الخاتم الكردي ومسألة لعبة الجيران

ابراهيم محمود
ما يجري الآن، الآن تماماً، على طرفي الحدود العراقية والتركية (هكذا ببساطة التبسيط التاريخي لمفهوم “الحدود” بالصيغة الواردة، كما لو أن العبارة بطرفيها دقيقة، صحيحة تاريخياً)، من توتر، بين جيش لجب في إهابه التركي، أعني العثمانلي المترَّك، وجيش وهمي، مهدّد لامبراطورية الأربعمائة عام، زعماً تاريخياً معمماً، رغم انحسارها ونحدارها الاعتباريين،جيش وهمي، هو: جيش كردي معتبَّر، مضخَّم، كما هو الكردي الجاري تضخيم كرديته في الثالوث الجغرافي المحرَّم، المحظور في أن يُسكَن بالكردية، وهو الممهور بالكردية في زواياه الثلاث، وامتدادته الجهوية المختلفة، جيش شعب ما، شعب شعب، كما أرى، وأتابع، وأعاين، في غياهب تواريخ الآخرين، ومضاءات الجغرافيا، شعب كردٌ، كما هو المرئي، أبعد من حدود جهوية مركَّبة (جنوب شرقي تركيا)، أبعد من إحداثيات محددة (شرنخ، أو سلوبي، أو هكاري، أو جبل قنديل)، أبعد من نقطة ابراهيم المصطنعة، أبعد من تقاطعات (الماء الكبير)، أبعد من كل تسمية كردية، مبتلعَة في جوف مفترس لتسمية أخرى مدرعة المقام.

