ابراهيم محمود
إلى صاحب” المستنقع الفكري الآسن ” ومن يأتنس به أكثر
بدءاً من العنوان ” المستنقع الفكري الآسن “، وانتهاء بعبارة ” وتحررنا القومي والإنسان ” ثمة خبط ولبط، كما لو أن هناك” مستنقعاً ” غير آسن، ليتم تأسينه، في فتح بلاغي، وفي نطاق الغيرة المزعومة على الثقافة وما يصل بها من النواحي كافة..و.. ” تفوح الريحة “!
نعم، كنت أتمنَّى على صاحب” المستنقع الفكري الآسن ” والمنشور في ” ولاتي مه ” بتاريخ 16 تشرين الثاني 2016، أن يكون متماسكاً في كل ما تفوَّه به، ولو في الحد الأدنى، ولم أذكر اسمه بوعي، لأن كتابة الاسم تعني جدارة تثبيته. وإذ أنوّه إلى هذا الموسوم بالفيسبوك، كما نوَّهت في مرة سابقة إلى الخلل البنيوي في أصل الكتابة لدى المذكور، فلأن ثمة عدم اعتبار من السالف، عدم تركيز على حقيقة المنطوق وقد استحال سطوراً بائسة بائسة” مضاعفاً “، ولعله في اندفاعه أرسل دعواه “النفيرية” على خلفية من أثنى عليه، في شراكة إثم ما، وهو مصدّقه. وما تناولي لهذا “المستنقع” إلا لأن جرماً في التعبير، وفي الاعتقاد بالمكتوب، وتصور المتلقّي، يُرتَكب بجلاء.
” 136مفردة ” مفردة تلو أخرى ، وفي غالبيتها تكرر العبار الأولى ” الموروث الثقافي المتخلف “، ويجاز” ضمن نطاق ضيّق ” إلحاق عبارة ” المفاهيم المشوشة للعقل “، رغم أنها لا تخرج عن نطاق إدارة الأولى، وما عدا ذلك: هذيان في هذيان” وإن أصرَّ مادحه عن قرب ” قائلاً: إن الهذيان ذاته في الحالة هذه تعبير عن كلام ليس أيَّ كلام. أي كلام ؟
لاحظوا هذه السلسلة الفارطة الدالة على غياب أي ركيزة ثقافية قادرة على إسناد جملة فكرية، ينظَر في أمرها:
( الموروث الثقافي المتخلف ، العادات البالية ، المفاهيم المشوشة للعقل والفكر والتفكير ، التواكل ، التقليدية ، عدم اعمال العقل ، والتحجر الفكري للتيارات كافة الديني والقومي والاشتراكي ، النفاق ، التزلف ، التمظهر ، الاستعراضية ، الشوبشة اي الشاباشية والتصفيق للاخر وتذليل النقس وتحقيرها ، اهانة المرأة ، وتجاهل الطفولة والاساءة اليها ، الركض وراء النزوات بالاستفادة من الشرائع الدينية بالزواج من اربعة نساء او ثلاثة او اثنتين رغم انه لا يحتاج الى ذلك قطعا ، انما نزوة ذكورية بحتة ، عدم الاعتذار عند الخطأ ، عدم التخطيط للمستقبل والعيش بعبث وفوضى وبلا هدف وبلا رسالة في الحياة ، عدم السماع للآخر عند الحديث اي استلام الحديث والثرثرة الفارغة وعدم احترام المجالس و و و الخ امد يدي اليكم اصدقائي وصديقاتي للرد الواعي على هكذا ممارسات المغلوطة والمسيئة لانسانيتنا وتقدمنا وتحررنا القومي والانساني ..).
يقيناً، يتملكني الخجل من ” كتابة ” كهذه، وممَّن لا يرعوي في تقريظ المذكور، باعتباره ” المثقف ” الجدير بالتقدير، وجرّاء هذا الشعور، حيث الإسفاف في الكلام، وجدتَّني ثانية، أشدّد على لزوم عدم نشر هكذا” سـخـ…ات “، والأنكى حين تدرَج في باب وجوب” محاربة ” ما تقدَّم، وعلى أعلى مستوى، ولا أدري، كيف يأتي بالدواء من يفتقر إلى الحد الأدنى من علمه، أي وهو متخَم بالعلل ذات العلاقة بـ” المسرود ” الهذياني: إذ العبارة الأولى مشروحة في التالية، والتالية في الثالثة، والثالثة تخبيص صاعد…، ولم يكتف بكل ذلك ليورد: التقليدية، عدم إعمال العقل، التحجر الفكري، النفاق ، التزلف…الخ، و” سدرة منتهى دعواه”: الرد الواعي على هكذا ممارسات” المغلوطة “، وهي ” مغلوطة “، وتُشرَح في ” مسيئة ” إمعاناً في التفكك النفسي “: لإنسانيتنا، وأكثر من ذلك: تقدمنا وتحررنا القومي والإنساني. كما لو السالف غير اللاحق. فمَن أولى بمد يد العون والمعالجة السريرية ؟ ألسنا إزاء مستنقع محمول ” مُفَسْبَك “؟ وهو داء اصيبت به جموع غفيرة من كردننا، وفي الواجهة من يُحسبون كتّاباً ومثقفين، واستسيغ هذا الداء العطن، والدليل هو نشره على الملأ.
كردٌ ولا نخجل حقاً !
دهوك- في 17 تشرين الثاني 2016