حاوره: عمركوجري
قال ريزان شيخموس سكرتير تيار مستقبل كردستان سوريا، إن الحديث عن الانتخابات في كوردستان سوريا، وفي هذه الظروف غير مجدٍ من هنا، نجد أن الجانب الأمريكي والأوروبي، وكذلك قوى المعارضة السورية بشكل عام، لا تعتبر الوقت مناسباً لإجراء هذه الانتخابات.
وفي حوار خاص مع صحيفة «كوردستان» قال شيخموس، وبشأن سؤال عن قرارات ب ي د الأخيرة وضرب المواطنين في أرزاقهم: الاحتجاجات الشعبية الأخيرة كانت دليلًا على مدى التذمُّر والسخط الشعبي، وكان من الضروري دعمها ومساندتها لإيصال صوت الناس ومعاناتهم. يجب على إدارة ب ي د العمل على معالجة هذه القضايا بحكمة وعدالة من خلال تبنّي سياسات داعمة ومشجعة للزراعة والتنمية المحلية.
وفي سؤال عن استهداف المجلس الكردي من مسلحي ب ي د قال شيخموس: الاعتداءات المتكررة على مكاتب المجلس الوطني الكردي أو أحزابه وخطف النشطاء السياسيين والإعلاميين قد تكون رسالة واضحة من ب ي د لتعزيز هيمنته السياسية والعسكرية في المنطقة من خلال التضييق على خصومه السياسيين، ويسعى إلى تهميش المجلس وضمان عدم بروز أي قوة منافسة يمكن أن تهدد نفوذه.
فيما يلي نص الحوار كاملاً الذي أجرته صحيفة كوردستان مع السيد ريزان شيخموس.
* لنتحدّث بداية عن آخر خبر وهو تأجيل «الإدارة الذاتية» للانتخابات المحلية، وتذرّعت أن التأجيل بناء على مطالب أحزاب، وليس لأسباب أخرى، كيف تقرأ موضوع الانتخابات البلدية في غرب كوردستان؟
بداية، نحن مع إجراء الانتخابات في أيّ بلد، فهي ممارسة ديمقراطية، لكن عندما نأتي إلى منطقتنا التي تعاني من حروب وأزمات كبيرة، فإن الوضع يصبح أكثر تعقيداً. كونها تتم في بيئة غير مناسبة ونتائجها محسومة سلفاً بشكل يشرعن سلطة ب ي د وهيمنتها وخاصة إنها تستند الى عقد اجتماعي مؤدلج، ولا تحظى بموافقة سكان المنطقة وقواها السياسية في الوقت الذي تبذل فيه جهود ومساع دولية من أجل اطلاق الحوار واستئناف المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية من النقطة التي توقفت عندها وبذلك تفتقد الشرعية القانونية والشعبية، فالقضية السورية لم تُحل، وأكثر من نصف الشعب السوري مُهجّر، الحديث عن الانتخابات في كوردستان سوريا، وفي هذه الظروف غير مجدٍ من هنا، نجد أن الجانب الأمريكي والأوروبي، وكذلك قوى المعارضة السورية بشكل عام، لا تعتبر الوقت مناسباً لإجراء هذه الانتخابات، وأي رفض للموقف الأمريكي الداعي إلى عدم إجراء الانتخابات يترتّب عليه نتائج ضارة لشركائها في قسد، وتوفير البيئة الآمنة والمحايدة لأية عملية انتخابية لا تحتاج فقط إلى توافق سياسي كردي بل الى توافق مع مكونات المنطقة وإلى دعم إقليمي ودولي، ولهذا أرى أن قرار تأجيل الانتخابات هو قرار صحيح في ظل هذه الظروف لإتاحة الفرصة لاستئناف الحوار الكردي، وخاصة أن هناك معلومات تفيد بالسعي الأمريكي الجاد لإطلاق هذا الحوار بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية والوصول إلى توافقات نهائية مما يُجنب المنطقة مخاطر التدخل والهجمات المتكررة واستهداف البنية التحتية.
