أبوية النظام السوري واولاده

 وليد حاج عبدالقادر / دبي

   
في تتبع لغالبية التوجهات المؤدلجة وتحولاتها الذهنية الى هستيريا التوحد ـ الأنا ـ وتقمص نزعة القداسة الى حد ـ التألّه ـ ! هذا الأمر الذي لن يودي بصاحبه ـ أي كان ـ سوى الى مجانبة الحقيقة وبالتالي الهروب الصريح من لبّ الأهداف المفترضة ولتتحول معها المشكلة وكقضية كصراع دام مع طواحين هواء … وهي هنا ذات العقليات التي ماكانت سوى الشموليات بطوطمها ـ لها حاضنة ـ فنراها تقفز فزعا من رعبها وفشلها، وتلولح برماحها المسمومة يمنة ويسرة عساها تسهي المحيط قليلا عن نكساتها المتتالية فيحتارون وتختلط فيهم الامور وسط تراكم المتناقضات الى درجة ان معدات الشطف الضخمة لن تستطيع إزالة تلك المتراكمات الأشبه ببهلوانيات وفزّاعاتها التي وصلت الى ـ أدنى ـ مدارك التعاطي مع الشأن العام،
 وبالرغم من كل الجهود التي يبذلونها لتدويرها وإعادة انتاجها، ولكنها من جديد هي فظاعة التراكمات وبقايا النظريات التي عافها حتى منتجوها ومروجوها، وبات الواقع يتماذج عندهم فيحتارون في التمييز بين نمطية – المنحبكية – ونقيضه وليبتدأ سلسبيل الشك وتداخلاتها مع الواجب ؟ هذا الأمر الذي حزرنا منه كرديا ومنذ الأزل ! وهي أشبه بدوامة السباحة في بحر الآخرين لا استباقا لأجل قضية ! بل لغايات تبركية وإمرار لنعمة الدولار من تحت الماء حتى لو تقطر ثمنه دما بشريا شابا . لقد علمتنا التجربة البشرية باننا مادمنا نعبث بمصائرنا ونجيز الإرتهان مقامرة والقفز على حبال الآخرين و .. خاصة إذا ماكانوا هم الخاسرين كحتمية واجبة وبالتالي يتلهون بنا محركيننا كدمى عيواظ و شيواظ بعلبه المغلقة !! واصواتنا نقمعها استجابة لقمعهم !! وعيوننا مع عقولنا تبحث عن برادع نلجمها بدل الحمار الذي يأبى مطلقا إلا أن يكون لذاته ولذاته ولكن ؟ الا نخجل في الشتم والقذف واللغة الوضيعة ؟ .. لهم محورهم الذي يظنونه والذي كان غائبا، ولنا ولهم التاريخ، وإن كان القطار لم يفت بعد ولازال ينادينا ! نعم ! لقد اوصلها بعضهم بينيا الى مرحلة الإستئصال المجتمعي وذلك في استيلاد مفاهيم تؤسس لعدائية غذاؤها الأوحد تضخيم ثقافة الكراهية وايصالها الى مرحلة تنتج ذاتها بذاتها وتقود قوافل القطيع الى ظاهرة الدلافين وانتحارها الجمعي ! . هذه الامور التي تمأسست وبدأت بالتمظهر حيث ان أي متتبع للشان السوري عامة وخاصة الكردي منه سيلاحظ بأنه منذ بداية الإنقلابات العسكرية اواخر اربعينيات القرن الماضي ووضع النظام المدني والدستوري في القولبة العسكرية من حالات طوارئ بأحكامها العرفية السيئة الصيت وأمننة المجتمع / طغيان الأمن والإستخبارات / والتحكم بكافة مفاصل المجتمع والدولة عامة ومنذ عهد الإنتداب ومع اللبنات الأولى لبناء مدينة قامشلو كتوأم لنصيبين كظاهرة اتبعتها فرنسا لعزل واستبدال المدن الرئيسة التي بقيت في الجانب الآخر، ومع بيوتات قامشلو الأولى اصبحت المركز الأهم لكرد سوريا، وأوجدت فيها ثكنة عسكرية كبيرة ما لبث ان تطور ليصبح مربعا امنيا بامتياز، والمتحكم لابل الحاكمية المتصرفة فيها ومنها تعممت وصممت ونفذت كافة المشاريع الأمنية والعنصرية ومورست كل السياسات التعريبية بحق الشعب الكردي ومناطقه بدءا من مشروع ميني سيء الصيت وبرنامج محمد طلب هلال ومفرخة منصورة وسلسبيل يده العميقة التي لا تزال تنتج خراباتها ! .. نعم ! سلطويا : لتذهب كل المواقع ولتندحر جميع قواتها، انصارها، حلفائها !! سواه ذلك المربع الأمني ! .. وهنا ؟ او ليس معيبا ان نتكلم عن أية أفق او تحرير والمربع يمرر فرماناته الواحدة تلو الأخرى ؟!! . هذا المربع وكرمز عنصري استبدادي كما تمثال الأسد كان يفترض ان تكون اولى استهدافات السقوط .. هذا المربع الذي تحكم برقبة قضيتنا منذ اوائل استقلال سوريا سايكس بيكو، ومنها انطلقت كل المشاريع ومخططات تدمير الوجود والقضية الكردية على هدي عبدالناصر وعبدالحميد السراج بدفعها الى خارج سوريا لابل الوطن العربي كله : وعليه كم أتمنى أن يخرج علينا أحدهم ويكذبنا فيما نزعم، وبأنه لم يتم تثبيت الأقاليمية الجغرافية وبمسمى الشمال السوري في نفي جازم للخصائصية القومية وتعويم للقضية القومية الكردية بغرقها حتى في تفاصيل ديماغوجية، لابل ومسائل ديمقراطية بخصوصية محلية وبنطاقية الأقليات / الأكثريات ميكانيكيا، وبكل بساطة فمن تكن لديه اي المام وبأبسط قواعد اللعبة سيدرك حجم ما تعنيه هذه الخطوات ولمصلحة من كل هذه التسويقيات ؟! . وهنا لابد من التأكيد وبقوة على امر هام : كم سيكون سخيفا وستلاحقه لعنة دماء الشهداء من يلعبها بالقضية وتلك الدماء ويعتبر استراتيجيته المثبتة عليه وكبرنامج مطوب ! فيعتبرها تكتيكا !! سوى اللهم على وأد مقولة الشعب والأرض والعودة الى استظهارات / استذكارات ميني وطلب هلال مرورا الى عبدالحميد السراج وعبقريات منذر الموصللي ونبيل ملحم ووو فقط !! نعم هو تكتيك مورس ولا يزال لتمرير تلكم المتغيرات الديموغرافية عروبيا / بعثيا واطفاء الشرعية لها، ومن جديد سنشفع  بالتمني لهم على أن يكذبوننا ويثبتوا لنا بأننا على خطأ في هذا الأمر ؟! . ولكنهم يدركون أكثر منا بأن – اقاليميتهم – هي خلطة مشبعة بتوابل قوم سور / عروبية بعثية كانت حتى لحظة طلاقهما البيني منذ الخمسينيات ولكنها بقيت تتمحور متمركزة في صميم قناعاتهما .. و .. للأسف امتزجت من جديد وعمليا والأدهى بدماء كردية نقية، وهي حقا موائمة فعلية لاستنساخ تجربة البعث وادماجها بمشروع حميميم / روسيا والنظام واللامركزية البائسة، وكل هذه القضايا لن يتم بالعسكرة وحدها، بقدر ما سيلعب تفكيك الجانب العسكري وبأساليب خبيثة، والواقع اثبت منذ بدايات عسكرة الثورة السورية بأن مخطط الإستهداف سيستمر العمل على ذات التوجه، وان مآلات ظهور قوى عسكرية كردية الهدف حتى وان كانت ضمن الإطار السوري، قد تخلق مناطق محررة حقيقية فتصبح قامشلو كما هولير مركزا لكل المعارضات الوطنية الحقيقية، ومن هنا برز اهمية البديل من قبل النظام وحليفه المركزي ايران ووجوبية تطبيقها دون الوقوف مطلقا عند الكلفة من جهة، وامكانية لابل سهولة استرجاع المؤتمن بعد اداء المهام . 
