بقلم : عبد الرحمن يزدان
في البداية لا يمكننا إلا الثناء على المهارات التضليلية التي بذلها سماح ادريس في كتابة افتتاحية مجلته (الاداب العدد5-6-2007) ، والتي استخدم فيها ما يملك من شتائم واهانات بعيدة كل البعد عن الاداب والاخلاق الادبية في ذمّ كل من تجرأ وجاهر بموقفه السياسي في العالم العربي من قضية اسرائيل و فلسطين الذين يطالبون و يعملون باخلاص على ايجاد حل نهائي لها ، وبالطبع تجنب المس بكل ارهابي او تكفيري او متاجر بالدم الفلسطيني و اللبناني والعراقي .
وبعد المقدمة يدخل في صلب الموضوع ، وهو الغزو الأمريكي للعراق و الذي بدوره لم يكن إلا مقدمة للدخول الى موضوع كوردستان العراق ، حيث بدأ بحملته الشتائمية في معالجة الموضوع بسطحية موجها كلامه لاولئك : (الذين ينتقدون صدام و مقابره في حين يمتدحون الطالباني و البارزاني ..؟) كما يقول هو .
ثم يدعي : (بأن المثقفين العرب يطلقون احكامهم على اوضاع كوردستان الراهنة بمجرد قرائتهم مقالا او اثنين عن جرائم صدام او حفظهم لكلمة كوردية او اثنتين ..)
ثم يعلق الكاتب على واقع المراة و جرائم الشرف و واقع الموساد الاسرائيلي و اوضاع السجون و حرية التعبير في كوردستان…..
وردا على ادعاءاتك اقول بان المثقف العربي كما اعلم ليس بالسذاجة التي تجعله يحكم اعتباطيا على الواقع الذي يلمسه بنفسه، و حتى لو كان هنالك من يفعل فهو مثلك انت ولكن الفرق جدا واسع اسقاطا على الفرق الشاسع بين كل من الكلمة الطيبة وكل من الشتيمة والتخوين اللذين لم تستخدم اكثر منهما بشكل مباشر وغير مباشر.
استميح القراء عذراً ان استرسل قليلا في شرح اوضاع كوردستان التي ناقشها الكاتب، من موقعي كشخص يعيش في كوردستان و يتعايش مع واقعها الصعب .
حول واقع المرأة وجرائم الشرف التي تتعرض لها فهذا عائد الى التربية الدينية لمجتمعاتنا الاسلامية المتخلفة اجتماعيا بسبب تراكم نتائج عهود من الاستبداد والقهر والاضطهاد القومي الذي وصل الى حد الابادة الجماعية بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ، وهذا ليس بخاف حتى على شعب كوردستان و الشعب العراقي في ظل البرامج التلفزيونية باللغتين الكوردية و العربية التي تبث على كافة القنوات الرسمية في الاقليم وعقد جلسات للبرلمان الكوردستاني لمناقشة هذه الجرائم المتزايدة ، ولكن ليسمح لي سماح بالاستفسارعن مبادرة اية دولة عربية قد تناولت هذا الموضوع رغم ارتفاع نسبة هذه الجرائم فيها الى الحد القياسي ، في برلمانها او عبر اعلامها الرسمي كما تفعل حكومة كردستان ، وهنا نبشر سماح بأنه عما قريب ستصبح المرأة في هذا الجزء من المحيط الاسلامي تحت حماية مجموعة من القوانين التي تسن الان تحت قبة البرلمان الكوردستاني لحمياتها وصون حقوقها .
اما فيما يتعلق بموضوع الموساد الاسرائيلي وحقيقة تواجده في كوردستان فانها لفتة منك تستحق منا كثير الشكر لانك لم تصف كوردستان باسرائيل ثانية كعادة الشوفينيين الحاقدين على الكرد ، وانما اكتفيت بإدعاء تواجد الموساد ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى نستغرب كيف تتناول مثل هذا الموضوع في وقت يرفرف العلم الاسرائيلي في العديد من الدول العربية التي تدافع عنها ، اما الدول فهي لاتكف عن نسج علاقاتها في العلن والكواليس دون تحفظ ، ولكن مع ذلك فان الموقف الرسمي الكوردستاني واضح وصريح وهو يقول : بمجرد افتتاح السفارة الاسرائيلية في بغداد ستفتتح فقط القنصلية في هولير، ، كما إن بشمركة كوردستان لا تحتاج الى اسرائيل او غيرها لتتدرب على فنون القتال التي يتقنونها بالفطرة والممارسة بكل تاكيد فهم خاضوا حرب البقاء لعشرات السنين تحت الحصار و بين الثلوج في الجبال ناهيك عن الحرب التي تخوضها بعض ألوية البشمركة حاليا ضد تنظيم القاعدة الاجرامي وبقايا البعث الصدامي في بعض مناطق بغداد كتعبير عن اخلاصه الوطني وتضحيته من اجل تحصين هذا الوطن المشترك ضد كل التدخلات الخارجية ليس فقط الاسرائيلية .
