شهادتي ( خليل مصطفى ) :
المبادئ
1 ــ ثقافة الإنسان تعني : مجموع معارفه ومعلوماته وتكوينه التربوي والفكري ( المُتجسِّد بالأفكار والعقائد التي يتبناها )… ( التتمة… في الكتاب لاحقاً إنشاء الله ) .
دافعي ( كمثقف ) لتدوين شهادتي حول أحداث القامشلي يوم 12 آذار 2004 ، قول الله تعالى : ( ولا تكتموا الشهادة فمن يكتمها فإنه آثم قلبه . البقرة 283 ) . فهو أمر إلهي موجَّه إلى كافة الناس ( على اختلاف انتماءاتهم ) لأداء مسؤولياتهم الإنسانية . فلا يحل لأحد ( أيَّاً كان ) أن يكتم ( يُخفي ) شهادة رآها بعينيه أو سمعها بأذنيه إذا دُعي لإقامة شهادته ( حتى وإن كانت على نفسه أو جماعته ) ، ومن يكتمها ( يُخفيها ) فقد ركب إثماً عظيماً .
2 ــ حينها ( عام 2004 ) كُنت مُدرِّساً لمادة التربية الفنية التشكيلية ، وعضو اللجنة النقابية لشعبة نقابة المعلمين في مدينة القامشلي . وقبل ذلك في عام 1972 كُنتُ ( شخصياً ) لاعب كرة القدم في تشكيلة نادي الجهاد الأساسية بداية تأسيسه ( تأسس بموجب المرسوم التشريعي رقم 38 تاريخ 1972 ) . وكنتُ في عام 1974مراسل صحفي لجريدة الأسبوع الرياضي لتغطية النشاطات الرياضية في محافظة الحسكة . وفي عام 1976 مُحرر صحفي بدمشق . فلذا من الطبيعي أن أكون معنيَّاً بالشؤون الرياضية…
3 ــ عام كامل وأنا استقصي ( أتتبع ) المعلومات والحقائق عن أحداث آذار القامشلي عام 2004 بشكل منهجي وموضوعي وبطريقة مهنية وأخلاقية… واعتمدتُ في بحثي الاستقصائي على المقابلات الشخصية ( المباشرة أوعبر وسائل التواصل ) مع رجال عُقلاء عاصروا فترة الأحداث ( ولكل منهم أدلَّته الخاصَّة ) ، بهدف الوصل إلى إثبات الحقائق المُغيبة ( عن قصد أو دون قصد ) . فبعد تواصلي مع 36 عاقلاً عاصروا فترة أحداث القامشلي… تبين لي ( عبر شهاداتهم ) حقيقة المسؤولين المحليين ( عرب ينتمون للنسيج الوطني السوري ) الذين بسلوكياتهم النتنة شوَّهوا القيم الإنسانية والمبادئ الوطنية .؟! وطمسوا الحقِّ عمداً وتمادوا في نهج الباطل .؟! ( التتمة… في الكتاب لاحقاً إنشاء الله ) .
وبالمُقابل تواصلتُ مع حوالي 37 شخصية ( واسماءهم عندي ) عاصروا الأحداث… وكانوا شهود عيان على مواقف… ( شاهدوها بأعينهم وسمعوها بآذانهم ) وقد حدثوني شفهياً عنها… ونظراً لأهمية تلك المواقف… طلبتُ شهاداتهم… فوعدوني… ولكن ( بعد أيام ) حين استفسرت عن سبب تأخير إرسال الشهادات… فاجأتني أجوبتهُم… منهُم رفضوا إرسالها ( لغاية في نفوسهم )… ومنهم قدموا اعتذارات واهية ( لا يقبلها عاقل ) .؟! والمُصيبة أن غالبية الـ 37 كانوا وما زالوا يتشدقون بمبادئ الإسلام والإنسانية والوطنية… ويتفاخرون بقيم الكورد والكوردايتي… وعليه ( بصراحة ) : أولئك الرافضين… لأجل مصالحهُم الخاصَّة أخفوا ( كتموا ) شهاداتهم… فضربوا بعرض الحائط تحذير الله تعالى : ( ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمْها فإنهُ آثم قلبُهُ ، والله بما تعْملون عليم . البقرة 283 ) .؟! والسؤال : إن كان الـ 37 يعتقدون بأن كتمان شهادتهم ستجلب لهم فائدة في الدنيا… ترى ماذا ستجلب لهم في الآخرة .؟
خبير رياضي : لم أر مثيلاً لجماهير القامشلي
بداية من المُهم أن يتعرَّف القارئ… على سمو الأخلاق والرُّوح الرياضية لدى جماهير مدينة القامشلي… وللدلالة أورد مقتطفات من شهادة ذكرها لي ابن مدينة دير الزور السيد النقيب مخلف العمر إداري نادي الجيش السوري… بعد انتهاء مباراة نادي الجيش السوري مع نادي رميلان ( التي جرت على أرض الملعب البلدي في القامشلي عام 1974 ) ، ذهبتُ إلى فندق هدايا ( مكان إقامة بعثة نادي الجيش ) والتقيتُ بالسيد النقيب أبا فراس ، وأجريتُ معهُ لقاء صحفي مُطول ( ونحن جالسين في صالة الاستقبال )… ضمن أسالتي ( لهُ ) كان سؤالي : أخبرني عن انطباعاتك الشخصية تجاه جمهور القامشلي .؟ فقال ( السيد أبا فراس / رحمه الله ) : ( بصراحة… لم أرى مثيلاً له ، لا في سوريا ولا خارجها… فهو جمهور رياضي خلوق ، مُتَّزن ، حيادي ، مزوق ، يريد الاستمتاع بمشاهدة اللعب الجميل والنظيف ، يحترم الفريق الخصم ويشجعه… فتلك الصفات جعلتهُ مُختلفاً عن بقية الجماهير الأخرى ) .
