هي منظمة سياسية جماهيرية ذات تطلعات ليبرالية، تتكون من أفراد ينتمون إلى مختلف شرائح الشعب الكوردي في سوريا ، تجمعهم أهداف مشتركة ، ويناضلون معاً وفق قواعد وضوابط تنظيمية محددة ، تعتمد النضال السياسي السلمي سبيلاً لتحقيق أهدافها ، وتضمن حق اختلاف الرأي في إطار وحدتها التنظيمية ، وتعتمد اللامركزية في إدارة شؤونها ، والمشاركة الجماعية في صياغة قراراتها، وتؤمن بحقوق الإنسان وحق الأمم والشعوب في تقرير مصيرها، وتستفيد من الموروث النضالي التحرري العالمي والكوردستاني وبما يتناسب وينسجم مع خصوصية و واقع الشعب الكوردي في كوردستان سوريا. وتعتبر أن القضية القومية الكوردية في سوريا هي قضية وطنية سورية تخص جميع الوطنيين المؤمنين بالتوافق والعيش الحر المشترك والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية، وتعمل من أجل تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكوردي في إطار سوريا اتحادية بنظام ديمقراطي على مسافة واحدة من كافة مكونات الشعب السوري القومية والدينية والمذهبية . وتبني علاقاتها على مختلف الصعد الوطنية والقومية والاقليمية والدولية من منطلق المصالح المشتركة وعدم التدخل واحترام الخصوصية واستقلالية القرار.
تعمل على إنهاء كافة أنواع الاحتلالات الخارجية وأدواتها المحلية، والقضاء على قوى التطرف والإرهاب، وتسعى للعمل مع القوى الوطنية المعتدلة والممثلة لكافة مكونات الشعب السوري ومختلف الفعاليات الثقافية والاقتصادية و الاجتماعية للتوجه نحو بناء نظام سياسي ديموقراطي برلماني جديد معبر عن كل السوريين ولكل السوريين، ووفق مفردات الشراكة والتوافق، لإنتاج جمهورية سورية اتحادية، ودولة الحق والقانون .
وترى الحركة أن محاولات القفز على التنوع القومي والديني والمذهبي في سوريا ليست فقط لا تخدم طموحات الشعب السوري ، ولا تتناسب مع التضحيات الجسيمة التي قدمها، وأهداف ثورته فحسب، بل إن الغرض تلك المحاولات هو إعادة إستنساخ تجربة البعث الكارثية المدمرة بلبوس طائفي جديد ، وبالتالي فإن الوطنيين المخلصين وكافة الشرفاء والحريصين على التخلص من حقبة البعث بكل مآسيها وسلبياتها يدركون تماماً هذه المحاولات الخبيثة التي تهدف إلى إدخال سوريا من جديد في نفق الشوفينية المظلم .
كما ترى الحركة بأن الهوية الوطنية السورية الجامعة هي خلاصة الإقرار والاعتراف بكافة الهويات الفرعية – الأصيلة للشعوب والأقليات القومية الموجودة ، وهي ( الهوية الوطنية السورية) ليست هوية مكون وحيد من مكونات الشعب السوري مهما كان حجمه العددي كبيراً .
كما ترى الحركة في الدعوات القائلة بأنه في هذه المرحلة يجب عدم التطرق إلى القضايا الوطنية السياسية – الأساسية المتعلقة بشكل الدولة المستقبلي ، وطبيعة نظام الحكم ، وهوية الدولة السورية، ووجود وحقوق المكونات، وقضايا المرأة والشباب، والعلاقة بين الدين ومؤسسات الدولة …إلخ، الغرض منها السيطرة على السلطة من خلال الأغلبية العددية !!.
