ضحايا الإحصاء : ما زال الجرح ينزف

تحقيق: لافا خالد – محي الدين عيسو

بمنطق الأوراق هم مجردين من أبسط الحقوق المفترض أن يتمتع بها أي كائن حيّ على سطح كرتنا الأرضية الكبيرة الصغيرة وبمنطق الانتماء هم أكثر من أوفياء لوطن يعتزون بانتمائهم لها ونفس الوطن يسكنهم ولا سكن لهم فيها  إلا بالاسم, مجردين من الجنسية محرومين من حق العيش براحة بال على أقل تقدير كما غيرهم خلق الله ناهيكم وسرد تفاصيل معاناتهم أصعب بكثير, يجد نفسه غريباً تثار حوله أسئلة تفوق حدود المنطق والمعقول ويجد نفسه في دوامة المراوحة في نفس المكان أو لربما ما هو أسوأ يتراجع واقعه بشكل مؤسف فهو محكوم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومن الناحية التعليمية وفي مجال العمل وحتى وهو على حافة الموت.
وماذا بعد
  أسئلة كثيرة تطرح  على الضحية  المجرد من الجنسية السورية بموجب  الإحصاء الاستثنائي لعام 1962 والذي جرد بموجبه مئات العائلات الكردية من جنسيتها السورية بقرار أقل ما يمكن توصيفه إنه كان جائراً  ، يواجه الكردي  المجرد المتهم دائما بوطنيته من أين جئتم ؟ وأين تقيمون؟ وكيف تديرون أموركم المعيشية؟ ولماذا لا يمنحونكم الجنسية؟ ومن يقف عائقا أمام حلها؟ وغيرها من الأسئلة التي لم نجد لمعظمها أجوبة سوى أنها زادت من غربة هذه الفئة أشد غرابة واغتراباً في آن معاً , فهو محروم من أبسط حقوقه الإنسانية ومن جنسية وطنه, بطاقته الحمراء أو الصفراء مكتوب عليها ” بيان قيد فردي خاص بالمسجلين في سجلات أجانب محافظة الحسكة ” وفي زاوية أخرى وبالخط العريض ” غير صالحة لوثائق السفر وخارج القطر ” وفي أخرى ” لم يرد للمذكور في سجلات العرب السوريين بمحافظة الحسكة نتيجة أحصاء عام 1962، وبناء على طلبه أعطيناه بيان القيد المدون أعلاه في سجلات أجانب تلك المحافظة ” والمعاناة الأكثر مرارة أولائك الذين يحملون البطاقات البيضاء الخاصة بالفئة الأشد مأساة وهم المكتومي القيد
تبدو فصول المعاناة أكثر من أن يقال إنه إحصاء وتم تطبيقه في فترة استثنائية, المفارقة التي تسجل في الذاكرة المدججة بما لا يمكن نسيانه إن التفاصيل اليومية لحياة أي مجرد من الجنسية تبدوا أشد وطأة من أن يقال فيهم أي شيء آخر , حينما تستمع للضحية هنا وهناك تتشابه فصول المعاناة وتتعدد التفاصيل وتختلف الممارسات , لكل فرد حكاية ولكل حكاية تستتبعها روايات قد لا تجد طريقها أو مكانها للبوح وربما تموت تفاصيل كثيرة لا يمكن لأي أحد أن يستنطقها فهي أشد من مريرة بكل المقاييس
القليل من المعاناة كما يرويها بعض الضحايا
مرت عليننا أيام الطفولة دون أن نشعر بمعاناتنا نتيجة تبعات حملة التجريد من الجنسية  أن والدي كان يتعذب كثيرا حين يبدأ تسجيلنا في المدارس وهو الذي يقوم برحلة البحث في دوائر الدولة كي ينهي تسجيلنا الذي كان يبدو مختلفاً بتفاصيله عما يقوم به أولياء الآخرين بالنسبة لأطفالهم , كانت الدهشة عند الكثيرين , ماذا يعني أجنبي , هل أنت من بلد آخر وأشياء أخرى تفاقمت تبعاتها وآثارها سلباً وبشكل مضاعف بعد 45 عاما من المعاناة
يروي أبو سيبان رحلة الشقاء في أحضان الحرمان من الجنسية  قائلاً : بعد زواجي بثلاثة أيام وفي لحظة طيش قررت أن أخرج في رحلة إلى بعض المحافظات السورية ” شهر العسل ” وعند خروجنا في المساء إلى محافظة حلب وصلنا إلى تلك المدينة الجميلة واتجهنا مباشرة إلى إحدى فنادقها حتى نرتاح بعد رحلة سفر طويلة من القامشلي، ولكن الفندق رفض استقبالي لأنني من المجردين من الجنسية فتوجهنا إلى فندق آخر وآخر وآخر وكانت الأجوبة متشابهة ، فقررنا التجول في شوارع مدينة حلب بين أزقتها وأسواقها حاملين معنا حقائب السفر حتى المساء لنفترش الحدائق العامة وطننا لنا، ثم توجهنا إلى الساحل السوري لعلنا نجد مأوى هناك لكن الأجوبة دائما تكون ” ممنوع النوم في الفنادق السورية للمجردين من الجنسية السورية ” لنعود أدراجنا من رحلة شهر العسل بعد يومين من التعب والإرهاق ونؤمن بمقولة جنة المواطن القنوع منزله .