أولاً ــ عقلاء إدارة الجهاد أعدُّوا ترتيبات استثنائية قبل المباراة
استشعر العُقلاء في إدارة نادي الجهاد ( وأغلبهم أصدقائي ) حدوث مشاكل في مباراة القامشلي ( يوم الجمعة 12 آذار )… لذلك قرروا الاجتماع ( قبل يومين من موعد مباراة الجمعة ) ، وتباحثوا فيما بينهم حول تأمين ما يلزم… لتجنب حدوث أي أمر طارئ… واستقرت الآراء بأن تكون للمباراة تحضيرات استثنائية… وترتيبات إضافية خاصَّة… وأقروا بالأجماع… (… ستجدون كل ذلك بالتفصيل… لاحقاً في الكتاب / إن شاء الله… ) .
ثانياً ــ جريمة ملعب القامشلي لم تكن عفوية
عُقلاء الناس ( البشر ) يُدركون بأن الإنسانية التي شرَّعها الله لعباده ، تقوم على مفهوم الرَّحمة المبنية على المحبة . فإذا كانت المحبة راسخة في قلوب الناس صارت صمام الأمان للحفاظ على إنسانيتهم . ولكوني أحد هؤلاء الناس مِمَّن عاصروا الأحداث الدامية ( جريمة يوم 12 آذار في ملعب القامشلي )… فمن خلال رؤيتي ( الشخصية ) :
1 ــ أشهد بأنني لم أرى الإنسانية والوطنية ( التي يدركها العقلاء ) في سلوكية عرب سوريا القادمين من دير الزور ( وأعني جماهير نادي الفتوة ) .؟ كما وأنني لم أراهما في سلوكيات عرب سوريا وأعني القادة المسؤولين في محافظة الحسكة ( المحافظ ، رؤساء فروع أجهزة الأمن ، مدراء المناطق والنواحي ، رجال الشرطة وعناصر الفروع الأمنية ) .؟
أ ــ فلو كانت الإنسانية ( القائمة على الرحمة والمحبة ) راسخة في قلوب المذكورين أعلاه لما اكتسبوا الأنانية صفة لإنسانيتهم ، ولا النفاق رمزاً لعلاقاتهم .؟ ولما صارت ازدواجية المواقف وسيلة لشطارتهم ، ولما بات مسح الأجواخ لباقة لمدنيتهم ، ولما كرَّمُوا الحقير وأُهْمَلُوا النبيل .؟
ب ــ ولو كانت المبادئ الوطنية ( التي يدركها العقلاء ) راسخة في قلوب المذكورين أعلاه لما أظهروا علناً الوجه السيئ لإنسانيتهم ( عبر مواقفهم وتصرفاتهم اللاوطنية ) تجاه كورد سوريا الذين هم جزء أساسي من النسيج الوطني السوري .؟! ولما ذَبحُوا الأمن والأمان يوم 12 آذار في شوارع القامشلي .؟ ولما أحرقُوا قلُوب الأُمهات الكورديات بقتل أولادهن عمداً دون وجه حق في وضح النهار .؟
2 ــ أشهد أن كورد سوريا ( خلال تلك المصيبة / الكارثة ) : كانوا وحدهم في ساحات المواجهة… فلم يتضامن معهم خلال محنتهم سوى القلة القليلة جداً من شركاءهم في الوطن ( عرب سوريا ) ، فباتوا يُعانون عذابات المظالم التي تتالت عليهم واحدة بعد أخرى من قبل شركاءهم في الوطن أولئك المرضى ( المذكورين أعلاه ) ، الذين يصفهم الله تعالى قوله : ( في قلوبهم مرض فزادهم مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون . البقرة 10 )…
3 ــ أشهد ( بناء على ما رأيتُ وسمعتُ ) : أن جريمة قتل الكورد ( في آذار عام 2004 ) لم تكن عفوية ، بل خططها مُسبقاً سوريون خبثاء… ونفذها سوريون مُجرمون… والأدلة كثيرة جداً… ودليلي ( الشخصي ) : ما قالهُ لي أحد جرحى جماهير نادي الفتوة… خلال زياتي له في المشفى الوطني بعد غروب نهار الجمعة 12 آذار 2004 ( سيأتي حديثي عن الزيارة لاحقاً في الكتاب / إن شاء الله )… يُضاف إليه أدلة أخرى تحصلتُ عليها من خلال إعداد وتنظيم الشهادات التوثيقية التي أجريتها مع العديد من الأشخاص ( جميعهُم واكبوا أحداث 12 آذار ويتَّصفون بالصدق والطيبة ) منهم حالياً بداخل سوريا ومنهم في خارجها ( ستجدون تلك التفصيل بالكامل… لاحقاً في الكتاب / إن شاء الله )… وأضيف إليها شهادة ذكرها السيد هيثم المالح في شهر شباط عام 2019 ( خلال حديثه المتلفز للمرصد السوري القناة 9 ) قائلاً بالحرف ما يلي : ( أثناء أحداث آذار 2004 في القامشلي ، قابلتُ سعيد بخيتان رئيس المكتب القومي… ثم ذهبتُ للحسكة وإلى القامشلي ضمن وفد من الحقوقيين والناشطين السوريين… فتوضح لي بأنه كانت هناك تعليمات عام 2004 بقمع الأكراد ، وإطلاق الرَّصاص عليهم… حتى أن محافظ الحسكة سليم كبول سحب المسدس وأطلق الرصاص وقتل ناس ، وما حدا حاسبوا ولا حدا عمل معو تحقيق ).؟!
