إلى الحزب وكل الحزب
إلى من هم داخل الأطر التنظيمية ومن هم خارجها
وإلى من لديه الحرص على مستقبل الموقف السياسي الكردي
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. لو حاولنا أن نأتي بتفسير لما يجري داخل رحم الحركة الحزبية في الآونة الأخيرة، من بيانات ونداءات وانسحابات، وكذلك خروج البعض على مقررات المحطات الحزبية هنا وهناك، لكان لنا أن نعود – رغماً عنا – إلى واقع الحال الذي تعيشها هذه الحركة من جهة، وما تحمل في أحشائها من تراكمات، تمهد الطريق للدخول من خلالها إلى حيث التعبير عن الذات، بأشكال ووسائل وممارسات شتى، من جهة أخرى
إلى من هم داخل الأطر التنظيمية ومن هم خارجها
وإلى من لديه الحرص على مستقبل الموقف السياسي الكردي
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. لو حاولنا أن نأتي بتفسير لما يجري داخل رحم الحركة الحزبية في الآونة الأخيرة، من بيانات ونداءات وانسحابات، وكذلك خروج البعض على مقررات المحطات الحزبية هنا وهناك، لكان لنا أن نعود – رغماً عنا – إلى واقع الحال الذي تعيشها هذه الحركة من جهة، وما تحمل في أحشائها من تراكمات، تمهد الطريق للدخول من خلالها إلى حيث التعبير عن الذات، بأشكال ووسائل وممارسات شتى، من جهة أخرى
بمعنى آخر؛ علينا الإقرار بأن المعضلة الحقيقة لا تكمن في الأطر وحدها، ولا في الجهات التي تحاول أن تطرح نفسها على أنها تهدف الخروج على مواطن الخلل وتصحيح المسار عبر أشكال أو تصورات، يمكن لها أن تعيد النظر في مجمل إفرازات العمل الحزبي من أخطاء وسلبيات، وإنما تكمن في الحامل المشترك الذي يستند إليه الطرفان، فلا الأطر تمتلك قدرة التصالح مع الذات، وتصحيح أدائها وفقاً لما هو مفروض عليها، مقارنة بما تطرحها ثقافة العصر من آليات ديمقراطية في البناء والتعامل والتفاعل، ولا الذين يقفون على مسافة معينة من الأداء الحزبي – أو هكذا يدعون – يمتلكون إرادة التصحيح، وهذه معادلة جد طبيعية، لأن الحالتين هي أسيرة واقع لا يمكن تجاوزه بالآمال والأمنيات، والحالتين لا تمتلكان سلطة التنفيذ، أو نقل ما تراه الأصح إلى حيث التطبيق والممارسة، كون المسألة برمتها – العمل النضالي – هي مسألة اختيار ومسألة ممارسة ذاتية، ولا نمتلك فيها سوى بعض الإجراءات، التي هي الأخرى فاقدة لأدوات القسر أو لنقل أدوات الفعل، ناهيك عن رضوخ الكل إلى قوانين، هي تشكل بالنسبة لنا بمثابة الأمر الواقع، كونها تستمد قوتها من قوة السلطة والنظام والذهنية المجتمعية، وسط إرهاصات الواقع وتجاذبات المفاهيم، ضمن حالة من الصراع المشوه بين القيم والأدوات النضالية ..
وانطلاقاً من هذه التركيبة، ومن تراكمات التاريخ وامتداداتها، لا بد وأن نكون ضمن حلقات الخطأ والقصور، بل قد نسلك الخطأ نفسه حين نمارس دواتنا وفق ما نريده أو نطمح إليه، وهذا ليس بتبرير لما هو مفروض علينا، بقدر أن المواجهة ينبغي أن تنطلق من الأسس التي تؤهلنا لأن نغير في الواقع، وهذه تحتاج إلى بعض المقومات والمرتكزات، نحن لم نحاول بعد الإمساك بها، كوننا نتعارك على الأطراف ونتصارع على النتائج، دون أن نخوض في الأسباب والمسببات والولوج إلى الجذور، ودون أن ننحاز إلى السكينة في بحثنا عن أدوات النجاة، فما حصل ويحصل داخل الأطر الحزبية الكردية حين تكون أمام بعض لانكسارات، هي ليست في حقيقتها عملية البحث عن فرص الخروج من الأزمات، بقدر ما هي الاتكاء والاستناد إلى عقلية المؤامرة، والركوب على سكة التخوين والتشكيك، بهدف تبرير أشكال الخلاف والاختلاف ضمن حلقات الذات والأنا، وهي في الوقت نفسه وسيلة من وسائل تجييش البسطاء، الذين لا مصلحة لهم في كل ما يجري، بحكم أنهم بعيدون ومستبعدون عن المشاركة في رسم القرار وتفعيل الحقيقة، إلا عندما تكون الأمور في مصلحة توازنات بعينها ولحساب الشخصنة لا أكثر..
