فضائية كردستان تحاور صلاح بدرالدين

مقدم البرنامج : تمر منطقة الشرق الاوسط بالكثير من الاحداث وتتعرض لتغييرات متواصلة.

، في الفترة الاخيرة، ومع صدور القرار 1757 تحت الفصل السابع الخاص بتشكيل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري شهد لبنان احداثا جديدة و برزت مجموعة تسمى بـ (فتح الاسلام) ، تهاجم الجيش اللبناني في مخيم عين البارد الذي يشهد حتى اللحظة مواجهات بين الطرفين.

نلتقي اليوم مع السياسي والكاتب الكوردي السيد صلاح بدر الدين-المشرف العام لرابطة كاوا للثقافة الكوردية باربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق الفدرالي لنناقش معه آخر المستجدات على الساحة اللبنانية وعموم منطقة الشرق الاوسط.

  س – برزت في الآونة الاخيرة منظمة باسم-فتح الاسلام-في منطقة طرابلس بشمال لبنان.

ماذا عن هذه المنظمة؟ وكيف تأسست بهذه السرعة ؟

  ج – انفصل تنظيم – فتح الاسلام –  قبل أعوام  عن منظمة – فتح الانتفاضة – وهي بدورها كانت قد انفصلت في الثمانينات عن منظمة–فتح-الفلسطينية، بقيادة العقيد –  ابو موسى – وابو خالد العملة – اللذان كانا يتواجدان في دمشق في الوقت الذي كان النظام السوري يحارب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وذلك لأن الانظمة العربية لا سيما النظام السوري قد عملت دوما على الاستيلاء على القرار السياسي الفلسطيني والتحكم به.

وهذا ما كان يرفضه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات-ابو عمار-وتعرض الشعب الفلسطيني بشكل عام ومنظمة التحرير الفلسطينية بشكل خاص نتيجة لذلك الى مؤامرة كبيرة حينها بقيادة النظام السوري الذي عمل على توجيه ضربة قوية الى النضال الفلسطيني و بذر الشقاق في منظمة التحرير الفلسطينية بهدف اضعافها والتخلص منها فيما بعد وهكذا ظهرت الى الوجود منظمة –فتح الانتفاضة-التي وقفت الى جانب النظام السوري وعملت على تنفيذ سياساته وخطط أجهزته الأمنية .
اما فيما يتعلق ب-فتح الاسلام-فقد انفصل عن فتح الانتفاضة وتبعا لذلك فان مرجعيتهما واحدة وكذلك نهجهما الاساسي.

من ابرز مؤسسي جماعة فتح الاسلام شاكر يوسف العبسي الذي صدر بحقه حكم الاعدام في الاردن، لكنه فر من الاردن الى سورية والقي عليه القبض هناك ولكن سرعان ما تم اطلاق سراحه وكما يبدو انه كانت هناك خطة مدروسة بإرساله الى لبنان لتصفية الحسابات وتنفيذ استراتيجية سورية العسكرية والارهابية في لبنان.

وفي منطقة الشرق الاوسط توجد ثلاثة بؤر من الممكن فيها ممارسة القتل والعمليات الارهابية وتصفية الحسابات من جانب النظام السوري والمحور المرتبط به  وهي العراق ولبنان وفلسطين.

 س – برأيكم، من يقف وراء تأسيس تنظيم –  فتح الاسلام – وما الهدف من تأسيسه بالتزامن مع صدور قرار تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
 ج -بشكل عام، هناك في منطقة الشرق الاوسط تيارين يعاديان التغيير الديمقراطي ويمارسان الارهاب وهما تيار الاسلام السياسي، الذي يضم الكثير من المجموعات والتنظيمات والاحزاب الدينية، والتيار الشوفيني والعنصري والانظمة المستبدة كالنظامين السوري والايراني وهناك تحالف جدي قائم بين الطرفين.

حيث تقوم الانظمة بدعم جماعات الاسلام السياسي سواء من السنة او الشيعة.