أقول، ما يجري الآن، جار قبل الآن، ولا بد أنه جار بعد الآن، لأن شيمة التاريخ المتنقل بإلزاميات القوة الفارضة، تجيّر الجغرافيا، وتلاحقها، في أسماء جهاتها أكثرمن نقطة علام ما، ربما من كرمنشاه، أو سنندج، متجاوزة الحاج عمران، إلى آمد الملتاعة، إلى حيث تلوّح كوباني وشقيقاتها الأرضية الأخرى، بمنديلها المم زيني، كردياً ردف الكردي، بغض النظر عمَّن يكون بجواره، فأنا أحيل قارىء التاريخ إلى نص الجغرافيا الأكثر انبساطاً، شعب جغرافي، لو ترادفت فيه أذرعه، لتغطت جهاته الأربع المسلوبة منه، وتظللت به كينونة تاريخية مطابقة، فلا يكون المتنقل في المكان الكردي: النهري، البحري، الجبلي، الوهدي، السفحي، الوعري، الشجري، الكهفي…الخ، إلى المكان الكردي من ذات السجايا، أو العلامات الأرضية الفارقة، لا يكون كما هو  مشار إليه،إشارة أعمى المتنبي إلى أدبه، اكتشاف الذاهل عما أذهله يقين المكان، وإنما يكون تنقلُ المكان داخل كرديه، كما هو تنقل الكردي إلى الكردي في المكان الواحد، وإن تباعدت أطرافه، إن تجاوزنا تقاطعات التاريخ المعهودة، وراعينا تجاذبات القائمين المضغوطة بالشأن الكردي.
ما يجري من تهديد للمكان بذات المكان، في امتحان عسير، للمتحكمين فيه، عليه اليوم، ومنذ حين حين من الدهر، وربما إلى حين حين غير محسوب من الدهر، كما تقول شحنة القوة المتبقية، يذكرنا، بآخاب المطارد لحوته،” موبي ديك” لهرمان ميلفل، بسانتياغو الذي أصر على أنه لن يُهزَم، ولن تعرف الهزيمة طريقها إلى قلبه ( في الشيخ والبحر) لهمنغواي، بسارتر، وهو يتحدث عن الدم اليهودي الذي ينزف فوق الرؤوس..الخ، وفي الحالات الثلاث يكون الكردي الحوتَ المطارد، وربما هنا، الشبوط النهري الاسطوري الأكثر تعرضاً للمطاردة، لا ستعراض القوة، من لدن من يريد استعادة شعائرها، بين الحين والآخر، لتأكيد مضاء قوته، ضداً على الكردي، وفي الكردي، والدم الكردي المهدور في ملايينه، كما لو أن الأرض لم تعرفه يوماً، كما هو التحالف الآخابي المتعدد الأسماء في الملاحقة الجمعية، أو الفردية المخوَّلة جماعياً قيامة عليه، وليس قيامة تنقلب على القائمين هنا.
يذكَّرني كل ذلك، في التهابات الحدود الخواصرية، في الجسد الكردي الجغرافي، بتجلي الخاتم الكردي، خاتم الكردي، ولعبة الجيران المعتَّقين، زرافات ووحداناً:
ليس للكردي إلا العصا الضاربة عليه، ليدوم صاحب العصا!
ليس للكردي إلا أن يهز رأسه لمن يحوز رأسه !
ليس للكردي إلا أن يبقى اللاكردي، كما هو مقتضى التاريخ الإلهي المسيّر والمبارّك.
ليس للكردي إلا أن يواري سوأة الآخرين، ولو أنهم تخلو عن كامل سوأتهم زكزاكياً، لئلا يلمحوا جسد الكردي الكامل الجغرافي في فصاحة تكوينه العضوي التاريخي، مهما كان الثمن المقدَّم!
ليس للكردي إلا أن يقيم في محمية الثالوث الاستحكامي المتعرب والمتفرس والمترَّك، حيث كل استحكام منادى بالآخرّين، رغم  تنافر أقطاب الثالوث:
ماذا يعني لو أن الكردي، لم يكن موجوداً؟ حينها، كان يجب خلقه!
ماذا يعني لو أن الكردي توقف عن أن يكون الكردي الروتيني؟ حينها، تقوم ساعة منفيّ!
ماذا يعني لو أن الكردي صار أكبر من تاريخ المتحكَم فيه؟ حينها تسترجع جغرافيته تاريخها المنفي، ويكون المتسلط التاريخي، في الحدود العضوية له، لوضعه الطبيعي !
لكَم أمعنُ النظرَ إلى ما وراء الذهنية الاستثصالية، في الثالوث السالف الذكر، وليس الطرف التركي المدجج بوهم القوة النافذة، وهمَ اعتبار كل واقع في حدود الممتلك باسم المتسلط هذا!
لكم أتحرى مفارقات التنابذ الثالوثية، رغبة الطرف هذا، نسيان استحكامه، حين يحيل الآخر المقابل، على أن يكون البديل في النيل من الكردي المعمم هنا.
ذاك هو فوبيا الكردي (أو الكرد فوبيا): الخوف من الكردي، كما لو أنه نشاز الخليقة ولادة وحياة وموتاً أيضاً !
يتقدم الإرهاب الكردي تقديراً أو تدبيراً، باعتباره ضميره المستتر، أو المتصل، كما يعرف ذلك نحويو اللغة العربية، والضليعون في تفكيك الحروف ومقدراتها الدلالية.
لا أتحدث عن PKK، كما لو أن ثمة مخلوقات غرائبية، قدمت من الفضاء الخارجي، فإذا كان المعروف بـ(المِيت) صناعة المؤسسة العسكرية التركية، وما يواجه ذلك في الطرف الآخر تواطؤاً، فإن الـ PKK، هو صناعة تاريخ شعبي كردي، بصورة ما، مع فارق التشبيه والعمل اليومي على الأرض، وفي الجهات الأربع ، مهما كان الموقف مختلفاً هنا!
أتحدث عن إرهاب، طال الكردي قبل PKK، رعب التركي المدرع داخلاً وخارجاً، من التركي وحيداً في عراء تاريخ لا ضمان لاستمراره، كما هما الآخران في المساندة، وبجوار PKK ضدياً طبعاً، وسيمتد بعد PKK، لأن الاسم هنا مستحدث ظرفياً، ولادة مكانية، حيث الذي كان، والباقي هو الكردي عموماً، وهذا ليس رفع غبن محاماتياً عن PKK، فهو لا يحتاج إجراء محاماتياً من هذا القبيل، في النطاق الذي نتحدث فيه، وإنما محاولة إماطة اللثام، عن غبن مدروس، يكون الكردي الهدف أو المستهدف له، لهذا، لهذا فقط، وقبل أي شيء آخر:
ليس للكردي إلا الكردي، في زحمة التنافس على دم الكردي المسفوك في عراء الله المهتوك!
ما على الكردي إلا( إلا وليس سوى إلا شرطياً اعتبارياً)، أن يطرد من ذاته ظل المتحكم به، فلا خيار إلا هذا التلاقي، وليس حنيناً عشائرياً، عصبوياً للكردي من أجل الكردي، دون أي كان، وإنما في زحمة المطالبة بدمه هنا وهناك.
ولعلي هنا، أجدها مناسبة مترعة بالألم والأمل معاً، وأنا أحيل القارىء، القارىء المعني بمكاشفة دلالات الكلم، إلى بعض مما ذكره الراحل، الروائي الكردي الكبير محمد أوزون، مؤخراً، في مقال له تحت اسم  لافت، هو (الصفعة)، بصدد نقطة مؤثرة تعني الكردي وغير الكردي، إذ تعرَّض لمحاكمة، قبل قرابة ثلث فرن، وأي محاكمة؟ ضمن حوادث متسلسلة، يمكن تعميمها بنسب مختلفة (الحادثة الثانية وقعت خلال صيف العام 1976.