الاحتجاجات الشعبية الأخيرة كانت دليلًا على مدى التذمُّر والسخط الشعبي
* أصدرت إدارة ب ي د قبل مدة قراراً ببيع منتج القمح بسعر متدن مما أثار احتجاجات شعبية، برأيك هل هكذا قرارات تخدم البلد؟ ومن وراء إصدارها؟
**إن إدارة ب ي د لا تهتم بشؤون الناس ومصالحهم، وهذه الأسعار التي وضعتها (31) سنتاً أمريكياً فيه إجحاف بحق الفلاحين والمزارعين دون مراعاة لأوضاعهم والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة لأسباب مختلفة حيث يعتمد معظم سكان المنطقة على الزراعة كمصدر رئيسي للرزق. وبتحديد أسعار منخفضة للقمح لا توازي التكلفة في ظل الظروف الجوية والإنتاجية المتدنية، مما يؤدي إلى خسائر فادحة وزيادة في الديون والفقر. فعندما يصبح العيش في المنطقة غير مستدام اقتصاديًا، بسبب السياسات الاقتصادية يضطرُّ الناس للتنقل والبحث عن فرص عمل في أماكن أخرى، وهذا يزيد من معدّلات الهجرة ويساهم في دفع السكان المحليين إلى ترك أراضيهم ومدنهم، مما قد يؤدي إلى تغييرات ديمغرافية يمكن استغلالها لأغراض سياسية. الاحتجاجات الشعبية الأخيرة كانت دليلًا على مدى التذمُّر والسخط الشعبي، وكان من الضروري دعمها ومساندتها لإيصال صوت الناس ومعاناتهم. يجب على إدارة ب ي د العمل على معالجة هذه القضايا بحكمة وعدالة، وتشجيع السكان على البقاء في أراضيهم من خلال تبنّي سياسات داعمة ومشجعة للزراعة والتنمية المحلية. وإذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لمعالجة هذه المشاكل، فإن الناس سيلجؤون إلى الاحتجاجات والتعبير عن مواقفهم بطرق أخرى.
ب ي د يهدف إلى خلق بيئة من الخوف والرعب
*تتعرّض مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا لاعتداءات متكررة من قبل مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د). ماهي رسالتهم برأيك؟
**الاعتداءات المتكررة على مكاتب المجلس الوطني الكردي أو أحزابه وخطف النشطاء السياسيين والإعلاميين قد تكون رسالة واضحة من ب ي د لتعزيز هيمنته السياسية والعسكرية في المنطقة من خلال التضييق على خصومه السياسيين، ويسعى إلى تهميش المجلس وضمان عدم بروز أي قوة منافسة يمكن أن تهدد نفوذه. الاعتداءات ترسل رسالة قوية للمعارضين والمجتمع الكردي بشكل عام بأن أي محاولة لمعارضة سياسات ب ي د ستواجه بالعنف والترهيب. هذا النهج ليس بجديد فهو يهدف إلى خلق بيئة من الخوف والرعب تمنع الناس من دعم المجلس. حزب الاتحاد الديمقراطي هو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. وقد صرحت مسؤولة في مسد أن الحزب قد لا يكون على علم بهذه الانتهاكات، فهذا التبرير هو تنصل من المسؤولية وتخفيف الضغط الدولي والمحلي على ب ي د. من خلال ادعاء عدم العلم، يمكن للحزب تبرير تلك الانتهاكات على أنها تصرفات فردية غير مدروسة وليست سياسة رسمية.
على المجلس الكردي اتخاذ خطوات ملموسة تعزز الثقة وتزيد فعاليته في الشارع الشعبي
* يأخذ أنصار المجلس الوطني الكردي وخصوصاً من هم في الداخل أن المجلس غير فاعل في الشارع الشعبي، وليس قريباً من نبض جماهيره، ويكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، ماذا تقول في هذا الجانب؟
**المجلس الوطني الكردي هو ائتلاف سياسي يعمل بالطرق السلمية والدبلوماسية لذا فهو يواجه حالياً ضغوطات وقمعًا غير مسبوق من قبل ب ي د من اختطاف نشطائه السياسيين والإعلاميين، حرق مكاتبه ومكاتب أحزابه، والاعتداءات على أعضائه بهدف شل حركته وإرهاب أنصاره، هذا مؤشّر خطير ويأتي ذلك في وقت حساس تزامنًا مع وصول وفد أمريكي يسعى لإعادة الحوار الكردي.
