ملف خاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 – القسم (4)

القسم الرابع يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– د. محمود عباس
– مصطفى أوسو
– عبدالرحمن محمد
– نارين عمر
– هيفي قجو
– منال حسكو

 

انتفاضة- ثورة 12 آذار عام 2004
 
د. محمود عباس
الرعب الذي كان يعيشه المجتمع السوري، العربي قبل الكوردي، في ظل نظام البعث والأسدين بلغت حد القطيعة مع: التفكير السليم، والصراحة في إبداء رأي سياسي حتى ضمن العائلة الواحدة، إلى درجة أصبح الناس يوصفون المعارضين بالجنون، لأنهم كانوا يرسلون ذاتهم إلى شبه موت حتمي.
 رغم هذا الواقع المأساوي، بدأت تظهر طفرات بين الشعب الكوردي في سوريا، تندد بالأنظمة الشمولية، وبشكل غير مباشر بنظام الأسد، على خلفية الجرأة التي ظهرت من خلال التدخلات المباشرة للدول الكبرى (خاصة بعد عام 2003م) في سياسة أنظمة منطقتنا الدكتاتورية، وما أصبح يروج حينها عن مصير صدام حسين، والتي لحقتها التغيرات الجيوسياسية في العراق، وتشكيل إقليم كوردستان الفيدرالي.
 وهو ما أدى بسلطة بشار الأسد والبعث إلى تشحين المكون العربي في منطقة الجزيرة، وتحريضهم على مهاجمة الشعب الكوردي، ومن ثم توظيف مجموعات لهذه المهمة، جلهم من أبناء المنطقة الكوردية، الجزيرة حصراً، وبدأوا التشهير بالشخصيتين الكردستانيتين اللذين أصبحا رئيسين على العراق بالتتالي، السيد مسعود برزاني وجلال طلباني، إلى جانب التمجيد بصدام حسين وجرائمه، وكانت ترفع كشعارات وبصوت عال ضمن التجمعات الكوردية بشكل خاص.
 مع ذلك لم تأتى خططهم تلك بأية ثمار، ظلت معنويات الشعب الكوردي تتزايد، والعربي تنهار؛ وبشكل خاص معنويات القوى الأمنية وإدارات الدولة في الجزيرة، وإلى حد ما النظام في دمشق بحد ذاته، وعليه بحثوا عن مخرج، فكانت جريمة ملعب مدينة قامشلو، والتي خططت لها المؤسسات الأمنية، ودوائر النظام وبموافقة؛ وربما بأوامر من بشار الأسد ذاته، وتبين ذلك من خلال التحضير المسبق لنوعية مشجعي فريق كرة القدم القادم من دير الزور، والجاهزية الإجرامية لعناصر الأمن والشرطة، إلى درجة حصولهم على أوامر باستخدام السلاح الحي ضد جمهور فريق الجهاد وجلهم من الشباب الكورد.
 يوميات الانتفاضة-الثورة والأحداث المريرة كتب عنها الكثيرون، كتاب معروفون على الساحة، بينهم المشاركون في المسيرات، مع ذلك يتطلب من الجميع أعادة أحياء الملفات والتذكير بها، والتعمق في تفاصيلها، وخلفياتها، ليس فقط: لأحياء وتخليد ذكرى الشهداء والجرحى الذين فتحوا دربا جديدا في النضال ضمن سوريا، لم تتوقعه السلطة، أو مواساة عائلاتهم أو الذين اعتقلوا وسجنوا أو دمرت ممتلكاتهم، ولا مواساة الأهالي الذين تأذوا، بل لتذكير العالم بما أقدم عليه النظام المجرم، والذي لم يكن يتوقع أنها ستكون بداية الكارثة التي حلت به.
  ولنبين للمجتمع السوري حصرا، أننا اليوم عندما نطالب بنظام فيدرالي لكوردستان ضمن سوريا لا مركزية، نبنيها على خلفيات الكوارث السابقة، والتراكمات الثقافية التي لا تزال رواسبها تهيمن على سلطة دمشق، والمعارضة العربية، والذين لن يتوانوا من استخدام نفس المنهجية التي أدت إلى خلق صراع قومي بين الكورد والعرب حينها، ولئلا تتكرر المآسي. فما يظهر بشكل يومي في إعلام الأنظمة المحتلة لكوردستان، والتصريحات التي يصدرونها حول القضية الكوردية في سوريا المستقبل تؤكد ما نحن بصدده، والنظام الفيدرالي هو لإنقاذ المجتمع العربي قبل الكوردي، مثلما كانت ثورة 12 آذار يقظة لهم قبل أن تكون يقظة للشعب الكوردي، ولكن للأسف أغلبيتهم لا ينتبهون لها حتى اللحظة.
ولا يقرون أن الشعب الكوردي هو الذي هدم جدار الرعب المهيمن على المجتمع السوري، والذي كان ينعم به الحاشية العليا، أي عمليا، الكورد أنقذوا الشعوب السورية وفي مقدمتهم المكون العربي من السجن الرهيب الذي كان يسمى بسوريا الأسد.