أما  ” نوروز “ الذي أراد التسجيل في جامعة حلب للتعليم الموازي معاناته بأنه يمارس على الأكراد المجردين من الجنسية (أجانب محافظة الحسكة) إجراءات غير لائقة أبدا  هم مظلومون من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية …..

الخ  هذه قصة شخصية حدثت معي ولكنها عامة على كل الأكراد المجردين من الجنسية ، ففي مقر رئاسة جامعة حلب  بعد صدور مفاضلة التعليم الموازي للشهادتين (العلمي والأدبي) تقدمت  للتسجيل على المفاضلة وكلي أمل أن أحصل على فرع جامعي مقبول وقد أحضرت معي كل الأوراق الثبوتية والتي تثبت شخصيتي بأنني سوري من هذه البلاد ومن أبناء محافظة الحسكة التي تعاني ما تعانيه  ، وقفت في طابور المنتظرين والتي لا يوجد فيها سوى مركز واحد لكل من المنطقة الشمالية والشرقية حتى تمكنت من الوصول إلى النافذة وتشرفت بلقاء الموظف وذلك بعد ساعات من الانتظار تقدمت بأوراقي كأي طالب سوري ينتمي إلى هذه البلاد فإذا به يتفحص أوراقي ليجد صورة عن هوية أجانب محافظة الحسكة بدلاً من الهوية الشخصية طلب مني ورقة من مدير شؤون الطلبة في جامعة حلب موقع عليها حتى يقوم بتسجيلي، أخبرته بأنه في العام الماضي سجل بعض الطلاب (الأجانب) ولم يطلب منهم أي شيء ، فإذا به يرد علي ” أنا هاي أول سنة لي عم أسجل الطلاب وما بعرف شو هم أجانب محافظة الحسكة بدي توقيع المدير ” فسلمت أمري لله وأعطيت دوري لغيري من الطلبة وذهبت إلى المدير حتى أشرح له الموضوع لكنه كما قالوا لديه اجتماع ضروري فذهبت إلى معاونه ليتصل بمديرية الشؤون في جامعة دمشق وفعلاً فعل ذلك وعند إغلاقه الهاتف قال لي ” أجانب محافظة الحسكة لم يشملهم قرار التعليم الموازي ” خرجت من مكتب المعاون اتصلت بنفسي بمديرية الشؤون بجامعة دمشق وسألتهم :
– بخصوص أجانب محافظة الحسكة الموظفون في جامعة حلب يرفضون تسجيلنا في التعليم الموازي فما هو السبب ؟
فقالوا لي لأنهم أجانب وشهادتهم غير سورية ؟! فقلت له يا أستاذ نحن من محافظة الحسكة التابعة لسوريا والشهادة ؟؟؟؟؟
فقاطعني بالقول أن الحسكة غير سورية ولم يسمع ما قلته لأنه أغلق الهاتف بوجهي هذا ونحن نعتز بانتمائنا لهذا البلد  ؟!