لا يمكن للمجلس الوطني الكردي أن يكتفي ببيانات الشجب والاستنكار رغم أهميتها في توثيق الانتهاكات والتعبير عن المواقف الرسمية. يجب أن يتخذ خطوات ملموسة تعزز الثقة وتزيد فعاليته في الشارع الشعبي. يتضمن ذلك التواصل المباشر مع الجماهير وإظهار التزامه الحقيقي بدعم حقوقهم ومصالحهم من خلال تنفيذ خطوات عملية تثبت تضامنه الفعلي مع معاناتهم
في هذا السياق، يتعيّن على المجلس الوطني الكردي تكثيف جهوده في التواصل مع المجتمع الدولي والإقليمي لدعم قضيته وإيقاف انتهاكات “ب ي د”. يبدو أن المجلس الوطني الكردي يعاني من ضعف في التواصل مع القاعدة الشعبية التي يمثلها وهذا يؤدي إلى شعور الجماهير بعدم وجود دعم حقيقي وفعلي لهم في مواجهة التحديات.
ممارسات ب ي د دفعت الشباب الكردي للهجرة خارج الوطن
* يقول البعض أن عدم قيام المجلس الكردي بدوره بين جماهيره ساهم في اليأس الحالي، والوضع جعل المنطقة تفرغ من خيرة شبابها.
**تقع المسؤولية الأساسية على عاتق (ب ي د). من التجنيد الإجباري وخطف الأطفال وزجّهم في معارك لا ناقة للكرد فيها ولا جمل، واستفرادها في اتخاذ القرارات المصيرية، والقمع الذي تمارسه في المجتمع الكردي، ساهم بشكل كبير في دفع الشباب الكردي إلى الهجرة الجماعية. كما لا يمكن تجاهل تأثير الأزمة السورية وانعكاساتها على الواقع الكردي. يتحمّل المجلس الوطني الكردي جزءًا من المسؤولية بسبب عدم قدرته على قراءة اللوحة السياسية بشكل جيد وغياب رؤية استراتيجية متكاملة. فالمجلس لم يقدم بدائل حقيقية ومستدامة للشباب الكردي للبقاء في مناطقهم، مما قد يسهم في تقليل معدلات الهجرة. كما أن الانقسامات الداخلية والتنافسات السياسية بين الفصائل الكردية زادت من تعقيد الأمور، واثرت سلبًا على إمكانية تقديم حلول فعالة للمشكلات التي تواجه المجتمع الكردي.
وجود المجلس الكردي ضمن المعارضة السورية أمر طبيعي
* كيف تقيّم بوجهٍ عام تواجُد المجلس الكردي ضمن إطار المعارضة السورية، وفي الائتلاف السوري بالتحديد؟
إن المجلس الوطني الكردي هو جزء أساسي من المعارضة الرسمية للنظام السوري، فمن الطبيعي أن يكون موقعه الرئيسي ضمن الائتلاف السوري المعترف به دولياً، رغم وجود العديد من الملاحظات عليه، من جهة، يعد وجود المجلس الكردي ضمن المعارضة السورية أمراً طبيعياً للتأكيد على حقوق الشعب الكردي والمساهمة في بناء مستقبل سياسي شامل ومتوازن لسوريا. إلا أن هذا الوجود لم يترجم بشكل كافٍ إلى أفعال ملموسة تؤثر في مسار المعارضة، أو تساهم في تحقيق تطلعات الشعب الكردي. كان من الممكن أن يكون للمجلس دور أكثر فاعلية في تقديم مبادرات سياسية ودبلوماسية تعزّز من موقف الكرد في المفاوضات الدولية والإقليمية، وأن يعمل ممثلو المجلس في الائتلاف بجدية أكبر لتعزيز حضور المجلس والكرد معاً داخل المعارضة السورية وتطوير برامج تنموية وسياسية تخدم مصالح الشعب الكردي واستقرار المنطقة. يمكن تقييم تواجد المجلس الكردي في المعارضة السورية والائتلاف كخطوة جيدة لكنها غير كافية. هناك حاجة ماسة لتحسين الأداء بشكل أكثر لضمان تحقيق الأهداف السياسية والاجتماعية للشعب الكردي ضمن الإطار الأوسع للمعارضة السورية. من الضروري أن ينفتح المجلس على الأطراف الأخرى من المعارضة السورية والمجتمع الدولي لإيجاد حلول شاملة ومستدامة لتحقيق الاستقرار والأمن، وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية. بتحقيق هذه الأهداف، يمكن للمجلس الوطني الكردي أن يصبح قوة مؤثرة وقادرة على تحقيق تطلعات الشعب الكردي في سوريا.