وهذا ما نلحظه في العراق ولبنان وفلسطين وذلك للحفاظ على مصالحها و افشال مسيرة التغيير لان المحور المشار اليه يقف بالضد من عملية التغيير الديمقراطي في منطقة الشرق الاوسط.
 س – البعض يخطط ويضع قنابل موقوتة بتأسيس منظمات لتنفيذ اجندتها وخططها كمنظمة–فتح الاسلام-في لبنان، ما الهدف من وراء ذلك؟
 ج – قبل ان ارد على سؤالكم، اود الاشارة الى وضع لبنان واخذه بعين الاعتبار.

بقي لبنان لمدة ثلاثين عاما تحت السيطرة السورية والاحتلال السوري عن طريق الاستخبارات والجيش.

بعدها، قامت ثورة الارز والانتفاضة الشعبية في لبنان للخروج من القبضة السورية وتحقيق الاستقلال.

انسحب الجيش السوري من لبنان نتيجة الضغوط الدولية وقرارات هيئة الامم المتحدة ومواقف الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية ولكن سورية خلفت الكثير من المشاكل وراءها وابقت على العديد من رجال واجهزة مخابراتها في لبنان، بالاضافة الى التنظيمات والاحزاب الموالية لها خاصة حزب الله والحزب السوري القومي-الاجتماعي وحزب البعث ورموز الاقطاع السياسي مثل فرنجية وارسلان وحركة أمل وغيرها.
 س – يرفض السوريون ان تكون منظمة-فتح الاسلام-من صنعهم ومن جهتكم هل تعزون كل ما يحدث في لبنان من صراعات وقتال كالدائر بين فتح الاسلام والجيش اللبناني في منطقة مخيم نهر البارد الى النظام السوري ام هناك جهات اخرى؟
 ج – اذا لم يكن الامر كذلك فلماذا تم اطلاق سراح شاكر يوسف العبسي المحكوم عليه بالإعدام في الاردن من قبل السلطة السورية؟ حيث ان سورية موقعة على ميثاق جامعة الدول العربية التي كان يجب بموجبها على سورية ان تنفذ الحكم الصادر في الاردن بحق المتهمين.

لكن بدلا من ذلك اطلقت السلطة السورية سراح شاكر العبسي.

لا شك ان المراقب لأوضاع الشرق الاوسط يكتشف على الفور ان هناك تحالفا بين النظامين السوري والايراني اللذان يحاولان العودة بلبنان الى سابق عهده ووضعها تحت سيطرتهما للحفاظ على مصالحهما وليس مصلحة الشعب اللبناني وهما يستخدمان ورقة الطوائف والمذاهب واذكاء نار التفرقة والصراعات فيما بينها.
 س – من المعلوم ان النظام السوري يطبق سياسة طائفية(علوية-شيعية) في توجهاته بينما جماعة–فتح الاسلام–تنتمي للمذهب السني فماذا تقول عن هذا الموضوع؟
 ج – توجد اولويات عديدة في سياسة اي دولة.

ويجري استغلال المذهب والطائفة في خدمة الاهداف والمصالح السياسية، ولا تتورع الانظمة الدكتاتورية عن استغلال ورقة الدين والمذهب لتحقيق مآربها.

الاسلام السياسي بمعظم  تياراته والانظمة العنصرية والمستبدة في المنطقة لها نفس المصالح وتعرقل مسيرة التغيير الديمقراطي الجارية في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص لان نجاح التجربة في العراق ستنتقل اليهم وهذا ما يقض مضاجعهم! لا بد من القول ان التحالف القائم بين جماعات الاسلام السياسي والانظمة الدكتاتورية والشوفينية في وضع الدفاع عن النفس والمحافظة على الذات وليس الهجوم مثلا فتح الاسلام يهاجم الجيش اللبناني ولكن حقيقة المسألة انها تدافع عن نفسها وبقاءها ونذكر هنا ان تنظيم القاعدة قد اصدر قبل فترة قرارا سريا بتوسيع مجال اعمالها الارهابية في الشرق الاوسط حتى شمال افريقيا والجزائر والمغرب حيث وقعت اعمال عديدة هناك وايضا اليمن ولبنان وتعمل على بث الصراعات المذهبية والطائفية والقومية في الشرق الاوسط.
 س – هل توجد علاقة بين تنظيم القاعدة وجماعة فتح الاسلام حسب رأيكم؟
 ج – توجد علاقة بين الطرفين.خططهم واستراتيجيتهم وبرنامجهم متقاربة وهناك توافق بينهم فيما يخص عرقلة مسيرة التغيير الديمقراطي والحرية في المنطقة.