اما اوضاع السجون في كوردستان فلابد من القول بأن بعض حالات اساءة المعاملة قد سجلت بالفعل وهذا امر اعتيادي في واقع عانى من ثقافة العنف والاستبداد لعقود طويلة ، ولابد انها خلفت بعض البذور التي تعمل حكومة كردستان بدون هوادة على اجتثاثها عبر مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ، ولكن مع ذلك فان واقع السجون ليس بالشكل الذي يوحي اليه سماح ادريس الذي لايبالغ في التصوير الا لتشويه التجربة الفيدرالية الفتية والتغطية على واقع السجون في الدول العربية في ظل الاستبداد الممارس من قبل انظمتها الشمولية والدفاع عنها ، ولاشك ان مثل هذه الحالات التي لاننفي وجودها في كردستان فهي موجودة في كل مكان وزمان حتى في أكثر الدول مراعاة لحقوق الانسان ، ثم ان المثقف العربي عندما يقول ان السجون في كوردستان جيدة فهو من ينطلق من ضميره ومن منطلق المقارنة البسيطة بينها وبين واقع السجون في الدول العربية عموما والتي تتميز بالسوء في اقصى درجاته ، والدليل هو المثال الذي استشهد به ادريس في مقاله ، وهو ان احد الاشخاص من مدينة اربيل ابدى تخوفه على مستقبل و أوضاع حقوق الانسان و السجون و حرية التعبير في كوردستان علنا وبدون وجل ،وهذا إنما يثبت ضمنا بان تلك الامور التي يتخوف عليها ان لم تكن جيدة في الواقع فانها تتحسن على الاقل ،هذا بغض النظر عن الكم الهائل من الجرائد والمجلات و القنوات التلفزيونية التي تناقش علنا وتتناول كرقيب مختلف الموضوعات والمشاكل و الهموم العامة .
وحول موضوع الحرب الأهلية بين الحزبين الأساسيين (الإتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني) ومع علمنا بان سماح يثيره ليس من منطلق الحرص وانما من باب التشفي ، ولكن نطمأنه في الحالتين بأن زمن اقتتال الاخوة (كما يسميها شعب كوردستان) قد ولى الى غير رجعة وهما يعملان الان وبالتعاون مع الاحزاب الكردستانية الاخرى كيد واحدة حققت كل هذه المكاسب وبنت هذه التجربة الديمقراطية الفريدة التي يبدو انها تغيظ سماح ادريس بنجاحها وانتشار الامن والاستقرار فيها .
الحقيقة ان ما لا يستحق منا التعليق في ردنا على سماح ادريس هو محاولته الفاشلة مسبقاً لاثارة الحقد في نفوس القراء العرب من خلال افتعاله وفبركته لما يسميه بـ(الحقد الذي يضمره العرب العراقيين للأكراد نتيجة تشييدهم للمنتجعات السياحية في حين أن بغداد و غيرها تستباح من قبل الأمريكان)، لانعتقد ان الاخوة العرب يفكرون بهذه الطريقة الشوفينية العفنة التي تبعث على الاشمئزاز والفتنة ، ولانعتقد بانهم يضمرون الحقد تجاه الاكراد سوى الشوفينيين منهم وازلام صدام والتكفيريين من الذين استحوذوا على قسط كبير من الدفاع من لدن سماح ادريس الذي يبدوا انه مدين لهم ولكوبونات النفط التي كانوا يوزعون عليهم بسخاء ..
