محمد محمد ـ ألمانيا
منذ تلقي نظام الخلافة العثمانية السابق ضربات موجعة وفتاكة من الأيادي الأوروبية الناصعة قبل وخلال الحرب العالمية الأولى, تحاول الحكومات التركية التورانية الشوفينية أن تستغل بشتى الوسائل خلافات القوى الدولية خصوصا بين الاتحاد السوفيتي السابق والغرب الأوربي ـ الأمريكي لصالح نزعاتها الشوفينة ضد آمال الشعوب الكوردية ـ الأرمنية ـ اليونانية الأوروبية بغية استمرار احتلالها لأراضي تلك الشعوب في جنوب وجنوب شرق تركيا (كوردستان الشمالية)، في شمال شرقها (المناطق الأرمنيةـ الجورجية المحتلة المتبقية) وفي غرب وجنوب غربها (مناطق تراقيا اليونانية ـ البلغارية الأوروبية ومناطق ازمير وبعض جزر بحر ايجة اليونانية المحتلة المتبقية الأخرى، فضلا عن مناطق شمال قبرص).
وقد نجحت تلك السلطات المتعاقبة فعلا بتلك المساعي منذ اتفاقية لوزان المشؤومة 1923، بعد أن كانت دول الحلفاء الأوروبيين المنتصرة قد أرغمت بقايا الحكومة العثمانية عبر معاهدة سيفر 1920 على التنازل عن تلك المناطق الأرمنيةـالجورجية- اليونانية لشعوبها الأصلية وكذلك على الخضوع لتقرير مصير الشعب الكوردي عبر ايجاد حكم ذاتي في مناطقه الكوردستانية المذكورة وخلال سنة كان من المفروض أن يجري استفتاء لتقرير مصيره على أن يتم لاحقا وفق نتيجة ذلك ضم الأجزاء الكوردستانية الأخرى في العراق وسوريا الحديثتي التكوين حيث كانت الحدود الشمالية لهما آنذاك غير دقيق وغير حاسم مع الحدود التركية الحالية بعد.
ألا ان التخوف الأوروبي الغربي الرأسمالي بعد ذلك من النفوذ السوفيتي ومن ايديولجيته الشيوعية بدأ يزداد أكثر فأكثر طبقا لتزايد ولامتداد تلك النفوذ حتى الى جنوب وجنوب غرب القفقاس في آذربيجان وأرمينيا وجورجيا معا، وخصوصا بعد أن بدأت الحكومة السوفيتية ببناء علاقات تحالفية مع بقايا ادارات بعض الفرق العسكرية والميليشيات العثمانية المقاومة المتبقية التي كان يشرف عليها مصطفى كمال في شرق وجنوب شرق تركيا الحالية بعد أن أمر الخليفة محمد وحدالدين العثماني الأخير بابعاده من استنبول العاصمة المحاصرة سنة 1919 من قبل الانكليز والفرنسيين والطليان (ومن ثم أحتلت لاحقا رسميا من قبل أولئك الأوربيين وبوجود الخليفة)، أي ابعاد مصطفى كمال الى سمسون ومنها الى ارضروم في الشرق للتخلص منه، على أن يظل الخليفة تحت حماية جنود الحلفاء في استنبول.
وكذلك تقديم و توضيح العديد من وجهاء الكورد الدينيين والقبليين استمرار ولائهم للخلافة العثمانية المتبقية عندما كان بعض الوفود والمندوبين الانكليز وغيرهم يزورون مناطقهم ويسألونهم عن رؤيتهم حل تقرير مصير الشعب الكوردي، مما كان يشكل ذلك صدمة لدى أولئك الوفود.
كما أن هزيمة القوات اليونانية سنة 1922 أمام تلك الميلشيات والقوات العسكرية العثمانية المتبقية والتي أنشأها مصطفى كمال وزملاؤه وبدعم عسكري ومالي من السوفيت, من مناطق ازمير وبورصة بالاضافة الى مناطق تراقيا التي كانت قد أحتلتها القوات اليونانية بمساعدة الحلفاء في أعوام 1919، 1920 ، 1921، هذه العوامل الأساسية وغيرها قد دفعت الحلفاء أن يغيروا من استراتيجيتهم الخاصة بتركيا المتبقية وبالتالي بمحتويات معاهدة سيفر أيضا ومن ثمم الغائها، الأمر الذي حدا بهم بأن يبرموا بمعاهدة لوزان الجديدة، وأن تظل تركيا كبيرة وغير مجزأة وقوية لردع النفوذ السوفيتي الشيوعي مستقبلا، مقابل أن تترك القيادات العثمانية التركية التحالف مع السوفييت وأن تنحاز الى الغرب الرأسمالي ، الغاء نظام الخلافة, قبول اجراء تبادل سكاني بين اليونانيين والأتراك, احترام وحماية الحقوق الأقليات الدينية الغير المسلمة في تركيا وغيرها من البنود والشروط الأخرى، وقد وافقت تلك القيادات بكل اندفاع على ذلك .
