ملف خاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 – القسم (7)

القسم السابع يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– حواس محمود
– فرحان مرعي
– صبحي حديدي
– احمد عبدالقادر محمود
– نوروز بيجو
– محمد خير بنكو «3/3»

 

12  اذار الدامي وانتفاضة ضد الطغيان
 
حواس محمود
بمناسبة الحديث عن انتفاضة 12 اذار 2004 ، التي قام النظام في تلك الفترة بإحداث صدام عنيف بين جمهور زعران جلب خصيصا من دير الزور ليرافق فريق كرة القديم القادم من هناك، وذلك لإجراء مباراة مع فريق الجهاد الرياضي التابع للقامشلي، محاولا استباق الامور لكي يسكت الشعب الكردي عن حقوقه القومية المشروعة بعد احتلال العراق ونيل كرد العراق بعض حقوقهم من خلال مواد دستورية منصفة للكرد هناك.
لكن انقلب السحر على الساحر كما يقولون اذ تسببت آلة القمع الاسدية العنيفة بشرارة انتفاضة شبابية وشعبية عارمة، ادت الى استشهاد حوالي 50 شابا كرديا وجرح المئات في مدينة القامشلي يومي الجمعة والسبت، يوم  الجمعة كان الصدام بين مشجعي الجهاد وجمهور الزعران الديري – طبعا النظام قصد هذا الصدام ونحن نحترم شعب دير الزور احتراما شديدا – تدخل النظام ممثلا بسليم كبول محافظ الحسكة، يقال ان مدير المنطقة كان موقفه جيدا ضد ممارسة العنف بوجه ابناء الشعب الكردي، الذي دافع عن نفسه حينذاك بوجه التحرشات التي تعرض لها من قبل المشاغبين الذي جلبتهم السلطة خصيصا لإحداث مشاكل والقول عبر الاذاعة والتلفزيون السوري انها مجرد مشاغبات رياضية لا علاقة لها بالسياسة، لكن لا يمكن حجب الشمس بغربال كما يقولون اذ ان انتفاضة قامشلو توسعت بعد يوم السبت اذ تم قمع المظاهرات التي خرجت بالآلاف في شوارع قامشلو، وامتد اللهيب الشعبي الى مدن كردية اخرى كعفرين وكوباني وايضا الى مدن سورية كحلب ودمشق وغيرها من المدن.
سياسيا كان دور الاحزاب دورا تخاذليا بحجة التهدئة وردم الفتنة، اي فتنة ؟ اليس النظام من عمل الفتنة؟ طبعا هكذا دوما الاحزاب تخشى الاستحقاقات الانتفاضية والثورة، حفاظا على مكاسب خاصة وضيقة وبالابتعاد عن اجواء التضحية والتمرد لصالح كسب الحقوق والمتطلبات التي يستحقها ابناء الشعب الكردي.
بعدها استشرس النظام كثيرا وتم خطف مشعل التمو 2008 وقتل معشوق الحزنوي تحت التعذيب 2005 ناهيك عن اعتقال النظام للمئات من ابناء شعبنا الكردي وبخاصة من الشباب والفئات المثقفة وتم زجهم في زنازين النظام المظلمة والموحشة ومورس بحقهم ابشع انواع التعذيب الجسدي والمعنوي
نظام مارس الاجرام وغذى الشوفينية العربية ضد متطلبات الحرية والحقوق القومية المشروعة، لا ننسى ان تمثال الصنم الكبير المقبور حافظ الاسد قد تم تحطيمه على يد الشباب الكردي المنتفض في عامودا احتجاجا على ما مورس ضد شباب قامشلو.
واعتقد ان روح انتفاضة قامشو غذى انتفاضة الشعب السوري انطلاقا من درعا مرورا بباقي المناطق التي ثارت ضد الطاغية الابن بشار الاسد وكان لعامودا وقامشلو في بدايات الثورة السورية 2011 بصمات واضحة وجلية لا ينكرها جاحد
وضع الاحزاب الكردية لا زال مشتتا كما كان اثناء الانتفاضة وقبلها، والوضع صار اكثر صعوبة وتعقيدا مع دخول اجندات جديدة، بتدخل حزب العمال الكردستاني في شؤون المنطقة الكردية في سوريا عبر ال ب ي د ، وخروج اغلب قيادات المجلس الوطني الكردي خارج المنطقة الكردية في سوريا والعمل في كردستان العراق وتركيا، تاركين المجال مفتوحا لل ب ك ك العمل عبر الادارة الذاتية، كما ان الحوار الكردي الكردي بين ال ت ف دم والانكسي لا زال يتعثر بالعديد من العقبات التي تكون اغلبها مصطنعة عبر تدخلات اقليمية ايران وتركيا. رغم ان الكرد قدموا الاف الشهداء في محاربة داعش في سوريا عبر التعاون مع قوات التحالف الدولي ضد داعش، ناهيك عن تشرد وهجرة الاف العائلات الكردية الى دول الجوار واوروبا وامريكا وكندا واستراليا، كل هذا بسبب التشتت الكردي وغياب الحاضنة السياسية للشعب الكردي.
