* إعداد: سردار بدرخان
بعد مرور ما يقارب العشرة أشهر على المباشرة بتطبيقات مشروع الحزام العربي العنصري في الجزيرة، وبعد اعتقال سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي) مع مجموعة من القياديين والوطنيين الأكراد إثر بيان أصدرته قيادة البارتي في تموز 1973 منددة فيه بمرامي هذا المشروع ومآربه العنصرية.
ورغم النداءات المتكررة، والاستنجاد بالقوى الوطنية والتقدمية في البلاد لمواجهة هذا المشروع الاستيطاني الخطير، إلا أنها جميعاً لم تحرك ساكناً، وغضت النظر عنه وكأنه لم يكن يعنيها من قريب أو بعيد!!…
بعد مرور ما يقارب العشرة أشهر على المباشرة بتطبيقات مشروع الحزام العربي العنصري في الجزيرة، وبعد اعتقال سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا(البارتي) مع مجموعة من القياديين والوطنيين الأكراد إثر بيان أصدرته قيادة البارتي في تموز 1973 منددة فيه بمرامي هذا المشروع ومآربه العنصرية.
ورغم النداءات المتكررة، والاستنجاد بالقوى الوطنية والتقدمية في البلاد لمواجهة هذا المشروع الاستيطاني الخطير، إلا أنها جميعاً لم تحرك ساكناً، وغضت النظر عنه وكأنه لم يكن يعنيها من قريب أو بعيد!!…
هكذا، بقي الكرد لوحدهم بين مخالب وأنياب الشوفينية الظالمة، يعانون الأمرّين من تطبيقاته العنصرية في ظل سيادة مناخ الحرب الباردة بين المعسكرين، في هذه الأجواء، نشطت الأوساط الشوفينية في قيادة السلطة للإسراع بتنفيذه على أرض الجزيرة الخضراء المغلوبة على أمرها!!.
صدر العدد(22)- أوائل أيار 1974، من الجريدة المركزية “صوت الأكراد” في الصفحة الثانية منها, وردت مقالة بعنوان: “منطق الحزاميين وشقاء الكادحين”, نورد فيما يلي نصها الحرفي:
منطق الحزاميين وشقاء الكادحين
( مما يثير الدهشة، أن السلطات السورية التي تبنت مشروع الحزام العنصري في العهود المتعاقبة، يروقها انتشار البؤس بين الكادحين وتستمتع بمظاهر الشقاء التي تخيم على جماهير الفلاحين الأكراد وغيرهم، ويزيد في نشوة تلك السلطات أن تشاهد الآثار الضارة لذلك المشروع، فتزيد في الإسراع بتنفيذه بشكل جنوني…
فمنذ الستينات انتزعت تلك السلطات ملكية الأراضي الواقعة في منطقة الحزام من الأكراد، حتى من كثير من الملاكين الصغار، ولم تجد صعوبة في تبرير انتزاع تلك الأراضي بالمبررات الواهية التي لم تكن تستند إلى مبدأ قانوني عادل أو مبدأ اشتراكي حقيقي، كما انتزعت الأراضي التي كانت في حيازة الفلاحين الأكراد غير الملاكين بتلك المنطقة شيئاً فشيئاً، واتبعت الأساليب الملتوية من أجل حرمانهم من الاستفادة من تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، وحالت بينهم وبين فرص العمل أياً كان نوع العمل، بالإضافة إلى المضايقات الاقتصادية المعهودة لدى الأكراد في الجزيرة.
وباختصار، حاولت قطع موارد الرزق عنهم من أجل تشريد الأكراد من منطقة الحزام.
وشدّ ما كانت فرحة الشوفينيين الحزاميين عندما رأوا تشرد الفلاحين الأكراد سعياً وراء الرزق بالهجرة إلى مدن الجزيرة وإلى المناطق البعيدة عن منطقة الحزام أو الاكتفاء بشظف العيش فيها.
