زهرة رمضان
الهجرة والتغرب أقسى قرار يتخذه المرء بأرادته أو بالإكراه.
فهي أصعب من الموت سأل أحد الصحابة الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه : هل هناك أصعب من الموت؟ قال : نعم فراق الأحبة.
ونحن فارقنا أرضنا واحبتنا، إحساس الغربة هو أقسى الحالات النفسية التي يعيشها الإنسان فهو يعاني الضعف والحاجة والحزن واليأس.
منذ بدء الكون والناس تهاجر بحثاً عن الرزق والعمل …طلبا للأمان و طلبا للعلم و …إلخ
حتى الأنبياء والرسل هاجرو ( نبي نوح، نبي لوط ،إبراهيم، صالح، موسى، محمد عليهم السلام ).
لكن ما تعلمناه من هجرة هؤلاء الأنبياء و الرسل و الكثير من العلماء و الشخصيات الذين هاجرو إن كان قسراً أو نفيا أنهم تركو موطنهم لكنهم لم يتركو مبادئهم و استغلوا ظروفهم في البلدان الجديدة لاستمرار دعوتهم و لخدمة قضاياهم التي من أجلها هاجرو إن كان برضا منهم أو إكراه.
انا هاجرت وانت هاجرت لظروف قاهرة في بلداننا، هاجرنا لبلاد مجاورة أو بعيدة بحثاً عن ما فقدناه في بلادنا من حرية وأمان. .هربنا من ظلم اسياد دولة عاملو شعبهم كالقطيع. .هربنا من حرب أثقلت كاهلنا بموت ودمار وخراب. ..هربنا كي لا نصبح مقتولين أو قتلة.
نحن لسنا خونة كما يصفنا من قاتل ب عصابات مسلحة باسم الدفاع عن الدين والشعب. الخائن من ساهم في تدمير بلده وقتل وتهجير شعبه.
الهجرة كان الحل الأصعب ولكن الوحيد في بلد يعيش بين النار والرصاص .
هاجرنا وكلنا أمل بالعودة لوطن آمن …مدمر اكيد… المهم سنعود وحتى نعود فأننا سنتعلم في بلاد الاغتراب و نستفيد من كل المتاح أمامنا لتطوير امكانياتنا ونعمل بجد كي نكون محل احترام من استقبلونا في بلدانهم .لأننا لم نأتي بحثاً عن رفاهية وحتى وإن توفرت حولنا سبل الرفاهية فأننا لن نستمتع بها فقلوبنا ضلت معلقة بالوطن وعيوننا تراقب كل الأسى والدمار والقتل والتهجير. ..
الجمعيات الحقوقية و المنظمات الإنسانية العالمية أعطت اللاجئين والمهاجرين حقوق كثيرة لكن بالمقابل علينا نحن أيضاً نحترم قوانين تلك الدول وعاداتهم ونتعلم على الأقل من هذه الغربة شيء اسمه التعايش مع الآخر.