يمكن للمجلس الكردي تأسيس منصة خاصة به
* برأيك، ألا يمكن تأسيس منصة خاصة بالمجلس الكردي في المحافل الدولية أو حتى الانضمام إلى تكتلات معارضة أقوى؟
أعتقد أنه يجب أن ينفتح المجلس على جميع أطراف وقوى المعارضة، وأن يسعى لتوحيدها وتفعيل دورها إذا امتلك مشروعاً سياسياً لسوريا المستقبل، نعم، يمكن للمجلس الكردي أن يسعى لتأسيس منصة خاصة بالكرد في المحافل الدولية اذا نجح الحوار الكردي، حيث يمكن لهذه المنصة أن تمثل الكرد في المحافل الدولية، كما أن انضمام المجلس الكردي الى هيئة التفاوض كمنصة مستقلة تمثل الكرد سيكون افضل بالتأكيد. هذا يتطلب بناء شراكات استراتيجية مع قوى المعارضة والدول المؤثرة في الملف السوري، وتطوير رؤية سياسية شاملة للحلّ السياسي في سوريا تساهم في تحقيق استقرار سوريا. إن السعي لتأسيس منصة خاصة والعمل ضمن هيئة التفاوض بشكل مستقل يمكن أن يعزز من مكانة المجلس الكردي ويجعله لاعباً أساسياً في هيئة التفاوض وفي اللجنة الدستورية.
الالتزام بالنظام الأساسي فرصة لتحقيق الإصلاحات الضرورية
* قبل أيام تم اختيار رئيس جديد للمجلس الكردي، وهو الأستاذ سليمان أوسو، هل ترى أن هذه التغييرات يمكن أن تدفع بعمل المجلس نحو صيغة أفضل؟
**اختيار الأستاذ سليمان أوسو لرئاسة المجلس الوطني الكردي بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق خطوة في طريق مأسسة المجلس. إن الالتزام بالنظام الأساسي يمكن أن يكون فرصة لتحقيق الإصلاحات الضرورية التي طال أمدها، ولكي ينجح المجلس في ذلك، يجب على الرئيس الجديد الالتزام بهذا النظام فهو مؤتمن على تطبيقه لتعزيز الشفافية والمساءلة داخل المجلس، مما سيزيد من ثقة الأعضاء والجمهور. كما يتعين عليه التعاون مع جميع مكونات المجلس على قاعدة الشراكة الحقيقية في الحق والواجب لضمان تحقيق الأهداف المشتركة وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات الحالية.