ثالثاً ــ تفاصيل الحدث فاجعة يوم الجمعة الدامي 12 آذار 2004
أجمع الشهود على الآتي :
1 ــ توافدت حافلات جماهير نادي الفتوة إلى مدينة القامشلي ( صباح يوم الجمعة 12 آذار عام 2004 ) قبل موعد المباراة… وقد تعمَّد جمهور الفتوة أن يتجول في شوارع المدينة… وأن يردد بصوت عال عبارات سوقية ( بذيئة ) بحق رموز قومية كوردية ، بهدف استفزاز كورد المدينة وإثارة مشاعرهم القومية .؟! إنهُم ( بتلك السلوكية الفاسقة ) أظهروا ما في أنفسهم من غل وبغض وكراهية ، كي يبخسوا الكورد حق اعتزازهم برموزهم القومية .؟!
2 ــ أن جماهير الفتوة مبكراً حضرت إلى الملعب البلدي… ولم يتوجَّهوا إلى المدرج المخصص بهم ، بل لمدرج جماهير الجهاد… ثم تعمَّد الغوغائيون منهم بترديد عبارات استفزازية مخالفة للسياق المعتاد في التنافسات الرياضية… مما دفع بجمهور الجهاد للرَّد عليهم… ثم بدأوا بقذف أحجارهم… وأزاد التراشق بالحجارة بين الجمهورين… بعدها بدأ جمهور الفتوة باقتحام أماكن جلوس جمهور الجهاد… وأمام هجمات جمهور الفتوة… لم يبق أمام جمهور الجهاد ( وغالبيتهم شباب كورد ) سوى الالتزام بقول الله تعالى ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم . آية 42 سورة البقرة )… فكان التشابك أمراً واقعاً لا مفرَّ منه… وحينها ( على الفور ) اندفع عناصر شرطة حفظ النظام ومعهم عناصر من فروع الأمن ( حاملين بأيديهم العصي والهراوات والأسلحة ) وشنوا الهجوم على جمهور الجهاد ( بالعصي والهراوات)… تكررت مشاهد الكر والفر… وقذف الحجارة… ومن ثم بدأ إطلاق الرصاص الحي في الهواء… وأثناء تلك المعمعة وصل للملعب سادة الشرطة وأجهزة الأمن… وبعد الساعة الرابعة جاء المحافظ ( سليم كبول )… وبوصوله يُفترض أن يتم إصلاح الحال .؟ لكن حدث العكس… ازداد إطلاق الرَّصاص الحي… فسقط العديد من الشباب جرحى وقتلى… ومن قبض عليهم زجُّوا في السجون كي تُهدر حقوقهم الإنسانية… ( التتمة في الكتاب لاحقاً إنشاء الله ) .
3 ــ تناسي أُولئك العرب ( وأعني المسؤولين في محافظة الحسكة ) لتقوى الله تعالى… جعلهُم يأمروا مرؤوسهم ( رجال الشرطة وعناصر أجهزة الأمن ) بأن يكونوا جبارين على كورد القامشلي ، فسمحوا لهُم ليتمادوا ببطش كورد القامشلي… بدل أن يكونوا مُصلحين ومُنصفين تجاه الطرفين المتشاجرين ( عرب دير الزور وكورد القامشلي ) والطرفان من أبناء النسيج الوطني السوري .؟! فلولا السلوكية العدوانية لأولئك المسؤولين المحليين في محافظة الحسكة ومرؤوسهم لما وقعت فاجعة مقتل كورد القامشلي… إن العرب ( المذكورين أعلاه ) غاب عن بالهم عذاب يوم عظيم ( يوم يقفون أمام الله رب العرب والكورد ) .؟! إن المذكورين أعلاه… تناسوا بأنهُم مع كورد القامشلي هُم من أتباعُ دين الرحمن… فلذا أُذكِّرهُم قول جمال الدين الأفغاني : ( ملعُون في دين الرحمن مَنْ يسجن شعباً ، مَنْ يخن فكراً ، مَنْ يُسكت رأياً ، مَنْ يهدر حق الإنسان ) .
رابعاً ــ متابعتي للحدث… مشاهداتي الشخصية…
1 ــ يوم الجمعة ( 12 آذار 2004 ) بعد الظهر ، كنتُ في منزل صديقي… جالسين في فسحة منزله ( ومعنا ابنه البكر )… وصلنا خبر وقوع مشاكل في الملعب البلدي ( أثناء مباراة الجهاد مع الفتوة ) نجم عنها جرحى وقتلى… خرجنا ( ثلاثتنا ) متوجهين إلى المشفى الوطني… ومن هناك ذهبنا إلى مشفى نافذ… ثم إلى مشفى الرحمة… بعد ذلك قررنا العودة… في طريق عودتنا شاهدنا ( من بعد ) أناسا حول المشفى الوطني… وأفرادا من الشرطة العسكرية واقفين أمام باب المشفى… ( ستجدون التفاصيل… لاحقاً في الكتاب ) .
2 ــ فترة عصر يوم الجمعة 12 آذار ، كُنتُ وصديقي… في منزلي… جالسين نتبادل الحديث فيما بيننا… وبذات الوقت نسمع صدى لعلعة أصوات طلقات الرصاص في السماء باستمرار دون توقف… حينها وردني اتصال هاتفي من صديقنا ( المختار… ) يُعلمني بأنه في المشفى الوطني… وينتظر قدومنا أنا وصديقي… الذي ابنه في المشفى ومصاب بطلق ناري… غادرنا المنزل معاً سيراً على الأقدام ، سالكين شارع الخليج العربي باتجاه الشارع السياحي… وصلنا الشارع السياحي ، وقفنا في الزاوية الشرقية المقابلة مباشرة للملعب البلدي… تفاجأنا برؤية المكان مكتظاً بالرجال والشباب والأطفال والنساء… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً ) .