المجد  والخلود لشهداء انتفاضة 12 اذار الكرد وكل شهداء الثورة السورية من كل المكونات السورية وستنتصر الشعوب المستمرة في نضالها ضد الظلم والطغيان وفي سبيل الحرية والعيش الامن والكرامة الانسانية.
=====================
ذكريات سجين كردي في الفرع 215.
 
*فرحان مرعي
يقول (ح) السجين الكردي في فرع ٢١٥ : اعتقلت في ضاحية زورآفا في ١٥ آذار _ ٢٠٠٤ من قبل سرية المداهمة التابعة لذلك الفرع، قسم التحقيق، وأثناء القبض علينا، وقبل الوصول إلى مركز الفرع سلبوا ما عندنا من نقود وتليفونات، وأشياء شخصية أخرى، وما له قيمة مادية. بقيت في السجن مدة ٢٧ يوماً، مع ٥٣ معتقل كردي من الشباب، أعمارهم بين الخامسة عشر والعشرين،، احتجزونا في مهجع لا تزيد مساحتها عن ١٦ متر مربع، لم نر الشمس خلال هذه الفترة، وكان الخروج إلى الحمام مرتين فقط في اليوم، في الرابعة صباحاً والثانية عشرة ليلاً، مما اضطر الكثير من المعتقلين التبول على ملابسهم، والذين تمكنوا من اختراق الحراس مقابل مبالغ نقدية استطاعوا الخروج للغسيل وقضاء الحاجة، والسيكارة الواحدة ب ٥٠ ليرة.
خلال مدة اعتقالي تعرضت للتعذيب ١٧ يوماً على شكل وجبتين، صباحي  ومسائي، بالإضافة إلى التحقيقات والمسبات والاهانات.
الوصف شيء والواقع شيء آخر، أو كما يقولون من يأكل العصي ليس كمن يعدها، التعذيب الذي تعرضنا له كان قاسياً ومؤلماً، ولم أكن أتصور ذلك، لقد تعرض الكثيرون من جراء التعذيب إلى الكسر والجنون والشلل وحتى الموت، وما زلت اتخيل صراخ الذين أصيبوا بالهستريا والإنهيارات العصبية في المهحع المجاور.
وسائل التعذيب كانت متنوعة، وغير إنسانية، مجموعة من الوحوش البشرية يضربون بالكرابيج والأكبال، وبشكل عشوائي، وهمجي على كل مناحي جسد المعتقل، ثم  يرشون عليه الماء البارد، هذه الصور كانت تذكرني بلقطة من تعذيب السجناء شاهدتها في السجون العراقية أيام حكم الطاغية صدام حسين، كما عرضت على شاشات التلفزة.
*التعذيب عن طريق الدولاب وهذه طريقة معروفة لكل سجين سوري، حيث يوضع السجين في كرسي مصمم بشكل يمكن طيه عن طريق طريق منويل، حتى يتم انحناء ظهر المعتقل إلى الخلف إلى درجة الكسر، إلا الذين يتمتعون ببنية جسدية قوية.
التعذيب ب الصدمات الكهربائية وهذه كانت تؤدي إلى الإنهيارات العصبية والشلل.
الخوزقة عن طريق زجاجات الكازوز المكسورة.
الإغتصاب.
ويستطرد قائلاً: السجون واحدة في بلدان الفكر الشمولي والحزب الواحد ، غولاغ مثل ابو غريب، مثل تدمر، أدوات التعذيب واحدة، رجال التعذيب متشابهون، كأنهم تلقوا ثقافة التعذيب في أكاديمية واحدة!!!!
*ملاحظة من الكتاب
الشهادة رواها لي سجين كردي، ونشرتها في جريدة يكيتي العدد ١١٧، كانون الثاني ٢٠٠٥، من دون توقيع..
=====================
انتفاضة القامشلي 2004: كرامة الجوهر
 
 صبحي حديدي
لا تحضرني، كما هي الحال في كلّ عام، ذكرى الانتفاضة الشعبية العارمة التي انطلقت من مدينة القامشلي يوم 12 آذار (مارس) 2004، إلا وأستعيد معها بلدة عامودا، ذات الأغلبية السكانية الكردية؛ لاثنين من أسباب أخرى كثيرة: 1) أنها شهدت مأساة حريق صالة السينما أثناء عرض فيلم لتلامذة المدارس، خريف 1960، حيث قضى حرقاً 283 طفلاً لا تزيد أعمارهم عن 12 سنة؛ و2) أنها البلدة السورية الوحيدة التي انفردت بتحطيم تمثال حافظ الأسد مرّتين، ربيع 2004 بعد انتفاضة القامشلي، وخريف 2011 مع تصاعد الانتفاضة الشعبية السورية الشاملة وفي مناسبة اغتيال الناشط الكردي البارز مشعل التمو.