يتابع  ” نوروز ” قصته بالقول أنه في اليوم التالي ذهبت إلى مدير الشؤون مجدداً وشرحت له ما حدث مع معاونه فقال لي (دقيقة راح أحكي معهم) وتحدث عبر الهاتف مع مديرية الشؤون في جامعة دمشق وبعدها أصدر الحكم بأن نسجل في التعليم الموازي ، وقفت في الطابور مجدداً حتى تمكنت من تسجيل نفسي وقلت لنفس الموظف الذي عرقلني وهو يطلب توقيع المدير فأخبرته ما حصل معي حتى لا يعرقل غيري فإذا به يقول (أنا مالي علاقة ما بسجل أي طالب أجنبي وما معو ورقة من المدير)  سؤال يراود جميع أجانب محافظة الحسكة أو الذين جردوا من هويتهم السورية هل هم مواطنون سوريون ، كيف لموظف أن يقول شهادتكم غير سوريا ، أنتم من محافظة غير سوريا ، كيف تمنح وزارة التربية شهادات ثانوية عامة لغير سوريين
وآخر يروي المعاناة :
  المحامي زكي حجي: هو أحد المجردين من الجنسية السورية بأن “الأجانب” أصبح مصطلحا ودخل في قاموس سوريا الحديثة وسيذكر التاريخ بأن السلطات المتعاقبة على سدة الحكم في سوريا مسؤولة أخلاقيا وسياسيا عن استمرار هذه المعاناة، وأن الإحصاء الاستثنائي الذي جرى في محافظة الحسكة منذ العام 1962 والمستمر حتى هذه اللحظة يحمل طابعا عنصريا لكون ضحاياه من الأكراد لوحدهم وغالبية ضحاياه من الفئات الفلاحية الفقيرة، والكردي المجرد من الجنسية يشعر بهذه المأساة وحالة الاغتراب منذ ولادته حيث لا سجل صحيح ولا أسم صريح معترف كسائر المواطنين، ولكل مجرد قصة وحكاية وباستطاعة أي واحد من هؤلاء أن يسرد القصص ويشكل بمفرده ملحمة المأساة الجماعية في بلد كلنا شركاء فيه , ولا أشك أبدا بأنه سيأتي اليوم الذي يتحول فيه مأساة هؤلاء المجردين من الجنسية مادة دسمة لمئات المسلسلات والقصص والروايات وسيكون الأجنبي بطلاً في دولة الشرعية والقانون ووطن الحرية والمحبة والأخوة، ما يحدث مع هؤلاء الضحايا  هو دراما حقيقية نهايتها عقوبة موت محتم بحق أكثر من ثلاثمائة ألف كردي، كل ذلك والكل صامت يتفرج على مأساتنا
وتستمر المعاناة طالما هناك حياة أخرى نعيشها رغماً
يتابع عن معاناته الشخصية :  بأنه مع مرور الأيام وكبر الأجنبي تكبر حجم معاناته وتزداد أشكاله وألوانه فهو يدخل المدرسة بغير إضبارة الطالب العادي ، واذكر عندما كنا في المرحلة الابتدائية نمشي في المسيرات فيضعوننا نحن المجردين من الجنسية في الصف الأخير، والآن وبعد أن تزوجت أدركت بأنني ارتكبت جريمة كبرى وأصبحت من المجرمين لأنني خلفت أطفالا مجردين محرومين من جنسية وطنهم الأم سوريا ، هكذا تحولت من ضحية إلى جلاد، ويبدو أن أطفالي سوف يصبحون هم أيضا مثلي لأن المعطيات لا تبشر بالخير، وبعد أن جمعت بعض الأموال استطعت بجهدي الخاص ومساعدة أهلي أن أبني منزلا ولكنني لست مالكه الشرعي والقانوني ولا يبدوا أن أولادي سيرثونه من بعدي …..

أنني أملك ثلاث شهادات بكلوريا وشهادة معهد طبي /قسم المخبر/ وكذلك شهادة الحقوق من جامعة حلب ولا أستفيد من واحدة منها،  فهل باستطاعة أي ميزان أن يزن حجم معاناتي ومعاناة أمثالي من المجردين من الجنسية.
