اللقاء السادس والثمانون في دنكي «بزاف»

في نهاية لقائها الافتراضي السادس والثمانين ، صدر عن لجان متابعة مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية التالي :
     أولا – لم يطرأ أي تبدل إيجابي يذكر في الحالة العامة للكرد في مناطقهم في ظل تشبث أحزاب طرفي الاستقطاب بصدارة المشهد ، حيث هجرة من بقي من أصحاب الاعمار الشابة متواصلة ، بسبب الفقر ، والخوف من المستقبل المجهول ، والقلق على المصير ، وفقدان الثقة تماما من متنفذي الأحزاب ان كانت من أصحاب سلطة الامر الواقع ، او من مدعي التمثيل الشرعي ، وبعكس ما تروج له الأحزاب ، فان الانقسامات تزداد وتتوسع بين الأحزاب المنقسمة أصلا لمرات ، وتتعمق الخلافات اكثر ، ويتبارى المتنافسون الصغار في احزابنا في من يوالي ، ويرتبط بقوى البعد الكردستاني اكثر من الآخر ، ويتجرد تماما من مهام وواجبات انقاذ الكرد السوريين ، وإعادة بناء الحركة الكردية السورية ، وإنجاز مهامها التنظيمية ، والقومية ، والوطنية المطلوبة بإلحاح في المرحلة الراهنة .
  فمتنفذوا أحزاب طرفي الاستقطاب مستمرون في تضليل انصارهم والكرد وكذلك السوريين جميعا ، وفي إخفاء الحقائق ، فمنذ اكثر من عشرة أعوام على سبيل المثال وهم يوهمون الناس بان ( أمريكا ودول أوروبا ) بصدد التدخل في تحقيق التقارب ، والمصالحة الكردية الكردية وبمعنى آخر على وشك تنفيذ تقارب طرفي الاستقطاب ، في حين ان الطرفين ليسا صادقان في ادعائهما الباطلة ، لان الطرفين لم يحاولا ، وعجزا واخفقا  في  افهام واقناع الأمريكييون وغيرهم من دول الغرب باالقضية الكردية السورية ، ويعترفوا بشكل علني بالحقوق المشروعة للكرد ، وحل قضيتهم ديموقراطيا ضمن اطار الحل العام للقضية السورية على قاعدة اسقاط الاستبداد ، واجراء التغيير الديموقراطي ، واكثر من ذلك فان الأهم لمتنفذي الطرفين هو تحسين أوضاعهم الخاصة ، ومواصلة المحاولات في إرضاء نظام الاستبداد على حساب القضية السورية ومن ضمنها القضية الكردية .
  ان الكرد السوريين المبتلين قسرا بتحكم هذا الكم الهائل من القبائل الحزبية ، امام معادلة تتسم بالخطورة القصوى ، ومشهد لايحسد عليه ، فالمقاربة تعبر عن نفسها بالشكل التالي : في الوقت الذي يعيش نظام الاستبداد أنفاسه الأخيرة ، وتوضع الخطط والترتيبات لاسقاطه نرى طيفا من الأحزاب الكردية ومن ضمنها الحزب الحاكم لسلطة الامر الواقع  يهرول اليه صاغرا بالسر والعلن مبديا الاستعداد لخدمته ، وفي الوقت الذي لم يعد للائتلاف المعارض أي وزن سياسي ، واية قيمة معنوية لدى القريب والبعيد نرى أحزاب – الانكسي – تجدد العهد للانجرار وراءه ، وفي الوقت الذي يحتاج فيه الكرد السورييون الى الحوار من اجل إعادة بناء حركتهم ، وانتزاع استقلاليتها من براثن التبعية للخارج ، وصيانة الشخصية الكردية السورية ، نرى حصول العكس تماما ، وبدلا من العودة الى الشعب ، وإعلان الفشل في انجاز المهام القومية والوطنية ، وطلب الغفران ، نرى اطلاق عنان وسائلها الاعلامية والتسابق في ادعاء الوراثة ، والتوريث ، والتمثيل الشرعي للحزب الكردي المنظم الأول قبل سبعة وستين عاما .
     ثانيا – ان خطورة الحالة العامة ، ومضي أحزاب الطرفين في دروب الخطأ ، وانسداد الحياة السياسية بالبلاد ، لايمنعنا ابدا من الثبات على مبادئنا ، وايفاء التزاماتنا القومية ، والوطنية ، وان تفاقم الازمة في الحركة الكردية السورية يجب ان يدفعنا اكثر نحو البحث عن مخرج ، وهو بلاشك توفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، كطريق لحل الازمة ، ولن يتحقق ذلك الا بالحوار ، ثم الحوار ، ومناقشة الحاضر ، واستشراف المستقبل ، والاتفاق على برنامج للعمل ، فمرحلة توصيف الحالة طالت كثيرا ولابد من الانتقال الى المرحلة التالية وهي التوافق على التفاصيل العملية للانقاذ ، والبدء دون تردد .
     ثالثا – الفراغ الناشئ من تراجع المعارضة الرسمية ( الائتلاف ) ، واخفاق المبادرات – التوحيدية – من خارجها ، اطالا عمر النظام اكثر ، ودفعا العامل الخارجي – العربي والإقليمي والدولي ، نحو الانحسار ، والتردد ، وغاب الملف السوري عن جدول اعمال صراعات القوى العظمى والكبرى خاصة بعد ازدياد معدلات الحروب المحلية ، والإقليمية ، وخطورة خروجها عن السيطرة كما هي الحال في حرب إسرائيل – حماس ، والحرب الروسية على أوكرانيا ، واحتمال تسخين الجبهة الاسرائلية جنوب لبنان .
  وما يتم تداوله مؤخرا عن ( مبادرات ) ” الحوار الوطني ” التي اطلقها حزب البعث الحاكم في دمشق ، وكذلك سلطة الامر الواقع ( الإدارة الذاتية بالقامشلي ) والتي تتشابه من حيث الشكل والمضمون ، ماهي الا مناورات تضليلية ، وابعد ماتكون عن قيم ، وشروط ، واهداف ، وآليات ،  الحوارت الوطنية الحقيقية ، فاي حوار وطني يجب ان يتوفر فيه الاحتضان الشعبي ، وان يصدر عن الجهات المستقلة غير السلطوية ، وتكون لها آليات ديموقراطية ، ولجان تحضيرية ، واهداف معلنة ضد الاستبداد ، ومن اجل التغيير الديموقراطي ، وقبول حل القضية الكردية حسب إرادة الكرد ،وإيجاد النظام السياسي البديل للنظم الأمنية ، والأحزاب الشمولية التابعة للاجندات الخارجية .
     رابعا – وفي ختام اللقاء طالب المجتمعون مجددا أحزاب طرفي الاستقطاب بالرضوخ لدعوات الحوار الشامل والعلني بمشاركة الوطنيين المستقلين الذين يشكلون الغالبية ، خاصة في الظروف الراهنة الشديدة الخطورة ، والكف عن زرع العراقيل امام مشروع إعادة بناء حركتنا ، وتحقيق المصالحة ، والوحدة عبر المؤتمر الجامع ، كما طالب المحاور الكردستانية بالكف عن التدخل بشؤون الكرد السوريين ، والاقلاع عن تشجيع ودعم عمليات ( تجزيئ المجزأ ) ، واستخدام جماعات حزبية كردية سورية كادوات لصراعاتها البينية .
              لجان متابعة حراك ” بزاف “
      ٢٥ – ٦ – ٢٠٢٤

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…