاقليم قبل وخلال الزيارة .
أما الزعم بأن الضيف الزائرأكد على أن – المجلس الوطني الكردي – هو الممثل الشرعي الوحيد لكرد سوريا !!!وهنا نتساءل هل أن د رياض حجاب ممثل شرعي وحيد للشعب السوري حتى يمنح صكوك الشرعية للآخرين ؟ وهل بلغ الغباء لدى البعض من أحزاب المجلس الكردي الى درجة انتظار اضفاء شرعية التمثيل من غير الشعب الكردي السوري والجمهور الذي يتحدث باسمه ليل نهار ؟ وهل بلغ بهم سوء الحال الى مستوى استجداء صكوك التمثيل كيفما كان ؟ وهل هذه الطريقة الأمثل لخدمة القضيتين القومية والوطنية عندما يتم استعارة الشرعية من هنا وهناك ؟ ألا يعلم هؤلاء أن الطريق الوحيد هو الاعتراف العلني بالفشل والعودة الى الشعب والارتهان الى ارادته في المؤتمر القومي الجامع المنشود المقترح منذ أعوام والمشار اليه في التحركات الشعبية الوحدوية الأخيرة .
طبعا لست مخولا بالتحدث باسم أحد ولكن أؤكد مرة أخرى على أن السيد رئيس اقليم كردستان أعلن مرارا وتكرارا أنه لم ولن يتدخل بشؤون كرد الأجزاء الأخرى ويحترم خياراتهم ويدعمهم على درب النضال والاتفاق والسلام وبمناسبة زيارة الوفد السوري المعارض صدر عن مكتب رئاسة الاقليم الخبر التالي : (إستقبل السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، اليوم الإثنين 4/4/2016م، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية رياض حجاب.أثناء اللقاء تبادل الجانبان الآراء حول الأوضاع السياسية والمستجدات الأخيرة في سوريا، والمفاوضات والإجتماعات الجارية في جنيف حول حل القضية السورية، وتمنى الرئيس بارزاني بأن تعود مفاوضات جنيف بالخير على الشعب السوري، وأبدى إستعداده للقيام بأية محاولة من شأنها إنهاء آلام الشعب السوري ) .
كما صدر عن مكتب د رياض حجاب : (عقد منسق الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الوزراء السوري السابق د رياض حجاب اجتماعا مع السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان في مكتبه وأكد د. حجاب على ضرورة تعميق التواصل والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا الأمنية المشتركة لمنع امتداد الأزمة إلى دول الجوار، وأهمية تكامل الجهود في المعركة ضد الإرهاب.
كما تناول الحديث ضرورة تحقيق السلم المجتمعي من خلال استيعاب كافة مكونات المجتمع السوري في عملية الانتقال السياسي، والعمل على إدماج سائر مكونات الطيف السياسي الكردي السوري في العملية السياسية وعدم السماح للجهات التي تعمل وفق أجندات خارجية باحتكار التمثيل السياسي لتحقيق أغراض حزبية ضيقة.
وفي تعليقه على سير العملية السياسية؛ قال د. حجاب: “السوريون وحدهم يقررون مستقبل البلاد وفق صيغة إجماع شعبي وانتخابات حرة نزيهة تتكافأ فيها الفرص، لن نسمح لأية فئة أن تعيد صياغة الهوية الوطنية وفق مفاهيمها الضيقة بقوة السلاح”.
لقد استخدمت وسائل اعلام أحزاب المجلسين (الكرديين !) بما فيها ادارات قنوات فضائية ومواقع ألكترونية تتشارك معها بالمنافع المادية كل أنواع التزلف والتحايل على أهداف ونتائج الزيارة بما فيها (ضرب الرمل وقراءة الفنجان) وهي نفسها ظلت ساكتة مثل صمت القبور أمام ماجاء في لقاء راعي المساعي الحميدة رئيس الاقليم في السادس عشر من الشهر المنصرم على فضائية (سكاي نيوز عربية) بشأن فشل أحزاب المجلسين ومسؤوليتها المباشرة فيما وصلت اليها الأمور أليس الأولى بها الاقدام على المزيد من التوضيحات والاقرار بالاخفاق والتنحي من المشهد أمام الشعب الكردي السوري وأمام من تابع كل مراحل التوقيع على اتفاقيات لم تر النور في أربيل ودهوك .