وهكذا ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك الحكومات التركية تستفيد من ذلك الصراع بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي وبين الغرب الرأسمالي الى مرحلة بداية التسعينيات، مرحلة انتهاء ذلك الصراع المسمى بالحرب الباردة السوداء.
ألا ان التخوف الأوروبي الغربي الرأسمالي بعد ذلك من النفوذ السوفيتي ومن ايديولجيته الشيوعية بدأ يزداد أكثر فأكثر طبقا لتزايد ولامتداد تلك النفوذ حتى الى جنوب وجنوب غرب القفقاس في آذربيجان وأرمينيا وجورجيا معا، وخصوصا بعد أن بدأت الحكومة السوفيتية ببناء علاقات تحالفية مع بقايا ادارات بعض الفرق العسكرية والميليشيات العثمانية المقاومة المتبقية التي كان يشرف عليها مصطفى كمال في شرق وجنوب شرق تركيا الحالية بعد أن أمر الخليفة محمد وحدالدين العثماني الأخير بابعاده من استنبول العاصمة المحاصرة سنة 1919 من قبل الانكليز والفرنسيين والطليان (ومن ثم أحتلت لاحقا رسميا من قبل أولئك الأوربيين وبوجود الخليفة)، أي ابعاد مصطفى كمال الى سمسون ومنها الى ارضروم في الشرق للتخلص منه، على أن يظل الخليفة تحت حماية جنود الحلفاء في استنبول.
وكذلك تقديم و توضيح العديد من وجهاء الكورد الدينيين والقبليين استمرار ولائهم للخلافة العثمانية المتبقية عندما كان بعض الوفود والمندوبين الانكليز وغيرهم يزورون مناطقهم ويسألونهم عن رؤيتهم حل تقرير مصير الشعب الكوردي، مما كان يشكل ذلك صدمة لدى أولئك الوفود.
كما أن هزيمة القوات اليونانية سنة 1922 أمام تلك الميلشيات والقوات العسكرية العثمانية المتبقية والتي أنشأها مصطفى كمال وزملاؤه وبدعم عسكري ومالي من السوفيت, من مناطق ازمير وبورصة بالاضافة الى مناطق تراقيا التي كانت قد أحتلتها القوات اليونانية بمساعدة الحلفاء في أعوام 1919، 1920 ، 1921، هذه العوامل الأساسية وغيرها قد دفعت الحلفاء أن يغيروا من استراتيجيتهم الخاصة بتركيا المتبقية وبالتالي بمحتويات معاهدة سيفر أيضا ومن ثمم الغائها، الأمر الذي حدا بهم بأن يبرموا بمعاهدة لوزان الجديدة، وأن تظل تركيا كبيرة وغير مجزأة وقوية لردع النفوذ السوفيتي الشيوعي مستقبلا، مقابل أن تترك القيادات العثمانية التركية التحالف مع السوفييت وأن تنحاز الى الغرب الرأسمالي ، الغاء نظام الخلافة, قبول اجراء تبادل سكاني بين اليونانيين والأتراك, احترام وحماية الحقوق الأقليات الدينية الغير المسلمة في تركيا وغيرها من البنود والشروط الأخرى، وقد وافقت تلك القيادات بكل اندفاع على ذلك .
وهكذا ومنذ ذلك الحين أصبحت تلك الحكومات التركية تستفيد من ذلك الصراع بين المعسكرين الشرقي الاشتراكي وبين الغرب الرأسمالي الى مرحلة بداية التسعينيات، مرحلة انتهاء ذلك الصراع المسمى بالحرب الباردة السوداء.
غير أنه عقب ذلك بدأت نبضات القلب الأسود تتسارع بشكل دراماتيكي وتتهستر الذهنية الحاكمة التركية الشوفينية الى درجة أصبحت تتخبط يمينا وشمالا دون أن تتمكن تلك السلطات طبعا من اعادة عقارب الساعة الى الوراء.