   تلقفت حينها وسائل الإعلام العالمية، المسيرات التي عمت كل العالم المتواجد فيه الكورد، رغم ما كان يروجه النظام السوري، والمحتلة لكوردستان، على إنها أحداث بين جماهير فريقين لكرة القدم، ساهم في هذا التحريف، تركيا وإيران، والتي كانت حينها على صلة متينة بنظام الأسد، حتى أن الأقنية المحلية بدأت تبث بعض الأخبار، كأقنية مدينة هيوستن-تكساس، على هذا المنطق، اتصلوا معي عدة مرات ليس للنشر، بل فيما إذا كانت لدي معلومات من مراكز الحدث، وعن خلفيات المسيرات التي عمت أرجاء العالم، وعدد القتلى، وكانت حينها بدايات انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي لعبت دورا حيويا في إيصال المعلومات، وهو ما ساهم في تعرية النظام رغم تحريفاتهم، لكنها لم تكن كافية.
 لذلك، فالانتفاضة-الثورة لم تأخذ مكانتها العالمية حينها، كما وأن إعلام الأنظمة كانت أقوى من الكوردية، لكن العديد من المحللين فيما بعد انتبهوا إلى أنها لم تكن مجرد قتال ضمن ملعب، وقد كتبوا عما أتبعها من الجرائم، والاعتقالات بحق الكورد، وتدمير الممتلكات، والحصار الاقتصادي على المنطقة الكوردية، في كبريات الجرائد العالمية، وتحدثت عنها كبريات الأقنية الدولية، ووقفوا على أسباب الهجرات الجماعية للعائلات الكوردية بعدها بأقل من شهور قليلة، والتي أدت إلى ظهور شبه مخيمات على أطراف المدن السورية الكبرى، وهو ما حدا بالمراقبين السياسيين على دراسة خلفيات تلك التجمعات وسرعة ظهورها.
  لا يدرك البعض، أن ما فعلته انتفاضة 12 آذار، للمنطقة، والتي على أسسها ندرجها كثورة، تجاوزت كثيرا ما حصل بعد قصة بو عزيزي صاحب شرارة الربيع العربي، ولكن لم تنتبه البشرية، ولا المحللين السياسيين على أنها هدمت جدران سجون الرعب، وهي من نقلت امتعاض الشعب الضمني إلى المسيرات، ومن المسيرات إلى ثورة شعبية، أمدهم جرأة مواجهة القوات التي كانت حتى قبلها بأسابيع ترعب المجتمع والشارع السوري، ويوم تم إسقاط صنم حافظ الأسد في وسط قامشلو؛ هدموا معه جبروته، وما بناه على مدى أربعون عاما من الترهيب، ومعه تكسرت هيبة طغاة الدول العربية.
كثيرة هي ثورات الكورد، وانتفاضاتهم، وللأسف جلها تدخل التاريخ، وتغلق عليها، وتدرس أحيانا كأحداث من الماضي، دون أن يتعمق الباحثون فيها، أو أن يستفيد منها السياسيون الكورد، ذكراتنا قصيرة، نثور بقوة ونخمد بمثلها، وجل ما نعمل عليه هو أننا نعيد الذكرى، مثلما نفعلها اليوم مع 12 آذار 2004م وتخليدنا لشهدائنا ومواساة جرحانا وعائلاتهم، وحتى عندما ندرسها ندرجها كتحليل للتاريخ، لا قدرة لنا على أخذ العبر منها، أو تطبيقها على واقعنا.
  وما يتوجب علينا فعله لئلا يتكرر المأساة، ونسقط في المستنقع ذاته مرات ومرات، وألا نعيد الخطأ ذاته حتى وبأوجه مختلفة، علينا أن نقبل بعضنا، ونتحاور على بنية واعية، ونتناقش على ما يوصلنا إلى البعض لا على ما يفرقنا، حتى ولو كنا نكره بعضنا؛ سياسيا أو ثقافيا، لأن القضية القومية أعلى من خلافاتنا، وبتصعيدها نهدمها؛ لا نبنيها، فنظرة بسيطة إلى ما يكمن فيه مجتمعنا الكوردي وحراكه وأحزابه من الشرخ والتشتت، وتخوين البعض، تبين حجم المأساة الذي نعيشه. فما أعظم قدراتنا على تقديم الحجج للتأكيد على صدق رؤيتنا، ومن الغرابة أننا جميعا نقول إنه علينا ألا نكرر الماضي وأخطاءه.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
11/3/2021م
خاص بملف ثورة 12 آذار عام 2004، والذي يتبناه كل من (الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الكورد في سوريا) وموقع (ولاتي ما).
=====================
مشاهد من سرديات انتفاضة 12 آذار 2004
 
مصطفى أوسو
المنعطف في تاريخ الشعب الكردي في سوريا
شكلت انتفاضة 12 آذار 2004 ، رغم طابعها الجماهيري الشعبي العفوي، منعطفاً نضالياً بارزاً في تاريخ الشعب الكردي في سوريا، عمت جميع مناطقه التاريخية ومناطق تواجده في دمشق وحلب، بعد أن بدأت شرارتها الأولى من مدينة “قامشلوم/القامشلي” رداً على الهتافات والشعارات العنصرية المعادية للكرد ورموزهم القومية من قبل جماهير نادي الفتوة من مدينة دير الزور في المباراة التي كانت مقررة بينه وبين نادي الجهاد في ملعب الأخير بمدينة “قامشلو/القامشلي”، وقيامها بالاعتداء على جماهيره بتعاون ومساندة الأجهزة الأمنية السورية التي كانت متواجدة في ملعب المباراة بكثافة غير مألوف ومعتادة، بالحجارة والعصي الكهربائية..، ومن ثم بإطلاق الرصاص الحي الذي أدى إلى وقوع العديد من الضحايا القتلى والجرحى منهم.