لابد من تواجد المجلس الوطني الكردي في عفرين وفتح مكاتبه هناك
* هناك انتهاكات واسعة من قبل المسلحين في مناطق عفرين وسري كانييه وگرێ سپی (تل أبيض) من قتل وخطف المواطنين كرهائن بمقابل مادي، وحرق أشجار الزيتون والتعدي على أصحاب البيوت، وطردهم منها، ماردُّكم؟
**في الحقيقة، الانتهاكات التي تحدث في عفرين وسري كانييه و گرێ سپی تصل في الكثير من الأحيان إلى جرائم حرب، وتترك آثاراً مدمرة على النسيج الاجتماعي والاقتصادي لهذه المناطق، وتساهم في زعزعة الاستقرار وزيادة معاناة السكان المحليين. هناك العديد من المنظمات التي تشارك في توثيق هذه الانتهاكات، لكن بعض هذه المنظمات قد تبالغ في التقارير بهدف تحقيق أهداف سياسية معينة، مما يساهم في تشويه الحقائق. لذلك، من المهم أن يكون هناك توثيق دقيق وموضوعي للانتهاكات لضمان مصداقية المعلومات المقدمة. لهذا السبب، كان لابد من تواجد المجلس الوطني الكردي في عفرين وفتح مكاتبه هناك. فالمجلس جزءٌ من الائتلاف السوري، ويفترض أن يشارك في كل مؤسسات الائتلاف العسكرية والحكومية والأمنية. من الضروري أن يعمل المجلس على إرسال قوات البيشمركة إلى عفرين للمساهمة في حماية المدنيين، رغم أن هذا يشكل تحدياً كبيراً. الائتلاف والحكومة المؤقتة لا يدعمان المجلس بشكل يسمح بأن يكون له دور فاعل في عفرين أو غيرها من المناطق المحتلة. هذا الواقع يضعف المجلس في المناطق الكردية عموماً ويؤثر سلباً على دوره في الوسط الكردي.
يعمل المجلس على توثيق الانتهاكات بشكل دقيق وموضوعي من خلال مكتبه القانوني وتقارير مجالسه المحلية في عفرين، ويطلع أصحاب القرار والمجتمع الدولي على هذه التقارير، ويطلب محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. توثيق هذه الانتهاكات يساعد في بناء قضية حقوقية أمام المجتمع الدولي وأصحاب القرار.
واقع العسكرة في عفرين يمنع من تواجد المجلس الكردي فيها
* لماذا تواجد المجلس الكردي في عفرين وغيرها ضعيف وواهن؟ وما السبل الكفيلة لضمان قوة وجوده في هذه المناطق؟
تواجد المجلس الكردي في عفرين ضعيف بسبب عدة عوامل:
البلطجة وسيطرة الفصائل المسلحة على المنطقة والانتهاكات التي تمارسها إضافة إلى منع المجلس من فتح مكاتبه وممارسة نشاطاته بحرية. فواقع العسكرة وإطلاق يد المجموعات المسلحة للعبث بالمنطقة وعدم قيام تركيا بواجبها لحفظ الامن والاستقرار وضبط تلك المجموعات يمنع من قدرة المجلس على الحركة والتواصل مع أهلنا في عفرين، ويضعف من نشاطه وتأثيره. أعضاء الأمانة العامة في عفرين غير قادرين على حضور الاجتماعات فيزيائياً، وهذا بحدّ ذاته يشكّل مشكلة إضافة إلى صعوبة ذهاب وفد من المجلس الى عفرين للوقوف على واقع المنطقة ووضع الخطط المناسبة للعمل وحماية مصالح شعبنا الكردي في عفرين.
ممثلية أوروبا للمجلس غير قادرة على تقديم قضية متماسكة وواضحة للجهات الدولية
* أنت تقيم في أوروبا، لو تصف لقرّاء «كوردستان» عمل ونشاطات ممثلية أوروبا للمجلس الوطني الكردي، كونك عضو مكتب العلاقات الخارجية للمجلس، وماهي المعوقات التي تعيق عمله إن وجدت؟
**باعتقادي أن ممثلية أوروبا للمجلس الوطني الكردي لم تتمكن حتى الآن من لعب دور حقيقي وفعّال في أوروبا، وذلك نتيجة عوامل متعددة ترتبط بسياسات المجلس الوطني الكردي بشكل عام، ودوره وفعاليته على الأرض. هذا الأمر يجعل من الصعب على الممثلية تقديم قضية متماسكة وواضحة للجهات الدولية، وهناك ضعف التنسيق داخل المجلس ينعكس سلباً على فعالية الممثلية في أوروبا.
