بيان من مجلس ايزيديي سوريا حول زيارة سماحة البابا شيخ (رئيس المجلس الروحاني الاعلى للايزيديين في العالم ) الى المانيا
بعد مرور سبعة اعوام على جينوسايد شنكال و الويلات التي حلت بالإيزيديبن في٣ آب ٢٠١٤ على يد تنظيم داعش الإرهابي، جعل من الإنسان الإيزيدي في شتى انحاء العالم أن يعيش جملة من التأثيرات والتناقضات، وردات فعل كانت ومازالت من الاسباب الرئيسية في تشتت وتفتت المجتمع الايزيدي، فعلى سبيل المثال: بدأت أصوات من هنا وهناك تتنكر لكردستانيتهم وانتمائهم القومي بحجة إنهم إيزيديي الدين والقومية، ومنهم من يريد أن ينسبوا أنفسهم للأمويين، و بعضهم يسمون أنفسهم بالشرفدينيين، وهناك من يحاول أن يجعلهم من الزارادشتيين، والخ من هذه التصنيفات وفي غياب تام لدور المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى وقراره المستقل، والطبقة المثقفة وتبعية اغلبية البيوتات والجمعيات الايزيدية الى جهات سياسية معينة، بالإضافة إلى جملة من الأسباب الخارجية منها على سبيل المثال إهمال وتهميش الحركة الكوردية للمكون الإيزيدي بشكل ممنهج و الدور السلبي الذي يلعبه الإعلام الكوردي في تشويه الحقائق بكل ما يتعلق بهذه الديانة والدور السلبي الذي يلعبه المثقف الكوردي بتعامله المتعالي وفهمه الخاطئ لحقيقة هذه الديانة ومعتنقيها. لكن وللحقيقة ورغم كل ما تم ذكره مازال القسم الأكبر منهم يؤكدون على هويتهم التاريخية و أصالتهم الكردستانية .
إذا يجب ان نعترف باننا امام أزمة بكل المقاييس تهدد الوجود الايزيدي وهي ازمة الهوية، (ازمة الانتمناء الديني والقومي). وازمة العلاقة مع الاخر، ففي خضم هذه التناقضات والصراعات قام سماحة البابا شيخ ( علي إلياس) و بدعوة من يزيدن سينترال رات jezieden zentral rat ( أو ما يسمى بالمجلس المركزي للإيزيديبن ) الذي على الأغلب يمثل إيزيديي تركيا بزيارة لالمانيا والمشاركة مع هذا المجلس في إحياء الذكرى السابعة لجينوسايد شنكال دون أي مشاركة ملحوظة من الجهات والتنظيمات الايزيدية في أوربا، وغياب للجهات الالمانية الرسمية بل و دون التطرق لمأساة إيزيديي سوريا الذين بات مصيرهم ومعاناتهم بعد الاحتلال التركي والفصائل الإسلامية المسلحة التابعة للائتلاف السوري لعفرين و سري كانية ليس أفضل من مصير إيزيديي شنكال .
لذلك فنحن في مجلس ايزيديي سوريا وخوفاً من تفاقم أزمة اختيار/تعيين بابا شيخ جديد كنا سباقين في تهنئة سماحته بمنصبه الجديد كمرجع ديني لكافة إيزيديي العالم إلا إننا نرى بأن هذه الزيارة لم تكن موفقة حيث لم تحقق الأهداف المرجوه منها خاصة لشخصية إعتبارية لها مكانة دينية وروحانية كشخصية البابا شيخ الذي يمثل كافة إيزيديي العالم .
فلو تم تحضير مسبق لهذه الزيارة و تنسيقها مع الجهات والتنظيمات والشخصيات التي تمثل الإيزيديبن لكان بالإمكان استثمار هذه الزيارة في هذه الظروف لصالح الإيزيديين بمختلف شرائحهم الدينية و الاجتماعية و انتماءاتهم السياسية والفكرية بشكل أكثر إيجابية وتأثيراً على الأقل لرأب بعض الخلافات التي باتت تتعمق بين الإيزيديين يوم تلو الآخر سيما والقسم الأكبر من الإيزيديبن باتوا في أوربا ( المانيا) ، إلا أنه وللأسف لم يحدث ذلك لأسباب و دوافع لا نريد الخوض في تفاصيلها.
لذلك فنحن كمجلس ايزيديي سوريا نجد بإن هذه الزيارة ومثلها من الزيارات خاصة التي لا تتناول معاناة إيزيديي سوريا لا تمثلنا و لا نرى فيها نفعاً و خدمة للمجتمع الايزيدي و خاصة لإيزيديي سوريا الذين بات مصيرهم في عفرين و محافظة الحسكة ينحدر نحو الانكماش بل الانقراض من جغرافيتهم التاريخية خاصة في عفرين التي كانت ثاني أكبر تجمع للإيزيديين بعد شنكال .
نرجومن المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى وعلى رأسهم سماحة البابا شيخ وسمو الامير الاستفادة من مثل هكذا تجارب غير نافعة والعودة الى الشارع الايزيدي واخذ رايه بعين الاعتبار والعمل على استعادة قراره المستقل.
كما اننا نود ان نبين للرأي العام بان الجهات التي تدعي بانها تمثل ايزيديي العالم لا تمثلنا ابداً وليس من حقها هذا الادعاء، ونتوجه لهم بنداء اخوي بالايتدخلوا في شؤون ايزيديي سوريا والا ينصبوا انفسهم اوصياء عليهم فايزيديو سوريا يكفيهم ما عانوه على مرعقود من الزمن خاصة بعد 2011 حيث حتى لحظة كتابة هذه الاسطر لم نقرأ او نسمع او نر اي دعم او تاييد من ايزيديي العراق و تركيا تحديدا ً لقضيتنا لا على المستوى الشعبي ولا الرسمي باستثناء بعض الحالات الفردية الذي كان الغرض الاكبر منها الترويج لاجنداتهم الخاصة.
مجلس ايزيديي سوريا
15.08.2021