فكم هي المرات التي نرى فيها من هم يطلقون السهام ويؤججون المعارك بين خندقين متصارعين، دون أن يمتلكوا الحقيقة الحقة، ودون أن يكونوا في مركز الفعل مما يدعونه أو يروجون له، ثم نكون بعد حين وتلك الأصوات في خندق المواجهة مع من دافعوا عنهم أو ساندهم، وهذه الأمثلة أكثر من أن تعد وتحصر في سياقات العمل الحزبي المنكسر ..
وكم من المرات التي نرى فيها، أن بعض أقطاب التوازنات تقع في مصيدة الممارسة الضيقة، حين تستنجد بقواعدها الحزبية وتتخذ منها شريكاً لها، في أدائها وأسرارها التنظيمية، ثم تكون تحت رحمة هذه القواعد بحكم أنها تصبح بمثابة الشريك الضاغط والباحث عن معرفة كل شيء، خاصةً – ودون الإقلال من الشأن والمقامات – أن الغالبية الغالبة من الذين ينخرطون في العمل المنظم، إنما يحاولون بانخراطهم التعبير عن ذاتهم القومي والنضالي، بغض النظر عن مدى امتلاكهم لقدرة التحليل والتركيب، أو عن مؤهلاتهم التي تؤهلهم لاستيعاب كل ما يجري داخل الأطر القيادية، ولكنهم يمتلكون كل القدرة في تداول ما يتم ترويجه من أحاديث ووشايات واتهامات وما إلى ذلك، وهنا أرجو أن لا يفهم من ذلك بأن هذا يشكل إهانة لمشاعر البعض الذين نحترمهم، والذين يشكلون حقيقة وقود الفعل النضالي الصادق، بقدر ما تشكل صورة حقيقية – كما أعتقد – عن واقع الحال التي تعيشها الأطر القيادية، خاصةً – وبحكم التجربة أقولها – أن احتواء هذه الأطر – القيادية – لشخصيات لم تمتلك رصيدها السياسي والمعرفي، أي شخصيتها الفاعلة، التي لا تستطيع أن تعبر عن ذاتها ضمن مواقعها، تحاول أن تبرر عن ضعفها بالتجائها إلى ممارسات لا تخدم والحالة الحزبية ..
فإذا ما كنا حقيقة نؤمن بمشاركة القاعدة في كل شيء، فلماذا نكون في موقع الوصي عليها حين تكون المشاكل متعلقة بذواتنا، ثم نتحول إلى دعاة الشفافية حين تكون الآية معكوسة ..؟
من هنا أتوجه إلى رفاقي الذين احترمهم جمعياً ودون استثناء، كونهم شركاء النضال، وكل في موقعه، وكل من موقعه، بغض النظر عن ما بدر من البعض من سلوكيات، إذا كانوا على قناعة بأنهم يمارسون ذواتهم من خلالها، ويحاولون عبرها تصحيح المسار، نعم أتوجه إليهم بنداء صادق وأقول؛ إن مشاركتكم أو إشراككم في تأجيج بعض الخلافات الهامشية هنا وهناك، والتي تصب في مجملها ضمن توازنات شخصية، هي تحرش بالتجربة التي عقدنا الآمال عليها، وهي لا يمكن لها أن تصحح بقدر أنها تفسح المجال أمام المزيد من حالات الاحتقان، لا بل يجب أن نكون على أتم الإدراك بأن مثل هذه الممارسات هي بمثابة الخطوات التمهيدية للطلاق، وهذا ما لا نرجوه ونتمناه، كوني شخصياً على قناعة تامة بأن الوضع الحزبي لم يصل بعد إلى تلك المرحلة التي تستدعي مثل هذا التجييش أو التحرش، وإن كانت – وأقولها بصراحة ودون وجل- هناك أخطاء، ولكن وكما أسلفت، فإن كل ما يقال عنها أنها أخطاء، ما زلنا نمتلك سبل المداراة تجاهها، ولكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا في المقابل؛ أن هناك من ينفخ في مثل هذه الأخطاء ويتصيد بها، ليس من أجل المعالجة، بقدر ما يحاول الدخول من خلالها لغايات وحسابات، هي ليست واردةً في قواميسنا – أو على الأقل بالنسبة لي شخصياً – علاوةً على أن هناك من هم شركاء في الخطأ يحاولون من خلال بعض التوازنات، أو بعض حالات الاحتقان، أن ينجو بجلده محملاً الآخر كل ما يقال عنه أنه الخطأ ..