ويروي ضحية آخر  : منذ سنواتي الأولى على مقاعد الدراسة  كنت دائما من المتفوقين ربما هو اهتمام الأهل ربما هو ذكاء فطري أن يكون كل مجرد من الجنسية من الأوائل في مدرسته أو الجامعة أو المعهد , حققت حلمي وطموحي الالتحاق  بكلية الطب, بعد أن قطعت أشواطاً كان فيها من المحطات ما ستحفظه ذاكرتي مطولاً واصلت التألق في دراستي سنة بعد أخرى إلى أن وصلت إلى آخر مراحل الثانوية العلمية وحصلت على مبتغاي وهو شهادة الطب
لم أفكر يوما بالمستقبل لأنني كنت متأملا أو ربما متوهما أنه طريق مفترش بالورود في لحظة أخرى كان الحذر يرافقني من الهوية الحمراء التي كنت أكبر عاما بعد آخر ولا أجدها تتشابه ما هو عند الآخرين  كنت اتسائل هل ستكون العقبة التي ستقف في طريقي دوماً أي قدر أسير فيه
ذهبت لقسم التسجيل في قسم شؤون الطلبة  تقدمت بأوراقي النظامية وأديت واجبي وما عجبت منه إن الموظفين حالما فتحو إضبارة أوراقي  بدت الدهشة كإنهم صعقوا بشيئ غريب أو مادة مسمومة في ذاك الظرف الذي آلمني ليومنا هذا , تهامس الموظفون أول مرة بطاقة حمراء مكتوب في أعلاها غير صالحة لوثائق السفر وخارج القطر ومكتوب في أوسطها التفاصيل المتعلقة بي من اسمي إلى اسم والدي ووالدتي ورقم القيد وما شابه من هذه الأمور وحين انتهوا من قراءتها سألتني الموظفة من أين أنت ؟أجبتها إنني من محافظة الحسكة فسألتني مرة أخرى ولماذا هويتك بهذا الشكل؟أجبتها بأن هذه ليست هوية بل إخراج قيد يعطى لأجانب الحسكة ,ردت وسألتني هل أنت سعودي أو إماراتي أ و قادم من دولة أوربية؟
أجبتها إنني لست كل ذلك, لكن هذه لم تكن نهاية المأساة فكل قسم كنت أذهب إليه كانت نفس الأسئلة تطرح علي وأحيانا يتفنن البعض في طرح الاستفسارات حول الموضوع ,من أين قدمتم؟ولماذا لم تحصلوا على الجنسية السورية ؟ولماذا ومتى ,إلى آخره من هذه الأسئلة,وخلال الحياة الجامعية ما من صديق أو شخص أتعرف عليه ويعرف شيئا عن هذا الموضوع يسأل نفس الأسئلة حتى وصلت لمرحلة لا أريد فيها الحديث عن هذا الموضوع نهائيا
أنهيت دراستي في الجامعة, ولأنني سأعمل في سلك الطب كان مطلوبا مني التسجيل في وزارة الصحة, ذهبت أنا وصديق لي إلى الوزارة ومعنا الأوراق المطلوبة للتسجيل فقدمناها معا ,بالنسبة إليه كان عليه الانتظار حوالي ساعة لاستكمال التسجيل , أما أنا فقد أخبروني أن علي أن أحصل على موافقة وزير الصحة .سألتهم ولماذا أحتاج لهذه الموافقة ولم يحتاج إليها صديقي ؟
أجابوني لأنني من أجانب الحسكة, ذهبت إلى مكتب الوزير, لم يكن هو أو معاونه موجودين فأخبروني أن علي العودة يوم الغد فشرحت لهم ظرفي بأنني من محافظة بعيدة فقالوا إن الوزير أو معاونه لن يأـتيا اليوم وعليك العودة غدا, ذهبت أنا وصديقي وتجولنا في العاصمة إلى أن اقتربت الساعة من العاشرة ليلا فقررنا الذهاب إلى أحد الفنادق المتواضعة ذو النجمة الواحدة وحين وصلنا إلى المسؤول وطلبنا غرفة لننام فيها طلب هو الآخر هوياتنا فأخرجنا هوياتنا وحين رأى هويتي تغير لون وجهه وقال هذا الفندق وكل الفنادق الأخرى لن تستقبلني, اتصلت بأحد الأقارب المقيمين في العاصمة واضطررنا المبيت تلك الليلة عنده
