بعض من فيض المناضل دهام ميرو (2)

وليد حاج عبدالقادر / دبي 

خاص لموقع ولاتي مه
في بداية هذا القسم أحب التوكيد على أمر مهم، وهو أنني لم ولن أتقصد تتبع سريالية حياة المناضل دهام ميرو وبالتالي سيرة حياته بتفاصيلها، والتي لا أشك مطلقا، بأنها مليئة بقضايا ومواقف هامة، وكذلك فإن مسعاي الرئيس هو أنني قد صممت شخصيا أن أركز ( حسبما أراه ) في استعراض مرحلة يمكن اعتبارها حيوية وهامة في النضال القومي الكرد بسورية خاصة والكردستاني عامة، وان كنت اعني بجزأين رئيسيين وهما في القسمين الملحقين بكل من سوريا والعراق خاصة،  وتحديدا وفق مسارات قلم الرصاص للمس بيل البريطانية وخارطتها التي اعتمدتها في خط التقسيم، وفي العودة الى الراحل دهام ميرو وبيئته وكذلك مسار حياته الشخصية بصفة عامة، 
فقد سعيت وسأستمر كهدف في التركيز على الجوانب الخافية، والخطوات العفوية لأمور قام بها واتخذ فيها مواقف وبالتتابع كانت تستدل منها سعة صدر ومنطق استيعابي، استطاع لابل ساهم من خلالها في تجاوز عقد عديدة وقضايا وصلت إلى حد نزف الدم، ولكنه كان وبمعية الأطراف المتخاصمة، كانوا ينبرون للحكمة، لابل ولمرات عديدة ورغم حالات الفتنة الممنهجة التي كانت تثار في غالب الأحيان، والأيادي التي سعت مرارا للعبث بالسلم والتعايش الاهلي ونسف التآلف بشتى السبل، سواء من جهات تابعة للنظام او كإنعكاس لادلجات كانت قد طفت على السطح أرادت الإرتكاز على الفهم غير المتجانس من جهة وجدلية الصراع الطبقي في سعي وكسلاح استخدم في مناطق كردية عديدة، استهدفت السلم المجتمعي الكردي من جهة، وضرب التوجه – ات القومي – ة التي كانت قد اخذت تنمو وتتصاعد، فظهرت أشكال وألوان من الطروحات التي تاطرت كلها وانبثقت من مفاهيم نظرية عامة، ركزت وبفظاعة غريبة راكبة موجة المد الماركسي اللينيني، وبالتالي جدلية الصراع الطبقي في فهم تناحري متكلس، وللحق فان من مارس وحرض كثيرا حينها، لابل ولايزال يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية التاريخية لكثير من الخنادق بزعم فكري هم بالذات اولئكم من فشلوا والى لحظته في فهم وادراك لابل تطويع متلازمة احتواء / ربط النضالين القومي والطبقي /، هذا الشعار / الجدل والذي ظل يستخدم ظلما وبمقاسات – كما مقاس صاحب التابوت الذي كان يمط في اقدام المتوفين او يقصرهما على مقاس صندوقه -، نعم ؟ . وهنا سأوجز في كثير من الأمور، وساختزلها في عناوين رئيسة يفترض ( بنا جميعا ) العودة إليها للبحث والتقصي من جهة، والإرتكاز عليها من جهة أخرى لتبيان حقيقة ما جرى منذ تأسيس البارتي في سورية وصولا إلى مرحلة الإعتقالات والمحاكم العسكرية والصراعات داخل الحزب بزعم تناحر الكتل والخطوات المتقهقرة صوب مجهول للجماهير والقوى الخيرة، ولكنها مبرمجة كانت وباتقان، هذه البرمجيات التي يسعى كثيرون في الابتعاد عن التعمق فيها لابل وتصويرها كالبقع الظلامية في اعماق السماوات، هذه القضايا والتي تم دفعها عنوة وبشكل منهجي إلى دهاليز صنفت على أنها قضايا شائكة رغم وضوحها الصريح وهشاشة اغلفتها التي ما استطاعت الصمود رغم فضفاضية شعاراتها بمواقفها التي ما استقرت على ربط الصراع القومي بالصراع الطبقي وما اعادتها مطلقا هلاميات الشعارات التي كنا نحن – غالبيتنا – نرددها كشعار البعث الخالد واهدافنا التي لازالت تائهة بين التعريف الديمقراطي لقضيتنا وحقوقنا كشعب او اقلية بالنسبة الى الاغلبية ووووو .. الامر الوحيد الذي نفذ وبدقة ديجتال عالية، لابل ومهدت لتمنح شهادة ايزو لاختراعات شهادات البراءة في فن إيجاد التهم وأنواع أجهزة وأدوات القص واستخدامها ايضا في عمليات تشظي ( الأحزاب )، هذه العناوين المركبة التي سادت فوضى ما تلي حالة الإستهداف السلطوي الأول للتنظيم الذي ولد في كردستان سوريا، ومن ثم مأسسة مدارس التفريخ الحزبي، وما تلى ذلك من أساليب ومنهجية الدفع بالدكتور نورالدين ظاظا إلى الإبتعاد والخروج من حاضنة الفوضى – التنظيمية الخلاقة – والتشظي وايضا المخطط الذي مورس  ودفع بالحزب نحو التكتلات والنمو السرطاني للكتل ومن ثم بوادر التشظي وايضا محاور ومجموعات، وشعارات وطنية وقومية وطبقية وفئويات مناطقية وطلابية ووو، عوامل عديدة طفت على السطح وكانت بعضها تفصح عن مشارط الامن في عهد الجمهورية المتحدة وتصقلت اكثر في عهد حكومة الإنفصال والتي في عهدها تمأسست المخططات ومشاريع عنصرية محددة ومركزة ومن تحت عباءة التعريب