انتفاضة 2004 بدأت، كما هو معروف، على خلفية مشاحنات أعقبت مباراة في كرة القدم بين نادي «الجهاد» المحلي، ومعظم جمهوره من الأكراد المبتهجين لسقوط صدّام حسين، وفي النفوس مجزرة حلبجا وسواها؛ وجمهور نادٍ ضيف «الفتوة» القادم من مدينة دير الزور، حيث بعض الجمهور ساخط لسبب مضادّ جوهره التعاطف مع العراق أو مع صدّام حسين شخصياً لدى شريحة منهم. وكان يمكن للواقعة تلك أن تمرّ مثل سواها من مئات حوادث الشغب في ملاعب كرة القدم، لولا أنّ النظام سارع فوراً إلى استخدام الرصاص الحيّ، ولم يتردد في استيحاء مجزرة حماة 1982 لتلقين أكراد سوريا، وليس منطقة الجزيرة وحدها، درساً في الفاشية يمارسه الوريث من باب استئناف تراث أبيه: في القامشلي والحسكة وعامودا وديريك والدرباسية وعين العرب وعفرين، هذه المرّة.
الأرجح أنّ انتفاضة القامشلي قرعت جرس الإنذار الأبكر في عهد الوريث، وكانت الأخطر أيضاً لأنها ابتدأت من جمهور كردي كان النظام يتخوّف من إمكانية استثماره من جانب الاحتلال الأمريكي في العراق وتحويله إلى «حصان طروادة» إذا توجّب الضغط أكثر على نظام آل الأسد، واتخاذ إجراءات قصوى لوقف لعبة النظام في تمرير الجهاديين إلى الداخل العراقي عبر الحدود السورية. يومذاك كان نظام الأسد يقوم على «صقور» تتيح تلاقي أمثال ماهر الأسد وأمّه أنيسة مخلوف وخاله محمد مخلوف وصهره آصف شوكت، مع نماذج عبد الحليم خدام ومصطفى طلاس وغازي كنعان ومحمد ناصيف، لجهة تأثيم المواطنين الكرد والتوافق على إخضاعهم لشتى أشكال القهر والقمع والتضييق والتمييز.
أكثر من هذا، وقبلئذ في الواقع، كان الأسد الأب نفسه يبغض المحافظات الشرقية ويعتبرها معادية لنظامه وله شخصياً؛ وكان الدليل الأوضح على مشاعره هذه أنه، بعد أسابيع أعقبت انقلابه عام 1970، قام بسلسلة جولات استعراضية شملت جميع المحافظات السورية ما عدا دير الزور والحسكة والرقة. هذه كانت، في رأيه، إما متعاطفة تاريخياً مع العراق لأسباب اجتماعية وتاريخية وجغرافية ولسانية وثقافية (كما هي حال الرقة ودير الزور) أو متعاطفة مع كردستان العراق (على غرار غالبية الكرد في الحسكة).
وفي المقابل كانت حقيقة انطلاق الانتفاضة من قلب وسط كردي غالباً، ومن مناطق ومحافظات الشمال الشرقي بادئ ذي بدء، لا تخفف من خشية النظام بقدر ما تضاعفها عملياً، وتجعل دقات جرس الإنذار أكثر دفعاً نحو العنف المفتوح واستئناف دروس مجزرة حماة الفاشية. فهذه المناطق تعرضت على الدوام للإهمال والحرمان ومعاملة الدرجة الثالثة، رغم أنها «أهراء سوريا» على نحو أو آخر؛ وهي حاضنة ثروات البلاد ومواردها الأساسية: في النفط، وزراعة الحبوب، والأقطان، التي تعدّ محاصيل ستراتيجية؛ وفي الكهرباء وسدّ الفرات.
محطة أولى في تاريخ التمييز الرسمي الذي حاق بالمواطنين الأكراد في سوريا سجّلها إحصاء العام 1962، الذي أسفر عن تجريد نحو 200 ألف مواطن كردي من الجنسية، وتسجيلهم في القيود بصفة «أجنبي»؛ كما جرّد 80 ألفاً آخرين ولكن من دون تسجيلهم في القيود هذه المرّة، ممّا أستولد حالة القيد المدني العجيبة: «المكتوم». المحطة الثانية كانت «الدراسة» الشهيرة، العنصرية بكلّ معنى ومقياس، التي وضعها الملازم محمد طلب هلال ورفعها إلى قيادة حزب البعث، وشرح فيها طرائق «تذويب» الأكراد في «البوتقة» العربية. النتيجة الأولى كانت تعريب أسماء عشرات القرى والبلدات الكردية، وحظر تسجيل الولادات بأسماء كردية، ومنع الطباعة باللغة الكردية، وسوى ذلك من الإجراءات التمييزية الفاضحة. المحطة الثالثة كانت الأكثر فاشية، وجرت في مطلع السبعينيات حين فرضت السلطات إقامة «حزام عربي» بطول 375 كم وعمق يترواح بين 10 – 15 كلم، على امتداد الحدود السورية التركية؛ اقتضى ترحيل 120 ألف مواطن كردي من 332 قرية، وإحلال سكان «عرب» محلّهم بعد بناء قرى نموذجية لهم.
