بين إعلامي منظومة: العمال الكردستاني والمجلس الوطني الكردي!

 

إبراهيم اليوسف

 
أعترف أن منظومة العمال الكردستاني تمتلك أسطولاً إعلامياً هائلاً هو وحده من رجح قوته حتى العسكرية في المحطات التي وهنت فيها لأسباب سياسية. كانت ولاتزال ترافقها، ولامنجى لها إلا بالتخلص من نقاط تهالكها، كما وما كان لمئات الأشخاص الذين وصلوا- مناطقنا-  ليهيمنوا علينا، وأن يسجلوا “باسمهم” ما كسبوه، أو فرضوه علينا، وباسمنا. باسم أهل المكان وكائنه، وبطرق متعددة إلا بفضل إعلامهم، بعيداً عن محتواه، ويكفي أن أقول: كان إعلامهم يتحدث عن مئة ألف مقاتل – في الأشهر الأولى من عمليات التسليم والاستلام التي لم أكن اصدق حدوثها- بينما لم يكن هناك بعد ألفا مقاتل في مناطقنا الثلاث، على أبعد تقدير، وكأعلى احتمال !
بينما نجد، على العكس أن إعلام المجلس الوطني كان وراء تشويه صورته، عبر سكوته عن استهدافه، وشخصياته، وجمهوره الراجح -رغم وجود أقلام حزبية ذات تجربة وحنكة تاريخية بين صفوفه، وعلى سبيل المثال: فإن ” ب ي د” الذي قدم له ورقته عن مصائر المخفيين قسراً بأنهم – ضحايا- وهي كلمة مطاطة، مفتوحة على الاحتمالات، وأعدها لهم الحقوقي الملتحق بصفوفهم – لاحقاً- وما إن قرأتها حتى وضعت يدي على قلبي، ولم أرد أن أتصور كل هؤلاء إلا أحياء- وهو ما أرجوه من الله- وقد قرأ ذووهم أعانهم الله في أعظم محنة لهم تلك – التمريرة- مثلنا، فلم تعد سراً، وما إن جاء الصديق بشار أمين ليفسر تلك العبارة – كممثل لعائلة شهيد- حتى راح بعض فيسبوكيينا يقدم المجلس وكأنه من أخفاهم، وأنه مسؤول عن مصيرهم، في الوقت الذي أرى المجلس وجماهير شعبنا كله تتم محاولات إخفائه القسري عن مسرح الوجود، بسبب السياسات التي تمارسها المنظومة، ويمررها فريق من مناصريهم. وأشير -هنا- أن ما نراه في – روج آفايي كردستان- إنما هو نتاج جهود عدد من الشخصيات التي لاعلاقة لها بالإعلام، وراحت تؤسس للهكر الذي روع أصحاب الموقف طالما هم في منأى عن التهديد المباشر، إلى جانب القوة الكاسرة التي بدأت بأعمال ترويعية باتت معروفة للعالم أجمع، لذلك فقد فرضوا حضورهم بأساليب كثيرة إضافة إلى أن من ينضم إليهم من مثقفين قد يحصل على أكثرمن “راتب” وهذا الكلام نقل إلي من قبل بعض المكرهين على الانخراط معهم- وبأسماء “الضحايا” ومقدمي العروض، إذ إننا أمام مائدتين، كما في الميثولوجيا: إحداهما تزخر بالنعيم والترف، والثانية مجرد حزام قابل للشد الأوتوماتيكي وحجارة توضع على البطون ولا تسد الرمق، ناهيك عن عامل التهديد المتواصل، بحقهم، مادعاني للقول: كل من هو هناك يقف ضد سياسات البطش إنما هو أعظم بطولة ممن يستقوي بالبندقية وليس له من أهمية دونها- ولا أعني أهلنا الأبطال الذين هم أولاً وأخيراً أبناء المكان وأهله، بينما المتسلطون على القرار ماضون إن قريباً أو بعيداً، ولا أعني ممن هم ملتفون حولهم لأسباب عديدة، وهم من أرى أن أية وحدة صف متوخاة إنما يجب أن تكون لأجلهم ومعهم!
وإذا كانت لي من مناشدة، وفي أصعب مرحلة نمر بها على الإطلاق – بسبب سياسات المنظومة- وبعد خروج أمريكا من أفغانستان و هيمنة طالبان- فإنها تكمن في الدعوة إلى قراءة اللحظة، ولم شمل أهلنا، أبناء المكان، بعيداً عن أية سطوة خارجية، ولا رجاء بنجاح هذا المطلب إلا بإبعاد -العمال الكردستاني كسطوة عسكرية وعقائدية في آن- لما ألحقتها بنا من أهوال ونكبات، بعد أن بات ما تتركه من أثر، ولا أقول ما تلعبه من دور، واضحاً للعميان أو العيان!
* مداخلة الصديق بشار أمين تمت عبرpeyv.tv وتجاهلت بعض وسائل الإعلام ذكر المصدر.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…