وترى الحركة بأن دولة ” المواطنة المتساوية ” بعد إنجاز استحقاقات المكونات وفي مقدمتها الاستحقاق القومي للشعب الكوردي في سوريا،هي شكل متقدم و راقِ ، ولكن في هذه المرحلة بتقديرنا لا التركيبة الاجتماعية للمجتمع السوري ، ولا المناخات السائدة مساعدة لهذا الشكل ، لأن المجتمع السوري مازال في مرحلة المجتمع الأهلي كونه مزيج من القبلية – العشائرية ، وثقافة المجتمع المدني مازالت في طور التشكل ، وثقافة المجتمع الوطني مازالت مغيبة بشكل كامل وخاصةً أن جغرافية سوريا اليوم وبعد أكثر من 13 عاماً من قيام الاحتجاجات الشعبية مقسمة تماماً إلى دويلات وكانتونات بين المتدخلين في الميدان السوري وأدواتهم، ولكل دويلة نظامها السياسي والتعليمي والصحي ومنظوماتها الأمنية ومسلحوها وعلاقاتها السياسية والتجارية وإداراتها الخاصة …إلخ . بمعنى أن من يطرح هذا الطرح النبيل ” دولة المواطنة ” إما أنه جاهل بتركيبة المجتمع السوري وما آلت إليه اللوحة الميدانية السورية، أوأنه يريد القفز على الاستحقاقات القومية للمكونات الأصيلة . لذلك من جملة ماتعمل الحركة من أجلها وعليها هو توضيح بعض المصطلحات المتعلقة بتلك القضايا، كي تجنب شعبنا من الوقوع في شرك تلك المفاهيم وأحابيل المتربصين الذين يطرحون هذه الشعارات أوالمصطلحات كأفخاخ للسوريين .
وتعتمد الحركة النضال السياسي السلمي في تعبئة وتنظيم طاقات شعبنا داخل الوطن وخارجه وفق المحددات التي اعتمدتها الحركة في بيان إعلانها ومنها : ” … الحركة ترفض العنف والإرهاب ، وتعتمد الحوار الهادئ والنضال السياسي السلمي سبيلاً لتحقيق أهدافها، وتؤمن بحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتستفيد من الموروث النضالي التحرري بشكل عام، والكردي في مختلف أجزاء كوردستان بصورة خاصة وبما ينسجم ويتناسب مع واقع وخصوصية الشعب الكردي في سوريا، وتعتبر القضية الكردية في سوريا قضية وطنية سورية تخص كافة الوطنيين المؤمنين بالتوافق والعيش الحر المشترك، وتعمل من أجل تأمين الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في إطار سوريا اتحادية جديدة بنظام ديمقراطي يقف على مسافة واحدة من كافة مكونات المجتمع السوري القومية والدينية والمذهبية، وتبني علاقاتها على مختلف الصعد الوطنية والقومية والاقليمية والدولية وفق أسس الاحترام المتبادل واستقلالية القرار والمصالح المشتركة، وتعتبر الهوية الوطنية للدولة السورية خلاصة مجموع الهويات الفرعية لمكونات الشعب السوري المختلفة، وترفض الكراهية والعنصرية والطائفية ، وتسعى لنشر ثقافة المحبة وقيم العيش المشترك بين أبناء الشعب السوري، وترى أن شعوب منطقتنا بحاجة ماسة للعمل من أجل السلام والتكامل الاقتصادي والقضاء على الفقر والتأسيس لبنى جديدة مختلفة لتامين العيش الكريم واستثمار الموارد الموجودة من خلال شراكات وإدارات رشيدة، الى جانب تحرير الأديان من بين مخالب السياسيين وكذلك إخراج السياسة من حقول فتاوي رجال الدين، والفصل التام بين الأديان والمؤسسات السياسية، وتؤمن بأن الفدرالية هي الحل الأنسب كشكل مستقبلي للدولة السورية بعد إعادة رسم الحدود الإدارية للمحافظات، وترى أن الأزمة السورية سياسية في جوهرها، وأن حلها يجب أن يكون سياسيا من خلال عملية سورية – سورية برعاية أممية، وترفض التغيير الديمغرافي على كامل مساحة سوريا وترى في تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 2254 لعام 2015 خارطة طريق واقعية لإنهاء المأساة، وتعتمد الموضوعية والاعتدال في الخطاب والطرح بعيداً عن الغلو والتطرف، وتسعى لتوسيع مساحة المشتركات الوطنية مع الشركاء السوريين ومن مختلف المكونات، وترى في الاختلاف والتنوع الموجود غنى، وتسعى لتنظيم التناقضات المختلفة ومنحها فرصة