اللوبي الكردي في أوروبا ضعيف
* رغم تواجدكم في أوروبا، وقربكم من مراكز قرار دولية، إلا أن مكتب العلاقات الخارجية التابع للمجلس لم يطرق أبواباً هامة، ما السبب برأيكم؟
**بتصوري أن أسباب ضعف أداء هذا المكتب تكمن فيما يلي:
– قلة الموارد والتمويل المحدود الذي يعيق قدرته على تنظيم أنشطة فعّالة وجذب الاهتمام والدعم.
– نقص في الكفاءات والخبرات اللازمة في الكوادر السياسية والتنظيمية، مما يجعل من الصعب التعامل بفعالية مع صناع القرار والمؤسسات الدولية.
– ضعف اللوبي الكردي في أوروبا وعدم وجود شبكة علاقات واسعة تسهل التواصل مع الجهات المؤثرة.
– عدم القدرة على جذب الدعم المالي الكافي من المنظمات غير الحكومية والجاليات الكردية في أوروبا.
لتحسين أداء المكتب الدبلوماسي وضمان قوة وجوده في أوروبا، يجب اتخاذ الخطوات التالية:
– تطوير برامج تدريبية لتعزيز مهارات الكوادر الدبلوماسية في التعامل مع الجهات الدولية.
– جذب خبراء ومستشارين ذوي خبرة لوضع استراتيجيات فعّالة تحقق أهداف المجلس في أوروبا.
– إعداد رؤية سياسية واضحة وخطة عمل استراتيجية تضمن تحقيق الأهداف المحددة بشكلٍ فعّال.
– بناء شبكة علاقات واسعة مع السياسيين والمؤسسات المؤثرة في أوروبا لتعزيز الضغط والدعم للقضية الكردية.
– توظيف جهود لتوفير التمويل اللازم من خلال حملات تمويل وجذب الدعم المالي من الجاليات الكردية والمنظمات الدولية.
– المشاركة الفعّالة في المؤتمرات والفعاليات الدولية لعرض القضية الكردية وكسب دعم المجتمع الدولي.
– العمل على تعزيز التعاون مع منظمات حقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات ورفعها إلى الهيئات المعنية.
الأحزاب الكردية في غرب كوردستان تختلف في الرؤى والأهداف
* منذ تأسيس أول حزب كردي والذي تزامنت ذكراه قبل يوم من هذا الحوار، وإلى الآن يوجد عدد كبير من الأحزاب والتنظيمات السياسية، برأيك لماذا هذا الانقسام والتشرذم والانشقاقات ضمن صفوف الحركة الكردية في سوريا؟
الانقسام والتشرذم ضمن الحركة الكردية في سوريا يعود إلى عدة عوامل. أولاً: الأحزاب الكردية تختلف في الرؤى والأهداف. ثانياً: تأثير بعض الأحزاب بمختلف الأيديولوجيات السياسية، مما زاد من احتمالية الانشقاقات. ثالثاً: افتقار الاحزاب الكردية إلى خطط وبرامج او مشاريع استراتيجية. رابعاً: السياسات القمعية للحكومات السورية. خامساً: النزاعات الشخصية بين القادة الحزبيين والصراع على القيادة غالباً. سادساً: بعض الأحزاب تعاني من ضعف في البنية التنظيمية، مما يجعلها عرضة للانقسامات الداخلية. سابعاً: التنوع الثقافي والاجتماعي داخل المجتمع الكردي يؤدي إلى ظهور اختلافات في الرؤى السياسية والمطالب، مما يعزز التشرذم والانشقاقات. ثامناً: الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة تزيد من التوترات والانقسامات داخل الأحزاب.