الممنهج للمناطق الكردية، في حين كانت حركتها السيلسية تتخاصم وتتقاتل وكل يرتكز على مقولة هامة تمثلت في ختم او موقف وكتاب – رسالة الشرعية من القائد الخالد البرزاني وكصك ظل يمارسه تقاة الطرفين كل يزعمها في استهلاكاته بالشارع الكردي، وبالرغم من هذا الشتات والتمزق السياسي – التنظيمي والذي سيطر وبعنف  وقسم المجتمع الكردي السوري، ساهم في مقابله ذلك الخلاف بين قيادة الثورة ذاتها وخاصة بين قيادة الملأ مصطفى البرزاني وبين مجموعة من المكتب السياسي للحزب بقيادة كل من إبراهيم أحمد وجلال الطالباني ولتصبح هذه ايضا واحدة من الأوراق وإن خفت أمر ذلك بعد التفاهمات بين الطرفين، وان بقيت آثار ذلك مستمرة حتى الوصول إلى مرحلة اتفاقية 11 آذار عام 1970 . وفي العودة من جديد إلى بيئة المناضل الراحل دهام ميرو والى الفترة التي سبقت مرحلة تكليفه بما ساعرفه شخصيا ب ( لجنة ) التقارب بين طرفي البارتي او ما سمي باليمين واليسار وطبعا ( حسب ما تصورته حينها ) هي اللجنة التي كلفت وسعت لتوحيد طرفي البارتي وهي ارتكزت أصلا على أمور ثلاثة تمثلت في ضمان موقف كتلة المعارضة لطرفي الإنشقاق واللذين عرفا شعبيا باتجاهي اليمين واليسار، اما كتلة المعارضة للطرفين والتي كانت بقيادة المناضل الراحل كنعان عكيد فقد اصبحت ومن حيث المواقف اصلا الركيزة المفترضة لانها في الاصل كتلة وجدت لممانعة ترسيخ الشق، وساختصر هنا في هذا المفصل لأقسام قادمة وإن كان التسلسل الزمني يفترض بي العودة وراءا ومن جديد إلى العلاقة بين آل ميرو ومشاركيهم في القريتين موزلان وكركا ميرو، وايضا إلى بعض من المنازعات البينية كأية بيئة كردية مشابهة، ومواجهات وصلت إلى تبادل لإطلاق النار خاصة في قرية كرك، والتي كانت تؤجج بفعل توجهات وايضا تدخلات وفي واحدة منها جرح الراحل عبدالمطلب شقيق الراحل دهام ميرو ووصل الخبر إليه في القرية فهرع هو وشقيقه الراحل دياب إلى القرية وهو يصرخ باخوته وينهرهم ويذكر الجميع بصلة الدم، ومع وصول الشرطة إلى كرك استهدفت الراحل دهام وشقيقه دياب رغم شهادة الخصوم حينها بان الراحل وشقيقه دياب ليسا طرفا في المشكلة، إلا ان قائد قوات الشرطة الموجودة وكان يدعى ( أبو رسمي ) فقد أصر على جمع كل أهل القرية في محيط منزل الراحل حج عبدالهادي ميرو وامر الراحلين دهام ودياب بالتعري واوقفاهما بجانب البئر وامر شرطيان برمي بقايا الوحل عليهما واخر يسحب دلات الماء من البئر وإفراغها على جسديهما وشرطيان بيد كل منهما خيزران يستهدفهما و،،، تحملا كل ذلك بشجاعة .. بعد حملة التعذيب الممنهجة ومغادرة قوة الشرطة القرية، كان الطرف الآخر قد غادروا القرية، إلا ان الراحل دهام وهم ظلوا على تواصل وشخصيا – حسبما أتذكر – فأن أهل القرية عادوا بذات النهار او الذي تلاه والطرفان ادركا بسرعة بان هناك من يسعى الى تاجيج صراع وهمي بينهما، وحسب معلوماتي ورغم خروجي من المنطقة منذ حوالي اربعة عقود فان علاقة الجميع ببعضهم ارتقت، وهي مثل اهالي جميع القرى المتوالفة كاسرة واحدة، ولازلت اتذكر قول السيد جميل ( جمو ) من قرية كرك حينما التقيته مصادفة في دمشق مرة عن العلاقة البينية في كرك وموزلان وآل ميرو وجملته التي اختزل بها قضايا كثيرة : العقول كما البيوت تغيرت ومهما ازدادت بيوتات كرك نبقى بيتا واحدا ولاتنس ان البيت الواحد تفرعت منه بيوتات عديدة …
،،،
يتبع 
* القسمين الأولين هدفهما تسليط وان كان بكثافة على مرحلة ما قبل تكليف الراحل دهام ميرو برئاسة لجنة في مسعى لتوحيد طرفي الحزب الذي كان قد انشق إلى اتجاهين
** ماسربه لاحقا المساعد أول أبو رسمي رئيس مخفر الخيالة وكنت التقيته مرارا في درعا بعد تقاعده وأثناء خدمتي العسكرية هناك بأنه قبل مغادرته المخفر من ديريك إلى كرك بعد اعلامهم بالمجريات ان رئيس الشعبة السياسية بديريك اتصل معه وطلب منه تاديب ابناء ميرو وبالاخص اكبرهم دهام ميرو .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صدرت للكاتب والباحث د. محمود عباس مؤخراً ثلاثة كتب جديدة، وبطباعة فاخرة، ضمن سلسلة مخطوطاته التي تتجاوز الأربعين كتابًا، متناولةً القضايا الكوردية من مختلف جوانبها: النضال السياسي، والمواجهة مع الإرهاب، والتمسك بالهوية الثقافية. تُعدّ هذه الإصدارات شهادة حيّة على مسيرة د. عباس، الذي يكتب منذ أكثر من ربع قرن بشكل شبه يومي، بثلاث لغات: العربية، الكردية، والإنجليزية. إصدارات الدكتور محمود…