مسألة الديمقراطية مرفوضة لديهم جملة وتفصيلا والان نرى في العراق وفلسطين ولبنان الصراعات وتصفية الحسابات والنزاعات لانها مرشحة لا ن تصبح منابر للديمقراطية في المنطقة.
 س – يلاحظ ان الجماعات التي تنهج  الاسلام السياسي تعادي قضية الديمقراطية بشكل عام فما السبب برأيكم؟
 ج – لان ايدولوجية الاسلام السياسي-لا اقصد الاسلام كدين-تعادي الديمقراطية ولا تؤمن بها.

بالعودة الى الموضوع اللبناني اقول ان لبنان مفتاح الديمقراطية في عموم منطقة الشرق الاوسط واذا ما نجحت قوى 14 اذار التي تشكل الحكومة فان تحولا كبيرا سيحدث في المنطقة وسيصل اثارها الى سورية ايضا.

الساحة اللبنانية هامة جدا واتوقع حصول مفاجآت في الايام القادمة.

النظام السوري وقبل ان يصدر القرار1757 القاضي بتشكيل المحكمة الدولية كان يهدد بتحويل المنطقة الى كتلة نار في حال صدور القرار من قزوين الى البحر الابيض المتوسط!
 س – اذا ستقاطع الحكومة السورية المحمكة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رفيق الحريري وماذا سيترتب على ذلك من نتائج؟
 ج – صدور القرار 1757 الخاص بتأسيس محمكة دولية لمحاسبة مرتكبي جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تعتبر حدثا استراتيجيا هاما للغاية وللمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط لا سيما انها صدرت تحت الفصل السابع ولا يخفى على احد ان النظام السوري هو المقصود واذا كانت الجريمة محلية وخاصة بلبنان فهناك محاكم وطنية لبنانية تحل مثل هكذا قضايا ولكن القضية وصلت الى مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة وجرى تحقيقات وتحريات في الموضوع منذ اكثر من سنتين وجمعت هيئات التحقيق الدولية الكثير من الوثائق والادلة ولابد من الاشارة الى ان مسؤولين كبار في النظام السوري متهمين وتوجد ادلة وشهادات ضدهم.
 س – نسمع في وسائل الإعلام بين الحين والحين ان بعض الضباط السوريين في لبنان سابقا لهم علاقة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
 ج – من المتوقع ان هذا الامر صحيح، ولكن ستظهر الوثائق لدى لجان التحقيق الدولية التابعة لهيئة الامم المتحدة الحقيقة والتي يقال انها تشير الى اسماء عديدة قريبة من رئاسة النظام السوري حتى رئيس النظام نفسه لانه اذا كان ذلك صحيحا فان القرار السياسي يصدر عن الرئيس نفسه ولا يستطيع اعوانه اصدار قرار خطير بمفردهم.
 س – يرفض النظام السوري التعامل مع المحكمة الدولية لانها تخالف حسب رأيهم القوانين اللبنانية وهي تعد على اختصاصات القانون اللبناني؟
 ج – لا توجد اي مخالفة للقانون بتشكيل المحكمة الدولية لان الحكومة اللبنانية طلبت بشكل رسمي من هيئة الامم المتحدة بتشكيل المحكمة والوضع في لبنان خاص ولا يسمح بعقد اجتماع للبرلمان اللبناني ان يصدر قرارا هاما وفي لبنان توجد ثلاث طوائف رئيسية ومن المفترض وحسب الميثاق-الدستور غير المكتوب للبنان-ان يكون هناك توافق بين المكونات الرئيسية حتى يتم التمكن من اصدار القرارات الهامة والمصيرية ولكن حاليا التوافق المشار اليه غير موجود لان رئيس البرلمان ينتمي للطائفة الشيعية ومقرب من حزب الله ولم يقبل بعقد جلسة للبرلمان لبحث هذا الامر ولذلك استنجدت الحكومة اللبنانية بهيئة الامم المتحدة والمجتمع الدولي لحل النزاع عن طريق تشكيل المحمكة الدولية لمحاكمة المتهمين في قضية اغتيال رفيق الحريري.
 س – صدر القرار1757 تحت البند او الفصل السابع فما اهمية هذا الفصل وخصوصيته؟
 ج – اهمية الفصل السابع تنبع من ان الامم المتحدة تستطيع بكل السبل والوسائل من تنفيذ قراراتها الصادرة تحت هذا البند ومن بينها القوة العسكرية وهذه هي مصدر اهمية الفصل السابع اي امكانية استعمال القوة العسكرية لتنفيذ القرار1757 الخاص بتشكيل المحكمة واسأل هنا اذا لم يكن للنظام السوري يد في الموضوع فلماذا هذا التخوف من المحكمة؟
 س – حسب اقوال المسؤولين السوريين فان قرار تشكيل المحكمة الدولية تنتقص من سيادة لبنان؟
 ج – مفهوم السيادة الان ليس كما في السابق وحاليا فان مبدأ التدخل الانساني يفوق في اهميته مبدأ السيادة وتشكيل المحكمة يندرج تحت اطار مبدأ التدخل الانساني من قبل هيئة الامم المتحدة.