وإذْ أستعيد، اليوم، الذكرى الـ17 لانتفاضة القامشلي، أقرأ أنّ تظاهرات جابت شوارع المدينة، أو زارت مقابر الشهداء، أو أقامت فعاليات احتفائية شعبية مختلفة؛ فضلاً عن حدث خاصّ، لعله الأبرز في يقيني، تمثّل في إقامة مباراة كرة قدم «كرنفالية» جمعت بين فريق محلي وآخر من دير الزور، وذلك «للتأكيد على قيم العيش المشترك والأخوّة التي تجمع بين المكونات السورية، التي حاول النظام البعثي إثارة الفتنة بينها» كما قالت الجهة المنظمة للفعالية.
نشرت في صحيفة “القدس العربي” اللندنية، 15-3/2021
=====================
حساب السيرورة لم ينطبق على حساب الصيرورة 
 
احمد عبدالقادر محمود 
هولير أقليم كُردستان 
في التاسع من نيسان 2003 م سقطت بغداد وفي الواحد من حزيران من العام نفسه أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن نهاية العمليات القتالية  بقوله ” المهمة قد أُنجزت ” وبالتالي إنهاء الحرب على العراق التي أدت إلى سقوط مدوي للنظام البعثي  واعتقال كافة رموزه . هذا الإعلان كان كافيا لأن يضع النظام البعثي السوري وبالتناوب الكمادات الساخنة والباردة على جسده ويتحسس رأسه ، أمريكا أصبحت خلف الباب وما هي إلا لحظات ويُطرق .
فالمأزق الذي وضع فيه النظام السوري نفسه فيه كبير جدا لا بل أقرب لكارثة كبرى ، كان يمني النفس بأن تفشل أمريكا في العراق ليسلم رأسه ولكنه هو من فشل على الرغم من فعل كل ما يلزم في مساعدة ومساندة لما سمي آنذاك بالمقاومة العراقية  بغاية إخراج الأمريكان من العراق وطردهم من حيث أتوا ، فبقاء الأمريكان في العراق كقوات احتلال إلى أجلٍ غير مسمى مقلق وخاصة أنهم على تخوم الحدود الشرقية لسوريا وعلى بعد قذيفة من دمشق ، مما يعني إحدى أثنتين إما التعاون مع الأمريكان في تنفيذ مخططهم وما يرونه في المنطقة وإما تحمّل تبعات وتداعيات عدم الإستجاية والتي تعني إما  تغير في سلوك النظام السوري أتجاه قضايا المنطقة أو تغير النظام برمته كما حصل في العراق . كانت المخاوف السورية في محلها ففي اليوم التاني من إعلان أمريكا إنهاء القتال في العراق كان كولن باول وزير خارجية أمريكا يطرق باب دمشق ولبنان وفي جعبته مطالب رئيسية لا تقبل المساومة ، هنا لن أستفيض أكثر لإنتفاء الغرض ، إنما فقط أستذكر تصريحاته التي وضعت النظام السوري وجها لوجه أمام مخاوفه .
نعم من المطار قال كولن باول : أتيت لأوضح كيف تنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبدل الوضع في المنطقة مع رحيل نظام صدام حسين للرئيس الأسد .
وأتبع تصريحه هذا في مؤتمر صحافي بعد العودة بتصريح أخر قال فيه : سنتخذ قرارات بعد أن نرى الأداء !؟ وهل سيتغيرون أم لا !؟ .  رداً على سؤال مفاده :
ماهي العواقب التي ستواجهها  سورية في حال عم التجاوب مع مطاليبكم ؟
تهديد ظاهر ٌ مفهوم ومؤشرات خطيرة جدا كانت كافية لأن يلتف النظام السوري وبكافة  مؤسساته الأمنية حول نفسه لتقييم الوضع الجديد ووضع تصوّر للخروج بأقل الخسائر لمعرفته المسبقة أنه لن يستطيع الإستجابة للمطالب الأمريكية أوحتى التعاون معهم ، ليس من بوابة النضال الوطني أومن نافذة الأمن القومي العربي أو عتبة المقاومة والممانعة المناهضة للمخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ، العناوين  التي اختبأ تحتها إنما لعدم استطاعته تحمل تبعات الرضوخ لأمريكا ، فمسألة الديمقراطية والحريات هي الأخرى سهمٌ يأتيه بمقتل .
– المخطط والسيناريو المحتمل
حزم النظام السوري أمره ودرس الوضع بدقة ووضع الاحتمالات التي من الممكن أن تطفو على السطح  ومن ثم وضع خططه وسيناريوهاته حسب درجات الأهمية .
وجد أن المعارضة السورية في الداخل بعيدة كل البعد عن أي تعاون وتعاضد مع الأمريكان لأسباب عدة وأهمها الاختلاف الفكري ولحد العداوة مع النهج الأمريكي في المنطقة  حينها ، إلى جانب وقوفهم بالضد من مسألة الحرب على العراق .
ورأوا أن الإسلاميون المتشددون ( الإسلام السياسي ) هم تحت الإحاطة والمراقبة وهؤلاء من السهولة التكفل بهم من قِبل صناعهم ( المخابرات السورية ) .