اكرم حسين تستند الشعبوية في خطابها على المشاعر والعواطف الجماهيرية، بدلًا من العقلانية والتخطيط، حيث أصبحت ظاهرة منتشرة في الحالة الكردية السورية، وتتجلى في الخطاب السياسي الذي يفضل دغدغة المشاعر الجماهيرية واستخدام شعارات براقة، ووعود كاذبة بتحقيق طموحات غير واقعية، بدلاً من تقديم برامج عملية لحل المشكلات المستعصية التي تعاني منها المناطق الكردية. إن تفاقم الاوضاع الاقتصادية وانتشار الفقروالبطالة، يدفع…

خالد حسو عفرين وريفها، تلك البقعة التي كانت دائمًا قلب كوردستان النابض، هي اليوم جرحٌ عميق ينزف، لكنها ستبقى شاهدة على تاريخٍ لا يُنسى. لا نقول “عفرين أولاً” عبثًا اليوم، بل لأن ما حدث لها، وما يزال يحدث، يضعها في مقدمة الذاكرة الكوردية. لماذا عفرين الآن؟ لأن عفرين ليست مجرد مدينة؛ هي الرئة التي تتنفس بها كوردستان، والعروس التي تتوج…

خليل مصطفى ما تُظهرهُ حالياً جماعة المُعارضة السورية (وأعني جماعات ائتلاف المُعارضة المُتحالفين مع النظام التركي) من أقوال وأفعال مُعادية ضد أخوتهم السوريين في شمال شرق سوريا، لهي دليل على غباوتهم وجهالتهم ونتانة بعدهم عن تعاليم وتوجيهات دين الله تعالى (الإسلام).؟! فلو أنهُم كانوا يُؤمنون بالله الذي خالقهُم وخالق شعوب شمال شرق سوريا، لالتزموا بأقواله تعالى: 1 ــ (تعاونوا على…