وليس هناك اي انتقاص لسيادة لبنان بل على العكس فان المحمكة لصالح لبنان حكومة وشعبا وهذه الذرائع من قبل النظام السوري لا تجدي نفعا الان لانه كما قلت ان مفهوم السيادة قد تغير ولم يعد كالسابق.
 س – لكن هل قضية المحمكة قضية انسانية فقط؟
 ج -القضية مرتبطة بمسألة الديمقراطية وبالطبع هناك جانب انساني في الموضوع.

لبنان عانى من الهيمنة والحرب الاهلية والنزاعات المستمرة وبحاجة الى ايصال صوته ومعاناته الى المجتمع الدولي وهنا يلعب مبدأ التدخل الانساني دوره.

تشكيل المحكمة الدولية في لبنان سيصبح عاملا ايجابيا في ايجاد الديمقراطية في لبنان ولبنان بحاجة الى التدخل الانساني وليس تدخل النظامين القمعيين والشموليين السوري والايراني.
 س – الى اي حد نجحت الحكومة اللبنانية في التعامل مع القضايا والمسائل العالقة لا سيما قضية–فتح الاسلام؟
 ج – مخيم نهر البارد الذي وقعت فيه الاحداث مخيم فلسطيني والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني تتعامل مع الموضوع بعقلانية وهدوء حفاظا على امن وسلامة المدنيين والا فان مسالة القضاء على تنظيم فتح الاسلام كان يستلزم ساعات قليلة لا غير.

قامت الحكومة البنانية بخطوات ايجابية واتفقت مع الفلسطينين بداية–منظمة فتح-المسؤولة عن امن المخيمات ولم تدخل الى المخيم.
 س – منظمة فتح الفلسطينية منظمة تحررية ولها دور ايجابي في اطار النضال الوطني الفلسطيني.

الا تعبتر منظمة فتح الاسلام جزءا من فتح وما دورها؟

 ج – كما اشرت سابقا انفصلت فتح الاسلام عن فتح الانتفاضة وانضم اليها عناصر جديدة بينهم سورييون ويمنييون وسعودييون وغيرهم.

اما منظمة فتح-الفلسطينية-فان99%من انصارها فلسطينيون على عكس فتح الاسلام.

ومطالب فتح الاسلام جزء من مطالب واهداف تنظيم القاعدة وكانوا على وشك تاسيس امارة اسلامية في طرابلس بشمال لبنان وتنصيب شاكر العبسي اميرا للمؤمنين هناك! والنظام السوري من جهته يريد عرقلة تشكيل المحكمة الدولية عن طريق تنظيمات واحزاب تسير في فلكه كحزب الله لكن الاخير غير مستعد حاليا لاشعال الحرب كتنظيم فتح الاسلام….
 س – أعلن حزب الله عن استعداده لمساعدة الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية ترفض ذلك؟
 ج – اول بيان عن الاحداث من قبل حزب الله كان حياديا وينظر بعين واحدة الى الجيش اللبناني ومنظمة–فتح الاسلام-الارهابية! نبههم ممثل عن الحكومة اللبنانية الى الامر.

