اقيم اليوم بتاريخ 24حزيران 2022 في مكتب تيار مستقبل كردستان سوريا بمدينة قامشلو ندوة حوارية بمناسبة الذكرى الثامنة والاربعين لتطبيق الحزام العربي في المنطقة الكردية في سوريا بعنوان «التغيير الديمغرافي في المنطقة الكردية بين الامس واليوم ». ضمت نخبة من السياسيين والمثقفين ونشطاء في الشأن العام .
في سياق النقاش والمداخلات تم استعراض اسباب الحزام العربي العنصري الذي طبق في المنطقة الكردية بناء على مشروع الملازم أول محمد طلب هلال رئيس الشعبة السياسية في الحسكة الذي أصدر كراساً في عهد الانفصال (بعد الوحدة مع مصر) عام 1962، بعنوان: «دراسة عن محافظة الجزيرة من النواحي القومية، الاجتماعية، السياسية».
ويقترح هذا الكراس توصيات تتلخص في الدعوة إلى تجريد الكرد من أراضيهم ومن جنسيتهم السورية وممارسة سياسة التعريب والتهجير والتجويع والتجهيل بحقهم، وإقامة مستوطنات على شكل الكيبوتزات الإسرائيلية. وقد تم تبني هذه التوصيات من قبل المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث الحاكم المنعقد في سبتمبر عام 1966م ليؤكد في الفقرة الخامسة من توصياته بخصوص محافظة الحسكة على « إعادة النظر بملكية الأراضي الواقعة على الحدود السورية – التركية وعلى امتداد 350 كم وبعمق 10 – 15 كم واعتبارها ملكاً للدولة وتطبق فيها أنظمة الاستثمار الملائمة بما يحقق أمن الدولة». كما جاء في نشرة « المناضل » الصادرة عن مكتب الدعاية والإعلام في التوجيه القومي لحزب البعث (وهي نشرة داخلية سياسية دورية) في العدد 11 (شهر يناير 1966م – الصفحتين 12 و 13) وتحت عنوان « تقرير لخطة إنشاء مزارع حكومية في محافظة الحسكة»، ما يلي: «إن المخاطر التي واجهت وتواجه شعبنا العربي في شمال العراق، والتي خلقت من قبل الامبريالية، بدأت تهددنا أيضاً منذ بضعة أعوام أخيرة في محافظة الحسكة، أهملتها الحكومات السابقة، ولكن اليوم تحتاج إلى حل جذري سليم … إن أفراداً غير عرب، وأغلبهم أكراد، قد هاجروا إلى هذه المنطقة من تركيا والعراق وفقاً لخطة تؤيدها وتشجعها الامبريالية ولازالت … والأكراد استوطنوا في هذه المنطقة الخصيبة والتي هم غريبون عنها… بسبب وجود الاقطاعية في المنطقة ووجود عناصر غير عربية وغالبيتهم من الأكراد والذين يحاولون جاهدين أن يؤسسوا بلداً قومياً لهم في حدودنا الشمالية بمساعدة الامبريالية، ولأن المنطقة واقعة بالقرب من الحدود التركية والعراقية المأهولة بالأكراد وهم مطلوبون للمؤامرات والجاسوسية التي تحاك ضدنا في منطقة الحدود ، فمن العاجل جداً أن نتخذ الإجراءات الضرورية لكي ننقذ العرب في المنطقة .. يمكن القول أنه إذا بقيت الأشياء كما هي فإن الهجرة الكردية ستزداد في المنطقة وستشكل خطراً على حدود أمتنا ، إذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية المنطقة زراعياً وصناعياً وبخاصة بعد اكتشاف البترول .. »
تطرق الحاضرون الى خطر التغيير الديمغرافي والهندسة السكانية في مناطق سيطرة الدولة التركية والمجموعات المسلحة التابعة لها ( عفرين وسري كانيه وكري سبي ) وذلك بسب فقدان الامن والتضييق على الكرد واجبارهم على بيع عقاراتهم ، ومنع عودتهم الى مناطقهم ، واسكان مهجري سوريا فيها ، واستملاك بيوتهم وعقاراتهم ، كما اكدوا على ان المناطق الخاضعة لسلطة ال ب ي د تتعرض هي الاخرى الى تغيير ديمغرافي وهندسة سكانية ممنهجة بسبب التجنيد الاجباري وانهيار عملية التعليم ، وسوء الاوضاع الاقتصادية والخدمية ، ومحاربة الناس في لقمة عيشهم ، وفرض الضرائب الكبيرة والاتاوات ، والتضييق على الحريات العامة مما يدفع الجميع البحث عن الخلاص الفردي والتفكير الجدي بالهجرة نحو الخارج . اضافة الى ظروف الحرب والنزوح الداخلي ، وانتقد المجتمعون قادة الاحزاب الكردية الذين لم يتمسكوا بالأرض وغادروا كردستان سوريا مع زوجاتهم واولادهم واليوم يطالبون الاخرين بالعودة وعدم الهجرة ..! .
خلص المجتمعون في النهاية على ضرورة التمسك بالأرض ، ومواجهة الهندسة السكانية التي تجري في كل المناطق الكردية بالبقاء في الوطن ، والتمسك بالأرض مهما حصل رغم كل الصعوبات والعوامل التي تدفع للهجرة ، كما اكدوا على ضرورة عودة اهالي عفرين وكري سبي وسري كانية الى مدنهم وقراهم رغم كل حالات المنع او التضييق ، وتحمل نتائج هذه العودة ، ومواجهة حالات الاقتلاع ، اضافة الى قيام الاحزاب بعقد ندوات ولقاءات جماهيرية لزيادة تنمية الشعور القومي ، وضرورة التمسك بالمكان ، وفضح كل الممارسات والانتهاكات التي تجري في المناطق الكردية ، ومن أي جهة صدرت ، كما دعوا ادارة ب ي د بالكف عن كل ما من شأنه ان يدفع للهجرة سواء داخلياً او خارجياً ، وتخفيف الاعباء الاقتصادية وتوفير الشروط الامنة والطوعية لعودة المهجرين ، وخاصة من كردستان العراق .
قامشلو 24حزيران 2022
تيار مستقبل كردستان سوريا
مكتب الاعلام