من بقي ! الكُرد نعم الكرد هم من يجب التعامل معهم بحزم ، هم الأن الأشد إن خطورة  إن واتتهم الفرصة ، لعدة عوامل :
فالأقليم الكردستاني المنشأ حديثا في العراق هو جزرهم القومي و عمقهم الجغرافي وأمتدادهم الأستراتيجي واللوجستي  ، وفوق هذا وذاك مدعوم ومحمي أمريكيا .
إذا من هنا نبدأ ومن أجل كشف النوايا والتحقق من مدى التعاطي الكردي يجب إخضاعهم لإختبار عملي ولا سيما أن  جميع التقارير الأستخباراتية تفيد بعودة تنامي الشعور القومي وأرتفاع منسوب المعنويات لديهم ، مما يجعلهم على أهبّة الأستعداد بالتعاون مع من يحقق لهم مطالبهم ويواقع أحلامهم وأمانيهم . وهي محفزات لكل مظلوم هُضمت حقوقه .
– مسرح الاختبار ورسالته
اليوم الثاني عشر من أذار 2004 م المقرر فيه مباراة بين نادي الجهاد من القامشلي ونادي الفتوة من ديرالزور على أرض الملعب البلدي في القامشلي وهي من ضمن المنافسة على بطولة الدوري العام السوري .
هنا كان زمان ومكان مسرح الأختبار ، السيناريو الذي أُعد بإتقان وهو ذاك الذي تمت مشاهدته من القاصي والداني والصديق والعدو . جرى ما جرى كما هو مرسوم له ، هنا لن أستعيد المشاهد إنما سنبحث في النتائج التي آلت إليه هذه الواقعة الأختبار ، مما لا شك فيه وإلى حد الجزم أن نتائج الأختبار هذا كانت مفاجئة من العيار الثقيل سواء لواضعي السيناريو أو لمن وضِع لهم السيناريو وهم كرد قامشلو ، فمن المتوقع وفي أسوأ الحالات من تنفيذ هذا الأختبار أن تكون تداعياته محصورة في المحافظة فقط ، فالأمر مقدورٌ عليه وتحت السيطرة كما أُعدت له العدة ، أو كما ظُن تستطيع أدوات النظام الأمنية  التعامل مع الحدث وما سينتج عنه  وبمساندة  أيضا من زعماء العشائر و قادة الأحزاب الكردية الذين هم تحت أمرت وأنظار الأمن والمخابرات السورية بكافة فروعها وسينفذون ما يؤمرون وبذلك تكون الرسالة قد وصلت .
إنما بقدرة قادر حساب السيرورة لم يطابق حساب الصيرورة ، فقد هبَّ الكرد فقط  هبة رجل واحد وتحت أنظار باقي المكونات التي لعبت في البداية دور المشاهد قبل أن تلعب دور المناهض ، وككرة الثلج المتدحرجة تدحرجت الهبّة على طول الشريط الحدودي الشمالي من أدناه إلى أقصاه مع أمتدادٍ متسارع ليشمل المدن الكبرى في الداخل السوري كحلب ودمشق وكل أمكان تواجد الكرد في المحافظات الأخرى ولتصل صداها وتداعياته إلى قلب أوربا ، خمّن الكرد أن النظام بات قاب قوسين أوأدنى من الهروب والنجاة بنفسه وخاصة بعد سيطرة الكرد على بعض المخافر في بعض المناطق ورأوا كيف يهرب جنود الأسد أمامهم كالفئران ، وكيف أن عامودة البطلة أسقطت تمثال حافظ الأسد أرضا وتبعها تشويه وجه تمثاله في قامشلوا .
الشعور لا يوصف فأقليم روجأفا الكردستاني بات قريبا من حواف الحلم .
ولكن استطاع النظام قمع الحلم قبل الإنتفاضة المجيدة بوحشية كعادته مستفيداً من عدم تضامن بقية المكونات الأخرى مع الإنتفاضة التي من الممكن لو خاضوها جنبا إلى جنب مع الكرد  لما رأينا حراك 2011 م ، لا بل لعبوا الدور العكسي السلبي مما ساهم في وأد الانتفاضة المجيدة ، لقد وجد الكُرد أنفسهم وحيدون في أتون نارٍ ستحرقهم وأمام آلة قمع وحشية عمياء ، خلّفت ورائها أكثر من ثلاثين شهيداً ومئات الجرحى وآلاف  المعتقلين .
نعم هذه هي الرسالة المرسلة التي وعاها الكرد جيدا ، تنتفض تقمع ، تستجدي الخارج تسحق  .
النظام أيضا أدرك ووعى إن أي مساندة خارجية متضامنة مع حقوق الكرد ستكون وبالاً عليه وربما سببٌ من أسباب سقوطه وانهياره  ، وهذا ما تجلىَّ فعلا في ممارساته وإجراءاته مع الكرد إبان حراك أذار 2011 م ، لقد أستطاع بخبث ضرب الكرد بالكرد وبالتالي يحيدهم دون مشقة ، بعد أن أوكل أمر المنطقة إلى حزب ال pyd الفرع المستنسخ من ال pkk  والعصا الغليظة بيد النظام .