أيادينا ممدودة لأي اتفاق بشأن وحدة أحزاب التيار
*على ذكر الانقسامات، ومنذ رحيل الناطق الرسمي لتيار المستقبل الشهيد مشعل تمو، وإلى الآن ثمة انشقاقات عديدة عن تياركم الذي صار تيارات عديدة، برأيك لماذا؟
**كباقي الأحزاب والقوى الكردية في سوريا، تعرض تيار المستقبل للانشقاق والتشرذم منذ رحيل الناطق الرسمي الشهيد مشعل تمو، ما أدى إلى انقسامه إلى تيارين. تُعزَى هذه الانشقاقات إلى اختلاف في الرؤى السياسية، والصراع على القيادة. أيادينا ممدودة لإعادة اللحمة ودون اية شروط إذا كانت هناك إرادة سياسية ورغبة حقيقية في تجاوز الخلافات. الحوار والتفاهم والتعاون يجب أن تكون المبادئ الأساسية التي يعتمد عليها التيار في سعيه لإعادة توحيد صفوفه. من خلال التركيز على الأهداف المشتركة والعمل الجماعي، يمكن للتيار أن يحقق تأثيرًا أكبر في المشهد السياسي.
انتخابات النظام تفتقر للشرعية الدولية
* في منتصف شهر تموز القادم، يجري النظام انتخابات ما يسمى «مجلس الشعب» ويبدو أنه نجح في إعادة تدويره، لماذا لم تنجح المعارضة السورية بمختلف انتماءاتها من لجم جموح البعث؟
**هناك العديد من العوامل التي ساهمت في عدم نجاح المعارضة السورية في مواجهة النظام. أولاً، الظروف الجيوسياسية لسوريا والتغييرات الكبيرة والمستمرة في الشرق الأوسط، إلى جانب الدعم المستمر من حلفاء النظام مثل روسيا وإيران، اللتين قدّمتا للنظام غطاءً دولياً ومساعدات عسكرية ولوجستية واقتصادية كبيرة، ما أعطاه القوة لمواجهة المعارضة والبقاء في السلطة.
المعارضة تفتقر إلى الوحدة والتنظيم والى فقدان القرار والتبعية لأطراف إقليمية ودولية بسبب الصراع على سوريا وفي سوريا، مما أدّى إلى تشتت جهودها وصعوبة التنسيق بينها. الانقسامات الداخلية والصراعات على القيادة والاتجاهات السياسية أعاقت قدرتها على بناء جبهة موحدة ضد النظام، رغم عدم امتلاكها لمشروع وطني جامع يستقطب كل مكوّنات الشعب السوري. ساهمت حربا روسيا وغزة في قلة الاهتمام بالملف السوري. نعم، النظام السوري نجح في الحفاظ على سيطرته الأمنية والعسكرية في الكثير من المناطق، واستخدم القوة والقمع لإسكات المعارضة والسيطرة على الأوضاع الداخلية.
الانتخابات التي يجريها النظام لن تغير في الواقع لأنها تفتقر إلى الشرعية الدولية، وتُجرى في بيئة قمعية لا تسمح بالانتخاب، لجم جموح النظام البعثي وإحداث تغيير فعلي في الوضع السياسي بسوريا ليس بالأمر اليسير، وينبغي أن تعمل المعارضة على توحيد صفوفها، وأن تستعيد قرارها، لتعود للعمل في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والضغط من اجل انجاز الحل السياسي وفق القرار الاممي 2254 وإنهاء المقتلة السورية.
ريزان شيخموس: بروفايل
-ريزان بحري حجي شيخموس تولد تربه سبي 1961 أب لأربعة أولاد.
– يحمل إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة تشرين باللاذقية منذ عام 1985 وعمل 27 عاماً في حقول النفط بالرميلان.
-مقيم حالياً في ألمانيا، ومازال يعمل في اختصاصه.
-بدأ بالعمل الحزبي منذ 1979، شارك في تأسيس تيار المستقبل مع الشهيد مشعل التمو عام 2005 وهو يعمل كقيادي منذ 1992
-يشغل حالياً سكرتير تيار مستقبل كردستان سوريا. – شغل رئيس ممثلية أوروبا للمجلس الوطني الكردي لمدة عامين منذ عام 2015
– عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي .