رؤية حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا حول الأزمة السورية

بالرغم من المؤتمرات والمفاوضات والحوارات التي جرت وتجري بين الدول الرئيسية والتي تهتم بشأن السوري وتدخل في شأنه وكذلك النظام ومعارضيه لا تزال الأزمة السورية تتفاقم يوما بعد يوم ومعها يزداد معاناة الشعب السوري وجميع هذه المحاولات لم تجدي نفعا لإيقاف شلال الدم السوري ووضع حد لمعاناة وبركه وتشريده وتهجيره وعينه في المنافي . وهذا عائد حكما إلى عدم جدية المجتمع الدولي في إيقاف هذه المعارك وإنهاء الأزمة بسبب ان الدول التي تقوم بمساعي السلام هي نفسها التي تمد طرفي النزاع بالسلاح والعتاد .والذي يدفع ثمن هذه الفاتورة هو الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه واثنياته وهذا الثمن من دمائه وقتلاه وجرحاه ودماء مدنه وبلداته وقراه. 
وكذلك الحل العسكري بات مستحيلا بين طرفي النزاع وبعد مرور خمسة أعوام على هذه الحروب والمعارك .كون السلاح يتدفق إلى طرفي النزاع بحيث لا يحقق النصر لأي طرف على أخر وباتت الساحة السورية مفتوحة على جميع الدول التي تبحث  عن موطىء قدم لها لتنفيذ مصالحها واجنداتها بدعم هذا الطرف أو ذاك بالمال والسلاح والرجال وحتى بالتدخل المباشر كما فعلت روسيا وإيران  وميليشيات حزب الله اللبناني وأمريكا وظهرت المئات من الكتائب والفصائل العسكرية السلفية ومنها الإرهابية كالقاعدة وتنظيم داعش والتي تقوم بتنفيذ أجندات ومخططات الدول الإقليمية  والعالمية وان الساحة السورية أصبحت ساحة لتصفية حسابات الدول الكبرى والإقليمية وتحقيق مصالحها ومكاسبها فهي بالتأكيد مع إدامة واستمرارية هذا النزاع السوري الدموي وبات الحل السلمي أيضا بعيد المنال كون كل طرف يتمسك بشروطه ودون أن يتنازل للطرف الآخر لإيقاف هذه المجازر الدموية بحق الشعب السوري والذي طال معاناته لأكثر من خمسة أعوام قضاها تحت القصف بالأسلحة الثقيلة والكيميائية المحرمة دوليا والبراميل المتفجرة  والمدافع والصواريخ والقذائف المدمرة التي قتلت أكثر من نصف مليون سوري وأكثر من مليون مصاب ومعتقل ونصف الشعب أصبح مهاجرا  في الداخل والخارج والكل يعيش في ظروف قاهرة وقاسية فوق طاقة البشر  بالعيش تحت الحصار وفقدان المراد الغذائية وغلائها والعيش في خيام لا يتغير فيها أدنى شروط معيشتهم البشر في حر الصيف وبرد الشتاء.
فبراينا أن النظام الذي يتصف بالدكتاتوري والتمويل وسجل اسود في القتل والقمع والإجرام والتدمير، واستخدامه جميع الأسلحة المحرمة في قمع شعبه ودون أن يتم محاسبته دوليا ولاتزال دول العالم وخاصة الرئيسية ومجلس الأمن تقف موقف المتفرج على معاناة السوريين وقتلهم دون أن تقوم برده النظام عن أعماله الإجرامية. 
فكان الأجدى بالمعارضة السورية أن تتصف بالديمقراطية وان تتحد تحت راية واحدة وهدف واحد هو إسقاط النظام والإتيان بنظام ديمقراطي علماني برلماني اتحادي وفي الوقت الذي يكون تمويلها موحدا من دول الداعمة للشعب السوري لا ان يتم تمويل كل فصيل أو كتيبة بمفرده لتنفيذ أجندتها وشروطها على حساب دماء ودموع الشعب السوري .
وعلى المعارضة المسلحة أن تتحاشى قصف المدنيين ومساكنهم تحت اية حجة وسريعة وان تبعد المعارك عن المدن والقرى لتحييد المدنيين من هذه المعارك .
وعلى قوى المعارضة أن تكون جادة قولا وعملا في تبني الديمقراطية والعدالة والمساواة وحرية الرأي وان تكون سوريا لكل السوريين وان تقر وتعترف بحقوق ومطالب جميع  مكونات الشعب السوري وخاصة الشعب الكردي وقبل استلامها للسلطة . ليطمئن هذه المكونات وتقف إلى جانب قوى المعارضة بصدق وحقيقة لا ان تلعب المعارضة لعبة النظام مع مكونات الشعب السوري وإذا لم تقم قوى المعارضة بتبني هذه الطروحات فيكون الخاسر هو الشعب السوري ويبقى النظام إلى الأبد. 
18/5/2016

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…