كما وجاءت هذه الانتفاضة رداً على واقع الظلم والألم والمعاناة والاحتقان.. في المجتمع الكردي، الناجم عن السياسة الشوفينية والاضطهاد القومي المطبقة بحق الشعب الكردي في سوريا، من قبل أنظمة الحكم المتعاقبة فيها، وإفرازاتها السلبية من تدابير وإجراءات استثنائية ومشاريع عنصرية، مثل الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962 والحزام العربي عام 1974..، وحرمانه من جميع حقوقه القومية والوطنية الديمقراطية، إضافة غلى أنها كانت بمثابة رسالة قوية وواضحة للجهات المحلية السورية والعالم أيضاً تفيد بأن الشعب الكردي في سوريا لا يمكن أن يقبل بواقع تجاهله والشطب عليه وإلغائه وإنهاء وجوده وإنكار حقوقه، وأن سوريا لن تنعم بالسلام والأمن والاستقرار، دون حل قضيته والاعتراف بوجوده الأصيل فيها وتأمين حقوقه القومية والوطنية الديمقراطية.
وفي الحقيقة كنتُ من بين الشهود عن قرب على يوميات هذه الانتفاضة ابتداءً من الملعب الذي تواجدت فيه لمشاهدة المباراة، ورأيت فيه كيف تقوم الأجهزة الأمنية السورية بدم بارد وتشفٍّ بإطلاق الرصاص الحي على مشجعي نادي الجهاد، كما رأيت آثار دماء الضحايا على الجدران والأرض في الملعب والمناطق والشوارع المحيطة به وصولاً إلى مركز المدينة، وسمعت عن قرب أنين الضحايا وبكاء أهلهم وذويهم بحرقة كبيرة أثناء زيارتهم في المشافي التي نقلوا إليها برفقة وفد الحزب اليساري الكردي في سوريا الذي ترأسه الأستاذ خير الدين مراد، وأيضاً أثناء قيامي بالمشاركة خلال الأيام التالية في تشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير في مدينة “القامشلي/قامشلو”، التي بقيت فيها حوالي أسبوع من تاريخ 12 آذار، والتي شهدت مشاركة شعبية واسعة ومنقطعة النظير، وجوبهت هي الأخرى من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري بقوة الحديد والنار..، ما أدى أيضاً إلى وقوع المزيد من الضحايا، وكذلك خلال متابعتي المستمرة لقضايا المعتقلين في السجون والمحاكم، حيث كنت من المحامين الأوائل الذين زارهم أثناء وجودهم في سجن “صيدنايا” العسكري، واطلعت عن كثب على أحاديثهم عن التعذيب الذي تعرضوا من تاريخ اعتقالهم حتى تاريخ انتهاء محكوميتهم والإفراج عنهم من التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية، وأيضاً على آثاره التي كانت بادية بوضوح على أجسادهم.
لقد كانت المواقف السلبية لـ”المعارضة السورية”، إضافة إلى قيام “النظام السوري” بتسليح بعض العشائر العربية وتحريكها في مواجهتها في محاولة لحرف مسارها وتحويلها إلى حرب أهلية بين العرب والكرد، إضافة إلى ضعف الحركة الكردية في سوريا وعدم قدرتها على التفاعل الإيجابي معها وتطويرها واستثمار نتائجها الإيجابية، من العوامل الأساسية التي  أدت وساهمت في إضعاف هذه الانتفاضة ومن ثم قمعها وإنهائها.
ورغم أنها، الانتفاضة، أجبرت “النظام السوري” ليقول في تصريحات لقناة “الجزيرة” القطرية في 1 أيار 2004، وعلى لسان رئيسه بشار الأسد، ليقول “أن القومية الكردي تشكل جزءاً رئيسياً في النسيج السوري ومن التاريخ السوري، وأن أحداث آذار القامشلي لم تتم بتأثيرات خارجية، كما أن موضوع الأكراد المجردين من الجنسية هي في المراحل الأخيرة من الحل”، وهي الأولى من نوعها في سياق اعتراف حزب “البعث” بوجود “القومية الكردية” في سوريا منذ استلامه ووصوله سدة الحكم في سوريا عام 1963، إلا أن السمة الأساسية لسياسة “النظام السوري” تجاه الشعب الكردي في سوريا، بقيت كما هي، عدائية وقائمة على الإنكار وعدم الاعتراف بوجوده وحقوقه، والإبقاء على الإجراءات والتدابير الاستثنائية والمشاريع الشوفينية والعنصرية المطبقة بحقه، لا بل نستطيع القول أنها تفاقمت أكثر من خلال اعتقال المزيد من مناضليه بتهم باطلة وإصدار أحكام قاسية عليهم، وتشريع إجراءات وقوانين خاصة أخرى في مناطق تواجده التاريخية، منها: المرسوم التشريعي رقم 49 لعام 2008 والذي بموجبه لم يعد بإمكان مشتري عقار تسجيل دعواه في المحكمة، أي حجب حق التقاضي عن المتداعين وإغلاق أبواب المحاكم بوجههم، ومنع تدوين إشارة الدعوى على الصحيفة العقارية – تعني إعلان تعلق حق المشتري بالمبيع لجميع الناس – ما لم تكن مقترنة بإبراز الترخيص القانوني من وزارة الداخلية التي لا تمنح عادة للمواطن الكردي، كونها تحتاج لموافقات أمنية، ومجرد ذكر الأصل الكردي كاف لرفض منحه هذا الترخيص، إضافة إلى شمول المرسوم المذكور للبيوع العقارية القديمة بأثر رجعي.