 وهنا لابد ان نذكر بانه إذا كان العبث بوحدة البندقية الكردية والإصرار على الإستحواذ والهيمنة على القرار السياسي، وعليه ! اذا كان الإصرار على شطب حلم رافقت أجيالا وأجيالا وضخموها هم كبروباغندا، وأضحت ذات يوم لاقطة ممغنطة لآلاف الشباب والشابات وفجأة اودعوها وراءهم ؟ اذا كانت الأوطان بقدها وقديدها قد أضحت موضة قديمة والجغرافيا المرسومة خدشا في السهول والهضاب وقضما للعمق الإجتماعي و .. هلاليات / محمد طلب هلال / تستكرد وبإسمها هات وهات !! .. اذا كان كل هذا العبث يحدث وبتصفيرة واحدة تتوجه انظار المتصوفين يمنة ويسرة !! أفلا يحق لنا ان نسأل أصحاب الموضات المتدرجة هدرجة و : ماذا ترون او ستقولون في أورفا  /روها / ؟! لا لا لقد قلتموها حتى عن بوطان وآمد !! .. اذا كان نقدنا لعبثية دمرطاش وبايق وتدخلهم السافر في الغاء كردستانية أية شبر من أرض كردستان صبا للزيت على النار و : وجوبية تقديسها بتمريرها فبالله بماذا أو بأية منطق ستواجهون أمهات عشرات الآلاف من الشهداء ؟! . حقا هو البؤس بعينه حينما يسعى بعضهم الى تسخير بندقيته وطاقة عقله بعدالة قضيته فيضعها مرهونة تحت الطلب، ولدمرتاش المعتقل مع كل امنياتي له بالحرية، ولمهندس دوامة الصراع الكردي – الكردي جميل بايق كاهن قنديل أقول : ستبقى كركوك كما شنكال ومعها روها كردستانية بامتياز بشري وجغرافي فدعوا شنكال وكركوك لناسها كما كوباني وقامشلو وهاقد اضممتم عفرين وسري كانيي الى تركيا وببراعة . ومع هذا ؟ إن الإرتكاز على ردات الفعل لن تخلق إلا أفعالا مرتدة أعنف ! وبدل السباحة في الرمال المتحركة ! أوليس الأجدر بنا العمل على استقرار تلك الكثبان؟! . وهنا ساوجه كلامي الى منظومة PKK وكل مفرداتها واستذكر معكم تصريحات السيد مراد قره يلان ( الملقب بالجقمقدار من كثرة تهديداته الخلبية بالحرق ووو .. ولكن كمجرد فقاعات لا اكثر ) حيث قال لإذاعة الوطن :  
( – مراد قره يلان عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني لإذاعة صوت الوطن : من المبكر القول ان  تركيا احتلت عفرين لأن المقاومة والكفاح لايزالان مستمرين 
– قره يلان : قدمنا عام 2018 أكثر من 500 شهيد وتركيا تحاول احتلال كامل كردستان وسنلقنها درسا لن تنساه ) .
ولكن ؟ هل علينا ان نصدق قره يلان ام الأخت جيهان أحمد في تصريحاتها والتي بالفعل نبهتنا فيها على قضية جدا مهمة ؟! إلى درجة أننا سعينا وبسخرية ممضة في العودة إلى رواية الأخوة الأعداء وقرائتها بعدستها / هم، وكون تركيا أينما تضع قدمها لن تخرج  وكون الثابت عدو المتحرك ! ولن اطيل ؟ فلنقرأ ما نقلته سبوتنيك عنها خاصة ان سوريا الأب ونحن أولادها؟ ! إذن السيدة جيهان : ما الذي ورطكم بذلك العنوان العرمرم واعني ثورة روچ آڤا ( شورشا روج آفا ) والكم الهائل من الشهداء والجرحى والمعوقين وتشريد مئات الألوف ؟ … و .. حسب سبوتنيك : 
– الناطقة بإسم ق س د جيهان أحمد : ق س د تؤيد دخول الجيش إلى منبج بهدف الحفاظ على سوريا لأن المكان الذي تدخله تركيا لا تخرج منه ابدا 
– سبوتنيك عن جيهان أحمد في تعليقها على بيان جيش النظام ودخوله منبج : نحن نعمل مع دمشق على سد الطريق أمام تركيا وبعد ذلك نحل شؤوننا الداخلية مع النظام 
– جيهان أحمد : نحن والنظام عائلة واحدة مثل أب وأولاده يحلون مشاكلهم الداخلية دون تدخل أحد . 
– جيهان أحمد تؤكد بأن اتفاقهم مع النظام ينطبق على منطقة شرق الفرات وما يهمنا هو مصير الشعب 
– جيهان أحمد في تصريح سابق لسبوتنيك قبل زعم قوات النظام دخول منبج : نحن سوريون ولسنا اتراك، مشكلتنا مع النظام ونحلها داخليا وأبوابنا !! مفتوحة للحوار ونحن لن نحارب النظام، نحن قتالنا فقط ضد تركيا وداعش . 
## ركزوا معي : قتالنا فقط ضد تركيا وداعش . أفلا تنشط هذه الجملة وتختزل مناهج ومخططات كل النظم التي حكمت سوريا ؟

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…