– الخلاصة
أفرزت الإنتفاصة المجيدة  في 1232004 م مؤشرات لم تنل حظها من الدراسة والبحث :
– في الأخطار الجثيمة و الجسيمة ترى الشعب الكردي بقلب واحد ولكن من يضعفه ويشتته وللأسف هم بعض القيادات الحزبية التي تتسيد المشهد وتعمل وفق مصالحها الخاصة دون مصلحة الأمة .
– عدم أو ندرة وجود العقول الملهمة والمؤثرة على الصعيد الفردي كي يلتف حولها الكرد لتشكيل تيار واعٍ ومؤثر وصاحب رؤية ومشروع .
– الشعب الكردي شجاع ولا تنقصه الأمانة والاستقامة ولا الشعور بالمسؤولية ، إنما ما  يبدد ذلك كله هو استفحال الخيانة والانقسام والتشرذم بينهم .
– جهل الكرد من الإنتفاع من دروس التاريخ تجعله دائما في مهب الريح .
=====================
الإنتفاضة الكوردية غيرت مسار الحركة السياسية الكوردية نحو الأفضل
 
نوروز بيجو
1-الإنتفاضة الكوردية 2004 كان حدث تاريخي ومفصلي للكورد في سوريا وللحركة السياسية ايضاً حيث كسر الشعب الكوردي حاجز الخوف وتظاهر علناً ضد النظام السوري ورفع شعارات تطالب بحقوق الكورد في سوريا عبر مظاهرة عارمة وسلمية ولازلنا ننظر اليها بأنها عرفت الشعب السوري ككل من هم الكورد في سوريا كون النظام كان يحجب الكورد ولم يتحدث عنهم يوما بشكل علني الا ان الإنتفاضة الكوردية اجبرت النظام على الأعتراف بوجود الكورد في سوريا وبأنهم نسيج مهم للمجتمع السوري وبالإضافة الى ان الإنتفاضة الكوردية غيرت مسار الحركة السياسية الكوردية نحو الأفضل وتعد مرحلة مهمة جدا بتاريخ الشعب الكوردي في سوريا
2-الكورد في سوريا كانوا قبل الإنتفاضة يناضلون بشكل سري ضد النظام البعثي السوري نظراً للظروف الذاتية  والموضوعية للحركة السياسية في سوريا وكذلك الأقليمية وحتى الدولية وتقاطع مصالح دول مغتصبي كوردستان لم يكن هناك مساحة واسعة للنضال بشكل علني إلا انه ناضل ومازال يطالب بحقوق الشعب الكوردي في سوريا
3-استطاعت الإنتفاضة ان توحد الشعب الكوردي لأن طبيعة الكورد عاطفين ومن الشعوب المخلصة لرموزها وقاداتها وأن إهانة اي شخص منهم هي إهانة الكورد جميعاً وهذا ماكان احد الأسباب المهمة للإنتفاضة المباركة فالشارع الكوردي كان موحدا ً على الرغم من اختلاف آيديولوجيتهم واحزابهم وإطاراتهم السياسية أما الآن فالمصالح الحزبية الضيقة هي المسيطرة نتيجة وصول اشخاص انتهازيين لقيادة الصف الأول للحركة السياسية لاتهمهم الا مصالحهم الشخصية
4الإنتفاضة الكوردية دونت في تاريخ الكورد ووصل صداها للعالم اجمع من خلال توثيق صور وفيديوهات وما تعرض له الشعب الكوردي على يد النظام السوري الديكتاتوري من خلال نشطاء كورد في اوربا حيث قدموها للمنظمات الإنسانية والسفارات الأوربية
5-اما بخصوص مذكرات المعتقلين لابد من التحدث عنها وتوثيقها بشكل دقيق من المعنين ومع ذلك فالنظام السوري معروف بقساوته وظلمه لكل من يخالفه بالرأي ولدينا دلالئل كثيرة من خلال مناضلين كانوا معتقلين في سجون النظام
6-الكورد بشكل عام شعب عاطفي يتأثر بالأحداث الا اننا نفتقد الى أدوات لإستغلال هذه العواطف واستثمارها بشكل صحيح وفي المكان المناسب لخدمة القضية الكوردية في سوريا
شكراً على الثقة ودوام التوفيق لموقعكم الموقر
=====================
لماذا لم يعتقلني الأمن السوري في ٢٠٠٤؟ «3/3»
 
محمد خير بنكو
الناجح هو ذاك الشخص الذي يملك بعد النظر و يقرأ الواقع بعدسات مصالحه بعيداً عن الكلام النظري الذي لا يغني عن جوعٍ و لاعطش. اهتديت إلى هذا المبدأ منذ نعومة أظافري، كنا أربعة إخوة و ست أخوات، الحمد لله لم أكن الكبير لأنه كلما شب خلاف كان الوالدان يوبخون أخي الكبير و يقولون له: أنت الكبير عليك ان تتحمل المسؤولية، مسؤولية إخوتك و أخواتك. كما أنني لم أكن الصغير ليقولوا لي احترم اخوتك فهم أكبر منك. كنت الثالث بين الإخوة فكنت اعتبر نفسي محظوظاً، و بذكائي الفطري استطعت استميل والدي و حتى والدتي إلى صفي، فكانت أغلب طلباتي مجابة و استطعت استغلال ذلك في الدراسة، فبينما ترك أخي الكبير الدراسة بعد الابتدائية ، استطعت ان اقنع والدي بأن يستأجر لنا بيتاً في ديريك لإكمال دراستنا و فعلاً نجحت في ذلك و أكملت الثانوية و دخلت كلية الهندسة الزراعية في جامعة حلب.
