لا لم و لن تصل الرسالة إلا بمثولك أمام العدالة

  محمد حمة خورشيد

الله يعلم بأني لا أريد أن ادخل في سجال لكنك حينما تلوي عنق الحقيقة يا سيد جرمكة اضطر إلى الرد ، أنت تعرف انأ لست أخوك بيننا الشطآن والخلجان و انهار من الدماء ، أقول لك نهار تقول لي ليل أقول لك ابيض تقول لي أسود أقول لك هذه صورتي تقول لي انك متخفي أقول لك نحن ضحاياك تتكلم عن مادونا و عادل إمام أخوك بيننا الشطآن والخلجان و انهار من الدماء
اقول لك كنت مع جرائم النظام السابق تقول لي عن اقتصاد جزر الواقواق ، انتهى زمن الاتهامات الجاهزة و التخوين بدون مستمسكات ، أنتهي زمن الهروب للأمام رضيت أم أبيت الطالباني و البارزاني و أوجلان هم زعماء و قادة الأكراد نتشرف بهم ، لا تعلق مشاكلك و ماضيك بشماعة هذا و ذاك و تتعلق بتلابيب الناس ، الذي يصدقك إما متواطئ معك أو ساذج أو مستفيد ، و الذي لا يصدق ليسأل الاتحادات و الجمعيات و النقابات الكردستانية بل المثقفين الأكراد ، نحن لسنا مصابين بعمي الألوان يا سيدي يا فيلسوف زمانه في الاقتصاد و السياسة و التاريخ و الجغرافية و الفن و الرقص و مشتقاتها ، القائد عبدا لله أوجلان هو اقرب الناس إلينا نحن التقدميون ، وهو بطل شعب ناضل و قارع الفاشية التركية ، و كان يحارب أمثالكم من حراس القرى أيتام الجيش التركي ، و لا يشرفه أن يمدحه أمثالكم و وراءه ملايين الأكراد و آلاف الشهداء و المعذبين و المحرومين ، و أنت تعرفني جيدا و سجنتني أيام معلمك و ولي نعمتك المقبور ، و لم أقول مثلك بأني كاتب و لا كتيب ، و لكني في ردي أو مداخلتي على مقالة السيد استا سابر ، كان مجرد تعبير عن آلامي و آلام المئات من ضحاياكم ، و ثق حينما أتذكر تصرفاتك و معاناتنا و اقرأ مقالاتك ، أصبح أكبر كاتب و تأتيني التعابير و ألعن الزمان ، علما بأني لم أتعلم الكتابة من خلال كتابة التقارير ، بل كنت طالبا مثلك في الكلية و بمشقة أنهيت دراستي فمن حقي أن اعبر عن خلجاتي و لا تستطيع أن تمنعني أنت و لا سادتك ، و لم أتعرف يوما في حياتي مع ضباط الأمن و الاستخبارات و المخابرات من خلال الليالي الملاح و عندكم التفاصيل ، و انأ كردي عراقي وطني تقدمي رفعت السلاح بوجه أمثالكم ، ومن عائلة فقيرة كادحة لم نكن نملك قوت يومنا ، كنت اعمل اثناء العطل لأستطيع مساعدة عائلتي وأكمل دراستي بشق الأنفس ، و لم احضر إلى الكلية بالسيارة و بالمسدس ، و مع هذا كنتم تحرموننا و تشتموننا و تتهموننا بسبب أو دون سبب و حينما كنا نراكم نغادر مطعم الجامعة خوفا و حذرا ، و كانت اتهاماتك لنا كانت مبنية مجرد الشك لتحصل على حظوة لدى حزبك العفلقي النازي ، و العتب ليس عليك بل على البعض “و أكرر البعض” من أصحاب المواقع  ومنهم  القائل لي في رسالته يوم 11/3/2007 و الذي امتنع عن نشر مداخلتي لأسباب لا أجهلها و لكنه نشر ردك و وراء الأكمة ما وراءها أليس من أخلاق المهنة و شرفها أن يحجب صاحب الدكان ردود الطرفين و ليس طرف واحد، ويقول السيد صاحب الموقع: (وفي معتقدنا أن موضوع (الجاش) قد انتهى ومنذ فترة طويلة وأن ظروفاً كانت تحيط ببعض العشائر والشخصيات أجبرتها على العمل مع النظام البائد وإن المصالحة الكردية – الكردية دفنت ثقافة الانتقام …) – انظر المعتقد يختلف عن الاعتقاد أي دينيا و شرعا عن طريق الأيمان جرى التنازل عن حقوقنا و دمائنا – ، من أنت  بأي منطق و دين أو معتقد تقرر من تعفوا و من تحاسب ، و لكننا نكفر بمعتقدك و بذلك الدستور أو الشرعة أو العقيدة التي لا تحقق العدالة و ترفع شعار عفا الله عما مضى بعد هذه الأنهار من الدماء ، و تجعل دماء ذوينا ماء و ممتلكاتنا هباء منثورا لتذهبت مع الريح الى جهنم ، من خولك يا صاحب الموقع ان تتكلم باسم الضحايا و اكرر انت جالس ورجلك بالشمس ، المفروض بك التفرغ لمشاكل و تعريب أهلنا و شعبنا الكردي في سوريا أن كننت صادقا .