حزب الله يريد كالنظام السوري عرقلة تاسيس المحكمة الدولية ولكنه غير مستعد في الفترة الحالية لاشعال الحرب وذلك لسببين اولهما وضع النظام الايراني والمفاوضات الجارية بينه وبين الولايات المتحدة الامريكية وثانيا لان الشعب اللبناني لن يقبل بحدوث هذ الامر فاللبنانيين يرون جيشهم كرمز للوحدة والاتحاد بين كافة مكونات الشعب اللبناني ولايسمح بتجاوزه اطلاقا.
 س – ما موقف الفلسطينين ومنظمة فتح-ومنظمة التحرير الفلسطينية من الاحداث الاخيرة في لبنان؟
 ج -موقفهم الى جانب الحكومة والجيش اللبنانيين ويعتبرون منظمة فتح الاسلام فصيلا ارهابيا وقد اصدر الرئيس ابو مازن بيانا يؤكد ذلك..

فتح الاسلام فصيل اسلامي يعمل في اطار ايدولوجية الاسلام السياسي التي تنتمي اليها احزاب وتيارات عديدة بينها–الاتحاد الاسلامي الكوردستاني–في اقليم كوردستان.
 س – كيف تقيمون–الاتحاد الاسلامي الكوردستاني–ضمن جماعات الاسلام السياسي؟
 ج – اعتقد اذا كانت السلطة بيدهم كانوا عملوا كالجماعات الاسلامية الاخرى والوضع سينهار اذا ما حصل هذا.

الاتحاد الاسلامي–بمثابة الاخوان المسلمين- يعمل مع غيره من جماعات واحزاب الاسلام السياسي على تطبيق اجندة الاسلام السياسي في المنطقة.
 س – ماذا عن مشاركة الاتحاد الاسلامي في مؤتمر شرم الشيخ الاخير؟ واصدارهم لبيان يؤكد على ان المشاركة كانت “خاطئة”؟
 ج – شارك سكرتير الحزب وقياديين من الاتحاد في مؤتمر شرم الشيخ المعادي للكرد والذي شارك  فيه اساسا القوى التكفيرية والعناصر البعثية السابقة وخونة الشعب الكردي من – الجحوش القدامى – وتواقيعهم منشورة في موقع نشتيمان نيت وقد اشرف على المؤتمر مخابرات بعض الدول الاقليمية .

لماذا لا يصدر الاتحاد اذا كانت مشاركتهم خاطئة بيانا يؤكدون فيه على ذلك ويوضحون موقفهم للشعب الكوردي.

الموضوع يتعلق بالفكر والايدولوجيا وكما اشرت هناك تحالف قائم في المنطقة بين الفكر الشمولي والاستبدادي والاسلام السياسي من افغانستان الى المغرب لعرقلة مساعي تحقيق السلم والديمقراطية والتغيير وحل مسالة القوميات لان ذلك لا يخدم مصالح المحور المشار اليه الذي يريد ابقاء الوضع على ما هو عليه للحفاظ على بقائه ووجوده.
 س – برايكم هل صدر قرارا بالمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ ام ان المشاركة كانت شخصية؟
 ج – اعتقد وبمشاركة سكرتير الحزب وقياديين في المؤتمر والتوقيع على قراراته، ان القرار كان متخذا رغم وجود دكتاتورية لديهم، حتى من المتوقع ان بعض مسؤولي حكومة الاقليم كانوا يتابعون ويراقبون الموضوع  .
 س -ما اهمية تشكيل المحمكة الدولية من الناحية السياسية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط وبعد المحاكمة التي اجريت لدكتاتوربغداد صدام حسين واعدامه على اثرها؟
 ج – قرار تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يحدث للمرة الاولى في المنطقة لا سيما ان القرار يصدر تحت البند السابع.

تشكيل المحمكة يفتح الطريق امام انتشار الديمقراطية بشكل قانوني ويضع حدا للنظام القمعي والمستبد في سورية.

يشجع عملية التغيير الديمقراطي الجارية ويؤكد على فقدان الانظمة الدكتاتورية مصداقيتها امام شعوبها وامام الراي العام والمجتمع الدولي لان ما تقوله وتعلنه الانظمة-السوري والايراني- بشكل خاص شيء وما نراه على ارض الواقع شيء اخر.