وإلا فأين الهيئات وأين القرارات وكيف يتم اتخاذها ..؟
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. لقد خرجنا من مؤتمر كان موضع الرهان والمراهنة من قبل الكثيرين من هم خارج الحزب، وكانت هناك أصوات تطلق العنان لنفسها وتقول؛ بأن التجربة محدودة العمر إلى حين المؤتمر، ومع ذلك فقد كان المؤتمر حاملاً لنتائج يمكن القول عنها بموضوعية، أنها كانت جد إيجابية، وبموازاة كل ذلك خضنا واقعاً مريراً حين كان هناك إصراراً من قبل البعض على لجم التجربة عبر التحرش بها ومواجهتها في العلن والخفاء، كون الشعور السائد لدى البعض إبان انطلاقة آزادي، ووفقاً لمعادلة الربح والخسارة، أنها ستكون المتضررة من التجربة، ولنا في حيثيات مسيرة 5/6 وما رافقتها من بيانات وتصريحات خير دليل ومثال، ومع ذلك استطاعت التجربة أن تسلك سكتها عبر وعي الرفاق الذين أرادوا أن يقدموا درساً لكل من يشك في مصداقية الإرادة الكردية على أنها عاجزة عن إنجاز خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن هنا، واستناداً إلى ذاك الوعي النضالي الذي أنجز آزادي، أهيب بكم أيها الرفاق أن ننتقل بآزادي إلى حيث سكة الوعي ومشرحة الحقيقة، بعيداً عن أساليب الطعن والتشكيك، كوننا نحن الذين نعتبر بالنسبة للتجربة الحامل لها، لا نستطيع أن نغير في السلوكيات، لكننا نمتلك القدرة – إذا ما امتلكنا الإرادة – أن نضع الضوابط والحدود الفاصلة بين الشخص وذاته، وبينه وبين أدائه النضالي ..
لقد قلت سابقاً وأقولها من جديد : (( إن التجربة التي هي أمامنا ( آزادي ) لا يمكن لها أن تعيد إنتاج ذاتها إذا ما تمت نسفها أو حاولنا إجهاضها من الداخل، لأنه لا يمكن لنا وسط الآليات المعمولة بها في الوسط الكردي، وضمن الثقافة التي تنتجنا كأدوات نضالية، أن نأتي بتجربة تعبر عن الكل وفيها تجسيد للكل، بمعنى آخر لا يمكننا أن نصنع تجربة في مختبراتنا الذاتية، ونحن محكومون علينا بالتفاعل والتواصل مع الآخر، وكذلك لا يمكننا إنتاج حزب وفق مقاساتنا وقياساتنا، كوننا لم نزل ضمن مرحلة صراع بين مجمل روافد العمل السياسي، بما في ذلك صراع الذهنية والأجيال، تلك التي لم تتحدد بعد ملامحها بشكلها النهائي، خاصةً ونحن ككل نخوض صراعاً مع مشاريع تستهدف وجودنا وكينونتنا)) ..و(( إن فرص النجاح لهذه التجربة – كما أعتقد – لم تستنفذ بعد، وإن وسائل المعالجة ما زالت متاحة وهي في متناول اليد إذا ما كانت لدينا الإرادة نحو تصحيح المسار، والاتخاذ من هذه التجربة قضية نضالية ببعيدها القومي والوطني، وضمن سياقات الفعل النضالي..)) .