أما عن الأخ الأشوري الذي ذكر سماح ادريس على لسانه بأنه : يشعر بالغربة في كوردستان ، فمع أنني متاكد بأن الحقيقة ليست بهذه الصورة القاتمة المطروحة ، كذلك اريد أن أؤكد بأن حقوق القوميات (و الطوائف الدينية) مصانة هنا في كوردستان أكثر من أي مكان أخر من العراق والمنطقة عموما ، وبالتاكيد ليس هنالك من يجبرهم أو يطالبهم بتغيير دينهم الى الاسلام أو يجبرهم على الاستكراد أو يفجر دور عبادتهم او ينحرهم من الوريد الى الوريد يومياً كما يتم يوميا في المنطقة ..
للعلم وتصحيحا (أو تذكيراً) لمعلومات الكاتب التاريخية فإن الطالباني لم يوقع الا وثيقة استقلال العراق و ليس استسلامه وهو البلد المحتل من قبل التحالف الدولي (كما هو مثبت في مجلس الأمن الدولي) وكان توقيع تلك الوثيقة اثناء ترأسه مجلس الحكم الانتقالي.
في النهاية أود القول أن الملَل بالتأكيد سيتسلل الى أذهان القراء ان استمرينا في الرد على كل التلفيقات والأضاليل الواردة في ما تسميه الكاتبة (نقداً للمثقفين والناقدين العرب المتمسكين بالشعاراتية الفارغة) وأرجو القراء ألا يتأثروا بطلاقة الكاتب وقدرته اللاادبية على تشويه الحقائق وتزويرها إذ إن صدام حسين استأجر عصبة من الذين يسمون أنفسهم (كتاباً و أدباء وفنانين) فابتدعوا له تسع وتسعين لقبا نقشوها في المرمر المصنوع من وعلى أجساد ودماء العراقيين.
هل الكاتب محق في المقارنة بين البارزاني والطالباني وبين الطاغية المقبور صدام وهو الذي حارب ايران الاسلامية ، واحتلاله للكويت العربية ، واستخدامه للسلاح الكيميائي ضد الأكراد المسلمين وشركائه في الوطن ،وزرع العراق من الشمال الى الجنوب برفاة شعب العراق؟؟.
الإجابة تبقى رهن ضمير القارئ الكريم وعقلانيته في قراءة الوقائع وأنا على عكس الكاتب متأكد بأن المثقفين والنقاد العرب وكذلك غالبية القراء ليسوا قصيري النظر أو منحازين الى حد السذاجة التي يعتقدها فيهم ادريس ، وسوف لن يتأثروا بكل تاكيد باضاليل سماح ادريس الذي عوض عن شعوره بالنقص في مجال اخلاقيات الكتابة وادابها بتسمية مجلته بـ(الاداب) .
السليمانية – كردستان العراق
ثم يدعي : (بأن المثقفين العرب يطلقون احكامهم على اوضاع كوردستان الراهنة بمجرد قرائتهم مقالا او اثنين عن جرائم صدام او حفظهم لكلمة كوردية او اثنتين ..)
ثم يعلق الكاتب على واقع المراة و جرائم الشرف و واقع الموساد الاسرائيلي و اوضاع السجون و حرية التعبير في كوردستان…..
وردا على ادعاءاتك اقول بان المثقف العربي كما اعلم ليس بالسذاجة التي تجعله يحكم اعتباطيا على الواقع الذي يلمسه بنفسه، و حتى لو كان هنالك من يفعل فهو مثلك انت ولكن الفرق جدا واسع اسقاطا على الفرق الشاسع بين كل من الكلمة الطيبة وكل من الشتيمة والتخوين اللذين لم تستخدم اكثر منهما بشكل مباشر وغير مباشر.
استميح القراء عذراً ان استرسل قليلا في شرح اوضاع كوردستان التي ناقشها الكاتب، من موقعي كشخص يعيش في كوردستان و يتعايش مع واقعها الصعب .