ونسي الحزاميون أن الفلاحين الأكراد يفضلون الموت جوعاً على أن يتركوا-بشكل نهائي- الأرض التي رووها بعرق جبينهم.
وهناك جانب آخر من الشقاء يصيب الكادحين العرب، ويظهر أن الحزاميين لا يأبهون به، فهناك فلاحو منطقة الغمر الذين ألِفوا العيش في أحضان حوض الفرات المعطاء، وانتظروا سنوات وسنوات يحلمون بالجنات التي سوف ينعمون بها بعد بناء سد الفرات العظيم، ولم يخطر على بال أولئك الفلاحين يوماً أن الحزاميين سوف يحولون الجنات التي كان هؤلاء الفلاحين يحلمون بها إلى جحيم شقاء، ولم يكونوا يتصورون أن سد الفرات يكون سبباً في تشريدهم من الأراضي التي نشأوا بها، ولم يكونوا يعلمون أن بناء سد الفرات- بدلاً من أن يدرأ عنهم خطر الفيضانات كما كان متوقعاً- يؤدي بهم إلى العيش في خيام متنقلة تحت رحمة الرعود والأمطار.
إن الحزاميين يسرعون في تنفيذ الحزام بدافع من الشوفينية لا كما يدّعون من أنهم يريدون تطوير منطقة الحزام ببناء قرى نموذجية والإسراع في التطوير الاقتصادي وتطوير التربية والخدمات الاجتماعية… ألا يحقّ لنا أن نسأل الحزاميين كم مصنعاً شيدوا في منطقة الحزام وفي الجزيرة من أجل التقدم الاقتصادي وتطوير الصناعة وتشغيل الأيدي العاملة التي لا تجد العمل؟، وكم طريقاً عبدوا في مناطق الجزيرة المقطوعة؟..اللهم إلا طريق رأس العين-الدرباسية الذي يبلغ حوالي 60 كم وكان من المقرر أن يعبّد منذ حوالي عشرين عاماً، ولكن الحزاميين لم يباشروا بتعبيده إلا من أجل تطبيق الحزام ومنذ أقلّ من سنة.
وكم من الخدمات الصحية(أمّنَ) أمّنها الحزاميون للجزيرة؟ ولا يزال مستشفى الحسكة الذي بوشر ببنائه منذ حوالي 15 عاماً ينتظر عطف السلطات الحزامية ليكملوه، علماً بأنهم يقولون سوف يبنون المستوصفات ويؤمنون الخدمات الصحية على أكمل وجه في قرى الحزام النموذجية.
صدر العدد(22)- أوائل أيار 1974، من الجريدة المركزية “صوت الأكراد” في الصفحة الثانية منها, وردت مقالة بعنوان: “منطق الحزاميين وشقاء الكادحين”, نورد فيما يلي نصها الحرفي:
منطق الحزاميين وشقاء الكادحين
( مما يثير الدهشة، أن السلطات السورية التي تبنت مشروع الحزام العنصري في العهود المتعاقبة، يروقها انتشار البؤس بين الكادحين وتستمتع بمظاهر الشقاء التي تخيم على جماهير الفلاحين الأكراد وغيرهم، ويزيد في نشوة تلك السلطات أن تشاهد الآثار الضارة لذلك المشروع، فتزيد في الإسراع بتنفيذه بشكل جنوني…
فمنذ الستينات انتزعت تلك السلطات ملكية الأراضي الواقعة في منطقة الحزام من الأكراد، حتى من كثير من الملاكين الصغار، ولم تجد صعوبة في تبرير انتزاع تلك الأراضي بالمبررات الواهية التي لم تكن تستند إلى مبدأ قانوني عادل أو مبدأ اشتراكي حقيقي، كما انتزعت الأراضي التي كانت في حيازة الفلاحين الأكراد غير الملاكين بتلك المنطقة شيئاً فشيئاً، واتبعت الأساليب الملتوية من أجل حرمانهم من الاستفادة من تطبيق قانون الإصلاح الزراعي، وحالت بينهم وبين فرص العمل أياً كان نوع العمل، بالإضافة إلى المضايقات الاقتصادية المعهودة لدى الأكراد في الجزيرة.