حتى ان وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس قالت مؤخرا اننا لا نريد من تلك الانظمة شيئا سوى تحويل اقوالها الى افعال!
 س – هل النظام السوري ملتزم بتنفيذ قرارات المحكمة الدولية؟
 ج – هناك لجان تحقيق تعمل منذ سنتين على جمع الادلة والوثائق المتعلقة بالجريمة.

والمحكمة يحق لها استدعاء اي شخص كان واذا لم يكن النظام السوري متورطا في الجريمة فلماذا لا يرحب بانشاء المحكمة والتعاون معها للكشف عن قتلة الرئيس الحريري؟ اعتقد ان النظام السوري سيعادي المحكمة ولن يتعاون معها وهنا تكمن اهمية الفصل السابع في استخدام القوة لتنفيذ القرارات.
 س – القضية الفلسطينية هل هي قضية احزاب وتنظيمات–فتح وحماس وغيرها-؟
 ج – القضية الفلسطينية قضية شعب محروم وارضه محتلة  وقضية تحررية.

الفلسطينيون–منظمة التحرير-توصلوا الى نتيجة ان الحل يكمن بانشاء دولتين.

دولة اسرائيل وهي موجودة الان ودولة فلسطينية قابلة للحياة كما اكد الرئيس الامريكي جورج بوش.

لكن جماعات الاسلام السياسي الفلسطينية حولت القضية من قضية تحرر وطني الى مسألة دينية وصراع ديني بين اليهود والمسلمين.

قبل هذه المرحلة كان هناك تعاطف دولي مع القضية الفلسطينية ونحن ككرد تعاطفنا مع قضية الشعب الفلسطيني وما زلنا ولكن مع تحريف القضية عن طريق حماس والجهاد خف  التعاطف الموجود فمن المعلوم ان التنظيمات المذكورة تلقى الدعم المعنوي من النظام السوري المستبد والدعم المالي من النظام الايراني.
 س – بعد حادثة مقتل رفيق الحريري تم انسحاب الجيش السوري من لبنان بقرار دولي ولكن لم يتوقف مسلسل العنف والنزاعات في لبنان؟
 ج – رغم الانسحاب العسكري من لبنان لكن سورية بقيت هناك باشكال متعددة.

خاصة عن طريق المخابرات.

والتنظيمات الحليفة للنظام السوري السياسية منها والعسكرية خاصة حزب الله الذي يعمل على عرقلة تنفيذ القرار الخاص بانشاء المحكمة الدولية ويساند السياسة السورية في لبنان ولا يتعاون مع الحكومة اللبنانية وخاصة بخوضه حرب تموز واثارها المدمرة على الشعب اللبناني بىلاف القتلى والجرحى والخسارة بمليارات الدولارات على البنية التحتية للبنان.
 س – ما الرسالة التي ارادت الحكومة السورية توجيهها الى المجتمع الدولي بانسحابها العسكري من لبنان ؟
 ج – الجيش السوري خرج مجبرا نتيجة الضغوط الدولية المتزايدة عليه ونتيجة رفض اللبنانين لاستمرار الهيمنة السورية التي حكمت لبنان لا كثرمن ثلاثة عقود.

الان، فان المجتمع الدولي على علم بخطط ومآرب النظام السوري.

خاصة بعد الاحداث التي حصلت في فلسطين والعراق ولبنان وتحالفه مع النظام الايراني.

في محاولة اخيرة زار داليما سورية ليقنع النظام السوري ان يكون ايجابيا في تعامله مع المحكمة الدولية لكن يبدو ان النظام السوري غير مستعد على قبول الحقائق.

النظام السوري يتجه الى حتفه، والشعب اللبناني سينتصر والعدالة ستأخذ مجراها!
 س – هل قوى 14 اذار والشخصيات الوطنية اللبنانية كسعد الحريري ووليد جنبلاط سينجحون في المهمة؟
 ج – اغلبية البرلمان بيد قوى 14 اذار والشخصيات الوطنية اللبنانية التي تملك القوى والمساندة الجماهيرية.وهم جاؤوا الى السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية.

