ندوة عن حقوق الانسان..

د. محمد رشيد

بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الانسان اقام الاخوة في حزب ” يكيتي”  الكردستاني ندوة بحضور نخبة من اخوة سياسيين ومثقفين ونشطاء كرد في مقر مكتب الحزب بقاعة  الشهيد عبدي نعسان قادر بهولير .باستضافتي د. محمد رشيد، مشكورين ..
قدم الأستاذ نواف رشيد ممثل حزب “كيتي ” الكردستاني، المحاضر الضيف وبكلمات ترحيب بالحضور ومدى أهمية صدور الإعلان .
المحاضرة بجزئيها القانوني والسياسي وتبادل الآراء والمواقف والمداخلات كانت لها من الأهمية على مدى جدوى وأهمية إقامة هكذا لقاءات في هذه الظروف العصيبة لما يتعرض له شعبنا الكردي  من انتهاك لحقوقه وكرامته في ظل سريان والتزام العالم للمبادئ العامة لحقوق الانسان.
المحاضرة / بتمهيد عن حق الانسان في التمتع بكرامة وحرية والاشارة على ان حق الانسان مصون منذ عصور مروراً بمراحل تاريخية عديدة حول حقوق الانسان ..
فمثلما افضى اليه البنود الـ 30 المدونة في وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الانسان، والتي تعتبر كوثيقة تاريخية في العصر الحديث، وما سبقها من تشاريع ومواثيق وصكوك ومعاهدات وعهود  ومدونات عن حقوق الانسان، وخاصة تأثير الثورة الفرنسية على مجمل أنظمة وتشاريع العالم اجمع، والتي تكاد تكون بمثابة الاب الروحي للأنظمة الديموقراطية المعاصرة، في الكرامة والحقوق والسلم والحرية  كمثيل الدساتير لدول العالم والتي هي بمثابة الام لقانون كل دولة .
وقد ركز المحاضر على ثلاثة مواد منها وهي المادة الأولى والثانية والأخيرة، ناهيك عن المواد الأخرى والتي لها نفس قوة الحضور والتأثير الإنساني .
1- يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق…
2- لكل إنسان حق التمتُّع بجميع الحقوق والحِيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع…
30 –  ليس في هذا الإعلان أي نص يجوز تأويله على نحو يفيد انطواءه على تخويل أية دولة أو جماعة، أو أي فرد،..
 فبالمادة الأولى بكلماتها الذهبية عن الكرامة والحرية كما تم تفسيرها في الديباجة على ان كرامة الانسان حق مقدس لا يمكن تأويله كما هو مدون في المادة الأخيرة 30، .. من الديباجة /” لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم…”.
وعلى هذا النحو تم سرد المراحل التي مر بها الإعلان سواء من مبادئ رئيس الولايات المتحدة وودرو ويلسون في تاريخ 8 يناير  1918، الأربعة عشر حول حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وخاصة الماد الثانية عشرة، و تشكيل عصبة الأمم المتحد لاحقا بعدها بثمانية اشهر، ومن ثم انشاء  هيئة الأمم المتحدة بإصدار ميثاقه المعروف بعد الحرب العالمية الثانية، ومن ثمن العهدين الدوليين الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبروتكوليهما الاختياريين الملحقين في منتصف الستينات ومنتصف السبعينات من القرن الماضي، والعهد الدولي الثاني حول الحقوق المدنية والسياسية وبروتوكولها، فضلا عن الصكوك الإقليمية  ومعاهدات ومواثيق دولية ومدونات قانونية  عديد ودساتير وطنية مستندة في جوهرها على هذه الوثيقة التاريخية .. 
هذا الى جانب الانتهاكات التي تحصل في المناطق الكردية والمناطق السورية عموما وخاصة اختطاف الأطفال الكرد والذي يتطلب القيام بنشاطات لفضح وتعرية تلك الانتهاكات اللا انسانية والغير أخلاقية، وارتكاب اعمال فظيعة بحق أبناء الكرد وتقديمها الى المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ومنهم الأطفال، والذي يكاد يصل بالكثير من تلك  الافعال الاجرامية على انها جرائم إنسانية وجرائم حرب في ظل هيمنة فصائل اسلاموية على مناطق ادخلتها تركيا اثناء اجتياحها للمناطق الكردية، والتي كانت قد اغتصبتها  ب ك ك وسلبت إرادة الكرد فيها بإقامة كانتونات ميليشياتية،  والان ترتكب في المناطق الكردية المتبقية فظائع من قبل ب ك ك بأذرعتها السياسية السورية والقنديلية من عسكرية وامنية يندى لها جبين الإنسانية .
وفي الخاتمة كان المآخذ على الإعلان العالمي لحقوق الانسان بعدم ادراجه  لحقوق الشعوب بان تقرر مصيرها بنفسها، على الرغم من ان مبادئ ويلسون والذي سبقه بثلاثة عقود. وكان نشوء عصبة الأمم بعدها بعدة اشهر (انشأت عصبة الأمم اكتوبر 1918 ) كان قد أشار الى حق الشعب الكردي في ان يقرر مصيره المادة 12 ” ضمان سيادة الأجزاء التركية وإعطاء الشعوب الأخرى غير التركية التي تخضع لها حق تقرير المصير، وحرية المرور في المضائق لجميع السفن بضمان دولي “، وتثمينا للإعلان “الوثيقة” فان اغلب موادها درجت في العهود والمواثيق الدولية..
وكان للأخوة الحضور مداخلات قيمة ومناقشات ثمينة في ابداء وجهات نظر واقتراحات وتوصيات يمكن العمل عليها والقيام بالنشاطات في ظل  المبدأ لهذه الوثيقة “الإعلان” لإزالة الظلم ورفع الغبن والحيف  والاضطهاد والمعاناة عن كاهل شعبنا الكردي والذي له الحق كباقي الشعوب في ان  يتمتع بحياة كريمة لائقة.. 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…