3 ــ من مكان وقوفنا ( زاوية تلاقي شارعي الخليج والسياحي ) توجهنا يميناً ( شرقاً ) إلى بداية الشارع المؤدي إلى المركز الثقافي ودوائر حكومية عديدة ، لم نر مدنياً واحداً في الشارع ، بل شاهدنا على طول امتداده ( في وسطه وعلى طرفيه ) أعداد هائلة من المسلحين ( شرطة ، جيش ، أمنيين ) ، وسيارات ( عسكرية وأمنية وباصات نقل ) قادمة من الملعب البلدي باتجاهنا… للوهلة الأولى كدنا نرجع لهول المشاهد… إلا أننا قررنا السير على الرصيف الأيمن / بمحاذاة أسوار الدوائر نحو المركز الثقافي… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً ) .
4 ــ من زاوية المركز الثقافي تابعنا سيرنا شمالاً على رصيف الشارع ( كما نصحنا عنصر الأمن ) نحتمي بجدران البنايات… وصلنا للشارع الفرعي ( على يمينه المشفى الوطني وعلى شماله البريد المركزي ) المؤدي شرقاً إلى شارع القوتلي ، دخلناه نتقدم مسرعين… وبوصولنا لشارع القوتلي ، تفاجأنا بمجاميع غفيرة من الشباب على زوايا وأطراف الشوارع الشرقية المقابلة للمشفى الوطني ، أصواتهم تتعالى… بأياديهم الحجارة… وتُقابلهم ( على بعد عشرات الأمتار ) طوابير الشرطة المدنية والعسكرية وعناصر الأمن… وعربات عسكرية مُحمَّلة بجنود ( مدججين بالأسلحة ) ، وآليات مدرعة متمركزة على تقاطعات الشوارع… فتابعنا سيرنا حتى وصلنا إلى الباب الرئيسي للمشفى… رأينا رئيس فرع الشرطة العسكرية… واقفاً أمام الباب محاطاً بعناصر الشرطة العسكرية… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )… رحب بنا وسمح بدخولنا… وجدنا المشفى خالياً من الزوار… إلا أمرأه وجدناها تبكي… جالسة على الأرض قبالة باب غرفة التصوير الشعاعي … نظرتُ لداخل غرفة التصوير فوجدتُ جثة رجل على الأرض ( ربما يكون زوج المرأة )… هناك تلقانا صديقنا المختار… فقادنا للمهجع الذي يرقد الجريح ابن صديقنا… مكثنا عنده لبضع دقائق ، نسأله ونستمع لأجوبته قائلاً : كنتُ عائدا من عملي ، ذاهبا لبيتي ، وأنا أسير على رصيف شارع الملعب المؤدي للحي الذي فيه بيتي ، وهناك أصابت رجلي رصاصة طائشة ، فنقلوني إلى المشفى )… وبعد الاطمئنان عليه ، طلب صديقنا المختار… أن نقوم بزيارة جريح آخر ، توجهنا ثلاثتنا نحو المهجع الذي يرقد فيه الجريح الآخر… ونحن نسير نحو المهجع ، أخبرنا المختار… بأن الجريح هو أحد مشجعي نادي الفتوة القادمين من دير الزور ، دخلنا على الجريح ، كان على السرير… مصابا بكسر في رجله وجروح في رأسه ، سلمنا عليه بكل ود ومحبة… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
خامساً ــ نشاطي…
كُنتُ ( شخصياً ) مِنَ المُهتمِّين بمُجريات واقعنا السوري عموماً… وكورد سوريا خصوصاً… فمع بداية أحداث الملعب البلدي… ركزتُ اهتمامي بمُتابعة الحيثيات المتعلقة بأحداثها ( صغيرها وكبيرها ) أوَّلاً بأوَّل… ( ستقرؤون التفصيل كاملة… في الكتاب / إن شاء الله )…
1 ــ بعد مغادرتي للمشفى الوطني ( الجمعة ليلاً ) ، توجهت إلى الحي الغربي قاصداً منزل صديقي إبراهيم اليوسف ، وأثناء سيري في شوارع الحي ، رأيتُ غالبية أهالي الحي أمام منازلهم… دخلت الشارع المؤدي لمنزله ( إبراهيم ) ، فلمحت عن بعد سيارة واقفة في زاوية الشارع… مررت بجابها فوجدت في داخلها عناصر أمنيين… لم أكثرت لهم ، تابعت سيري نحو المنزل ، طرقت الباب ، فتح الباب ، دخلت غرفة الضيوف… غادرت المنزل بحدود العاشرة ليلاً . ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
2 ــ يوم السبت 13 آذار بدأتُ كتابة مقالاتي دون انقطاع… تحت اسم مستعار… ولا أحد ( مِمَّن كانوا يحضرون منزل إبراهيم ) يعلم بأنني الكاتب… سوى إبراهيم وأولاده… وأشهد : بأن بيت إبراهيم اليوسف ، كان مقراً لأصحاب أقلام انتفاضة 12 آذار 2004 ، بل خلية إعلامية ( حيث أولاده : فايق وكرم وأيهم وآراس تأتيهم الأخبار فيتم تدقيقها ، يستلمون الصور والفيديوهات… فتُرسل للمواقع… يُشاركون في عمليات تهريبها للخارج… وأشهد : بأنني ( أثناء زياراتي الكثيرة ) كنتُ أجد في بيت إبراهيم شخصيات كوردية… منهم سخروا أقلامهم لمؤازرة شباب الكورد ( خلال تلك المرحلة العصيبة )… أذكر منهم ( الأصدقاء ) : إبراهيم محمود ، سيامند ميرزو ، الشهيد مشعل تمو ، المرحوم سيامند إبراهيم ، المرحوم محمد سيد حسين ، أحمد حيدر ، المرحوم توفيق عبدالمجيد ، حواس محمود… ويعتبرون قلة قليلة ممن واكبوا انطلاقة الانتفاضة وساندوها… فأثبتوا أنهم أحرار وأكثرُ حرصَاً على قضايا شعبهم من ساسة الأحزاب الكوردية… وأشهد أيضاً : بأنني لم أجد في بيت إبراهيم أحداً مِمَّنْ كانوا يُعرفون تحت مسمى مثقفين وكتاب… ولم أسمع بأنهُم كتبوا لمؤازرة الكورد ( خلال تلك المرحلة ) , بل كانوا غائبين ، مُختفين عن الأنظار ، يرتعدون خوفاً في زوايا بيوتهم .؟! فأولئك ( وهُم كُثر ) لو كانوا صادقين ومُخلصين لشعبهم الكوردي ، لمَا تخاذلوا وتسمَّرُوا في بيوتهم جزعاً من طيور الأجهزة الأمنية ( التي لرُبَّما تنقر رؤوسهم / حسب ظنونهم ) .؟! وأقول ( بكل أسف ) : الآن… غالبية أولئك ( الغائبين / الخائفين ) صاروا أعضاء وسادة لاتحادات الكتاب ولاتحادات المثقفين .؟!