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. حتى لا يفهم الموضوع على غير حقيقته أقول؛ أن الرافعة الحقيقية لهذه التجربة تكمن في النقد ومتابعة الأخطاء، وأن المحك الأساسي لها تتجسد في استيعابها – التجربة – واستجابتها لمتطلبات النقد البناء، ولكن وهذا كله يجب أن لا يكون ضمن أجندات فيها استهداف للتجربة ككل، بمعنى آخر أن نكون على دراية بما ستؤول إليها الأمور لو لم نمارس ذواتنا ضمن سياقاتها الطبيعية، ومن هنا ينبغي علينا أن نتساءل قبل الخوض في أي معترك إلى ماذا نهدف، خاصةً ونحن نلمس أن هناك من بدأ سلوك الحط من أداء بعض الرفاق، لا بل من كرامتهم، سواء في العلن أو في الخفاء، وأرجوا ألا يفهم من هذا بأنني أشير إلى حالة بعينها، بقدر دعوتي إلى الكل الابتعاد عن المساس بكرامة الكل، كون هذا الكل، وأن اختلفنا مع البعض في الأداء والممارسة، هم في النهاية شركاء في الفعل النضالي ..
مرةً أخرى أدعوكم إلى التفاعل مع المستجدات انطلاقاً من شعور الكردايتي الذي ينسف كل ما هو شخصي ومتصل بالتوازنات الحزبية الضيقة، كما أدعوكم إلى احترام المنطلقات التي أنتجت آزادي، والتي في مجملها مجبولة بعرق المناضلين ودماء الشهداء ..
ودمتم
التوقيع : رفيقكم المخلص للتجربة النضالية
ملاحظة : تحاشياً لسوء الفهم الذي قد يلف البعض من الرفاق، توخيت أن يكون النداء دون توقيع بالاسم ..
وانطلاقاً من هذه التركيبة، ومن تراكمات التاريخ وامتداداتها، لا بد وأن نكون ضمن حلقات الخطأ والقصور، بل قد نسلك الخطأ نفسه حين نمارس دواتنا وفق ما نريده أو نطمح إليه، وهذا ليس بتبرير لما هو مفروض علينا، بقدر أن المواجهة ينبغي أن تنطلق من الأسس التي تؤهلنا لأن نغير في الواقع، وهذه تحتاج إلى بعض المقومات والمرتكزات، نحن لم نحاول بعد الإمساك بها، كوننا نتعارك على الأطراف ونتصارع على النتائج، دون أن نخوض في الأسباب والمسببات والولوج إلى الجذور، ودون أن ننحاز إلى السكينة في بحثنا عن أدوات النجاة، فما حصل ويحصل داخل الأطر الحزبية الكردية حين تكون أمام بعض لانكسارات، هي ليست في حقيقتها عملية البحث عن فرص الخروج من الأزمات، بقدر ما هي الاتكاء والاستناد إلى عقلية المؤامرة، والركوب على سكة التخوين والتشكيك، بهدف تبرير أشكال الخلاف والاختلاف ضمن حلقات الذات والأنا، وهي في الوقت نفسه وسيلة من وسائل تجييش البسطاء، الذين لا مصلحة لهم في كل ما يجري، بحكم أنهم بعيدون ومستبعدون عن المشاركة في رسم القرار وتفعيل الحقيقة، إلا عندما تكون الأمور في مصلحة توازنات بعينها ولحساب الشخصنة لا أكثر..
فكم هي المرات التي نرى فيها من هم يطلقون السهام ويؤججون المعارك بين خندقين متصارعين، دون أن يمتلكوا الحقيقة الحقة، ودون أن يكونوا في مركز الفعل مما يدعونه أو يروجون له، ثم نكون بعد حين وتلك الأصوات في خندق المواجهة مع من دافعوا عنهم أو ساندهم، وهذه الأمثلة أكثر من أن تعد وتحصر في سياقات العمل الحزبي المنكسر ..
