هل نسي مام جلال التاريخ؟

جان كورد
20.11.2007


 التاريخ العسكري لهتلر وجنرالاته وما آلوا إليه بعد سقوط النازية، يمكن أن يشجع الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي يسميه الكورد بمام (العم)، في وضع رأيه الشخصي جانبا، تجاه مسألة اعدام القادة العسكريين الاستخباراتيين العراقيين، في هذه الأيام التي تبدأ محاكمة جنرالات كمبوديا على جرائمهم ضد الإنسانية… وتوقيع قرار أعلى سلطة قضائية عراقية.
ولكن يبدو أن سيادة الرئيس العراقي منهمك في موضوع اجتذاب قادة البعث والجيش العقائدي المنحل إلى صف الحكم، ومعهم العديد من الإرهابيين الذين فجروا الأحياء والمساجد والأسواق والمستشفيات من الإسلاميين المتطرفين الذين يقتلون الناس على الهوية المذهبية والطائفية والقومية و”رجال المقاومة!” من أمثال عزت إبراهيم الدوري والخزرجي وغيرهما..

وهذا يعني أن ليس هناك وقت لقراءة التاريخ في القصر الجمهوري لمقارنة بسيطة بين جنرالات أدولف هتلر الذين كانوا يفضلون الانتحارعلى أثر فشلهم في امر ما ويتامى صدام حسين المشنوق، هؤلاء الذين كانوا يدخلون قفص محاكمتهم دون أن يبدو الأسف في وجوههم على ما فعلوه أثناء تواجدهم في السلطة، وكانوا مهتمين باظهار زيهم العربي من دشداش وعقال في أروع وأبهى زينة أمام كاميرات التلفزيون، دون أن يخجلوا لما ارتكبوه من جرائم وللحال التي صاروا فيها بعد الهزيمة في عدة حروب متتالية: الحرب على شعب كوردستان، والحرب على الجارة ايران، والحرب على الكويت الشقيق…ثم “مقاومتهم العظيمة للاحتلال الأمريكي بشهادة الصحاف وزير إعلامهم التاريخي!!!”.
أقول ثانية: إن قراءة التاريخ مفيدة للمجلس الرئاسي العراقي وغيره من الذين يكتبون الرسائل للحكومة الدانماركية مؤكدين فيها على أن جنرالات صدام كانوا مجرد أناس أطاعوا فرعونهم، فقط لاغير … وليس مهما جدا معاقبتهم على ما ارتكبوه… وكأنهم لم يقرأوا يوما ما فعله الله تعالى بفرعون وهامان و”جنودهما”…  
بعض المؤرخين يشددون على أمر هام في تاريخ الرايخ الثالث الألماني، حيث يرون بأن الجنرالات الألمان لم يكونوا الطامحين إلى الحرب، بل كان هتلر هو الراغب في ذلك، وكان يلقى مقاومة من بعضهم في سياسته ومخططاته وتوجهاته، وأن القادة المجرمين الكبار الذين ساندوه وآزروه لم تكن لديهم الشجاعة الكافية لخوض حرب (مثل غورينغ)، أولم تكن لديهم القوة الكافية لاقناع الآخرين (مثل هيملر) ،أومجرد اتباع يبحثون عن سيد لهم (مثل غوبلز) الذي ورد في يومياته بأن الظنون كانت تساوره هو أيضا بصدد الخطط الحربية لزعيمه أدولف هتلر…
إن تحميل الألمان وحدهم في معاهدة فرساي وزر الحرب العالمية الأولى كان مغضبا جدا للجنرالات الألمان حتى قبل ظهور الحزب النازي وزعيمه الناري هتلر، وكانوا بحاجة ماسة إلى من يفسخ تلك المعاهدة الدولية، وبتألق نجم هتلر وجدوا فيه من يبحثون عنه، وتحقق لهم النصر بخروج ألمانيا من أزمتها الاقتصادية لعام 1929 وانخفاض نسبة البطالة بشكل ملحوظ وتحول ألمانيا إلى قوة أوربية عملاقة وبعد أن تم “اعادة النمسا إلى الحضن الألماني”… ولكن الجنرالات كانوا يتخوفون في الوقت نفسه من أن يجر أدولف هتلر جيوشهم إلى كوارث حقيقية …
عندما وضع هتلر خطته في عام 1938 لغزو تشيكوسلوفاكيا تلقى مقاومة قوية من لدن قادة جيشه، إذ تكونت مجموعة من ضباط الأركان، كان الناطق باسمها الجنرال الركن لودفيغ بيك، هذا الضابط الشجاع الذي لايشك أحد باخلاصه للجيش الألماني… قرر أن يصارح رئيسه في القيادة العسكرية والزعيم القائد بأن غزو تشيكوسلوفاكيا يعني تدمير ألمانيا، فوافقه على ذلك أالجنرال الأعلى براوخهيتش في حين رفض هتلر مخاوف الجنرال لودفيغ بيك رفضا قاطعا، فاضطر الجنرال إلى الاستقالة من منصبه، وعين بدلا عنه قائد الجيش في ولاية بافاريا عام 1938 الجنرال فرانز هالدير الحاصل على أعلى جائزة للشجاعة من قبل…
وبمجرد أن وجد الجنرال فرانز هالدير نفسه وسط القادة العسكريين القادرين على عمل شيء ما ضد تهور هتلر وحزبه العقائدي، فإنه اتفق مع مجموعة من الجنرالات مثل أرﭭين فون ﭭيتسليبن والﮔراف بروكدورف آليفيد اللذين كانا من مجموعة الجنرال المستقيل لودفيغ بيك على أن تضرب قوات الحرس في برلين وﭘوتسدام ضربتها بالسيطرة على العاصمة برلين وتعتقل أدولف هتلر، حال مباشرته بالحرب، ومن ثم اقامة نظام برلماني في البلاد يحميه الجيش باخلاص، وكانوا قد اتصلوا سرا بالحكومة البريطانية، إلآ أن رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين لم يشأ التعاون معهم لتعاظم مخاوفه من انتقام هتلر في حال فشلهم، والفرنسيون في ظل حكومة دالادير كانوا يخافون القوة المتعاظمة لادولف هتلر أيضا…
حقق هتلر نجاحا في اتفاقية 29/9/1929 مع تشامبرلين البريطاني، دالادير الفرنسي، والدكتاتورالايطالي موسيليني، بمدينة موينشن الألمانية (ميونيخ) على ضم منطقة بوهمى إلى ألمانيا ، مما أدى انتصاره الديبلوماسي هذا إلى افشال خطة الجنرال المستقيل لودفيغ بيك والجنرال فرانز هالدير للتخلص منه…
ونعلم أيضا أنه في شتاء عام 1939 عندما شن النازيون الحرب على بولونيا وشرعت العصابات المجرمة تحت أمرة الجنرال هيملر في القضاء المبرم على اليهود وعلى خيرة ضباط الجيش البولوني وشرائح معينة من المجتمع والاقتصاد والثقافة البولونية، فإن بعض الجنرالات الألمان المعارضين لتلك السياسة قد اعتقلوا رؤوس هذه العصابات الدموية وقدموهم للمحاكمة العسكرية، إلا أن هيملر اتصل فورا بزعيمه هتلر الذي سرعان ما تدخل وأفشل خطة الجنرالات.
بعد خرق هتلر للهدوء على الجبهة الغربية لألمانيا وهدد السلام مع هولاندا وبلجيكا وأرعب الفرنسيين أيضا، قرر قائد أحد الجيوش في تلك الجبهة، الجنرال الركن فرايهير فون هامرشتاين دعوة زعيمه هتلر إلى مقر قيادته العسكرية لاعتقاله والتخلص منه بدون محاكمة، إلآ أن هتلر رفض الدعوة في آخر لحظة ونجا بذلك من الفخ المعد له باحكام ودقة.
كلما توسعت امبراطورية هتلر الدموية ازدادت مخاوفه من ثورة الجنرالات عليه فشرع في كسب ودهم وتأييدهم باغداق النياشين والرتب والأموال والمناصب عليهم، ففي 19/7/1940 ، بعد ان حققت جيوشه الغازية انتصارا على النرويج شمالا وعلى الجبهة الغربية أيضا، كرّم 12 جنرالا في يوم واحد برتبة مارشال جنرال، ومن بينهم فون فيتسليبن، فون رايشناو، فون بروخهيتش، فون كلوﮔى و كايتل… كما رفع من رتبة هالدير وغودريان وهوﭘنير وفروم وآخرين…
