وليد حاج عبدالقادر / دبي
تكاد ألا تمر لحظة من دون ان تدخل المنظومة الآبوجية في دائرة المتناقضات والتبريرات وبلغة اشبه لإدانة الذات بالذات، وخير شاهد على ذلك : هي ذاتها القيادية فيما يسمى بجوانين رورش كر، ففي الوقت الذي نفت فيه استهداف مكاتب وأنشطة المجلس الوطني الكردي، أقرت وبصريح العبارة والتوصيف، باستهداف مكتب قناة روداو بمدينة القامشلي ستة مرات بقنابل المولوتوف وغيرها وذلك كإنذار لهم للعودة الى الرأي الصواب حسب زعمها، هذا التناقض الذي تم منهجته وتسويقه قطيعيا وبات له سدنته المحصنون بقوة الثورة والسلطة لا بالقانون بل فوقه، فلا غرو إذا ألا يبقى هناك مختلف !
ولكن وكالعادة في تناسي : أن النقيض يجوز ان يحتوي على النقيض، لابل ان وحدانية الصراع يمكن أن ينفذ كما هي وحدانية القوة، فحينما – على سبيل المثال – تقبل منظومتهم أن تعمل كشركة حراسة خاصة ! وان تكون دوما وتحت امر آخرين، في الخط الأمامي وتعمل تلك القوة لصالح من يدفع لهم ؟ فطبيعي ان تكون اكثر الضحايا البشرية هي من صفوفها وحينها وبكل ثقة ؟ كل أموال الدنيا لا تضاهي نقطة دم واحدة لشهيد كما وحسرة أم أو أخت .. الدفع ندرك انه يتم مرتين وان غابت بكم وفيكم الذاكرة ؟ ( إسألوا نصرالله وهنية والحشد الشيعي جماعة – خودي نهشتي – وربعه ) .
إن من أكبر الكبائر في العرف النضالي القومي هو ان تسعى الى هدم كل الأسس البنيوية في قومك، والاقذر أن تصبح كالببغاء تقلد لا بل تهجن لغتك كموضة وتقلب الأمور عاليها وواطيها من دون خارطة طريق او حتى تصور حينها : لا تستغرب ان يصبح صدرك كلوح على شاكلة بوكاسا او عيدي أمين ويقلدك العدو بمحافل نياشينه الوهمية .
حينما يصبح الرهان على الزمن واتباع سياسة اللعب على التناقضات الدولية هدفا، والإلتهاء بلعبة – خيزك وخانيشوك – وكلها على حساب العمل المطلوب ! عندها عليك ألا تستغرب في ان يصبح المثل الشعبي ( من يدري يدري ومن لا يدري كف عدس ) العنوان الأبرز ليغطي على بهرجة كل العناوين البارزة، والحالة هذه ستذكرنا بما كنا نفعله ونحن صغار نتلهى ب – كوليلكين نيشاني – والمراهنة على وريقاتها نقطفها واحدة واحدة، ونحن نردد مع كل ورقة جنة والثانية جهنم او ناجح – راسب وتطور لاحقا الى تحبني – لا تحبني حتى الورقة الأخيرة وهكذا هي حالتهم المساكين والانتظار قد يذبلهم قبل الورق . وبعيدا عن بعض من الرمزيات واحتراما للحقائق، وللإيضاح الأسهل رغم مناعته : الصفة القومية الكردية التي يتبجح بها غالبية اتباع PKK وحزب اتحاد ديمقراطي هي باطلة بعد ان بترها صالح مسلم، ونفتها الهام احمد بشدة، ويفترض بالإدارة والحزب ووو محاسبة كل من يشوه الإسم بلاحقة استعمارية تستهدف الإساءة الى قلعة الديمقراطية – كلها دمو قره سييي –
وكنموذج أكثر طرافة هنا : ما دار من لغط حول مسودة الدستور الذي طرحه المجلس الوطني الكردي في سوريا قبل عدة سنين، والتي لازلت شخصيا اعتبرها كظاهرة صحية مائة بالمائة، وقبل تعليل صحية ذلك من عدمه، لابد من شرح معنى اللغط، اي مايساوي الجدل، وهنا حتى الجدل ذاته هي قيمة معيارية، إما انها تثبت ما أثير او تضيف لها مأثورا جديدا .. وبقناعتي : أن طرح مشروع دستورهم – المجلس الوطني الكردي – يوازي طردا ما تنسفه مجموعة آلدار خليل المملوكة لمقام جميل بايق، خاصة في سياقية شعب على ارضه التاريخية، وبالتالي الأقلمة / الفدرلة وبثوبها القومي الصريح بلا لف ولا دوران من ناحية، كما ولا تغليف بأوراق أشغال ملونة .. ويا سادة : .. سأهلل معكم وأصفق لو دللتموني على نص تم فيها شطب عفرين منها سوى / واعذروني / ذلك الجذر الذي يشتغل عليه منذ ايامات جد جد الكابتن بن فرناس … وباختصار وعلى فكرة أيضا : سأعتبر ما نشر ويقال حتى لو كان / تروو كوبي / يعني طبق الأصل عن المسودة بأنه لا أصل لها طالما لم يصدر حينها ببيان رسمي .. و : خاصة ما يتباهون به شعبويا حول البوصلة واتجاهاتها بدل اصطرلاب المقدسي ومفهوم إقليم كردستان سوريا مع التركيز على لا حزف الواو من – كوردستان – فقط ! بل وشو عليه ؟ كل كردستان وكرمال عينك يا حقان فدان، وعليه : احب ان اشير الى الكلام المدون ادناه والصادر في بيان بانه ليس من تأليفي بل بإسم المؤسسة التي صاغته، وبالأخير صار جنيف وحضوره هو الأهم ! ما علينا ؟ فلنقرأ مقطعا ادناه من بيان لعوائل الشهداء الذين نجل ونحترم :
( رابعاً : مشاركة الإدارة الذاتية في مفاوضات جنيف ولجنة كتابة الدستور . وفي الختام نحن عوائل الشهداء من أمهات وآباء وأبناءهم قدمنا أكثر من ثمانية آلاف شهيد في حربنا ضد داعش، هؤلاء الشهداء ضحوا بأنفسهم من أجل كل البشرية، لذلك كل البشرية مدينون لهم، وتقع المسؤولية على عاتق كل المنظمات الدولية بالحفاظ على ما حققته هذه التضحيات من أمان واستقرار، ونحن أيضاً بهذه الوسيلة مرة أخرى نجدد عهدنا بأننا سندافع عن أهدافهم وسنسير على دربهم حتى النصر المؤزر” ) .
وساضيف إضاءة اخرى : في لقاء للسيد نوري محمود مع الإعلامية القديرة زوزان سعدون – شبكة روداو – وكنت أستمع للحوار ! ظننت لبرهة وكأنني استمع لقائد الجبهة الساندنية في نيكاراغوا ! . معقول وحدات الحماية هي قوات ما فوق تف دمية ولا علاقة لها بالسجون وإغلاق المكاتب وجوانين شورشكير والأهم قوات المداهمة المافوق جوهرية ؟ هل كان السيد نوري محمود يدرك بأنه يخاطب شعبنا وليس الفيتكونغ ؟! ومثل هكذا احاديث ؟ ألا يلاحظ حجم ثقلها اللامعقول لطالما هي تتجاوز خط الواقعية الى ما فوقها ونقيضها ؟ والادهى هو إصراركم بانكم تحمون الوحدة الكردية ! إلا اللهم : بكل جدية نتقدم لكم بالشكر ! فقد نشطتم فينا الذاكرة واعدتم الى أذهاننا الثائر اورتيغا السانديني ومعه احداثيات ثورات القرن الماضي، وها انتم بالفعل تحمون الوحدة الكردية تعليبا والثورية ضبطا و تقييدا، وهذا رأيي وانا حر فيه .
أن الممارسات المتناقضة، واللخبطة التي انتم اوقعتم نفسكم فيها، حتى لا أقول بانهم دفعوكم إليها، خاصة ما استخلصته – شخصيا – بعد اكثر من ستين سنة في هذه الحياة منها حوالي من 50 سنة في محيط وداخل الحركة السياسية الكردية، ان الذي يكثر من الأقوال تكون أفعاله دائما مغيبة، والهائمون أو الخائبون وبانتصارات ـ راندكرايزرية ـ يزيدون في بهلوانياتهم، ولكن الأصعب دائما هي تلك المسحة الخائبة وسيل التبرير المتراكم لابل والمتتالي كطلقات الرشاش حتى ومن دون العودة الى مقولات أو خطابات ربع الساعة الأخيرة .. حقيقة أنصح الخائبين والمصدومين الكرد ـ من هم على شاكلتي ـ بالعودة الى متابعة المسلسل الكوميدي .. يوميات سلفي / إخواني في مصر ومدى انعكاسها الواقعي لدن طرائق مستجدة مستنبطة كانت من طرائق التصوّف السياسي الكردي عندنا .. وفي الواقع هي قمّة السخف و ـ المسخرة ـ ان لا أكون معك فأنا مخترق مخابراتيا وليتها سوريا، وان كان وبكل أسف الى الآن يبدو وبوضوح أن سطوة حقّان فيدان ومخالبه قد طالت ! قليل مما تبقى من المصداقية وإحترام الذات أولا، فبالمحصّلة نحن أولاد حارات متقاربة وكلّنا يعلم مصداقية الآخر وسنة بضاعته ـ أو ماركته ـ الكرديّة، أهي كانت منذ 15 -3 – 2011 أو ما بعدها .. لابل لعل فترات اعنقالات بعض من قياداته تتجاوز عمر من يتهم … حقا من لايفهم الأمور ! فمن حقّه التقوّل بما يشاء وهذا التعبير أحتراما للقراء والذات .