أحمد عبدالقادر محمود
الأنظمة التركية المتعاقبة منذُ نشوئها بعد سقوط وإنهيار الخلافة العثمانية و بقوة دفع من اتفاقية سايكس بيكو، ناصبت العداء للقوميات الأخرى كافة، وعلى رأس تلك القوميات لاشك هم الكرد الأكثر عددا ونفوذاً وأرضا، وفعلت ما بوسعها تلك الأنظمة المتعاقبة كي لا تقوم قائمة للكرد، ورغم ذلك شهدنا العديد من الثورات والكثير من حالات التمرد والعصيان التي كان يقوم بها الكرد دفاعاً عن أنفسهم وكيانهم، كل ذلك لم يضع الكرد في حالة عجز وقلة حيلة، واستجابة للظروف الدولية أسسوا أحزابا ومنظمات للمطالبة بحقوقهم المشروعة سلمياً بعد تسيّد العلمانيين الأتراك سدة الحكم،
في تلك الفترة عاش الكرد كمواطنين في دولة تركية مقيمين في بلداتهم وقراهم بأمان، إلا أن ظهر في المشهد حزب الpkk المُنشأ كما تبين لاحقاً بأدلة دامغة من أجل أنهاء أي وجود كردي وجعل قضيتهم مذراة تذر الريح، بداية ربط علاقاته بكل الأنظمة والحركات التي تعادي التطلعات الكردية في تركيا وإيران والعراق وسوريا، دققوا في خاريطة علاقته جيدا ستدركون بسهولة الغاية التي وجد من أجلها، لم يترك حزباً أو حركة كردية تخالف توجهاته وتناهظ الأنظمة التي أكلت حقوقه إلا وجعل من نفسه العدو الأول لها، لا بل اليد المستأجرة التي تضرب بقوة أي حراك كردي نهضوي، لقد نجحت الأنظمة التي تسخدمه في جعله مقصلة كردية للكرد، أحتضنه النظام السوري وقدم له كل ما يلزم من أجل إضعاف الحراك الكردي السوري ، وأستخدمته من أجل نزاعاتها مع تركيا والعراق أيضا وكان من نتيجتها أختفاء حوالي أربعة ألاف قرية كردية من وجه الأرض في شمال كردستان، ووجهته بضرب تجربة جنوب كردستان منذُ بداية نشوئه، وجعل من نفسه عصى الملالي التي أسكتت حراك كرد شرق إيران، وتوسع نشاطه كي يضرب أي محاولة كردية في دول الأتحاد الأوربي والدول الأسكندافية التي تبحث عن أي متضامن أو مؤيد لحقوق الكرد المشروعة . استغلته الأنظمة المعادية للتطلعات الكردية في الأجزاء الأربعة في كل الظروف السانحة جراء تطّور الأحداث في الشرق الأوسط لتحقيق مأربها تجاه الكرد وأخرها الأن ما حدث في سورية، سلّمه النظام السوري غرب كردستان كليته على طبق من ذهب لمعرفته وهي ربيبته أنه سيجعلها شظايا متناثرة لن تقوم لها قائمة، وخاصة أن هناك عدوٌ متربص على الطرف الشمالي من حدودها، لن يتوانى أبدا في إضاعة هذه الفرصة من يده، وقد كان، استطاعت تركيا جعل غرب كردستان مستعمرات لها ولأذنابها من الفصائل السورية المسلحة وبخدماتٍ جليلة من حزب الpkk المستعمر لغرب كردستان ومستنسخاته من الكرد السوريين المغفلين الذين يأتمرون بأوامره، ها هي عفرين تئن تحت الإحتلال التركي وحالة الفصل عن بقية إخوتها منفردة، ولحقتها رأس العين وأيضا تل أبيض ولولا الإرادة الأمريكية لكانت الأن كوباني كسابقات أخواتها في الأسر، ولولا الأمريكان وخطها الأحمر لمحافظة الحسكة ومنطقة القامشلي وما حواليها من مدن وبلدات لرأينا العلم التركي والفصائل المسلحة الموالية لها ترفرف في سماواتها . ولأصبح الكرد البقايا الباقية من إرهاب الpkk إما مشردين في الجوار أو مقهورين جراء فقدانهم لمنازلهم وأرضهم وأرزاقهم كما جرى لإخوانهم في المناطق الأخرى المحتلة، وسنجار أيضا ليست بعيدة عن الأمثلة . الpkk وكل قيادته المتجحرة في قنديل كالجرزان لا يختلفون عن الأسد وأردوغان وصدام حسين والملالي في تطلعاتهم تجاه القضية الكردية، لا بل هم أسوء لكونهم كرد أولاً ولكونهم عبيد عندهم ثانيا .