وكم من المرات التي نرى فيها، أن بعض أقطاب التوازنات تقع في مصيدة الممارسة الضيقة، حين تستنجد بقواعدها الحزبية وتتخذ منها شريكاً لها، في أدائها وأسرارها التنظيمية، ثم تكون تحت رحمة هذه القواعد بحكم أنها تصبح بمثابة الشريك الضاغط والباحث عن معرفة كل شيء، خاصةً – ودون الإقلال من الشأن والمقامات – أن الغالبية الغالبة من الذين ينخرطون في العمل المنظم، إنما يحاولون بانخراطهم التعبير عن ذاتهم القومي والنضالي، بغض النظر عن مدى امتلاكهم لقدرة التحليل والتركيب، أو عن مؤهلاتهم التي تؤهلهم لاستيعاب كل ما يجري داخل الأطر القيادية، ولكنهم يمتلكون كل القدرة في تداول ما يتم ترويجه من أحاديث ووشايات واتهامات وما إلى ذلك، وهنا أرجو أن لا يفهم من ذلك بأن هذا يشكل إهانة لمشاعر البعض الذين نحترمهم، والذين يشكلون حقيقة وقود الفعل النضالي الصادق، بقدر ما تشكل صورة حقيقية – كما أعتقد – عن واقع الحال التي تعيشها الأطر القيادية، خاصةً – وبحكم التجربة أقولها – أن احتواء هذه الأطر – القيادية – لشخصيات لم تمتلك رصيدها السياسي والمعرفي، أي شخصيتها الفاعلة، التي لا تستطيع أن تعبر عن ذاتها ضمن مواقعها، تحاول أن تبرر عن ضعفها بالتجائها إلى ممارسات لا تخدم والحالة الحزبية ..
فإذا ما كنا حقيقة نؤمن بمشاركة القاعدة في كل شيء، فلماذا نكون في موقع الوصي عليها حين تكون المشاكل متعلقة بذواتنا، ثم نتحول إلى دعاة الشفافية حين تكون الآية معكوسة ..؟
من هنا أتوجه إلى رفاقي الذين احترمهم جمعياً ودون استثناء، كونهم شركاء النضال، وكل في موقعه، وكل من موقعه، بغض النظر عن ما بدر من البعض من سلوكيات، إذا كانوا على قناعة بأنهم يمارسون ذواتهم من خلالها، ويحاولون عبرها تصحيح المسار، نعم أتوجه إليهم بنداء صادق وأقول؛ إن مشاركتكم أو إشراككم في تأجيج بعض الخلافات الهامشية هنا وهناك، والتي تصب في مجملها ضمن توازنات شخصية، هي تحرش بالتجربة التي عقدنا الآمال عليها، وهي لا يمكن لها أن تصحح بقدر أنها تفسح المجال أمام المزيد من حالات الاحتقان، لا بل يجب أن نكون على أتم الإدراك بأن مثل هذه الممارسات هي بمثابة الخطوات التمهيدية للطلاق، وهذا ما لا نرجوه ونتمناه، كوني شخصياً على قناعة تامة بأن الوضع الحزبي لم يصل بعد إلى تلك المرحلة التي تستدعي مثل هذا التجييش أو التحرش، وإن كانت – وأقولها بصراحة ودون وجل- هناك أخطاء، ولكن وكما أسلفت، فإن كل ما يقال عنها أنها أخطاء، ما زلنا نمتلك سبل المداراة تجاهها، ولكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا في المقابل؛ أن هناك من ينفخ في مثل هذه الأخطاء ويتصيد بها، ليس من أجل المعالجة، بقدر ما يحاول الدخول من خلالها لغايات وحسابات، هي ليست واردةً في قواميسنا – أو على الأقل بالنسبة لي شخصياً – علاوةً على أن هناك من هم شركاء في الخطأ يحاولون من خلال بعض التوازنات، أو بعض حالات الاحتقان، أن ينجو بجلده محملاً الآخر كل ما يقال عنه أنه الخطأ ..