وباختصار، حاولت قطع موارد الرزق عنهم من أجل تشريد الأكراد من منطقة الحزام.
وشدّ ما كانت فرحة الشوفينيين الحزاميين عندما رأوا تشرد الفلاحين الأكراد سعياً وراء الرزق بالهجرة إلى مدن الجزيرة وإلى المناطق البعيدة عن منطقة الحزام أو الاكتفاء بشظف العيش فيها.
ونسي الحزاميون أن الفلاحين الأكراد يفضلون الموت جوعاً على أن يتركوا-بشكل نهائي- الأرض التي رووها بعرق جبينهم.
وهناك جانب آخر من الشقاء يصيب الكادحين العرب، ويظهر أن الحزاميين لا يأبهون به، فهناك فلاحو منطقة الغمر الذين ألِفوا العيش في أحضان حوض الفرات المعطاء، وانتظروا سنوات وسنوات يحلمون بالجنات التي سوف ينعمون بها بعد بناء سد الفرات العظيم، ولم يخطر على بال أولئك الفلاحين يوماً أن الحزاميين سوف يحولون الجنات التي كان هؤلاء الفلاحين يحلمون بها إلى جحيم شقاء، ولم يكونوا يتصورون أن سد الفرات يكون سبباً في تشريدهم من الأراضي التي نشأوا بها، ولم يكونوا يعلمون أن بناء سد الفرات- بدلاً من أن يدرأ عنهم خطر الفيضانات كما كان متوقعاً- يؤدي بهم إلى العيش في خيام متنقلة تحت رحمة الرعود والأمطار.
إن الحزاميين يسرعون في تنفيذ الحزام بدافع من الشوفينية لا كما يدّعون من أنهم يريدون تطوير منطقة الحزام ببناء قرى نموذجية والإسراع في التطوير الاقتصادي وتطوير التربية والخدمات الاجتماعية… ألا يحقّ لنا أن نسأل الحزاميين كم مصنعاً شيدوا في منطقة الحزام وفي الجزيرة من أجل التقدم الاقتصادي وتطوير الصناعة وتشغيل الأيدي العاملة التي لا تجد العمل؟، وكم طريقاً عبدوا في مناطق الجزيرة المقطوعة؟..اللهم إلا طريق رأس العين-الدرباسية الذي يبلغ حوالي 60 كم وكان من المقرر أن يعبّد منذ حوالي عشرين عاماً، ولكن الحزاميين لم يباشروا بتعبيده إلا من أجل تطبيق الحزام ومنذ أقلّ من سنة.
وكم من الخدمات الصحية(أمّنَ) أمّنها الحزاميون للجزيرة؟ ولا يزال مستشفى الحسكة الذي بوشر ببنائه منذ حوالي 15 عاماً ينتظر عطف السلطات الحزامية ليكملوه، علماً بأنهم يقولون سوف يبنون المستوصفات ويؤمنون الخدمات الصحية على أكمل وجه في قرى الحزام النموذجية.
وهناك ظاهرة (جيدة) جديدة ابتدعتها السلطات الحزامية بعد أن عرفت أن جماهير الكادحين مشمئزة من تطبيق قانون الإصلاح الزراعي في الجزيرة، وهذه الظاهرة هي لجوء السلطات-مع تغنيها بالاشتراكية والتقدمية- إلى بعض الأغوات العملاء وشيوخ العشائر الذين بادَ عهدهم، فيعمل أولئك الزعماء المزعومون على عقد الندوات وتبادل الزيارات مع السلطات الحزامية التي تدّعي بواسطة هذا الأسلوب المسرحي الهزيل أن تطبيق الحزام والمشاريع العنصرية بحق الشعب الكردي يلقى تأييداً شعبياً لدى جماهير الجزيرة، ولكن الحقيقة أقوى من أن يزيفها الشوفينيون الحاقدون ، وعاشت الأخوة العربية الكردية.)