إنّ عدم انبثاق مؤسسة للعناية بضحايا الانتفاضة من الجرحى وأسر الشهداء، شيءٌ مؤسف حقاً، فرغم أن “مجموع الأحزاب الكردية” الذي تم الإعلان عنه كإطار سياسي كردي موحد لمواجهة التحديات التي فرضتها الانتفاضة والتجاوب مع استحقاقاتها، منها: العناية بضحايا الانتفاضة من الجرحى وأسر الشهداء قام بدور لا يستهان به في هذا المجال بعد التجاوب معه بشكل واسع من قبل عموم أبناء الشعب الكردي في جميع مناطق تواجده في الداخل والخارج وبجميع إمكاناتهم المادية والمعنوية، إلا أنه مع ذلك فشل في تشكيل مؤسسة دائمة خاصة بهم تتابع أوضاعهم بشكل دائم ومستمر، بل أنها لم تفكر بذلك أصلاً، وهو ناجم بطبيعة الحال عن السمة الفردية والارتجالية التي طغت ولا تزال على الحركة الحزبية/السياسية الكردية في سوريا في كافة جوانب عملها وسياساتها، فالمؤسسات تتطلب عقلية جمعية تؤمن بالخلاف وتعمل على أساس القواسم والمصالح المشتركة، وهي ما تفتقد إليه حتى الآن هذه الحركة.
استطاعت الانتفاضة إظهار الوحدة الكردية بأفضل أشكالها وأبهى صورها، ليست فقط جماهيرياً وأنما أيضاً حزبياً وسياسياً، حيث وكما ذكرنا سابقاً، تشكل إطار كردي عام سمي “مجموع الأحزاب الكردية في سوريا”، يتكون هيكليته من جميع الأحزاب الكردية المنضوية في “التحالف الديمقراطي الكردي” و”الجبهة الديمقراطية الكردية” والأحزاب الأخرى خارج هذين الإطارين، بما فيها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD )، إلا أن ما نشاهده اليوم من التشتت والانقسام في البيت الكردي، يبعث على الأسى، رغم محاولات تدارك ذلك في بداية اندلاع الأزمة السورية عام 2011 بعقد بعض الاتفاقيات بين الأحزاب الكردية وأطرها الموجودة، مثل: “اتفاقية هولير” و”اتفاقية دهوك”، وأيضاً رغم الحوارات الجارية بينها منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة، ويعود ذلك بتقديري إلى غياب الإرادة ومصادرة القرار الكردي في سوريا من قبل عدة جهات، كردستانية وإقليمية.
لا شك أيضاً أن غياب مدونة للانتفاضة وتوثيق يومياتها وتفاصيلها هي الأخرى من الأمور غير المقبولة والمبررة، حيث لا تزال يومياتها وأعمالها وتفاصيلها والقرارات التي اتخذت بشأنها..، مشتتة هناك وهناك وموزعة أيضاً في ثنايا محاضر اجتماعات “مجموع الأحزاب الكردية في سوريا” ولجانها ومنشورات أحزابها، وأيضاً في صفحات المواقع الإلكترونية ومكاتب المحامين الذين تابعوا قضايا معتقليها، في وقت كان يفترض فيه تشكيل لجان خاصة لتوثيقها والعمل على عدم فقدان أي جزء منها.
وهنا نود أن نشير إلى جهود كل من الأستاذ محي الدين عيسو والأستاذ بدرخان علي، والإشادة بمحاولتهما تدوين بعض أحداثها وأرشفة وثائقها والمقالات التي كتبت عنها والبيانات التي صدرت بخصوصها..، من خلال كراس صدر باسم اللجنة الثقافية لحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، لكنها مع ذلك لا تفي بكل ما هو مطلوب.
واعتقد أنه ما زال من الممكن الحصول على وثائق الانتفاضة وتدوينها وتوثيقها وتدارك التقصير الحاصل حتى الآن في هذا المجال، وذلك في حال توفر الإرادة وروح التعاون والعمل المشترك، وشخصياً لدي بعض الوثائق المتعلقة بمحاكمة المعتقلين التي تابعتها من بدايتها وحتى نهايتها.
