نـوري بـريـمـو
المتتبّع لمجريات الأحداث السياسية المداهمة للعديد من بلدان شرق أوسطنا وخاصة للبنان الذي بات ساحة صراع إقليمي مفتوح الأبواب على كافة الاحتمالات…!؟، يلاحظ بأنه منذ أن تم اتخاذ قرار التمديد القسري لولاية ثالثة للرئيس أيميل لحود الذي يبدو أنه ينوي مخالفة الدستور من جديد لا بل قد يعطي الحق لنفسه الأمّارة بالرئاسة الأبدية ويطالب بولاية رئاسية رابعة رغم عدم رضى غالبية اللبنانيين…!؟، منذ ذلك اليوم دخل لبنان في خضم مشهد سياسي أشبه ما يكون بمسلسل درامي طالَت وقد تطول حلقاته إلى أجل غير مسمى حتى ولو طال بمشاهده المرعبة وبنهايته المجهولة أمن واستقرار ونظام الحكم الفدرالي في البلد…،
المتتبّع لمجريات الأحداث السياسية المداهمة للعديد من بلدان شرق أوسطنا وخاصة للبنان الذي بات ساحة صراع إقليمي مفتوح الأبواب على كافة الاحتمالات…!؟، يلاحظ بأنه منذ أن تم اتخاذ قرار التمديد القسري لولاية ثالثة للرئيس أيميل لحود الذي يبدو أنه ينوي مخالفة الدستور من جديد لا بل قد يعطي الحق لنفسه الأمّارة بالرئاسة الأبدية ويطالب بولاية رئاسية رابعة رغم عدم رضى غالبية اللبنانيين…!؟، منذ ذلك اليوم دخل لبنان في خضم مشهد سياسي أشبه ما يكون بمسلسل درامي طالَت وقد تطول حلقاته إلى أجل غير مسمى حتى ولو طال بمشاهده المرعبة وبنهايته المجهولة أمن واستقرار ونظام الحكم الفدرالي في البلد…،
حيث عاش اللبنانيون مجريات وأحداث هذا المسلسل على مدى ثلاث سنوات مكتظة باللقاءات والمشاورات الماراتونية حيناً وبالقطيعة والعطالة السياسية أحياناً وبالملاسَنة الإعلامية واللا توافق بين الفرقاء في أحيان أكثر…!؟.
فسباق الرئاسة في لبنان قد أضحى شبيهاً بمباراة كرة قدم انتهى وقت شوطيها الأساسيّين وقد تجاوز فريقيها للشوطين الإضافيين أيضا ولم يسجل أي فريق هدف الرجحان الذهبي أي الفوز بكرسي الرئاسة…!؟ وفي هذه الحالة ليس أمام فريقي الأكثرية والموالاة سوى الاحتكام إلى تبادل ركلات الجزاء الترجيحية التي قد تحسم نتيجة هذه المباراة التي يبدو أنها صارت بلا نهاية…!؟ والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لا بل يشغل بال المهتمين بالشأن اللبناني هو : هل من المعقول أن يلجأ أحد الفريقين إلى تحريض جماهيره ضد الفريق الأخر حينما يشعر أو يباغته أي إحساس بالخسارة أو الهزيمة…؟!، وهل سيختار أي فريق من ربّان الملعب اللبناني الصاخب إلى افتعال هبة شعبية أو بالأحرى فتنة تحريضة شعوبوية أشبه ما تكون بشغب الملاعب الذي ينجم عنه في العادة تراشق بالحجارة وتعارك بين المتفرجين وضرب للحكام واعتداء على اللاعبين وتحطيم للمدرجات وتكسير للكراسي وحرق الرايات والأعلام و…الخ، ما قد يُدحرج بالبلد إلى أتون مشاغبات شارعية يتبعها تدخلات عسكرية مكلفة قد يدفع فاتورتها شعب لبنان بكافة أعراقه وأديانه وطوائف…؟!.
وبهذا الصدد…، يمكن اعتبار قرار تأجيل جلسة البرلمان اللبناني التي كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، والتي كان من المزمع انعقادها يوم الأحد الماضي 11 ـ 11 ـ 2007م إلى اللحظات الحرجة أي إلى ما قبل الموعد الدستوري لانتهاء الولاية الرئاسية بيومَين فقط…!؟، الشاهد الأكثر دلالة على أنّ اللقاءات قد وصلت إلى دروب شبه مسدودة وأنّ المسألة أمست لعبة وقت وتسويف ليس إلا….!؟، ما يعني أنّ الخيارات الدبلوماسية أثبتت فشلها وأنّ أي توافق بين الفريقين المختلفين لم يحصل حتى الحين وأنّ لبنان برمته سوف يشهد عدّاً عكسياً يمتد لعشرة أيام ساخنة وحساسة ومحرجة لأبعد الحدود…!؟، فقد تتسارع الأحداث وقد تأخذ مساراً حدياً لا بل عنفياً، وقد تطغى على الساحة نمطية اجتماعات اللحظة الأخيرة التي تجري في العادة على عجالة حيال هكذا حالات مستعصية ولا تخلو من إمكانية حصول انفعالات وخروقات ملفتة من قبل هذا الطرف اللبناني أو ذاك وعلى هذا الصعيد الإقليمي أو ذاك المحفل الدولي…!؟، في حين تشير غالبية الدلائل إلى أنّ المعارضة سوف لا بل قد بدأت تدعم الرئيس لحود علناً وقد تحاول دفعه وتحريضه ليقدم على خلق مفاجأة عبر خرق الأجواء من قصره في بعبدا بإصدار فرمان رئاسي يفرض أحكام خاصة أشبه ما تكون بالعرفي أو بحالة طوارئ تقضي بتشكيل حكومة انتقالية موالية له وتطالب بإجراء انتخابات نيابية جديدة ومبكرة، بعد أن يكون قد تم الإعلان من طرف واحد بحل فوري لحكومة الأكثرية أي لحكومة السيد فؤاد السنيورة الذي سوف لن يقبل البتة بهكذا فرمانات غير شرعية قد تصدر عن الرئيس لحود المنتهية ولايته بعد الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري…!؟، ما قد يسوق ذلك بالمطلق إلى إدخال لبنان في دوامة حقيقية من الفوضى السياسية والفلتان الأمني أو التدخلات الإقليمية المتربصة على التخوم والأبواب أو التدخل الخارجي من قبل الأسرة الدولية بطلب من الأكثرية النيابية لإنقاذ البلد من السقوط في مستنقع هاوية الاحتراب الداخلي التي تعني الحرب الأهلية إن صح التعبير وإن جاز أهل لبنان بذلك الخيار المصيري الصعب والضار بالجميع.