لقاد تم توقيفي في 21 آذار من ذلك العام بسبب مسؤوليتي كناشر عن مجلة ناطقة باللغتين الكردية والتركية، فاتهمت “بالنـزعة الانفصالية” وسجنت في سجن أنقرة المركزي، بعد ذلك بفترة، علمت بهذا البيان الاتهامي ووقفت أمام محكمة امن الدولة، الشبيهة بالمحكمة التي منعت مؤخراً كتبي، لم أكن أتذكر يومها لا الشهر أو اليوم، بيد انه كان يوماً حارقاً من أيام صيف 1976.

كان جو القاعة الباطونية، الخالية من النوافذ من جوانبها الأربعة، جواً خانقاً مرعباً.

كنّا نرشح العرق المتصبب منّا بقطرات كبيرة.

كنت أنا نفسي “المتهم محمد أوزون” أرتدي قميصاً ذا أكمام قصيرة وسروالا كتانياً.

أما هيئة المحكمة المؤلفة من خمسة أشخاص عسكرييْن وثلاثة مدنيين فكانت مجبرة على ارتداء ملابسها الرسمية، من هنا، كان المدعي العام الذي عرفت فيما بعد انه كردي من منطقة “أغري” ومحامو الدفاع وأقربائي الذين جاءوا لحضور المحاكمة يتصببّون عرقاً.

وكجواب على بيان المدعي العام الاتهامي الذي لم يتجاوز الصفحتين، كنت دبجت جواباً يقع في 76 صفحة، محاولا فيه، أن اثبت بطريقة خرقاء وتافهة وجود الأكراد واللغة الكردية.

كانت أطروحة المدعي العام تتمثل في أن الأكراد كما لغتهم ليس لهم أي نوع من الوجود.

وأي شخص يدّعي عكس ذلك، يعتبر انفصالياً ويستحق العقاب، كان المدعي العام يفنّد حججه وهو ينظر مباشرة إلى عينيّ.

أما أنا، وبعد أن تلفظت ببعض الجمل بالكردية، فقلت له: “ها هي اللغة التي ترفض وجودها.

كذلك هي لغتي الأم.