كما أن غياب مذكرات لمعتقلي الانتفاضة، أمر غير مقبول ومستغرب أيضاً، حيث أن لديهم الكثير ما يجب أن يوثق ويدون، فما سمعته شخصياً منهم أثناء زياراتنا المتكررة لهم ضمن فريق محامي الدفاع عنهم أمام المحاكم، بعد اعتقالهم ومرورهم بالأجهزة الأمنية ووجودهم في سجن “صيدنايا” العسكري وسجن “عدرا”، تقشعر له الأبدان، مرعب ومخيف ومهول، وما يعانيه الحكم الدولي السابق عبد القادر محمد علي (أبو ولات) من آلام مبرحة وشديدة في الظهر، جعلته عاجزاً عن ممارسة حياته الطبيعية، مثال حي وموجود على مدى الوحشية التي مارستها الأجهزة الأمنية السورية بحق المعتقلين، وما تعرضوا له من تعذيب ومعاملة قاسية ولاإنسانية وحاطة بالكرامة، تشكل بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، جرائم ضد الإنسانية يجب معاقبة ومحاسبة مرتكبيها والعمل على تحقيق العدالة للضحايا.
وكلنا أمل أن نرى قريباً مثل هذه المذكرات، واعتقد أن تفاصيل اليوميات التي عاشها المعتقلون وقسوتها وعنفها وإجرامها لن تمحو من ذاكرتهم أبداً مهما مرت عليها الأيام.
أستطيع أن أقول ختاماً، أن سرعة حماس الكرد وتفاعلهم مع أي حدث ناجم عن الظلم والاضطهاد وظروف القمع والملاحقة والاستبداد، التي تعرضوا لها وحرمانهم من جميع حقوقهم القومية والوطنية الديمقراطية ومصادرة حرياتهم الأساسية وتوقهم الشديد واللامحدود للحرية وتقرير المصير أسوة ببقية شعوب العالم.
واعتقد أن الأسباب الرئيسية لعدم امتلاكنا الديمومة والحماس والتفاعل مع هذه الأحداث، هي وكما سبق وأن أشرنا إليها، هي: الفردية والارتجالية وغياب الاستراتيجية..، التي هي أهم ما يميز عمل الأحزاب الكردية، ففي الوقت الذي يفترض فيه أن تعمل هذه الأحزاب على  تعبئته الجماهير الكردية وتقود نضالها، نرى أنها تنقاد إلى هذه الجماهير بعد أن تسبقها في مثل هذه الأحداث الكبرى، والانتفاضة دليل واضح على هذا الشيء.
=====================
…للتاريخ كان يوماً كوردياً بامتياز  
 
المحامي عبدالرحمن محمد
وفاءً لدماء الشهداء انتفاضة ١٢ آذار لعام  ٢٠٠٤  وتقديراً للمعتقلين والجرحى واحتراماً للتضحيات الشعب الكوردي في غربي كوردستان. والتاريخ نقول /  ١٢ / آذار كانت محطة تاريخية مفصلية بالنسبة للشعب الكوردي.
و  تعبير حقيقي عن إرادة الشعب الكوردي لكسر جدار الخوف وجاجز الصمت أمام قوة وجبروت واستبداد الدكتاتور والطغاة والظلم . ليقول كلمته ..كفى للظلم والارهاب ..نعم للحق  للحرية والتحرر من التبعية
نتيجة التراكمات للمشاريع التمييزية والشوفينة والعنصرية والممارسات للانسانية والتصرفات اللامسؤولة وغير شرعية
والاحتقان السياسي والضغوطات اليومية والملاحقات الامنية والواقع المفروض على الشعب  الكوردي من قبل الاجهزة الامنية (المخابرات) بشكل خاص والسلطات النظام  وغيرها من العوامل والاسباب .
وفقا لمبدأي ..(الضغط يولد الانفجار )
 (ولكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه)
•• وكأن الشعب الكوردي في غرب كوردستان كان ينتظر الظروف والإشارة ولحظة الانفجار لرفض هذا الواقع المفروض عليه والسياسات التمييزية والتصرفات اللامسؤولة
كانت بداة الشرارة من الملعب البلدي في قامشلوا..
وعلى أثر هجوم مشجعي فريق نادي الفتوة القادم من
 دير الزور على جمهور ومشجعي نادي الجهاد بالاحجار والسلاح الابيض وغيرها من الاسلحة قبل بدأ المباراه.
مما اضطر ابناء الشعب الكوردي للدفاع عن نفسه والتصدي والتحدي للاستعلاء العربي وعقليتة البربرية والهمجية
لايخفى عليكم كانت هناك خطة مدروسة مسبقاً درست وخطتت في دهاليز الغرف (الاجهزة الامنية )..
والنية المبيتة من السلطات لكسر إرادة وحماسة الشعب الكوردي والانتقام والثاَر منه..
 نتيجة انتصارات الكورد في جنوب كوردستان  .
وبدليل حضور محافظ الحسكة الى موقع الحدث والجريمة واعطائه الأوامر باطلاق الرصاص الحي على الأبرياء المدينين من مشجعي النادي الجهاد… القتل على الهوية
مما أدى إلى استشهاد العديد وجرح الكثير..