يا سيدي: نحن لم نطالب بالأنتقام بل نريد تحقيق العدالة وان لدماء ذوينا حرمة ، أنت إن عفيت بشار الأسد و والده و حزبهما و تنازلت عن أراضي الأكراد التي جرى تعريبها ، و لكن هناك ألوف مؤلفة لا تتنازل عن حقوقها ، و أنا على ثقة لو كنت تعرف ماذا حل بأهلنا و ذوينا على يد هؤلاء لكان ضميرك “و لا ادري درجة ضميرك و لكن كحس إنساني أقول و أرجو أن لا يكون ضميرك مثل ضمير الذي تدافع عنه” يؤنبك مدى الحياة أنت و الآخرين الذين يبيضون وجوه الخونة تحت هذه الذريعة أو تلك ، لو لا حرمة المراسلات و كرامة القلم لكنت نشرت رسالتك ، و لكني احتفظ بالخصوصيات احتراما للمشاعر، واذا رغبت أوزعها على المنظمات و النقابات و الاتحادات العربية و الكردية .

  
أمثال السيد جمركة في الظاهر يديه نظيفتين ، فهو يحاول أن يدغدغ مشاعر بعض العراقيين ، لجعلها سكة للوصول إلى مآرب أخرى ، و هو القائل أي وسيلة إعلام نستطيع شراءها و التبرع لها ، دون أن يذكر من أين و كيف و ما هو المصدر ، ينسى بأن الشرفاء و وسائل الأعلام النظيفة لا تشترى بثمن ، و هي التي أسقطت النظام السابق بعد تعريته لا أمريكا ، لو كانوا يبيعون أقلامهم كان يبيعونها إلى النظام السابق الذي كان يدفع بسخاء و يكرم جحوشه و عملائه ، و قد يتهم المعني هذه الوسيلة أو تلك و يقول لسادته بأني كتبت كذا و كذا و دفعت مبلغا عند النشر ، و هذا ليس ببعيد لأن شقيقه كان يقطع رأس  الرعاة و الفلاحين و بقدمها للأمن على أساس ببشمه ركة مقابل 2500 دينار أبو الحصان و من ضمنهم  أقربائي ، و هو نفسه استولى مع أهله في بغداد على محلات و بيوت الأكراد الفيلية كما رواه لي زملائي في الجامعة من المتضررين بحجة حفظها من الحجز و لا زالت هذه الأملاك بذمة ذويه  .


الذي يسمعه كأنه يريد أن يفرج عن همومنا و يخفف أحزاننا ، و الذي يقرأ له يجد بأنه يريد أن يسلينا بمسك العصا من النصف ، و يتكلم عن الوطنية على طريقة كنت جاشا وطنيا (كما يصنفه و يزكيه صاحب الموقع الذي كتب لي الرسالة مهاجما و مدافعا) ، متصورا بأن العراق تستفحل مشاكله و تتوحش لياليه و تفقد الوطنية عذريتها إن توقف جاشنا عن الكتابة ، و يستمر في مسلسلاته الوطنية و يقول كنت أكل لحوم بشرية و أمصص العظام و أشرب الدم من أجل وحدة العراق ، بطريقة عشوائية يذكر أمورا أكبر من سيرة حياته ، و متشوقا إلى الأيام الخوالي و في نفسه حسرة ، و لكنه لا يعرف بأن هناك ألف عين و عين من الأخيار تراقبه و تنتظر ساعة القصاص ، و تضحك على بعض المواقع التي كشفت عن أجندتها الخفية .


سيدنا السابق هذا بين فترة و أخرى يحن إلى الماضي ، و يلعن في قرارة نفسه الأكراد الخونة الانفصاليين ، و يأتي إلى ضباط الجيش الملطخة أياديهم بالدماء و يقول لو لا الخيانة لأذاقوا الأمريكان والخونة هزيمة نكراء بهمة قائد الرمز ، متصورا بأن ذاكرتنا مثقوبة و عقولنا مخدرة و مهيأة لتبيض صفحة القتلة ، و استقبال تخريفات و تزييفات من هذا النوع ، و يريد أن يقنع الناس بمقالات شكلية و بحكايات المقاهي ، و لا زال مؤمنا بأن الشاطر هو من يحذق و يكرر لعبة الشرف و الوطنية ، كما كان يتاجر سيده باسم فلسطين و العروبة ، و الاثنين من مدرسة التي تقول بأن المشاكل و القضايا لا تحل إلا عن  طريق  المفسدة .


إن تطهير الذات لا يكون بتسويق المارقين بادعاءات كاذبة ، بل بإصلاح الذات من الداخل و تطهيرها من كل الشوائب ، و صفة الوطنية لا تلازم  أصحاب سبات الوقتي من الخيانة  ، و خاصة الذين تخطوا كل المعايير بشكل علني ، و لا زلت أصر على ما ذكرت في ردي السابق ، لكي لا نأخذ جريمة أهلك بجريمتك ، عليك أن تجاوب على كل الاتهامات ليتبين غير الصادق منا ، و هل انأ كنت آمر فوج 79 دفاع وطني إلى الرمق الأخير أم أنت ، و ما هي علاقة كلية الآداب بالأفواج إن لم تكن هناك خيانة ، و أرجو أن تكون صادقا مع نفسك قبل الآخرين .


 وختاما أقول شهداؤنا ترفرف أرواحهم و لا تستكين وتطالبنا بإحقاق الحق و لا يكون ذلك إلا بتحقيق العدالة ، شكرا لك لأنك علمتني الكتابة لأعبر عن معاناتنا والحياة تجارب .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…