هل فهمت شيئاً؟” كان من الطبيعي أن يرفض المدعي العام الإجابة وأن يعيد تلاوة حججه- انظر نص المقال، في موقع كيكا الالكتروني).
أخيراً مفتوحاً،ورغم أن الكلمة التي اقتبستها من الروائي الكردي طويلة نوعاً ما، ولكنني آثرت إيردها، رغم  طولها النسبي، لأسباب، منها، وجود علاقة بين من يتحدث عن نفسه، ولا يرى سواها، وأن الذي يتحدث إليه، لا يكون إلا الممتد في نظر الممركِز نفسه، وأن الآخر، وهو مغاير للآخر، بصورته السلبية، هو حاضر، وليس الآخر، وأن الكردي الممثّل الإكراهي لهذا الآخر البعيد المبعَد، والمتشكَّل: اسماً ومقاماً ونظام تفكير، وتكوين ذات، ووجود، وفق تصوري، ليس أكثر من شبح مطارَد من قبل الأول، طالما الأخير، يريد الاستئثار بحاضنة التاريخ، بمتروبوله، وأن يمضي مع توهماته الذاتية، حول أن كل شيء منه وإليه، والواقع ينفي ذلك، ولتكون المصيبة الكبرى، حين يكون بعضٌ يتحرك في ظل المتمركز على ذاته، من ذات طينة الآخر كردياً، أي أن كردياً يلغي كرديته، بإلغاء من يقاضيه، من ينفيه كينونة تامة، ليكون هو بدوره محكوماً بتوهم أنه هو كذلك، في مقام الآخر، وهو ليس سوى (الكلب) الذي يتحرك في ظل العربة، متوهماً أن ظل العربة ظله، وهذا ما يمكن تذكره باستمرار، حين يقتدي أي كان، بمن يريد محقه، محوه، بإلغائه : اسماً وزمرة دموية، وصوتاً، أن يكون في صورة، يشكلها عدوه المعتبَر، والكردي نموذج صارخ هنا، ولعل ما يحدث راهنا، وكل لحظة زمنية، عاشها الكردي ،على مدى عصور وعصور، حيث كان دمه الكردي يستنزف باسم الكردي الكردي، لصالح اللاكردي، باسم جار يجورعليه، وهو متحكم به في بيته، أو يسفكه المستحل بيته، ومستعديه، كل لحظة زمنية هي راهن مفتوح للكردي، كما هو المرئي والمسموع والمقدَّر في لعبة الجيران المميتة، اللعبة التي تنص على ضرورة بقاء الكردي دون الكردي، استمراره الخاتم الذي يهب القوة لكل من يضعه في إصبعه، لعل ما يحدث راهنا، كما قلت، هو الذي يشدد على ما يمكن للكردي أن يتنبه له، أن يدرك من يكون: فيما إذا كان ابن الكردي طوع كرديته، كما هو التركي في نسبه المستحدث، وكما هو العربي في نسبه الموجَّه، وكما هو الفارسي في نسبه المحروس، وفيما إذا كان الكردي سليل الكردي، وأن كرديه الأول قبل آلاف السنين، هو كرديه الأخير راهناً، أن المرفوض الأول فيه، باعتباره لا كردياً، هو كالمرفوض الأخير، باعتباره لا يمكن أن يكون كردياً كأوله، كما أن لا تاريخ له، حتى لو أن الميتانيين والميديين والحوريين وبطانة صلاح الدين والشداديين…الخ، شهِدوا على أن الكرد قوم، كغيرهم من الأقوام في التاريخ، ولهم حضورهم التاريخي، أن الإرهاني المستولد فيه، حديث ساعة الآخر: الخصم العدو، في تعدد أسمائه الجهوية، يصله بالإرهابي الأول منذ القدم، كما لو أن تجسيد الإرهابي، في أربعين مليون الكردي، اكتشاف الساعة، وكل ساعة ، حتى قيام الساعة، وأن ليس من زحزحة للإرهابي خارج زمرة دم الكردي، ونفَسه، ورائحة جلده، وحركة ظله، فأكون في صورة القائل، بالتالي: طوبى لمن يكون إرهابياً.
إنه درس الكردي للكردي ليعرف ما يعنيه الإرهاب الذي يتبلسه سراً أو علانية.
ما يتخلل خطاب الواعد بالأخوة اللاقومية، بالمسرحة في المشاعر هنا وهناك .
وهنا أستعيد ما قاله الروائي التركي الكبير أورهان باموق، في روايته الفذة (الثلج)، وعلى لسان إحدى شخصياته في نهايتها (قال منفعلاً : ” لا.

يصدقون من أجل أن يروا أنفسهم أذكياء، ومتفوقين، وإنسانيين، يريدون تصديق أننا محبّون ومضحكون، وسيُفهوننا بحالتنا هذه، أنهم يحبوننا…الخ – انظر الترجمة العربية، دار الجمل ، ألمانيا، ص444).
ربما هكذا يرسم الخطاب التلفيقي حدود دولته العملية، على الأرض، ليكون الكردي في الظل المتحرك للحدود، قبل الحدود، بين الحدودين، حدودياً يكون، حدودياً ينتهي.
إنها لحظة حاسمة في تاريخ كردي، يعتّم عليه كثيراً، ولكنه التاريخ الذي لا يركن بعيداً عن حدثه، وصنَّاع الحدث، من عل ٍ الآن، ومن يتطفل على الحدث.

لحظة ذي الوجدان الذي يقول لا للإرهاب الفعلي، أنى كان، ومهما يكن الذي يمثله واقعاً…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…