حول واقع المرأة وجرائم الشرف التي تتعرض لها فهذا عائد الى التربية الدينية لمجتمعاتنا الاسلامية المتخلفة اجتماعيا بسبب تراكم نتائج عهود من الاستبداد والقهر والاضطهاد القومي الذي وصل الى حد الابادة الجماعية بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا ، وهذا ليس بخاف حتى على شعب كوردستان و الشعب العراقي في ظل البرامج التلفزيونية باللغتين الكوردية و العربية التي تبث على كافة القنوات الرسمية في الاقليم وعقد جلسات للبرلمان الكوردستاني لمناقشة هذه الجرائم المتزايدة ، ولكن ليسمح لي سماح بالاستفسارعن مبادرة اية دولة عربية قد تناولت هذا الموضوع رغم ارتفاع نسبة هذه الجرائم فيها الى الحد القياسي ، في برلمانها او عبر اعلامها الرسمي كما تفعل حكومة كردستان ، وهنا نبشر سماح بأنه عما قريب ستصبح المرأة في هذا الجزء من المحيط الاسلامي تحت حماية مجموعة من القوانين التي تسن الان تحت قبة البرلمان الكوردستاني لحمياتها وصون حقوقها .
اما فيما يتعلق بموضوع الموساد الاسرائيلي وحقيقة تواجده في كوردستان فانها لفتة منك تستحق منا كثير الشكر لانك لم تصف كوردستان باسرائيل ثانية كعادة الشوفينيين الحاقدين على الكرد ، وانما اكتفيت بإدعاء تواجد الموساد ،هذا من جهة ، ومن جهة اخرى نستغرب كيف تتناول مثل هذا الموضوع في وقت يرفرف العلم الاسرائيلي في العديد من الدول العربية التي تدافع عنها ، اما الدول فهي لاتكف عن نسج علاقاتها في العلن والكواليس دون تحفظ ، ولكن مع ذلك فان الموقف الرسمي الكوردستاني واضح وصريح وهو يقول : بمجرد افتتاح السفارة الاسرائيلية في بغداد ستفتتح فقط القنصلية في هولير، ، كما إن بشمركة كوردستان لا تحتاج الى اسرائيل او غيرها لتتدرب على فنون القتال التي يتقنونها بالفطرة والممارسة بكل تاكيد فهم خاضوا حرب البقاء لعشرات السنين تحت الحصار و بين الثلوج في الجبال ناهيك عن الحرب التي تخوضها بعض ألوية البشمركة حاليا ضد تنظيم القاعدة الاجرامي وبقايا البعث الصدامي في بعض مناطق بغداد كتعبير عن اخلاصه الوطني وتضحيته من اجل تحصين هذا الوطن المشترك ضد كل التدخلات الخارجية ليس فقط الاسرائيلية .
اما اوضاع السجون في كوردستان فلابد من القول بأن بعض حالات اساءة المعاملة قد سجلت بالفعل وهذا امر اعتيادي في واقع عانى من ثقافة العنف والاستبداد لعقود طويلة ، ولابد انها خلفت بعض البذور التي تعمل حكومة كردستان بدون هوادة على اجتثاثها عبر مؤسساتها التشريعية والتنفيذية ، ولكن مع ذلك فان واقع السجون ليس بالشكل الذي يوحي اليه سماح ادريس الذي لايبالغ في التصوير الا لتشويه التجربة الفيدرالية الفتية والتغطية على واقع السجون في الدول العربية في ظل الاستبداد الممارس من قبل انظمتها الشمولية والدفاع عنها ، ولاشك ان مثل هذه الحالات التي لاننفي وجودها في كردستان فهي موجودة في كل مكان وزمان حتى في أكثر الدول مراعاة لحقوق الانسان ، ثم ان المثقف العربي عندما يقول ان السجون في كوردستان جيدة فهو من ينطلق من ضميره ومن منطلق المقارنة البسيطة بينها وبين واقع السجون في الدول العربية عموما والتي تتميز بالسوء في اقصى درجاته ، والدليل هو المثال الذي استشهد به ادريس في مقاله ، وهو ان احد الاشخاص من مدينة اربيل ابدى تخوفه على مستقبل و أوضاع حقوق الانسان و السجون و حرية التعبير في كوردستان علنا وبدون وجل ،وهذا إنما يثبت ضمنا بان تلك الامور التي يتخوف عليها ان لم تكن جيدة في الواقع فانها تتحسن على الاقل ،هذا بغض النظر عن الكم الهائل من الجرائد والمجلات و القنوات التلفزيونية التي تناقش علنا وتتناول كرقيب مختلف الموضوعات والمشاكل و الهموم العامة .