 بدون ذنب سوى إنهم كورد .
وعلى أثر انتشار الخبر والنبأ للجريمة والحدث والواقعة
خرجت ابناء الشعب الكوردي في قامشلو و بشكل عفوي ضد الجريمة والظلم وتضامناً مع الشهداء والجرحى
والدفاع عن النفس والتصدي لوقف الجريمة .
وفي اليوم التالي وأثناء خروج الشعب الكوردي في موكب الشهداء ..بدأ الاجهزة الامنية على إطلاق الرصاص الحي على الموكب لمنعهم دفن الشهداء .مما زاد الطين بله..
واجه ابناء الشعب الكوردي بصدور عارية والتحدي لقوى الغدر والهمج والبربري العروبي بشكل سلمي ووقف كجبل شامخ .دون خوف أو تردد وبكل حماسة وتفاني واخلاص
مما أدى إلى المزيد من الشهداء والجرحى ..
وبعد انتشار هذا النبأ والخبر ..
خرجت انباء الشعب الكوردي في ديريك وقراها الى الشوارع تضامنا مع إخوته في قامشلوا ..افواجا وافواجا ..
لوقف جريمة القتل والاعتقال وكان رد فعل الاجهزة الامنية أشد واقوى من مما جرى في قامشلو ..
مما أدى إلى استشهاد وجرحى العديد من الكورد وبدأ محاولات الاعتقال.. وبعد ذلك عمت الانتفاضة وامتدت الى  كل المدن والمناطق الكوردية ..
بدءً من  ديريك و مروراً بـ جل اغا وتربسية وقامشلو وعامودا والحسكة وكوباني وعفرين وحلب ودمشق ..
 وبشكل سلمي وبصدور عارية تصديا وتحديا للظلم والطغيان والارهاب والجريمة .
قدم الشعب الكوردي في كل المناطق الشهداء واقدم النظام على الاعتقال العشوائي..
حقا كانت انتفاضة شعبية بكل معنى للكلمة لعدة اسباب وعوامل منها  :
1_ انطلقت الانتفاضة من رحم المعاناة والظلم ضد الارهاب وسياسة الاستعلاء والاقصاء والنفي والانكار للوجود القومي والوطني والحقوقي والسياسي والانساني .
٢_  شعار وهدف الانتفاضة وموقف الشعب الكوردي كانت واحدة من ديريك الى دمشق كفي للظلم والقتل والجريمة والعدوان ..الشهداء قدوتنا ..
٣_ والانتفاضة كانت بعيدة عن اجندات الاحزاب ومصالحها
٤_ كانت الانتفاضة تعبير حقيقي عن الارادة الحرة للشعب ساهم وشارك الشعب الكوردي من عين ديوار الى دمشق في الانتفاضة..بقلب وجسد وصوت وهدف ودم ومصير  واحد
٥_بالمقابل مارس النظام كل اشكال العنف والقوة والارهاب
٦_ تدخل ما تسمى المعارضات اليوم على الخط وبالتواطئ مع النظام وتوسط  لدى بعض( الاحزاب الكوردية)
 لإفراغ الانتفاضة عن محتواها الوطني والقومي والسياسي
وحتى هذه اللحظة يطلق عليها (بعض الاحزاب) احداث
٧_ الاحزاب لم تكن على قدر تحمل المسؤولية الوطنية
وتهربت من مسؤولياتها ..كالعادة تحت حجج وذرائع واهية
ومارست  نفس السلوك وذات الاسلوب والمنهجية والسياسة  التي تمارسها اليوم .النظام والمعارضة معا ضد الكورد ..
٨_ الاحزاب الكوردية بحاجة الى مراجعة الذات والتقييم في سياستها الخاطئة وتصرفاتها اللامسؤولة واسلوبها في النضال
كي تكن على قدر من المسؤولية لمواجهة التحديات وإيجاد البديل عن هذا الواقع الكارثي والخطير.. أو الاعلان عن افلاسها وفشلها.. وهزيمتها وحلها ..لاخيار ثالث ..
الإستمرار بتلك السياسات والمواقف للامسؤولة..انتحار
سيبقى انتفاضة الكرامة عنوان لبداية التاريخ الكوردي في غرب كوردستان والتي كتبت ب مداد دماء الشهداء..
وهنا أود أن أشير الى الموقف السلبي والقذر والمدان ..
من بعض اصحاب النفوس الضعيفة  من ابناء المكونات
 و الطوائف الاخرى …ضد الشعب الكوردي .
ساهم البعض في الجريمة ضد الانسانية بحق الشعب الكوردي واقدموا على سلب ونهب وسرقة المحلات التجارية العائدة للكورد واحراقها.. وحملوا السلاح لاستكمال الجريمة
و  بعض الاخر  أصبحوا… شاهد زور… أمام المحاكم
واثناء حضوري ودفاعي ك محام متطوع ضمن لجنة الدفاع عن المعتقلين الكورد  في إحدى الجلسات المحاكمة أمام القاضي الفرد العسكري بالقامشلي ..