سادساً ــ موقفي الشخصي… ومقترحات أدليتها لأحد الأمنين
في غمرة تلك الأحداث ( تحديداً أيامها الأولى )… فجأة ( ودون مقدمات ) طرق باب منزلي عنصر أمني ، بيده كرَّاسه الخاص ، أخبرني ( أمام الباب الخارجي ) بأنه جاء بتكليف من قبل رئيس فرعه الأمني… اصطحبته لغرفة الاستقبال… فطلب مني أوَّلاً : تبيان موقفي من الأحداث الجارية .؟ ثانياً : تزويده بما لديَّ من مقترحات ( أفكار أولية للمحنة الحالية ) للاستئناس بها ( كمسؤولين محليين ) .؟ وهو جالس أمامي ، طلبتُ منه أن يفتح كرَّاسهُ ، ويكتب بقلمه ما سأملي عليه… فتح الكراس وبيده القلم ، متهيئاً للكتابة ، فقلتُ له : ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
وبناء عليه ( المقترحات المطلوبة من الجهة الأمنية ) أقول :
لو أنَّ المسؤولين العرب في محافظة الحسكة ( طالبي الرَّأي والمشورة حول الأحداث ) كانوا مُسلمين حقاً وملتزمين بمبادئ الإسلام التي شرَّعها الله تعالى ورسوله محمد ﷺ .؟ ولو أنهُم كانوا وطنيين ولديهم الإحساس بالانتماء للوطن وللنسيج مجتمع الوطن .؟ لأخذوا بالمقترحات وطبَّقُوها… ( ستقرؤون التتمة كاملة… في الكتاب / إن شاء الله )…
سابعاً ــ غليان الكورد… وتفاصيل الانتفاضة
1 ــ الجمعة 12 آذار ليلاً… تعاظمت فاجعة كورد القامشلي بمقتل أبناء جلدتهم… لتتحول إلى بركان غاضب يغلي في قلوبهم… فالجريمة أثارت الأفئدة وألهبت العقول… لينتفض أصحابها في صباح اليوم التالي ( السبت 13 آذار )… توافدت مواكبهم من كافة مناطق القامشلي إلى جامع قاسمو في الحي الغربي من مدينة القامشلي… للمشاركة في تشييع جنازات شبابهم الشهداء… لتتفاجأ بحواجز طيارة مكونة من رجال الشرطة وعَسَس فروع الأجهزة الأمنية يُطلقون الرصاص الحي ( رشاً ) على حاملي الجنازات وعلى جحافل المُشيعين… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
2 ــ تلك الفواجع المأساوية… أثارت غضباً شعبياً عارماً شمل أرجاء القامشلي… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
3 ــ تحرَّك رجال الشرطة وعناصر فروع الأجهزة الأمنية… تحت مظلة حالة الطوارئ ( الاستنفار الشديد ) وباشروا بحملة الاعتقالات العشوائية بأوامر قادتهم ( المحليين ) والتي طالت ألاف الكورد ( رجال وشباب وأطفال ) من شوارع المدن… ولم يسلم منها طلاب الكورد في جامعتي حلب ودمشق .؟! حتى أن سجون الشرطة وفروع أجهزة الأمن امتلأت بالمعتقلين ، لدرجة أنه نقل كثير من المعتقلين إلى دوائر حكومية مدنية ، ليُحشروا داخل أقبيتها .؟! وأشير لنشاط الشباب العاملين ضمن منظمات حقوق الإنسان… عبر تواصلهم اليومي مع منظمات حقوق الإنسان الدولية ( في الخارج )… ( التفاصيل… في الكتاب لاحقاً )…
ثامناً ــ مآثر مُضيئة لبطولات شباب الكورد ( خلال الأحداث )
حقيقة يعجز اللسان في وصف الانجازات التي أبدعها النشطاء من شباب الكورد خلال أحداث القامشلي .؟ فغالبيتهم كانوا دون الـ 25 عاماً… وما فكروا فيه وفعلوه طوعاً ( دون توجيه من أي طرف سياسي )… لم يكن يتخيله عقل أكبر زعيم من قادة الأحزاب السياسية الكوردية… لقد تجلت بطولاتهم داخل الملعب البلدي وخارجه . ابتداء من لحظة تصديهم لهجمات الغوغائيين ( مشجعي نادي الفتوة القادمين من دير الزور ) حتى جعلوهم يفرون كالقطط… وصمودهم ( وهم عزل من السلاح ) أمام الهجمات الشرسة لرجال الشرطة وعناصر فروع أجهزة الأمن المدججين بالهراوات والأسلحة… وإصرارهم على الخروج بالآلاف من بيوتهم لمواصلة الانتفاضة… لقد صبروا على تحمل المآسي وآلام التعذيب داخل معتقلات فروع أجهزة الأمن… هُمُ الذين أبدعوا الأفكار… وهُمُ الذين حضَّروا المواد والوسائل الازمة… طوعاً وعلى نفقاتهم الخاصة ( كوسائل النقل / سيارات ، تأمين الأقمشة بألوانها العديدة وخياطتها كأعلام ولافتات ، اختيار العبارات وكتابتها ، اختيار الشباب ، توزيع المهام ، الشعارات أثناء تشييع الشهداء ، كافة أصناف كاميرات التصوير ) . هُمُ الذين كانوا ينظمون سير مواكب المشيعين… ويتسابقون طوعياً ( أفراداً وجماعات ) لزيارة الجرحى ( في المشافي والمنازل ) ويقدمون لهم الخدمات ، ويؤمنون لهم كافة الاحتياجات اللازمة ( أدوية ، فئات الدم المطلوبة )… شباب شجعان بثبات واصلوا حمل نعوش الشهداء على أكتافهم رغم وابل الرصاص المنهمر عليهم… شباب أثبتوا بأنهم أبطال حقيقيون يستحقون بجدارة أن تُرفع لهم القبعات لا لغيرهم ( مخاتير الأحزاب الكوردية )… وسجل التاريخ مآثرهم بأحرف من ذهب ، وسيقرأها أولادهم وأحفادهم مُستقبلاً…