في عام 1944 قرر هتلر مشاهدة البذلات العسكرية الجديدة في مقطورة قطارعسكري، فوضع بعض جنرالاته خطة لتصفيته أثناء تلك الزيارة، إلا أن الحظ أسعفه، حيث تم قصف المقطورة من قبل طائرات الحلفاء واحترقت تماما في الليلة التي سبقت زيارة هتلر…
حاول الجنرال هينينغ فون تريسكوف، قائد الجيش في جبهة سمولينسك الشرقية، اغتيال أدولف هتلر عدة مرات، ولكن محاولاته باءت كلها بالفشل…
في 13 آذار 1943 زار هتلر أحد قواده المخلصين في الجبهة الشرقية المارشال هانز فون كلوﮔى، فبعث الجنرال فون تريسكوف أحد ضباطه المخلصين (الملازم فابيان فون شلابريندوف) ومعه صندوق متفجرات على أن الصندوق يحوي زجاجات كونياك للزعيم هتلر، وكان قد خطط الجنرال أن ينفجر الصاعقان في الصندوق في الجو بالقرب من مدينة مينسك أثناء عودة هتلر جوا إلى برلين، إلآ أن وجود الصندوق في الجزء الأدنى من الطائرة أضر بالصاعقين اللذين تجمدا ولم يتفجر أي منهما…
وبعد أن فشلت محاولة اغتيال هتلر الشهيرة في 20 /7/ 1941 من قبل الجنرال كلاوس غراف فون شتاوفنبيرغ، تلك المحاولة التي كان الجنرال المتمرد فون تريسكوف ضالعا فيها أيضا مع 22 جنرالا آخرين، ومن بينهم عمه الجنرال فون كلوﮔى والجنرال فون شتولب ناغلن أطلق فون تريسكوف النار على نفسه في الجبهة الشرقية قبل ان يقع في أيدي جهاز الغستابو الشهير بوحشيته وفظاعته، في حين جرع عمه السم وهو في طريقه من فرنسا إلى برلين، بينما فشل الجنرال فون شتولب ناغل في عملية الانتحار ففقد عينا له عندما أطلق على نفسه النار…
أمر هتلر باعدام أفراد هذه المجموعة (19 جنرالا وأدميرالا واحدا) إلا أن بعضهم انتحر بنفسه، مثل فون تريسكوف، شتيف، أوستر، هيرفورد… ووقع بعض الضباط غير المشاركين في عملية الاغتيال ضحايا اجرام هتلر وتابعه هيملر، ومنهم الجنرال هانز غراف فون سﭘوتني، احد أبرز قواد الجبهة الشرقية…
ومع هذا فإن المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب التي انعقدت بعد اندحار النازية في مدينة نورنبرغ الألمانية في الفترة (20/11/1945 – 11/4/1949) لم ترحم الجيش الهتلري وقواده ورجالات مخابراته وأجهزته القمعية وزعماء الحزب النازي، ولم تقل بأن هؤلاء كانوا مجرّد ضباط نفذوا أوامر الزعيم، كما لم يقل ذلك رب العالمين، سبحانه وتعالى، عندما أمر بالقضاء على فرعون وهامان وجنودهما بغرقهم جميعا في البحر…
تم في محكمة نورنبرغ محاكمة كل من :
– الحكومة الألمانية
– قيادة الحزب النازي
– قيادات المخابرات بأقسامها وتسمياتها المختلفة  (SS, SD, Gestapo, SA)
– قيادات الجيوش الألمانية
وذلك بتهم:
– التآمر على السلام العالمي  
– التخطيط والشروع والبدء بحرب هجومية
– الاجرام أثناء الحرب وخرق القوانين الدولية للحرب
– ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية
تولى المحكمة قضاة من دول الحلفاء على الشكل التالي:
– فرانسيز  آ.