وحول موضوع الحرب الأهلية بين الحزبين الأساسيين (الإتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني) ومع علمنا بان سماح يثيره ليس من منطلق الحرص وانما من باب التشفي ، ولكن نطمأنه في الحالتين بأن زمن اقتتال الاخوة (كما يسميها شعب كوردستان) قد ولى الى غير رجعة وهما يعملان الان وبالتعاون مع الاحزاب الكردستانية الاخرى كيد واحدة حققت كل هذه المكاسب وبنت هذه التجربة الديمقراطية الفريدة التي يبدو انها تغيظ سماح ادريس بنجاحها وانتشار الامن والاستقرار فيها .
الحقيقة ان ما لا يستحق منا التعليق في ردنا على سماح ادريس هو محاولته الفاشلة مسبقاً لاثارة الحقد في نفوس القراء العرب من خلال افتعاله وفبركته لما يسميه بـ(الحقد الذي يضمره العرب العراقيين للأكراد نتيجة تشييدهم للمنتجعات السياحية في حين أن بغداد و غيرها تستباح من قبل الأمريكان)، لانعتقد ان الاخوة العرب يفكرون بهذه الطريقة الشوفينية العفنة التي تبعث على الاشمئزاز والفتنة ، ولانعتقد بانهم يضمرون الحقد تجاه الاكراد سوى الشوفينيين منهم وازلام صدام والتكفيريين من الذين استحوذوا على قسط كبير من الدفاع من لدن سماح ادريس الذي يبدوا انه مدين لهم ولكوبونات النفط التي كانوا يوزعون عليهم بسخاء ..
أما عن الأخ الأشوري الذي ذكر سماح ادريس على لسانه بأنه : يشعر بالغربة في كوردستان ، فمع أنني متاكد بأن الحقيقة ليست بهذه الصورة القاتمة المطروحة ، كذلك اريد أن أؤكد بأن حقوق القوميات (و الطوائف الدينية) مصانة هنا في كوردستان أكثر من أي مكان أخر من العراق والمنطقة عموما ، وبالتاكيد ليس هنالك من يجبرهم أو يطالبهم بتغيير دينهم الى الاسلام أو يجبرهم على الاستكراد أو يفجر دور عبادتهم او ينحرهم من الوريد الى الوريد يومياً كما يتم يوميا في المنطقة ..
للعلم وتصحيحا (أو تذكيراً) لمعلومات الكاتب التاريخية فإن الطالباني لم يوقع الا وثيقة استقلال العراق و ليس استسلامه وهو البلد المحتل من قبل التحالف الدولي (كما هو مثبت في مجلس الأمن الدولي) وكان توقيع تلك الوثيقة اثناء ترأسه مجلس الحكم الانتقالي.
في النهاية أود القول أن الملَل بالتأكيد سيتسلل الى أذهان القراء ان استمرينا في الرد على كل التلفيقات والأضاليل الواردة في ما تسميه الكاتبة (نقداً للمثقفين والناقدين العرب المتمسكين بالشعاراتية الفارغة) وأرجو القراء ألا يتأثروا بطلاقة الكاتب وقدرته اللاادبية على تشويه الحقائق وتزويرها إذ إن صدام حسين استأجر عصبة من الذين يسمون أنفسهم (كتاباً و أدباء وفنانين) فابتدعوا له تسع وتسعين لقبا نقشوها في المرمر المصنوع من وعلى أجساد ودماء العراقيين.
هل الكاتب محق في المقارنة بين البارزاني والطالباني وبين الطاغية المقبور صدام وهو الذي حارب ايران الاسلامية ، واحتلاله للكويت العربية ، واستخدامه للسلاح الكيميائي ضد الأكراد المسلمين وشركائه في الوطن ،وزرع العراق من الشمال الى الجنوب برفاة شعب العراق؟؟.
الإجابة تبقى رهن ضمير القارئ الكريم وعقلانيته في قراءة الوقائع وأنا على عكس الكاتب متأكد بأن المثقفين والنقاد العرب وكذلك غالبية القراء ليسوا قصيري النظر أو منحازين الى حد السذاجة التي يعتقدها فيهم ادريس ، وسوف لن يتأثروا بكل تاكيد باضاليل سماح ادريس الذي عوض عن شعوره بالنقص في مجال اخلاقيات الكتابة وادابها بتسمية مجلته بـ(الاداب) .
السليمانية – كردستان العراق
4-7-2007