تاسعاً ــ المواقف / محلياً / دولياً / من جرائم آذار 2004
دين الله ( الإسلام ) هو دين الإنسانية ( وأعني كامل حقوق الإنسان ) التي تنطلق من مبادئ أنزلها الله تعالى ، والتي بموجبها يكون التعامل بين الناس ( كل البشر ) وفق الخلق القويم ، والمبادئ الإنسانية التي لا تفرق بين عربي وكوردي ، مبادئ لا تتغير وفق المصالح والأهواء القومية ، مبادئ لا تتبدل حسب القوة والسلطان . ثم إن حقوق الإنسان هبة من الله جل جلاله ، كما شرعها الإسلام ( دين الله تعالى ) ، فهي حقوق مُلزمة بحكم مصدرها الإلهي… لكون الناس ( دون استثناء ) أسرة واحدة تجمعهم العبودية لله ، وجميعهم مُتساوون في أصل الحرية والكرامة والحياة الإنسانية الكريمة ، وفي أصل التكليف والمسئولية دون تمييز بسبب العرق ، أو اللون ، أو اللغة ، أو الجنس ، أو المُعتقد الدِّني ، أو الانتماء السِّياسي ، أو الوضع الاجتماعي . وبالتالي فإن حقوق الإنسان ( في أي تشريع سماوي أو أرضي ) لا تقبل الحذف ، ولا النسخ ، ولا التعطيل ، ولا يُسمح بالاعتداء عليها ، ولا يجوز التنازل عنها . فهي حقوق لا تتغير وفق أهواء العنصريين العرب ، ولا تتبدل حسب قوة وسلطة البعثيين العرب ، كما وجدناها خلال أحداث القامشلي يوم الجمعة 12 آذار والأيام التالية من عام 2004 .؟
وعليه أشهد : بأن الإنسانية ( وأعني حقوق الإنسان لكورد سوريا ) قد هُدِرتْ ، بل سُحِقت خلال أحداث القامشلي عام 2004 .؟! لأن عرب سوريا تناسوا بأن الله تعالى حرص على تكريم الإنسان ( عربياً كان أم كوردياً ) ، فجعل للإنسان حقوقاً كاملة غير منقوصة ( في حريته وكرامته وحياته اليومية ) . ولأنهم ( عرب سوريا ) تناسوا أن الله سبحانه وضَّح للناس بأن الإنسانية عاطفة سامية ، لا تعرف وطناً ولا قوماً ولا جنساً ولا لوناً . وبالتالي فالناس عليهم واجبات ملزمين أن يؤدّونها تجاه بعضهم بعضاً في جوّ من الألفة والمحبة… وعليه :
أوَّلاً / أولئك العرب السوريين ، وأعني جماهير نادي الفتوة ومحافظ الحسكة وقادة الشرطة وفروع أجهزة الأمن ومرؤوسيهم / رجال الشرطة وعناصر أجهزة الأمن… كانوا قبل آذار 2004 من دُعاة الإنسانية ، يتشدقون بها أمام العالم… بينما في واقعهم العملي كانوا يحتكرونها لبني جنسهم ولأتباع حزبهم البعث ( لأنفسهم فقط ) .؟ ( ستقرؤون التتمة كاملة… في الكتاب / إن شاء الله )…
ثانياً / الإنسانية ( وأعني حقوق الإنسان الكوردي السوري ) قد هتكت بل سحقت خلال أحداث 12 آذار عام 2004 .؟! نتيجة لمواقف قادة الدول العربية الإسلامية ( تحديداً قائد السعودية الملك عبد الله ) المؤيِّدة لموقف نظام البعث السوري… والحقيقة لولا مواقف قادة الدول العربية ( وكلهم مُسلِمُون عرب ) لما استخدم الحل العسكري ( الرصاص الحي ) لمواجهة كورد سوريا المُسلمون .؟! إن قادة الدول العربية ( المُسلمون ) بمواقفهم وسلوكياتهم… خالفوا تشريعات الإسلام ( دين الإنسانية ) .؟ ( التتمة… في الكتاب لاحقاً )…
الإعلام العربي … وكلمات حق لـ صالح القلاب وأحمد الحبوبي
خلال أحداث 12 آذار 2004 ( مجازر القامشلي ) ، تعالت أصوات العديد من أخوتنا العرب ( مثقفين وإعلاميين وساسة ) عبر وسائل إعلام عربية… ندِّدت بالأسلوب الأرعن الذي استخدم ضد كورد سوريا… ( التتمة… في الكتاب لاحقاً )…
