احمد يونس بافي جومرد
منذ نشوء الحركة الكردية وتأسيها١٩٥٧ولتاريخه هناك صراع محتدم بين القادة في الحركة مما أدى إلى حدوث شرخ بين القيادة والجماهير ولم يبخل جماهير شعبنا في عطائه يوما من أجل وطنه بل قدم فلذات أكباده من أجل نيل حقوقه المشروعة والمغتصبة وعلى أثر هذه الخلافات تفرد النظام في تطبيق مشاريعه العنصرية بحق شعبنا بدءاً من تجريديهم من الجنسية وتطبيق الحزام العربي والاستلاء على أراضي الفلاحين من أبناء شعبنا وتوزيعها على الوافدين وبناء مستوطنات بغية تعريب المنطقة من سكانها وتغيير الديمغرافية السكانية في كردستان سوريا إضافة إلى سن القوانين والمراسيم الجائرة بحق شعبنا ناهيك عن القضايا المدنية وحق التملك ولم يبق قانونا أو مرسوما إلا وطبق بحق شعبنا للحد من حقوقه المدينة
ورغم كل هذه الإجراءات التعسفية لا تزال الحركة الكردية في صراع محتدم ومنقسم على نفسها حتى بات لا يعرف الحزب إلا بشخص أمينها ولم تحقق الحركة شيئا على أرض الواقع لشعبنا سوى حدوث تكتلات وتفريخ أحزاب والارتباط بالمحاور ولم تستفيد الحركة من الأحداث يوما والفرص .
لأن السياسة هي إنتهاز الفرص كما لم تستطع الحركة أن تتفق فيما بينها على قضايا مصيرية ولم تتبن مشروعا ورؤية واضحة حول حقوق شعبها وقضيته العادلة وبناءً على هذه المعطيات إن قيادة الحركة الكردية غير مؤهلة لهذه المرحلة المصيرية وخاصة بعد قيام الثورة السورية وإن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لها تداعيات على المنطقة والعالم وستحدث تحالفات وتغيرات بين الدول على أثر هذا الحرب التي تدافع أوكرانيا وكالة عن الغرب ببوابتها الشرقية وعلى أثرها قد تحدث إفرازات وتغييرات على المنطقة والعالم على صعيد العلاقات ولاتزال الحركة منهمكة في خلافاتها وصراعاتها الداخلية فيما بينها لذا على السياسيين في الحركة البالغين في الكذب والتموين أن ينتهزوا هذه الفرصة التاريخية ولكن هيهات.
أيها القادة كفانا صراعا من أجل كرسي أو منصب زائل كفاكم اللعب بمشاعر الناس وعقولهم حتى بات الوطن رخيصا في سوق النخاسة السياسية كفاكم شد الحبل لأن الوطن يحتضر وأصبح في غرفة الإنعاش وانتم في خلافاتكم سائرون لأن كل شيء جائز عندكم حتى بيع المبادئ والقيم على حساب شعبكم كفاكم تتجاهلون آلام الوطن وجراحه الغائرة أيها القادة لقد سرقتم آمال شعبكم ونهبتم طموحاته وأحلام شبابه خدمة لمصالحكم أيها القادة كفاكم عشوائية وإرتباطا وتخبطا في دهاليز السياسة.
بخلافاتكم وصراعاتكم المملة كفاكم زرع الفتن واللعب في خنادق اختلافاتكم المتكررة الذي أدى إلى تدمير الحياة الاجتماعية التي أورثونا أياها أجدادنا لقد ضاع الوطن والشعب معا من جراء خلافاتكم وصراعاتكم على المصالح والتحزب. أيها القادة لقد وضعتم الوطن بأكمله أمام تحديات صعبة ومواقف حرجة لا يحسد عليها كان الوطن غنيا فأفقرتموه وقويا فأضعفتموه وأصبح الوطن بلا هوية من وراء أفعالكم . كفاكم لقد وضعتم الجاهل مكان المثقف والوضيع مكان العزيز والتابع في القيادة. قادة الحركات في العالم تتصارع من أجل تأمين حقوق شعبهم وتقديم الخدمات لهم أما أنتم تسخرون الوطن وأبناء شعبكم من أجل كرسي زائل لا يدوم ومصالح آنية لا تدوم لقد شوهتم الفلسفة والنهج معا لقد أصبح كثير منكم مثل عبدالله بن سلول في نفاقه حتى أصبح الوطن مرتعا للغرباء ومجهول الهوية وانتم تتقاسمون الكعكة بينكم دون وازع من ضمير ولم تشعروا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم والله لو كان التاريخ سيفا لحصد رؤوسكم وريح الشعب من صراعكم وأفعالكم، لذا نحن بحاجة إلى حامل سياسي حقيقي يشعر بالمسؤولية ويبتعد عن المصالح الشخصية وتخندق في التيارات الحزبوية، نحن بحاجة إلى قيادة يتشدد فيها الاندفاع نحو الصدق والإخلاص لتشكيل فريق يملك رؤية مستقبلية ومشروعا وطنيا يلبى طموحات شعبنا في بناء مستقبله وهذا لا يتم إلا بتوحيد الصفوف والكلمة وتحرير العقول المتحجرة مما عليه.
أيها القادة إننا أمام إمتحان صعب ومرحلة الوجود وظرف غاية التعقيد لأن مستقبل شعبنا ومصيره مرهون بتوحيد الصفوف والحد من الخلافات لأن الأحداث تتسارع وقطار الزمن كوميض البرق يجب أن نسبق الزمن و نترك الخلافات جانبا وإلا نكون قد ضيعنا وطننا ومستقبل شعبنا وقتها سأقيم حداداً على وطني وسنصبح أيتام الكون مدى الزمان.