بيدلى (الولايات المتحدة الأمريكية)
– أيولا  ت.

نيكيشينكو (الاتحاد السوفييتي)
– ألكسندر  ف.

ﭭولﮁكوف (الاتحاد السوفييتي)
– سير جيوفري لورنس (بريتانيا)
– نورمان بيركيت (بريتانيا)
– هنري دونيديو دى ﭭابرى (فرنسا)
– روبرت فالكو (فرنسا)
وتشكلت النيابة العامة من :
– روبرت ه.

جكسون (الولايات المتحدة الأمريكية)
– رومان آ.

رودينكو (الاتحاد السوفييتي)
– سير هارتلي شاوكروس (بريتانيا)
– فرانسوا دى مينثون (فرنسا)
وهذا يعني أن محكمة نورنبرغ لم تكن شكلية وانما مدروسة بعناية ومقبولة دوليا ولم تصدر عنها أحكامها جزافا أو بصورة مغايرة لأحكام القوانين الدولية، سواء في مجال المحاكمات بسبب الحرب أو بسبب الجرائم ضد الإنسانية…
تم محاكمة عدد كبير من مجرمي الحرب الألمان، مدنيين وعسكريين ورجال مخابرات وموظفي دولة وحزبيين، ولم تفرق بينهم المحكمة بسبب رتبهم العسكرية أو مدى طاعتهم للزعيم أو بسبب أعمارهم، لأنهم كانوا متنفذين مخلصين لأوامره في الدولة والجيش وأجهزة القمع النازية… والذين تم تقديمهم إلى محكمة نورنبرغ هم:
الدكتور هيرمان غورينغ، رودولف هيس، فيلهلم كايتل، أرنست كالتنبرونر، آلفريد روزنبيرغ، هانس فرانك، الدكتور فيلهملم فريك، يوليوس شترايشر، فالتر فونك، هيالمار شاخت، كارل دونتز، اريش ره ده ر، بالدور فون شيراخ، آلفريد يودل ، فرانس فون ﭘابن، آرثور سليس – انكورات، آلبرت سﭘير، كونستانتين فون نيورات، هانز فريتش…
وهناك من المتهمين من انتحر قبل المحاكمة، وهم: روبرت ليى، غوستاف فون بولين ، هالباخ، في حين تمت محاكمة مارتين بورمان غيابيا لاختفائه وهروبه…
ومن القادة البارزين الذين تم الحكم عليهم بالاعدام، دون اعتبار النظر لوظيفتهم أو رتبهم العسكرية:
– فرانس هانز ( من مواليد 22 /5/1900 )  أعدم في 16/10/1946 نتيجة ادانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
– هيرمان غورينغ (من مواليد 12/1/1893) انتحر بالسم في حجرة معتقله قبل اعدامه بساعتين، وكان قد أدين بكل الجرائم الموجهة لزملائه.
– أرنست فريدريش ساوكل (من مواليد 27/10/1894) أعدم أيضا في 16/10/1946 لادانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
– الدكتور ارنست كالتنبرونير (من مواليد 4/10/1903) أعدم مثلهم في 16/10/1946 لادانته أيضا     بجرائم حرب وجرائم  ضد الإنسانية.
– الدكتور آرثور سايس- أينكورات (من مواليد 22/7/1892) أعدم كذلك في 16/10/1946 لادانته بجرائم تخطيط وتدبير وتنفيذ حرب هجومية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
والصور المنشورة تثبت بأن اثنين على الأقل من هؤلاء المجرمين الكبار الذين حكم عليهم بالاعدام كانوا ضباطا برتب عالية، ويجدر بالذكر أنهما كانا من أشد المخلصين لزعيمهم الدموي وكانوا مجرد متنفذين مثل الفريق الركن العراقي هاشم سلطان وأقرانه ، أعوان صدام المطيعين المخلصين، الذين يحاول المجلس الرئاسي العراقي انقاذ أعناقهم من حبل الإعدام، لتحقيق مآرب سياسية ومن وراء ذلك وللحفاظ على السمعة الشخصية كرافضين لحكم الاعدام، وذلك بعد أن حكمت عليهم محكمة عراقية مدنية حسب القانون العراقي بالاعدام شنقا حتى الموبت وصادقت على القرار أعلى السلطات القضائية العراقية، وكأن هذا المجلس الرئاسي فوق القانون ولايعترف بعدالة ونزاهة القضاء العراقي، أو لاتؤمن بشريعة العين بالعين والسن بالسن…
فأين استقلالية القضاء في الدولة الديموقراطية وأين العدالة تجاه مئات الألوف من ضحايا هؤلاء المجرمين؟ وأين مقارنة وضعهم بوضع القادة العسكريين الذين تفانوا في الاخلاص العسكري لهتلر ولم ينفعهم إخلاصهم ذاك أمام محكمة نورنبرغ، في حين أن الخزرجي وهاشم سلطان والسامرائي وكل مجرمي نظام صدام يحظون برحمة من لدن مام جلال وأعضاء مجلسه الرئاسي؟…
فهل تذهب دماء أطفال حلبجة هباء لأن هاشم سلطان وغيره كانوا مجرد مخلصين متنفذين لأموار صدام حسين؟ إذن فليدعوهم يعودون إلى بيوتهم ليحتضنوا أولادهم وليقضوا عطلات الصيف في جبال كوردستان بالقرب من مقابر حلبجة؟

إنها الحرية والديموقراطية العراقية في أجمل تجلياتها… حرية القتل الجماعي دون عقوبة تناسب حجم الجريمة…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…