لماذا لم يعتقلني الامن السوري في ٢٠٠٤ ؟ بالنسبة لي سؤال ساذج و غبي، فمن يغربل الأفكار و القرارات التي تواجهه في غربال مصالحه و طموحاته لن يفكر مجرد تفكير بهذا السؤال، لأنه يقيس أي قرار يتخذه بميزان المصلحة و كيفية تأثرها بذلك القرار. ربما يسهو المرأ أحياناً و تأخذه الحماسة و العاطفة نحو أفعال و قرارات قد تجلب له المشاكل، لكن الناجح هو من يتدارك الأمور بأسرع وقت ممكن قبل ان يقع الفأس بالرأس، كما يقال.
في ديريك، في الثمانينات كان هناك حراك ثقافي جيد إلى حدٍ ما، و أغلبية النقاشات كانت حول الماركسية اللينينية، وكشاب قروي إعتقدت بان الماركسية اللينينية خُلِقت لأمثالنا، فكنت سباقاً الى قراءة الكتب التي كنت استعيرها من هنا و هناك و سرعان ما خلقت لنفسي كاريزما من خلال الإشادة بكلمات ماركس و لينين و أحيانًا كنت استشهد بجملٍ و عبارات من بناة افكاري و حسب وجهة نظري و دعماً لموقفي في موضوعٍ معين و أنسبه الى لينين أو ماركس و بذلك كنت استلم الحديث في السهرة و يستسلم لي منافسي بكل هدوء. أثناء انتقال العائلة الى ديريك و دخول أخواتي الى المدارس، كنت حينها في الأول الثانوي و نتيجة تفاعلي مع الوسط الماركسي انتسبت الى التيار اليساري من الحركة الكردية  منطلقًا من الفكرة الرائجة ذلك الحين (الحصول على منحة للدراسة في الاتحاد السوفياتي). و رغم تبني الفكر الماركسي لم أكن استسيغ اختلاط أخواتي و حضورهن المناسبات العامة أو الندوات التي كان حزبنا يقيمها من حين لآخر، بينما كنت استمتع بالحديث مع الفتيات و أحاول قدر الإمكان لفت انتباههن بإظهار ثقافتي الماركسية و وقوفي الى جانب حقوق المرأة.
كان حراك التيار اليساري من الحركة الكردية نشيطاً آنذاك، لكنني كنت شديد الحذر من الأجهزة الأمنية حتى في ذلك الوقت و كانت الدراسة و العائلة المحافظة القروية حجتي الدائمة للتنصل من المهام التي قد تعرضني للمساءلة ولذلك كنت أبني صداقات مع الطلاب الشبيبيين دون الإنضمام الى الشبيبة مختلقاً الحجج التي كنت بارعاً فيها. لم استمر طويلًا في الحزب عندما تقلصت آمالي في الحصول على المنحة الدراسية، لأنني أدركت بأن من لا يملك قريباً له في المستويات العليا للحزب يصعب عليه الحصول على المنحة، و طالما لم أكن على معرفة بأي قيادي في الحزب، تلاشت آمالي و صرت أبحث عن البدائل.
بعد تفكير بوضع الحزب توصلت الى النتيجة التالية: ما شدني في البداية الى الحزب كانت الاشتراكية و الفكر الماركسي اللينيني، و الصاحب و المالك الرئيسي لهذه الأفكار هو الحزب الشيوعي السوري فلماذا أتشبه بهم و لا أكون فرداً منهم ؟  كما أنهم اكثر حظاً في الحصول على المنحات الدراسية والأهم من هذا وذاك انهم ضمن جبهة الدولة و هذا يعني الأمان و كما يقال (ابعد عن الشر و غنيلو)، و سرعان ما تركت الحزب الكردي و انضممت الى الحزب الشيوعي السوري الذي كانت أغلب الأحزاب الكردية يتوددون له دون أن يكترث لهم و كأنه الحب من طرف واحد.