# للعرب عموماً والسوريين خصوصاً : قال سيدنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( قبل أن تفترض… تعلم . وقبل أن تحكُم… أفهم . وقبل أن تُؤذي… أشعر . وقبل أن تقول… فكِّر ) . وأنتُم ( المُسلمُون العرب ) دون بينة علمية… افترضتُم الكورد أعداء لكُم .؟! وأنتُم دون أن تفهمُوا الحقائق التاريخية والواقعية… حكمتُم بالحل العسكري لمواجهة الكورد العزَّل .؟! وأنتُم دون أن تشعرُوا بنتائج سلوكياتكم الطائشة… آذيتُم الكورد ( قتلتمُ واعتقلتمُ وعذبتُمُ ) وانتهكتُم حقوقهُم وكرامتهُم الإنسانية والوطنية .؟! وأنتُم دون أن تفكِّرُوا بأقوالكُم… وجَّهتُم إلى الكورد التُّهم والافتراءات .؟! ( ستقرؤون التتمة كاملة… في الكتاب / إن شاء الله )…
عاشراً ــ دور الحركة السياسية الكوردية
بكل تأكيد كان قادة الحركة السياسية الكوردية يقولون في أنفسهم : ( إن المصلحة العامَّة أكبر كذبة في التاريخ… فعملنا في الحركة السِّياسِية هو من أجل أن نأخُذ… وليس من أجل أن نُعطي ونُقدِّم )… فأولئك مِمَّنْ يصفهم الله تعالى بقوله : ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . البقرة 9 )… وعليه :
أشهد بأن الأحزاب السياسية الكوردية ( بغالبية قادتها وزعمائها ) كانت عرجاء… عاجزة عن أداء مهامها ، تائهة لا تعرف كيفية التعاطي مع الكارثة التي نكبت الكورد في الأيام الأولى البشعة… وما تلاها من مصائب نزلت بشبابهم… فلقد تناسلت سوءات غالبية قادة الأحزاب الكوردية خلال انتفاضة آذار 2004 .؟! فلو كانت محبة شعبهم راسخة في قلوبهم ، لمَا هرولُوا إلى رؤساء فروع الأجهزة الأمنية يستجدون رضاهم .؟ ولو كانوا مُخلصين لقيم ومبادئ الكوردايتي لمَا سَخَّروا نضالهُم السياسي لتهدئة انتفاضة الكورد المفجوعين بشبابهم .؟ ولما اختلفوا فيما بينهم على تقاسم التبرعات المُرسلة لأهالي الشهداء والجرحى .؟ ولما زادت سهراتهم في مطاعم القامشلي . فبسبب تناسل سوءات قادة أحزاب الكورد ، أطلقتُ عليهم لقب : مخاتير الأحزاب الكوردية .؟ وأمَّا شباب الانتفاضة والمثقفين/ الكتاب ( الذين سخروا أقلامهم لمؤازرة شباب الكورد ) فأطلقتُ عليهم لقب : كواكب آذار ( خلال مقالاتي المتتالية تحت اسم كوني سبي ) . ومُصيبة كورد سوريا : أن مخاتير الأحزاب الكوردية هُم كانوا على رأس قائمة مُمثِّلي كورد سوريا ولا زالوا حتى تاريخه.؟! بينما كواكب آذار هُم خارج القائمة .؟ّ!
أدلة على سوءات قادة الأحزاب الكوردية
… ( ستقرؤون التتمة كاملة… في الكتاب / إن شاء الله ) …
أخيراً ــ دور كورد سوريا ( في الداخل والخارج )
في داخل سوريا كان الموقف التضامني لعامَّة الكورد مشرفاً ( على العكس تماماً من مواقف قادة أحزاب الحركة السياسية )… وأبرزها مواقف الشباب التي تجلَّت في تكاتفهم ووقوفهم صفاً واحداً تجاه أساليب القمع التي مُرِستْ ضدهُم ، وخروجهم بالآلف المؤلفة إلى شوارع المدن… فمشاهد خروجهُم الجماعي ( طوعياً ) كان فريداً واستثنائياً لم تشهده أيَّة مدينة سورية ( قبل أحداث آذار 2004 )… وخلال استقصائي للمعلومات من الشهود… ذكروا لي اسماء الكثيرين من الشباب… أمَّا الكتاب الذين سخَّروا أقلامهم لمؤازرة شباب الكورد فترة الأحداث ، فقد كانوا قلَّة قليلة ( يلتقون مصادفة في بيت إبراهيم اليوسف ) والأغلبية كانوا يكتبون مقالاتهم تحت اسماء مُستعارة … وللحق : الشجاعة والجرأة كانتا من نصيب الإبراهيمين ( صديقي إبراهيم اليوسف / كبير الكتاب الثائرين ، وصديقي إبراهيم محمود / عميد مثقفي وكتاب كورد سوريا )… وللتنويه : فإن بيت إبراهيم اليوسف كان بمثابة مركز إعلامي يرتاده شباب نُشطاء ( إعلاميون / صحفيون ) ويجري فيما بينهم التواصل والتنسيق…
وفي خارج سوريا… ساهم الكثير من الكورد المقيمين في الدول الخارجية ، في التضامن الفوري مع أخوتهم… حيثُ نظموا العديد مِنَ الاعتصامات والتظاهرات… وأقاموا الكثير مِنْ الندوات… وكان العمل في البالتوك وسيلة ناجحة لتلاقيهم وعقد الاجتماعات لتبادل الأفكار والآراء وإعداد خطط فورية لأجل تقديم المساعدة والدعم المادي لبني جلدتهم في الداخل سوريا ( تحديداً لأهالي الشهداء والجرحى ) ، إلى جانب مواصلة تقديمهم الدعم ثقافياً وإعلامياً وسياسياً… ( ستقرؤون التفاصيل الواردة على ألسنة الشهود… في الكتاب / إن شاء الله ) .