فقد تتالت الأحداث والنجاحات الكبيرة لقوى الحريات والديموكراتية في المنطقة وغيرها في العالم، بدءا من تشكيل بعض المناطق الآمنة للكورد الجنوبيين سنة 1991 عبر قرار دولي عقب الهجرة المليونية الكوردية آنذاك، ومن ثم حماية الغرب – خصوصا أمريكا وبريطانياـ لتلك المناطق منذ ذلك الوقت وحتى وقت تحرير العراق سنة 2003 ، رغم المصاريف الكبيرة التي ترتبت على ذلك ورغم انوف السلطات التركية والسلطات الغاصبة الأخرى لكوردستان، بل وحتى رغم انوف بعضى السلطات العربية الأخرى أيضا، وكذلك رغم مقاتلة PKK, PDK, YNK لبعضها البعض لسنوات عديدة.
فقد تتالت الأحداث والنجاحات الكبيرة لقوى الحريات والديموكراتية في المنطقة وغيرها في العالم، بدءا من تشكيل بعض المناطق الآمنة للكورد الجنوبيين سنة 1991 عبر قرار دولي عقب الهجرة المليونية الكوردية آنذاك، ومن ثم حماية الغرب – خصوصا أمريكا وبريطانياـ لتلك المناطق منذ ذلك الوقت وحتى وقت تحرير العراق سنة 2003 ، رغم المصاريف الكبيرة التي ترتبت على ذلك ورغم انوف السلطات التركية والسلطات الغاصبة الأخرى لكوردستان، بل وحتى رغم انوف بعضى السلطات العربية الأخرى أيضا، وكذلك رغم مقاتلة PKK, PDK, YNK لبعضها البعض لسنوات عديدة.
ثم بدأ الغرب خصوصا بعد أحداث 11.09.2001 بتسارع أكبر بدعم مبادئ نشر الحريات والديموكراتية في الشرق الأوسط وغيره، حيث قام بتحرير افغانستان والعراق – بشكل أساسي USA-UK ـ من السلطات الهمجية, ثم نسبيا لبنان، وكذلك لاتزال السلسلة المجنزرة تسري بدينامكية عالية على الأقراص المسننة بخصوص تصعيد الضغوط الدولية الديموكراتية القوية الممارسة على النظام البعثي الدكتاتوري الشوفيني الآخر في سوريا بغية تحرير الشعوب السورية أيضا من ذلك النظام.
كل ذلك يجعل من المعنويات الشوفينية الحاكمة في تركيا أن تنحو الى الحضيض والدرك الأسفل.
فان محاولاتها المتكررة والتي لاتكتفي فقط باضطهاد وانكار الوجود القومي لحوالي عشرين مليون كوردي وكوردية في كوردستان الشمالية, بل تحاول أن تقفز فوق 23 ولاية كوردستانية هناك، لتهاجم وتهدد الشعب الكوردي وادارته الفدرالية في أقليم كوردستان العراق أيضا بحجة وزعم وجود أنصار لقوات PKK هناك.
ولحسن الشنص جاء الرد المباشر هذه المرة ليس فقط من EU – USA, بل وحتى من روسيا الاتحادية أيضا، وذلك بخصوص تحذيرها للحكومة التركية من التوغل العسكري المزعوم في كوردستان العراق.
وهذا ما يجعل من الحكومة التركية أن تشعر أكثر فأكثر باليأس والمرارة بصدد نتائج وسمات الظرف الذهبي الحالي، وذلك خوفا من اعادة تنفيذ مشاريع أخرى شبيهة بمضامين معاهدة سيفر القديمة ولو ربما بأشكال جديدة.
كل ذلك يجعل من المعنويات الشوفينية الحاكمة في تركيا أن تنحو الى الحضيض والدرك الأسفل.
فان محاولاتها المتكررة والتي لاتكتفي فقط باضطهاد وانكار الوجود القومي لحوالي عشرين مليون كوردي وكوردية في كوردستان الشمالية, بل تحاول أن تقفز فوق 23 ولاية كوردستانية هناك، لتهاجم وتهدد الشعب الكوردي وادارته الفدرالية في أقليم كوردستان العراق أيضا بحجة وزعم وجود أنصار لقوات PKK هناك.
ولحسن الشنص جاء الرد المباشر هذه المرة ليس فقط من EU – USA, بل وحتى من روسيا الاتحادية أيضا، وذلك بخصوص تحذيرها للحكومة التركية من التوغل العسكري المزعوم في كوردستان العراق.
وهذا ما يجعل من الحكومة التركية أن تشعر أكثر فأكثر باليأس والمرارة بصدد نتائج وسمات الظرف الذهبي الحالي، وذلك خوفا من اعادة تنفيذ مشاريع أخرى شبيهة بمضامين معاهدة سيفر القديمة ولو ربما بأشكال جديدة.