كلما أتذكر ذلك، ينتابني نوبة ضحك على سذاجة وغباء ذلك السؤال: لماذا لم يعتقلني الامن السوري في ٢٠٠٤ ؟
لم يحالفني الحظ في الحصول على المنحة الدراسية لانتسابي المتأخر إلى الحزب، و لكن ظل هناك بصيص من الأمل في الحصول عليها خلال السنة الدراسية الأولى في الجامعة، هكذا كان يحاول إقناعي مسؤلي المباشر في الحزب الشيوعي السوري و يذكر لي أمثلة عن شباب حصلوا على المنحة الدراسية في السنة الأولى أو حتى الثانية من الجامعة.  كان حلمي أن اصبح طبيباً لكي امتلك بيوتاً و سيارات و ألبس من افخر الماركات و أقتني أجمل و أغلى الساعات و أصبح حديث الفتيات التي قد تعرضن علي الزواج أو حتى علاقات عاطفية، فالأطباء سرعان ما يصبحون أغنياء وتتمنى أغنى العائلات في المنطقة ان يكونوا من نصيب بناتهم. درست الهندسة الزراعية بتعب أخوتي اللذين كانوا يصلون الليل بالنهار لتأمين الحياة الكريمة للعائلة بإلإضافة الى مصاريفي الجامعية لدرجة أن أخي الأصغر اضطر لترك الدراسة بعد الثانوية و هاجر إلى السويد.
بعد تخرجي و انهائي للخدمة العسكرية ، كانت الكثير من الأمور قد تغيرت ما أدى الى تغيرالكثير من مفاهيمي و رؤيتي للحياة. فمن ناحية الحزب، كان قد انشق على نفسه و تغلب عليه حزب البعث بتصدير فساده و محسوبياته الى عمق الحزب الشيوعي السوري، فصار شاهد زور على كل القرارات التي كان يصدرها البعث بحكم وجوده في الجبهة التقدمية دون أن يكون له ادنى تأثير على ما يحصل في البلد من انتهاك لكرامة الانسان و نهب للقمة عيشه التي كانت مبرر و مبدأ وجود الحزب الشيوعي. باختصار شديد صار الحزب الشيوعي تابعاً لجبهةٍ يقودها حزب البعث الحاكم، مما جعلني اكرر فرز افكاري في غربال المصلحة الذي قادني الى قرار ترك الشيوعي الذي يتلقى القرارات و الانتساب الى البعث الذي يصدر القرارات والذي سيفتح لي المجال إلى تبوء مراكز المسؤلية بعد ان فقدت الطبيب الذي كنت ارسمه في مخيلتي، كان ذلك في بداية التسعينات.
كنت أعلم بانني سأجد الوظيفة، لكن الحكمة من الانتساب الى حزب البعث كانت، ان اصل الى المركز الذي اريده بدل من أن أُرمى في وحدة ارشادية في قرية نائية، و بالفعل تم قبولي مصلحة الزراعة كبداية و من ثم استلمت الإدارة التي كانت تدر علي بالخير الوفير، ناهيك عن الولائم و السهرات التي لم تنقطع، لكن بالمقابل كان لزاماً علي أن أقيم الولائم لرؤساء الدوائر و خاصة فرقة احزب و المفارز و ذلك للحفاظ على مكاني و مكانتي. فلماذا يعتقلني الامن لطالما كنا أحباء و لم اخفي عنهم شيئاً،  في الحقيقة ما كان يثق بنا رجل الأمن لذلك كان يعتمد على المستخدم لكي لا يتجاوز أحد حدوده.
قصة الأحداث و الملعب سمعنا بها و خرج اهل ديريك عن بكرة ابيها و في الحقيقة خرجت انا أيضاً لكن بفعل الفضول لا اكثر وعندما بدأ الشباب الغاضب برمي الحجارة و رفع الشعارات التي تدعوا الى سقوط البعث و الدولة، أدركت بانه حان وقت الانصراف، ذهبت الى البيت و اتصلت مع جماعة الامن العسكري للاطمئنان عليهم و لتبرئة ذمتي من جهة أخرى لانه في الحقيقة هؤلاء لا ضمير لهم عندما يجد الجد. في اليوم التالي بدأت حملة الاعتقالات فاعتقل الامن الكثيرين من الناس حتى جارنا الذي كان بعثياً، لكنني لم أشك لحظة بأنهم قد يستدعوني للتحقيق، أما جارنا فكان بعثياً احمق انخرط بين الجماهير المحتشدة ظناً منه بأنها نهاية النظام كما جرى للنظام العراقي.
صدقاً و دون مواربة ، هنا في السويد استطعت ان أجد لنفسي مكانة مرموقة مع حزب كردي باسم الاكاديمي و الشخصية الوطنية. مع بداية الأحداث ٢٠١١ احسست بان هذا البلد سيمر في أوقات صعبة و ليس من مصلحتي البقاء، فقررت الرحيل وكان قراراً صائبًا لأنني كما ذكرت سابقاً أنظر الى الأمور بمنظار و عدسات المصلحة و لم اندم قط على ذلك وها أنا ذا أعيش هنا  في السويد محاطاً برفاق الحزب و تركت ورائي صفحاتي القديمة حيث أغلقتها و فتحت صفحة الكوردايتي، و انا واثق بأنه لن يحاول أحد فتح صفحاتي القديمة و لن يصدقني أحد إن قلت بأنني الآن مسؤول المقاطعة التي أعيش فيها في السويد.
=====================
القسم الثامن يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
– أحمد رستم
– بنية جكرخوين
– فدوى حسين
– قهرمان مرعان آغا «1/2»
– نذير عجو
– زاكروس عثمان «5/5»
=====================
 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…