===========
* سياسي من كوردستان سوريا.
12 ـ 11 ـ 2007م
فسباق الرئاسة في لبنان قد أضحى شبيهاً بمباراة كرة قدم انتهى وقت شوطيها الأساسيّين وقد تجاوز فريقيها للشوطين الإضافيين أيضا ولم يسجل أي فريق هدف الرجحان الذهبي أي الفوز بكرسي الرئاسة…!؟ وفي هذه الحالة ليس أمام فريقي الأكثرية والموالاة سوى الاحتكام إلى تبادل ركلات الجزاء الترجيحية التي قد تحسم نتيجة هذه المباراة التي يبدو أنها صارت بلا نهاية…!؟ والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان لا بل يشغل بال المهتمين بالشأن اللبناني هو : هل من المعقول أن يلجأ أحد الفريقين إلى تحريض جماهيره ضد الفريق الأخر حينما يشعر أو يباغته أي إحساس بالخسارة أو الهزيمة…؟!، وهل سيختار أي فريق من ربّان الملعب اللبناني الصاخب إلى افتعال هبة شعبية أو بالأحرى فتنة تحريضة شعوبوية أشبه ما تكون بشغب الملاعب الذي ينجم عنه في العادة تراشق بالحجارة وتعارك بين المتفرجين وضرب للحكام واعتداء على اللاعبين وتحطيم للمدرجات وتكسير للكراسي وحرق الرايات والأعلام و…الخ، ما قد يُدحرج بالبلد إلى أتون مشاغبات شارعية يتبعها تدخلات عسكرية مكلفة قد يدفع فاتورتها شعب لبنان بكافة أعراقه وأديانه وطوائف…؟!.
وبهذا الصدد…، يمكن اعتبار قرار تأجيل جلسة البرلمان اللبناني التي كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، والتي كان من المزمع انعقادها يوم الأحد الماضي 11 ـ 11 ـ 2007م إلى اللحظات الحرجة أي إلى ما قبل الموعد الدستوري لانتهاء الولاية الرئاسية بيومَين فقط…!؟، الشاهد الأكثر دلالة على أنّ اللقاءات قد وصلت إلى دروب شبه مسدودة وأنّ المسألة أمست لعبة وقت وتسويف ليس إلا….!؟، ما يعني أنّ الخيارات الدبلوماسية أثبتت فشلها وأنّ أي توافق بين الفريقين المختلفين لم يحصل حتى الحين وأنّ لبنان برمته سوف يشهد عدّاً عكسياً يمتد لعشرة أيام ساخنة وحساسة ومحرجة لأبعد الحدود…!؟، فقد تتسارع الأحداث وقد تأخذ مساراً حدياً لا بل عنفياً، وقد تطغى على الساحة نمطية اجتماعات اللحظة الأخيرة التي تجري في العادة على عجالة حيال هكذا حالات مستعصية ولا تخلو من إمكانية حصول انفعالات وخروقات ملفتة من قبل هذا الطرف اللبناني أو ذاك وعلى هذا الصعيد الإقليمي أو ذاك المحفل الدولي…!؟، في حين تشير غالبية الدلائل إلى أنّ المعارضة سوف لا بل قد بدأت تدعم الرئيس لحود علناً وقد تحاول دفعه وتحريضه ليقدم على خلق مفاجأة عبر خرق الأجواء من قصره في بعبدا بإصدار فرمان رئاسي يفرض أحكام خاصة أشبه ما تكون بالعرفي أو بحالة طوارئ تقضي بتشكيل حكومة انتقالية موالية له وتطالب بإجراء انتخابات نيابية جديدة ومبكرة، بعد أن يكون قد تم الإعلان من طرف واحد بحل فوري لحكومة الأكثرية أي لحكومة السيد فؤاد السنيورة الذي سوف لن يقبل البتة بهكذا فرمانات غير شرعية قد تصدر عن الرئيس لحود المنتهية ولايته بعد الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري…!؟، ما قد يسوق ذلك بالمطلق إلى إدخال لبنان في دوامة حقيقية من الفوضى السياسية والفلتان الأمني أو التدخلات الإقليمية المتربصة على التخوم والأبواب أو التدخل الخارجي من قبل الأسرة الدولية بطلب من الأكثرية النيابية لإنقاذ البلد من السقوط في مستنقع هاوية الاحتراب الداخلي التي تعني الحرب الأهلية إن صح التعبير وإن جاز أهل لبنان بذلك الخيار المصيري الصعب والضار بالجميع.
===========
* سياسي من كوردستان سوريا.
12 ـ 11 ـ 2007م