حضر شاهدين من ديريك ك شهود للحق العام ..ضد أمرأة كوردية معتقلة ..السيدة (شيرين محمد عمر) ام حيسن
كانت أقوالهم (شهادتهم) ملقنة وملفقة وكاذبة ومشحونة بالحقد والكراهية والغدر  ..وكأنه نوع من الانتقام والثأر ..
نتيجة ذلك طلبت من القاضي وقف السير للمحاكمة…
استجاب لطلبي .. شرحت له الوضع والعادات والتقاليد
وبعد استئناف المحاكمة أخذ راي بعين الاعتبار والحسبان…
أهمل واهدر .شهادتهم ..لعدم مصداقيتها وتعارضها للحقيقة
وبعد سؤالهم القاضي عدة أسئلة جدية ..لم يستطيعوا الاجابة عليها ..
 المجد والخلود للشهداء انتفاضة الكرامة انتفاضة آذار العظيمة والتاريخية النصر لارادة الشعوب .
=====================
افتقدنا إلى قادة حقيقيين..
 
نارين عمر
– ماذا عن أحوال أبناء شعبنا قبل وبعد الانتفاضة؟
كما هي العادة لدى شعبنا منذ آلاف السّنين، تحوّلت الانتفاضة إلى ما نستطيع أن نسميها بازاراً علنياً، تمكّن بعض الأشخاص والأحزاب والجهات من استغلالها والمتاجرة بها، وبذلك حققوا انتصارات وأمجاداً لم يكونوا يحلمون بها، بينما ظلّ معظم الذين ضحوا، وناضلوا، وقاوموا في الخفاء والتّعتيم الإعلامي، وحتى الشّهداء والجرحى منهم لا نتذكرهم إلا مرّة واحدة بالعام الواحد.
– لماذا لم تنبثق مؤسسة للعناية بضحايا الانتفاضة: جرحاها وأسر شهدائها؟
أعتقد أنّ جواب هذا السّؤال مدفون في ذاكرة وذمة الأحزاب الكردية والشّخصيات والجهات الأخرى التي تبنّت الانتفاضة والتي كانت هي حينها الممثّل الشّرعي لشعبنا، وكانت هي صاحبة المؤسّسات والمنظّمات، أمّا بالنّسبة إلى منظّمات المجتمع المدني فكانت قليلة، وحتى لو وجدت لا أظنّ أنّها كانت ستفعل شيئاً مهماً، فها هي الآن تعمل منذ أكثر من عشرة أعوام ولا يوجد فارق كبير بين عملها وعمل الأحزاب.
– استطاعت الانتفاضة أن توحد أبناء شعبنا: لماذا هذا التشتت الذي آلينا إليه؟
لأنّ الأحزاب والشّخصيات التي تسير في ظلّها سيطرت على الموقف، وظهر من جهة أخرى أشخاص ليس لهم أية علاقة بهذه الأحزاب صاروا شركاء لها في السّيطرة على الموقف، وأولياء أمور الشّعب وحماتهم، فكما استطاعوا أن ينتزعوا صفة الانتفاضة ممّا جرى استطاعوا أن يعيدوا الشّعب الموحّد إلى خانات التّشتت والضّياع.
– أين مدونة الانتفاضة؟ أين ما كتب عنها وما وثق ليومياتها وتفاصيلها؟
علينا أن نحوّل هذا السّؤال أيضاً إلى أولي أمر الكرد حينذاك الذين قادوا البلاد والعباد.
– ماذا عن مذكرات المعتقلين: أيعقل أنه لم تصدر لأحد من هؤلاء مذكراته.
بكلّ تأكيد دوّن معظمهم مذكّراتهم، أو دوّنها غيرهم عنهم، ولكن السّؤال هو:
إلى من سيسلّمونها؟ من هي الجهات التي ستتبناها وتنشرها وتوصلها إلى الجهات المعنية أو إلى الرّأي العام الكردي والعربي والعالمي؟
من سيسمعهم أو يستمع إليهم؟ بعض هؤلاء ابتعدوا عن السّاحة واختلوا بنفسهم، وباتوا يتجنّبون تذكّر تلك المرحلة أصلاً.
– إلام تعيد سبب سرعة حماسنا وتفاعلنا مع أي حدث كبير إلا أننا نفتقد لأدوات ديمومة هذا الحماس والتفاعل؟
أعتقد أن سبب ذلك يعود إلى افتقادنا نحن الكرد إلى قادة حقيقيين، وحماة مخلصين ومناضلين، مستعدين لحمايتنا والسّير بنا إلى مراكب النّصر والسّلام مهما بلغت التّضحيات. مع الأسف الشّديد ما نزال نفتقر إلى مثل هؤلاء القادة والمناضلين ليس في الأحزاب الكردية فحسب، بل وفي منظّمات المجتمع المدني والمشهدين الثّقافي والأدبيّ كذلك. هذا لا يعني أنّ شعبنا يفتقر إلى أمثال هؤلاء، بل بسبب الأشخاص والجهات التي تكون نائمة في قنّ الخوف والجبن والخشية في أيّام الظّلم والاضطهاد والخوف، ويظهرون بشكل مفاجئ وفجائي في أيّام الثّورات والحروب والانتفاضات، يمتطون مراكب الاستغلال والانتهازية ومسح الجوخ، وأوّل ما يفعلون أنّهم يحاربون المناضلين والمخلصين الذين ضحوا بكل شيء من أجل شعبهم، ويبعدونهم عن السّاحة، ويتسلّمون هم زمام الأمور، وهم بالأصل يفتقرون إلى شروط السّيادة والرّيادة فإنّهم يرجعون شعبنا وقضايانا سنوات ضوئية إلى الوراء، ويحرموننا من اللحاق بسبل ديمومة الحياة الموصلة إلى الحرّية والعيش الكريم.