وإلا فأين الهيئات وأين القرارات وكيف يتم اتخاذها ..؟
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. لقد خرجنا من مؤتمر كان موضع الرهان والمراهنة من قبل الكثيرين من هم خارج الحزب، وكانت هناك أصوات تطلق العنان لنفسها وتقول؛ بأن التجربة محدودة العمر إلى حين المؤتمر، ومع ذلك فقد كان المؤتمر حاملاً لنتائج يمكن القول عنها بموضوعية، أنها كانت جد إيجابية، وبموازاة كل ذلك خضنا واقعاً مريراً حين كان هناك إصراراً من قبل البعض على لجم التجربة عبر التحرش بها ومواجهتها في العلن والخفاء، كون الشعور السائد لدى البعض إبان انطلاقة آزادي، ووفقاً لمعادلة الربح والخسارة، أنها ستكون المتضررة من التجربة، ولنا في حيثيات مسيرة 5/6 وما رافقتها من بيانات وتصريحات خير دليل ومثال، ومع ذلك استطاعت التجربة أن تسلك سكتها عبر وعي الرفاق الذين أرادوا أن يقدموا درساً لكل من يشك في مصداقية الإرادة الكردية على أنها عاجزة عن إنجاز خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن هنا، واستناداً إلى ذاك الوعي النضالي الذي أنجز آزادي، أهيب بكم أيها الرفاق أن ننتقل بآزادي إلى حيث سكة الوعي ومشرحة الحقيقة، بعيداً عن أساليب الطعن والتشكيك، كوننا نحن الذين نعتبر بالنسبة للتجربة الحامل لها، لا نستطيع أن نغير في السلوكيات، لكننا نمتلك القدرة – إذا ما امتلكنا الإرادة – أن نضع الضوابط والحدود الفاصلة بين الشخص وذاته، وبينه وبين أدائه النضالي ..
لقد قلت سابقاً وأقولها من جديد : (( إن التجربة التي هي أمامنا ( آزادي ) لا يمكن لها أن تعيد إنتاج ذاتها إذا ما تمت نسفها أو حاولنا إجهاضها من الداخل، لأنه لا يمكن لنا وسط الآليات المعمولة بها في الوسط الكردي، وضمن الثقافة التي تنتجنا كأدوات نضالية، أن نأتي بتجربة تعبر عن الكل وفيها تجسيد للكل، بمعنى آخر لا يمكننا أن نصنع تجربة في مختبراتنا الذاتية، ونحن محكومون علينا بالتفاعل والتواصل مع الآخر، وكذلك لا يمكننا إنتاج حزب وفق مقاساتنا وقياساتنا، كوننا لم نزل ضمن مرحلة صراع بين مجمل روافد العمل السياسي، بما في ذلك صراع الذهنية والأجيال، تلك التي لم تتحدد بعد ملامحها بشكلها النهائي، خاصةً ونحن ككل نخوض صراعاً مع مشاريع تستهدف وجودنا وكينونتنا)) ..و(( إن فرص النجاح لهذه التجربة – كما أعتقد – لم تستنفذ بعد، وإن وسائل المعالجة ما زالت متاحة وهي في متناول اليد إذا ما كانت لدينا الإرادة نحو تصحيح المسار، والاتخاذ من هذه التجربة قضية نضالية ببعيدها القومي والوطني، وضمن سياقات الفعل النضالي..)) .
أيها الرفاق أيتها الرفيقات .. حتى لا يفهم الموضوع على غير حقيقته أقول؛ أن الرافعة الحقيقية لهذه التجربة تكمن في النقد ومتابعة الأخطاء، وأن المحك الأساسي لها تتجسد في استيعابها – التجربة – واستجابتها لمتطلبات النقد البناء، ولكن وهذا كله يجب أن لا يكون ضمن أجندات فيها استهداف للتجربة ككل، بمعنى آخر أن نكون على دراية بما ستؤول إليها الأمور لو لم نمارس ذواتنا ضمن سياقاتها الطبيعية، ومن هنا ينبغي علينا أن نتساءل قبل الخوض في أي معترك إلى ماذا نهدف، خاصةً ونحن نلمس أن هناك من بدأ سلوك الحط من أداء بعض الرفاق، لا بل من كرامتهم، سواء في العلن أو في الخفاء، وأرجوا ألا يفهم من هذا بأنني أشير إلى حالة بعينها، بقدر دعوتي إلى الكل الابتعاد عن المساس بكرامة الكل، كون هذا الكل، وأن اختلفنا مع البعض في الأداء والممارسة، هم في النهاية شركاء في الفعل النضالي ..
مرةً أخرى أدعوكم إلى التفاعل مع المستجدات انطلاقاً من شعور الكردايتي الذي ينسف كل ما هو شخصي ومتصل بالتوازنات الحزبية الضيقة، كما أدعوكم إلى احترام المنطلقات التي أنتجت آزادي، والتي في مجملها مجبولة بعرق المناضلين ودماء الشهداء ..
ودمتم
التوقيع : رفيقكم المخلص للتجربة النضالية
ملاحظة : تحاشياً لسوء الفهم الذي قد يلف البعض من الرفاق، توخيت أن يكون النداء دون توقيع بالاسم ..