كلمة أخيرة… لعامَّة أبناء النسيج الوطني السوري
أوَّلاً ــ الوطنية تتمثل في الإحساس بالانتماء للأرض ولنسيج مجتمع الوطن ، وبالدفاع عن أمن الوطن والمواطنين… ( التتمة… في الكتاب لاحقاً )…
ثانياً ــ أُذكِّر أُولئك المسؤولين العرب : إن الله تعالى قد أحسن إليكم إذ جعلكُم حُكاماً لتُديروا شؤون المحافظة والمواطنين بالعدل والإحسان ، لقوله تعالى : ( وأحسن كما أحسن الله إليك ، ولا تبغ الفساد في الأرض ، إن الله لا يحب المفسدين . القصص 77 ) . وليس بالاستبداد والفساد والظلم والبغي والقتل دون وجه حق .؟ … ( التتمة… في الكتاب لاحقاً )…
ثالثاً ــ كُنتُ من الذين عاصروا تلك أحداث القامشلي ( في آذار 2004 ) وشهدوا تفاصيلها المريرة… ولا زالوا يتذكرون تفاصيلها ( بدقة ) ، ولذا يُعيدون روايتها شفاهياً وكتابياً للجيل المُعاصر والأجيال القادمة… والغاية : ( التتمة… في الكتاب لاحقاً )…
رابعاً ــ بُعيد أحداث القامشلي آذار 2004 فإنَّهُم ( عرب سوريا / تحديداً جماهير نادي الفتوة ومحافظ الحسكة ومدير منطقة القامشلي وقادة الشرطة وقادة فروع أجهزة الأمن ومرؤوسيهم عناصر الشرطة وأجهزة الأمن ) استمعوا لخطاب السيد بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية… ولقوله : … ( ستقرؤون التتمة كاملة… في الكتاب / إن شاء الله )…
خامساً ــ إلى أبناء وطننا السوري… أقول لكل أُولئك ( العرب والكورد ) :
1 ــ قال أهل العلم : ( السّلوك هو الكتاب المقروء… إنه اللغة العالمية التي يعرفها العرب والكورد ، بل وجميع شعوب العالم ) .
2 ــ قال سيدنا علي ( عليه السلام ) : ( ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب ) . وأنتُم جميعكُم مُسلِمُون ونظرياً تعرفون الإسلام… لكنكُم عملياً لا تعرفون الإسلام كمبادئ ومنهج وسلوك .؟! والدليل أحداث آذار 2004 فحينها أظهرتُم بلاوي قلوبكُم القاسية… فأكثرتُم من ارتكاب المعاصي والذنوب المُخالفة تماماً لمبادئ ونهج الإسلام ( دين الله تعالى ) .؟!
# وعليه ( أعلاه ) :
1 ــ تذكَّروا قول الله تعالى : ( ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً . النساء 111 ) ، وقوله تعالى : ( فمن نكث فإنما ينكث على نفسه . الفتح 10 ) .
2 ــ تعرَّفُوا على قوانين محكمة الآخرة ، قبل أن تودعوا دنياكُم… وتقفُون أمام محكمة الله تعالى ، فمن قوانين محكمة الآخرة ( يوم القيامة ) :
# يومها حضوركُم للمحكمة سيكون تحت حراسه مشدده ، لقوله تعالى : ( وجاءتْ كُلُّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ . ق 21 ) .
# يومها ملفاتكُم لن تكون سرية ، لقوله تعالى : ( ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً . الإسراء 13 ) .
# يومها الظلم مستحيل ، لقوله تعالى : ( وما أنا بِظلام للعبيد . ق 29 ) .
# يومها ليس هناك محامٍ يدافع عنكُم ، لقوله تعالى : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون . النحل 111 + اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً . الإسراء 14 ) .
# يومها الرشوة والواسطة والمحسوبيات… مستحيلة ، لقوله تعالى : ( يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنُون . الشعراء 88 ) .
# يومها لن تجدوا شهود الزور ، لقوله تعالى : ( يوم تشهدُ عليهم ألسنتُهُم وأيديهِم وأرجُلهُم بِمَا كانُوا يعمَلُون . النور 24 ) .
# يومها سترون ميزاناً دقيقاً لأعمالكُم ، لقوله تعالى : ( ونضعُ الموازِين القِسط ليوم القيامة فلا تُظلمُ نفسٌ شيئاً وإِن كان مثقال حبَّة مِّنْ خردلٍ أتينا بِها وكفى بِنا حاسبين . الأنبياء 47 ) .
# ختاماً ( وعن نفسي ) : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
# للتنويه #
الكتاب يضم صور مرفقة بأقوال كل شاهد