للكرد (أصدقاء سوى الجبال)

توفيق عبد المجيد 

يوماً بعد يوم يزداد الاهتمام الدولي الملحوظ والملموس بقوة بالقضية الكردية ، ويوماً بعد آخر ينضم إلى النادي المناصر للقضية الكردية أعضاء جدد ، فتتوسع رقعة الجغرافيا العالمية المدافعة بموضوعية عن هذا الشعب المبعثر ، عن هذه القضية العادلة ، عن حقه الطبيعي الذي ضمنته الشرائع السماوية ، والقوانين الأرضية الوضعية كباقي شعوب هذه الأرض وأممها في أن تعيش بحرية وكرامة فوق أرضها التاريخية التي عبثت بها الأطماع الاستعمارية ، وجزأتها المصالح الدولية ، كما ينضاف إلى نادي المناصرين وجبهتهم أصدقاء جدد ، ليزداد هذا الصف تراصاً وقوة وإيماناً بعدالة هذه القضية ، وحتمية انتصارها .
فللمرة الأولى يصدر بيان عالمي من مدينة زيوريخ السويسرية يساند الشعب الكردي لينال حقوقه المشروعة ، ليعترف بحق هذا الشعب في تقرير مصيره ، وللمرة الأولى ينبري (الفرسان الثلاثة) – وليسمح لي الأستاذ نديم يوسف أن أقتبس منه هذه التسمية – الذين ينتمون إلى جغرافية آسيا وأفريقيا ، من أقصى الشرق ، من تونس الخضراء ، إلى الأردن ، إلى العراق ، إلى فلسطين ، ابتداء بموقعي البيان العالمي ، الدكتور منذر الفضل الباحث والأكاديمي القانوني العراقي ، وعميد كلية الحقوق بجامعة الزيتونة في الأردن سابقاً ، والدكتور شاكر النابلسي الأمين العام لمنظمة الدفاع عن حقوق الأقليات والمرأة في الشرق الأوسط ، والمفكر التونسي العفيف الأخضر ، ومروراً بالدكتور أحمد أبو مطر ، والشاعر الفلسطيني جورج كتن ، والكاتب الأمازيغي سعيد بلعربي ، والمصري رجائي الفايد ، وآخرين عندما قال (الفرسان الثلاثة) بصريح العبارة في بيانهم العالمي : (نحن الموقعين على هذا البيان، ننادي جميع منظمات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي، وفي العالم كله، وخاصة منها منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن، وكذلك مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بأن تقوم قوْمة رجل واحد، احتجاجاً على انتهاك حقوق كُرد سوريا، بما فيها حقهم في تقرير المصير) .
وللمرة الأولى يتم التوافق العالمي الذي يسمح بموجبه للأمم المتحدة بحق التدخل الإنساني في الدول التي تضطهد شعوبها وأبناءها ، وبقيت الأنظمة الشمولية وحدها تعاكس الإرادة العالمية وتتمترس بمفردها خلف  بند أو أكثر من بنود ميثاق الأمم المتحدة التي حررت قبل أكثر من خمسة عقود ، وهو حق السيادة الذي يحافظ على وحدتها ولو على أشلاء واضطهاد الشعوب المكونة لدولها ومصادرة حقوقها القومية والإنسانية منها على الأقل ، وقد عبر الكاتب صالح قلاب عن هذه الذرائعية للأنظمة الشمولية بقوله : (إذا كان الحفاظ على وحدة الدول المعنية، وهي العراق وإيران وتركيا، يقتضي اضطهاد الأكراد ومصادرة حقوقهم وعدم الاعتراف بهويتهم القومية والثقافية وبحقهم في الاستقلال فلتذهب هذه الوحدة إلى الجحيم) .

                       
ثم كان اللقاء الكردي الأمريكي في الثاني من آب 2007 عندما عقد مؤتمر صحفي لجمعية الصداقة  الكردستانية الأمريكية وفي الكونغرس الأمريكي ليعطي مزيداً من الدعم والزخم للقضية الكردستانية ، وليكون الاهتمام بالقضية الكردية والكردستانية من أولى مهام هذا اللقاء  وورد ذلك بصريح العبارة عندما طرح هذا المؤتمر (مسألة الاهتمام بالقضية الكردية في جميع أجزاء كردستان.

وبين المؤتمرون أن الشعب الكردي قد لاقى تجاهلا كاد أن يكون تاما بعيد الحرب العالمية الأولى وإلى الأمس القريب.

وأكدوا على أن الجمعية ستسعى إلى كسب الرأي العام الأميركي إلى جانب القضية الكردية والاهتمام بها)
فتحية إلى الدبلوماسية الكردية النشطة التي استيقظت من سباتها الطويل ، وأزاحت عنها تراكمات الأعوام الطويلة لتضع القاطرة الكردية  بعد كل سنين العذاب والاضطهاد ، على سكتها الصحيحة ، وتحية إلى كل المدافعين بصلابة عن الشعب الكردي وقضيته العادلة التي ستكلل بالانتصار الحتمي في القرب العاجل والمستقبل المنظور .

             
في 10/8/2007

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…