ولقد اثبت السيد فؤاد السنيورة انه رجل دولة ونشيط في عمله وينفذ مع قوى 14 اذار وسعد الحريري ووليد جنبلاط سياسة عقلانية دون تشنجات ويعمل على حل المشاكل العالقة بهدوء وروية.
 س – اعلنت امريكا وفرنسا عن استعدادهما لتقديم العون العسكري للحكومة اللبنانية ضد فتح الاسلام؟
 ج – في حرب تحرير العراق كان هناك اختلاف بين مواقف فرنسا وامريكا وذلك يعود لمسالة المصالح.

لكن جرى توافق فيما بينها ازاء الموضوع اللبناني .اوروبا تدعم الحكومة اللبنانية وتقف الى جانبها.

وفرنسا التي انتدبت لبنان لفترة طويلة في العهد الكولونيالي فان اللبنانين يطلقون عليها تسمية”الام الحنون” وفرنسا تدعم استقلال لبنان وعملية التغيير الديمقراطي في منطقة الشرق الاوسط.

خاصة بعد مجىء الرئيس الجديد نيكولاي ساركوزى واعتقد ان الموقف الفرنسي من عملية التغيير الديمقراطي في لبنان وعموم منطقة الشرق الاوسط سيتحسن بعد مجىء الرئيس الجديد.
 س – ماذا عن الدور السعودي في كل مل يحدث في المنطقة؟
 ج – السياسة السعودية في المنطقة بشكل عام متناقضة ومرتبكة ، فمن جهة  انها ترى نفسها مركز الاسلام  السني في العالم في مواجهة المذهب الشيعي ومن الجهة الأخرى  النظام السعودي لا يؤازر عملية التغيير الديمقراطي الجارية في المنطقة مع انها حليفة الولايات المتحدة التي طلبت من السعودية تنفيذ بعض الخطوات  كاجراء الاصلاحات في البلاد وايلاء الاهتمام بقضايا الشباب وحقوق المراة وحقوق الانسان ولكن لم يجد ذلك تنفيذا عمليا على ارض الواقع.

وبسبب هذه التناقضات في السياسة السعودية الرسمية فانها تدعم مثلا منظر الارهاب – حارث الضاري – في العراق وفي لبنان تقف نسبيا الى جانب قوى اذار وبشكل غير كامل ولا تدعم حتى الآن وبشكل عملي معنويا واعلاميا وماديا المعارضة السورية .
 س – كبلد في الشرق الاوسط ما الدور الذي تلعبه لبنان في عملية التغيير الديمقراطي التي اشرتم اليها؟
 ج – لبنان منذ تاسيسه بلد متعدد الطوائف والمذاهب.على عكس البلدان العربية الاخرى.

هناك ميثاق وقعت عليه الطوائف الاساسية الثلاث في لبنان بعد الحرب الاهلية فيما بينها.

وتبعا للاتفاق فان رئيس البرلمان من الطائفة الشيعية ورئيس الجمهورية من الموارنة ورئيس الحكومة من المذهب السني.
 س – ما دور اقليم كوردستان في الاحداث التي تعصف بالشرق الاوسط وعملية التغيير الجارية في المنطقة؟
 ج – دور كوردستان هام جدا.

في لبنان لا توجد فيها  مشكلة قومية اما في كوردستان بالاضافة الى مسألة الطوائف والمذاهب والاديان هناك قوميات انجزت قضاياها بصورة ديموقراطية ومجتمع كردستان تعددي ومتعايش سلميا ينظر الاوربيون والامريكان والديموقراطييون في المنطقة الى اقليم كوردستان كاقليم ديمقراطي وهناك قوانين حضارية والقوميات الكوردستانية بشكل عام لها حقوقها ونحن نفتخر بتجربة اقليم كوردستان العراق وسيثبت المستقبل ان كوردستان مركز التسامح القومي والديني والمذهبي والتعايش المشترك اضافة الى كونه الساحة الشرق اوسطية الوحيدة التي تم فيها التغيير الديموقراطي ولذلك نشاهد استهداف التجربتين الرائدتين اللبنانية والكردستانية من قبل انظمة الاستبداد الشوفينية ومجموعات الاسلام السياسي الاصولي التي تمارس العنف والارهاب .
– استاذ صلاح شكرا لكم!
– شكرا!

   اربيل – كردستان العراق  
  مكتب السيد صلاح بدرالدين

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…