طرح نفسها كعنصر فاعل وعامل بناء لأن الحرية هي بالأساس نتاج التفاعل الحر بين المختلفين في مناخات الديمقراطية. بمعنى أن حركتنا تناضل للتخلص من احتكار السلطة والقوة والثروة، وترفض جعل سوريا منطلقاً لتهديد الدول المجاورة، وتسعى لإقامة العلاقات مع كافة الدول واتباع الحوار واللجوء إلى الهيئات الدولية المختصة وسيلة وحيدة لحل الخلافات … وترى أن مناطق كُردستان سوريا، وبغضّ النظر عن توزّعها بين مناطق نفوذ كل من التحالف الدولي وتركيا والنظام، فإن الحماية الدولية لها وخروج جميع العناصر الأجنبية والميليشيات المنفلتة منها سيشكل الضمان الأنسب لشعور السكان بالأمان ومنع التغيير الديمغرافي، وإفساح المجال أمام سكانها الأصليين للتأسيس لحوكمة رشيدة توفّر لهم الخدمات الإدارية والأمنية والحياتية المختلفة ريثما تنضج الظروف لحلٍّ شامل يخلّص البلد برمته من السلطات الاستبدادية والميليشيات المتسلطة في مختلف المناطق ويرسم الطريق نحو دولة اتحادية ذات نظام ديمقراطي يضمن المواطنة المتساوية للجميع ويحفظ كرامة الإنسان ويصون حقوقه، كما يضمن حلاً عادلاً للقضية الكُردية … أما بخصوص الموقف من الحراك السياسي في أجزاء كوردستان الأخرى فإن الحركة تتطلع إلى بناء علاقات متكافئة فيما بيننا، بحيث تضمن وتصون خصوصية كل جزء، كما أنها تقف إلى جانب تطلعات وحقوق أشقائنا في كافة أجزاء كردستان ، وتدعم كافة الجهود التي من شأنها إيجاد حلول سياسية حقيقية لقضاياهم العادلة وذلك عن طريق الحوار السياسي – السلمي بينهم وبين شركائهم من مكونات شعوب تلك الدول على أساس التوافق والشراكة والعيش الحر بعيداً عن العنف والإرهاب، وبالصيغة التي تناسبهم …” .
والحركة ومنذ انطلاقتها في 27 آب 2023 ومازالت تؤكد أن من أهم التحديات التي تواجه الحراك الحزبي هو غياب المؤسساتية وطغيان الـ ” أنا ” على حساب غياب الـ ” نحن ” .
كما نريد أن نؤكد بأن الحركة تعتبر حقلاً لاستعاب كافة التيارات المعبرة عن شرائح الشعب الكوردي، وعنواناً عريضاً لاستيعاب ومشاركة جميع تلك الشرائح، وتسعى بشكل جدي لتأسيس صيغة تنظيمية مختلفة عن الشكل التقليدي لمكونات الحراك الحزبي الذي أثبت فشله في مواجهة التحديات، وبالتالي فإن الحركة تحاول الخروج من المساحة التقليدية الضيقة إلى فضاء اللامركزية والتعددية والتنوع .
وتعمل الحركة من أجل التخلص من ذهنية وآثار الممارسة المناطقية التي صبغت عمل غالبية مكونات الحراك الحزبي الكوردي في سوريا طوال عقود، وذلك من خلال مشاركة وتمثيل كافة مواقع التواجد الكوردي في الداخل والخارج في مؤسسات الحركة وبشكل متوازن ، ولذلك اعتمدت اللامركزية حلاً للخلاص من تلك الظاهرة المقيتة وذاك الوباء القاتل الذي حرم أكثر من نصف جغرافية كوردستان سوريا من حقها في المشاركة والتمثيل في مؤسسات المجلس الوطني الكوردي .
والحركة تعتمد التمويل الذاتي سبيلاً لتغطية نشاطاتها ، وتعتبر أن ذلك هو الأساس الذي يمكن الحركة من الحفاظ على قرارها المستقل. ولديها موقع الكتروني معروف باسم ” AVAKIRIN ” وصفحات ومجموعات على الفيسبوك لتغطية نشاطاتها وكذلك نشر مايصدر عنها من بلاغات وتصريحات وبيانات ومساهمات …إلخ .
ونؤكد بأن أبواب الحركة مفتوحة أمام كل من يؤمن بأن الحراك الحزبي الكوردي في سوريا بشكله الحالي بات عاجزاً تماماً عن القيام بمهام المرحلة نتيجة ترهله وتوزع غالبية مكوناته على المحاور الكوردستانية ، لدرجة أن غالبية مكونات الحراك أصبحت جزءاً عضوياً من تلك المحاور ومن صراعاتها بعيداً عن مصلحة الشعب الكوردي في سوريا واستحقاقاته ، وحاجة كورد سوريا إلى إعادة الاعتبار لشخصيته وخصوصيته الكوردية السورية .
في الـ 14 من أيار 2024
المكتب التنفيذي لـ
حركة البناء الديمقراطي الكوردستاني – سوريا