=====================
المدينة المشاغبة!!
هيفي قجو
تحت وطأة الرصاص هدر البحر البشري هائجاً واتجه نحو تمثال الوحش الرابض في وسط المدينة. بدأت أمواج الناس تتلاطم هنا وهناك، صرخات متتالية تدعو إلى تحطيمه، أيادي بعض الجبناء تشابكت كطوق رادع لكن عبثاً، خرَّ تمثالُ الوحش متبعثراً، الرأس هنا واليد هناك.
في تلك الليلة اندفع سليل الوحش نحو المدينة متوعداً حرقها عن بكرة بشرها وشوارعها، بيد أنه تراجع لسبب ما غير واضح ، أخمّن أنه سمع عن جنون هذه المدينة المتمردة !!
=====================
كسر حاجز الخوف 
 
منال حسكو
حدث ذلك  2004/03/12  في مدينة السلام قامشلو, حين أقدم النظام على تنفيذ مشروع خبيث، كان في ظاهره مباراة بين فريق ديرالزور وفريق قامشلو، ولكن كان مخطط بدقة للوقوع بين الجمهور من خلال رفع صور صدام حسين و الهجوم على القادة الكورد و رفع شعارات ضد القومية الكوردية من طرف جمهور فريق ديرالزور الذي أمن له وسائل النقل بشكل مدروس، في داخل الملعب كانت هناك خطة من قبل المخابرات و بدأ من خلاله الاحتكاك بين جمهور الفريقين و تحول سريعا إلى الضرب و تدخل السريع من قبل الشرطة لصالح جمهور ديرالزور و إطلاق الرصاص الحي على الكورد كما كان مخطط له، لم يكن يتوقع النظام الاستجابة السريعة و ردة فعل الشعب الكوردي من ديركا حمكو إلى تربسبية و قامشلو ثم عامودا و كوباني و عفرين وصولا الى قلب حلب و دمشق و لقن أبناء الشعب الكوردي النظام درساً لن ينساه، ولكن وبكل اسف لم يستثمر الحركة الكوردية ذلك الحدث الكبير لصالح القضية بل شاركت قسم منها في إطفاء ذلك الحدث بل وصل إلى حد الشكوك فيها، لهذا نرى اليوم بأنه لا يوجد أي شيء لصالح تلك الانتفاضة و هذا يعود إلى عدم تحمل الحركة الكوردية المسؤولية و قد أظهرت ذلك من خلال النقاط التالية:
* عدم بناء مؤسسة للعناية بضحايا الانتفاضة.
* الانتفاضة وحدت أبناء الشعب الكوردي في كوردستان المحتلة من طرف سوريا وبكل اسف الأحزاب السياسية لم تستطع الحفاظ على ذلك و بالعكس تماما مزق الموقف و ما نراه الان لخير دليل.
* عدم وجود مدونة للانتفاضة يدل على الخوف من تحمل المسؤولية ، لم يكن هناك أية جهة او حزب يملك الشجاعة على ذلك .
* إلى هذه اللحظة ليست هناك مذكرات للمعتقلين وهذا ايضا من سلبيات الحركة الكوردية التي لم تتعود الإستفادة من هكذا امور، فيقع على عاتق الحركة الكوردية جمع المعلومات و وضعها على شكل كتاب تحت عنوان (من مذكرات معتقلي الانتفاضة)
* من المعروف بأن الحركة التحررية هي التي تقود الشعب و تكون في المقدمة ولكن وبكل اسف ليست في الحالة الكوردية في كوردستان المحتلة من طرف سوريا، حيث الأحزاب لها الدور السلبي في قيادة الشعب و قد ظهرت ذلك الدور السلبي في إطفاء الحماس عند الشباب في الثمانينات من القرن الماضي حين استشهد شهيد نوروز سليمان آدي و كذلك في انتفاضة قامشلو و قد تم اتهام الشباب من طرف بعض الشخصيات السياسية بعبارات غير لائقة و التهرب من تحمل النتائج وصولا الى الجلوس مع القوة الأمنية و محافظ الحسكة و الاعتذار منهم على ما قام به الشعب الكوردي و بالأخص الشباب، كل هذه الأسباب و غيرها دوما تكون السبب وراء فقدان الشباب لروح الحماس .
وفي الختام لابد من القول بأن المعارضة الحقيقة كانت و مازالت هي المعارضة الكوردية و ان شرارة الانتفاضة كانت من قامشلو ؟
=====================
القسم الخامس يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– صبري رسول
– علي شمدين
– كلستان الرسول
– عبدالعزيز قاسم
– محمد خير بنكو «1/2»
– زاكروس عثمان «4/5»
=====================
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…