في صباح اليوم التالي عدت إلى الوزارة وأنهيت التسجيل فيها,وبعد أن عدت إلى مدينتي سألت عن النقابة وشروطها و الأوراق اللازمة للتسجيل فيها فنصحني أحد الأصدقاء بأن لا أعذب نفسي أضيع وقتي فسألته ولماذا أضيع وقتي ؟ فقال لي أن الأجانب لا يمكنهم التسجيل في النقابة ,فقلت له إن لي صديقا مثل وضعي وأنهى الصيدلة وسجل في النقابة وفلت له أن لي صديقا آخر أنهى دراسة الطب البشري وهو أجنبي وسجل في النقابة فلماذا لا يسمح لي وأنا طبيب أسنان؟
فقال هذا قدرك ويجب أن تتحمل ؟فقلت هل حتم علي في هذه الحياة أن اجرد من كل شئ؟

ويضيف آخر: هل هو أصعب من أن تجد نفسك دوما استثنائيا وفي القافلة الأخيرة كنا أيام المدرسة وزملائنا يجتمعون في اجتماعات الشبيبة بينما نستدعى نحن لنكلف بالتنظيف والكنس والشطف
وآخر حرمت زوجته الموظفة في دوائر الدولة وهي المتمتعة بالجنسية السورية من حقها في إجازة الأمومة لأن زوجها غير متمتع بالجنسية السورية
وآخر : بعد ست سنوات من زواجه لا يستطيع تسجيل أبنائه على ذمته لأنه أجنبي وزوجته مواطنة وأولاده على عتبة عام دراسي جديد
وآخر : ترك الدراسة إلى غير رجعة بعد أن وجد أخوه الأكبر منهم حصل على أعلى الدرجات العلمية وكان حلمه ان يصبح مهندساً وحرم من هذا الحق ولم يعطى له وثيقة البكلوريا ليتقدم للتسجيل في الجامعة وبالتالي يترك الجمل بما حمل ويضيع في صقيع أوربا البارد ويتجمد حلمه ومشاعره
وآخر , بعد اربعين سنة زواج بيته مسجل على اسم غيره وهو يتعرض للابتزاز الآن في ألا يعطي الشخص البيت لصاحبه ولو كان مواطناً  له ترتيب في درجات المواطنة ما كان حصل له ما حصل
وآخر مشغول برسالة أن يعرف ابناء بلده بأن هناك فئة تعيش بينهم هم سكان أصليون وابناء هذا البلد لكنهم محرومين من كافة حقوقهم في المواطنة وحقوق الإنسان
وآخر حصل على وثيقة سفر من دائرة الهجرة والجوازات عملياً موثقة على التذكرة بأنها صالحة للسفر لكل دول العالم ولكنها لم تسمح له بركوب طائرة حتى داخل أجواء البلد نفسه لأنه لا يحمل هوية المواطنين
وآخر يروي إن حبيبته تركته رغماً لأنه أجنبي مجرد من الجنسية
وآخر ماتت أمه لأنها لم تمنح بطاقة سفر للتداوي خارج القطر
وآخر هدده القاضي بسجنه ثلاثة أشهر لأنه تزوج من سيدة مجردة من الجنسية
وأخرى قال لها الموظف في الدائرة الحكومية بأن طفلها “لقيط”

وآخر وآخرون وأخريات لهم مئات القصص قد تجد ضالتها ذات مكان وزمان آخر لقضية شكلت ولا تزال الجرح والوجع الذي لم يستريح ولا يبدو في الأفق من حلول بالرغم من إن السيد رئيس الجمهورية أكد على حلها ولكن لا مؤشرات في  توحي بالحل والمعاناة تتفاقم والتبعات تلقي بظلاها على الجميع في وقت وطننا يتعرض لأشرس هجمة من جهات معادية كثيرة كلنا أحوج أن نكون اليد الواحدة ونوطد تلاحمنا عبر تقوية جبهتنا وحل كل الخلافات والمشاكل العالقة وفي أقرب وقت ممكن وإلا فإن الجرح الذي لا يلتئم يفسد الجسد كله وكرة الثلج مهما تجمدت فإنها ستذوب عاجل الزمن أو آجله (العبء بات ثقيلاً جداً .)

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…